رمضان عبد المعز: الاستخدام المفرط لكلمة الطلاق تعدي على حدود الله
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
كتب- حسن مرسي:
حذر الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، من التساهل في حدود الله والاستهتار بها، مؤكدًا على أهمية الالتزام بأداء الفرائض المقررة من قبله جل وعلا.
وأشار الشيخ عبد المعز خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، على شاشة dmc، إلى أن الكثير من الأفراد يستخفون بتطبيق حدود الله بحذافيرها، مما يؤدي إلى ضياع الحقوق وإحلال الفوضى والاضطراب في المجتمعات.
وأكد الداعية الإسلامي أن من مظاهر التهاون بحدود الله عز وجل هو التفوه بكلمة الطلاق دون تريث أو تفكير، حيث أصبحت هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ويُطلق البعض عبارات الطلاق جزافاً ودون وعي بعواقبها.
وذكر عبد المعز بالآية القرآنية الواردة في سورة الطلاق: "ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه"، وأن على الإنسان تحمل مسؤولية أفعاله والابتعاد عن الانتهاك والتجاوز لحدود الله.
ووجه عبد المعز خطابه إلى كافة الرجال، لاسيما أصحاب المروءة والإيمان منهم، ودعاهما إلى الابتعاد عن استعمال كلمة الطلاق بالشكل الخاطئ والكيفية العبثية، وضرورة وضعها في موضعها الصحيح وفقًا لما أنزل به الله في كتابه الحكيم.
وبين عبد المعز أن الاستخدام المفرط لهذه الكلمة الربانية يعتبر استخفافًا بحدوده جل وعلا واستهتارًا بتعاليم الإسلام وأحكامه الشرعية.
وفي نهاية حديثه، دعا عبد المعز الجميع إلى التمسك بتعاليم الدين الإسلامي وتطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه، والالتزام بفرائض الله وحدوده، والتحلي بالأخلاق الحميدة والخصال الكريمة التي دعانا إليها دين الحق والرفق بكل إنسان مسلم واحترام حرماته ومقدساته.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: انهيار عقار الساحل إيران وإسرائيل نتيجة الثانوية العامة أولمبياد باريس 2024 الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار سعر الدولار إسرائيل واليمن هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان رمضان عبدالمعز الطلاق حدود الله حدود الله عبد المعز
إقرأ أيضاً:
عندما يتحول العمل إلى إدمان
لقد استمعت مؤخرًا إلى حلقة من بودكاست “The Journal” تناولت قصة مأساوية عن موظف مصرفي شاب توفي إثر سكتة دماغية ناجمة عن ضغط العمل المفرط، بعد أن عمل لأكثر من 100 ساعة أسبوعيًا على مشروع اندماج بقيمة 2 مليار دولار. أحدثت وفاته صدمة في مكان عمله، خاصة بين زملائه الذين يعانون أيضًا من ساعات عمل طويلة، على الرغم من سياسات الشركة التي تحظر ذلك.
في خضم المنافسة الشرسة، يجد الموظفون أنفسهم مضطرين لساعات عمل إضافية، يحرمون أنفسهم من الراحة والوقت الشخصي، في سباق محموم لتلبية مطالب العملاء المتوزعين عبر قارات العالم. بالنسبة لهم، مجرد التفكير في تأجيل طلب العميل ليوم الإثنين هو ضرب من الخيال. في حالتنا هذه، كان الضحية يعمل في قطاع مالي حرج، حيث غالبًا ما يكون إثبات الجدارة مرادفًا للتضحية بالصحة والرفاهية في سبيل إظهار التفاني والولاء للشركة. وللأسف، في اليوم التالي لإبرام صفقة الاندماج، انهار الشاب تحت وطأة الإجهاد المفرط.
هذه المأساة ليست حالة فردية، ففي حين تفرض بعض الشركات قيودًا صارمة على ساعات العمل المفرطة، غالبًا ما يتجاوز الموظفون هذه الحدود، مدفوعين برغبة جامحة في التفوق على التوقعات أو منافسة زملائهم. في مقالاتي السابقة، سلطت الضوء على أساليب أصحاب العمل في استغلال موظفيهم ودفعهم للعمل لساعات طويلة من خلال التهديدات المبطنة والضغوط النفسية. ولكن ماذا عن الحالات التي يكون فيها الدافع للعمل المفرط نابعًا من داخل الموظف نفسه؟ ما الذي يدفع المرء إلى تجاوز حدوده، حتى لو كان ذلك على حساب صحته وسلامته؟
لقد التقيت بالعديد من الشباب الطموحين الذين يضعون العمل فوق كل اعتبار، حتى على حساب صحتهم وعلاقاتهم الأسرية وحياتهم الشخصية. يعتقدون أن تحقيق أحلامهم يتطلب منهم أن يكونوا في حالة استعداد دائم، متاحين ومنتجين على مدار الساعة. إنهم يربطون قيمتهم الذاتية بإنجازاتهم، ويعتبرون أنفسهم لا غنى عنهم، ويخشون أن يؤدي أخذ قسط من الراحة إلى فوات الفرص أو التراجع عن المنافسة. ولكن، هل يستحق الأمر كل هذه التضحيات؟
إن هذا السعي الحثيث نحو التميز، على الرغم من أنه يحظى بالثناء في مجتمعاتنا في كثير من الأحيان، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر جسيمة. فالإرهاق الجسدي والنفسي الناجم عن العمل المفرط المزمن، يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المشاكل الصحية، بدءًا من القلق والاكتئاب، وصولاً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، بل وحتى الموت المبكر. كما أن الإجهاد الذهني المصاحب للضغط المستمر لتحقيق الأداء المتميز، يمكن أن يترك الأفراد في حالة من الإنهاك، ويؤدي إلى انقطاعهم عن أحبائهم، ويجعلهم يشعرون بالفراغ وعدم تحقيق أي إنجاز أو سعادة خارج نطاق العمل.
في مجتمعنا، تتجذَّر أسطورة مفادها أن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل الدؤوب المتواصل. نحن محاطون بقصص رواد الأعمال الذين يستيقظون فجرًا، والمدراء الذين يضحون بعطلات نهاية الأسبوع، والمهنيين الذين لا يفارقون مكاتبهم حتى لتناول الطعام. لكن هذه الرواية تتجاهل تمامًا الحاجة الماسة إلى التوازن بين العمل والراحة، وبين الطموح والرفاهية الشخصية.
علينا أن نكسر قيود ثقافة تمجيد العمل المفرط. لا ينبغي أن يكون النجاح على حساب صحة الفرد، أو سعادته. من الضروري أن نزرع ثقافة جديدة، ثقافة لا تعتبر فيها فترات الراحة وتحديد الحدود الشخصية، والعناية بالصحة النفسية، علامات ضعف، بل أسسًا لا غنى عنها لتحقيق النجاح المستدام على المدى البعيد.
يجب أن يتحمل أصحاب العمل مسؤولية تطبيق سياسات تضمن التوازن بين العمل والحياة، ولكن على الموظفين أيضًا أن يدركوا حقهم في وضع حدود واضحة. إن بيئة العمل الصحية هي تلك التي يشعر فيها الموظفون بالقدرة على رفض الطلبات غير المعقولة دون خوف من العواقب. يتطلب هذا التغيير تحولًا مجتمعيًا أعمق، حيث نعيد النظر في مفهوم النجاح، ونعي أن “رب قليل أنفع من كثير”.
jebadr@