هروب جماعى من مستعمرات الشمال المحتل وعملية فدائية تهز تل أبيب
لم ينته بعد الفلسطينيون من لملمة الأشلاء الممزقة من فصول وجدران مدرسة «حمامة» بحى الشيخ رضوان التى تعج بآلاف النازحين بمدينة غزة حتى احرقت امس اسرائيل خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح فى اليوم الـ303 على التوالي، من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة اسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين.
ويتواصل الصمود الفلسطينى مع ارتكاب أفظع المجازر والمذابح على مدار الساعة بالقطاع المحاصر لتُسجل فى تاريخ القضية الفلسطينية، بدءًا من قصف البيوت فوق رؤوس اهلها وتدمير مربعات سكنية وخيام تؤوى نازحين، وصولًا لاقتحام المستشفيات وقصفها وتدميرها واعتقال الكوادر الطبية والمرضى، وإعدامهم بدم بارد ودفنهم بسجلاتهم الطبية فى مقابر جماعية، لإخفاء الجرائم المروعة.
وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة عن أن الاحتلال ارتكب مجزرة داخل مستشفى شهداء الأقصى راح ضحيتها عدد من الشهداء. وأدان بأشد العبارات المجزرة الجديدة وطالب المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة ووقف شلال الدم المتدفق فى قطاع غزة.
وأعلنت الصحة عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 39445 شهيدًا و91073 إصابةً منذ السابع من اكتوبر الماضى.
واستشهد ثمانية فى قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة العامودى فى منطقة الفاخورة بمخيم جباليا شمال غزة. وشنت طائرات الاحتلال غارة جوية أخرى استهدفت منزلاً لعائلة الحسنات فى دير البلح، اسفرت عن 3 شهداء وعدد من المصابين.
كما أطلقت زوارق الاحتلال نيرانها، صوب المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة. واستهدف قصف مدفعى إسرائيلى عنيف محيط شركة الكهرباء والمدرسة الماليزية شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأطلقت قوات الاحتلال النار وقنابل إنارة بشكل مكثف شرقى بلدة عبسان الكبيرة شرقى مدينة خان يونس جنوبا، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصف محيط مسجد الأبرار فى حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
ونفذ الفلسطينى «عمار عودة» عملية طعن فدائية قتل فيها إسرائيليان اثنان وإصابة آخرين فى منطقة حولون قرب تل أبيب، فيما قالت شرطة الاحتلال إنها أطلقت النار على المنفذ وهو فلسطينى من الضفة المحتلة، وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عملية الطعن لم تُنفذ فى منطقة واحدة بحولون، بل فى مواقع عدة من المنطقة، قبل استشهاده.
وزعم وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، أن حرب حكومته ليست ضد إيران فقط بل فى الداخل معلنا توزيع آلاف قطع السلاح على المستوطنيين وطالبهم بحمل السلاح واستخدامه جاء ذلك، خلال تفقده موقع عملية الطعن فى مدينة حولون جنوب تل أبيب ووصفتها شرطة الاحتلال بأنها صعبة، قائلة «نحن فى وضع أمنى خطير فيه كثير من الإنذارات».
وأكدت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، أنه فى الوقت الذى يحتفل فيه رئيس حكومة اسرائيل، بنيامين نتنياهو، بما يراه انتصارات كبيرة حقّقها ضد حماس وحزب الله هذا الأسبوع، فإن المزاج فى تل أبيب بعيد كل البعد عن الاحتفال.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنّ تل أبيب، التى تعجّ عادةً بالحشود فى عطلة نهاية الأسبوع، أكثر هدوءاً من المعتاد، وأنّ هذا المزاج الخافت عائد إلى المخاوف من هجوم إيرانى رداً على الاغتيالات التى نُفِّذَت ضد قادة حماس وحزب الله فى الأيام الأخيرة.
وقالت «سى إن إن» بأن الأمر لم يقتصر على إعلان تل ابيب حالة التأهب القصوى، بل تعدّاه إلى ارتفاع حاد فى التسوق شهدته المتاجر الإسرائيلية الكبرى، لشراء السلع الأساسية، مع قيام المستوطنين بتخزينها .
وكشفت الشبكة عن أنّ استطلاعات الرأى أظهرت مراراً وتكراراً أن معظم الإسرائيليين يعطون الأولوية لإطلاق سراح الأسرى على استمرار الحرب.
واشارت إلى أنه فى الوقت الذى يشعر فيه الإسرائيليون بالقلق على الأسرى فى قطاع غزة، فإنهم يستعدّون لردّ إيرانى محتمل، وهى الخطوة التى قد تدفع الشرق الأوسط إلى حرب شاملة تجرّ لاعبين إقليميين آخرين، وربما الولايات المتحدة.
وتحدّثت «سى إن إن» إلى مستوطنين، حيث قال إيتاى عوفيد: «نحن ننتظر هجوماً، هذا هو الشعور العام الآن». وأضاف أنه فى حين اعتاد الإسرائيليون على الهجمات، فإن الكثيرين أيضاً سئموا منها.
وأضاف عوفيد «إن الاغتيالات جيدة، ولكن دعونا ننهى هذا الأمر. دعونا نخرج. دعونا ننهى هذا الأمر. لقد تعبنا، والجميع تعبوا».
أكدت، ألونا ليلشوك، أنّ «هذه الحرب مختلفة، ويرجع ذلك أساساً إلى وجود رهائن ما زالوا فى الأسر»، مضيفةً «لا يمكننا أن نكون فخورين للغاية. يتعيّن علينا أن نكون فى حالة تأهب، ولا يمكننا الاحتفال».
ويتهم الإسرائيليون نتنياهو بفقدان التركيز على أحد الأهداف الرئيسة للحرب، وهو إعادة أسراهم، أكدت الشبكة أنه «فى غياب اتفاق لوقف إطلاق النار، من غير المرجّح أن يعود الأسرى إلى ديارهم».
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على الأساليب التي يعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتغطية على نقاط ضعف "إسرائيل" وفشلها في تحقيق أهدافها، وذلك بالأساس من خلال استراتيجية "الهروب إلى الأمام" وإثارة المزيد من التوترات على أكثر من صعيد.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حملة نتنياهو ضد مصر مثال آخر على عجز إسرائيل عن حسم الحرب في غزة وتغيير الواقع السياسي في القطاع، بعد مرور 17 شهرًا على انطلاق الحرب المدمرة.
وحسب الموقع، فإن نتنياهو كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في حالة من النشوة السياسية؛ حيث بدا أن دبلوماسيته في الجنوب العالمي قد كسرت عقودًا من العزلة الإسرائيلية، كما أن نجاحه في الحصول على الاعتراف الدولي دون تنازلات كبيرة أكسبه شعبية هائلة في الداخل، وكان المتطرفون المحيطون به يتطلعون لإعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل عالميا بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة.
فشل إسرائيلي ذريع
لكن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما رافقه من فشل إسرائيلي ذريع على جميع الجبهات، كشف -وفقا للموقع- عن فشل نتنياهو في تحقيق تطلعاته، وسرعان ما تجلت الأزمة في غضب عالمي عارم ضد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرمًا مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح الموقع أن نتنياهو اختار التصعيد في مواجهة هذه الإخفاقات، فقد أصر على مواصلة الحرب في غزة، والإبقاء على حضوره العسكري في لبنان، وتنفيذ حملات قصف متكررة وواسعة النطاق في سوريا، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق أي من أهدافه المعلنة من الحرب المدمرة على غزة، والتي كلفت إسرائيل خسائر غير مسبوقة.
وفي الوقت نفسه، تتعمق الانقسامات بين النخب السياسية والعسكرية، وآخر مظاهر الانقسام إقالة العديد من كبار الضباط وإعادة ترتيب الأوراق في الجيش بما يتماشى مع طموحات نتنياهو السياسية.
وتزامنا مع تكثيف التهديدات تجاه غزة ولبنان وسوريا، صعدت إسرائيل لهجتها تجاه مصر رغم أنها ليست طرفا في النزاع الحالي وكانت أحد الوسطاء الثلاثة في محادثات وقف إطلاق النار.
وأكد الموقع أن السبب الأساسي لهذا التصعيد هو أن نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية في ترحيل سكان غزة إلى صحراء سيناء يتطلب موافقة مصر، وقد بدأ كبار المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه أصابع الاتهام إلى القاهرة في غياب أي بوادر على إمكانية تحقيق "نصر كامل" في حرب غزة.
التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر
وأخذ التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر منحى أكثر حدة -وفقا للموقع-، حيث اتهمت بعض الأطراف القاهرة بتسليح حماس، أو بعدم القيام بما يكفي لوقف تدفق الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.
وعندما رفضت مصر الاتهامات الإسرائيلية وعارضت خطة التطهير العرقي وتهجير سكان غزة، بدأ القادة الإسرائيليون يتحدثون عن تهديد عسكري مصري، زاعمين أن القاهرة تحشد قواتها على الحدود مع إسرائيل.
واعتبر الموقع أن الهدف من توريط مصر في النزاع هو صرف الانتباه عن الفشل الإسرائيلي في ساحة المعركة، لكن هذا التكتيك تحول إلى عملية تضليل، أي إلقاء اللوم على مصر بسبب عدم قدرة إسرائيل على الانتصار في الحرب أو تحقيق هدفها بتهجير سكان غزة.
يضيف الموقع أن نتنياهو شعر أنه حصل على التزام أمريكي واضح بتصدير مشاكل إسرائيل إلى أماكن أخرى بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لتهجير سكان غزة نحو الأردن ومصر. كما لعب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد ورقة مصر لصرف الانتباه عن فشله في منافسة نتنياهو سياسيا، حيث اقترح في مؤتمر له بواشنطن أن تشرف القاهرة على القطاع لعدة سنوات.
لكن ما لم ينتبه إليه كثيرون -وفقا للموقع- هو إسرائيل لم تأخذ تاريخيا الإذن من أحد لتهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم عندما كانت قادرة على القيام بذلك، ما يعني أن الضغوط التي تمارسها حاليا على الدول العربية للرضوخ لمخططات التطهير العرقي هو علامة على أنها تمر بأكثر اللحظات ضعفا في تاريخها.