لجريدة عمان:
2024-09-09@14:14:48 GMT

هل تنتقم حماس بعد اغتيال هنية؟

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

فان هونجدا

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

منذ اندلاع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من أكتوبر من العام الماضي، دمّرت معظم القوات العسكرية لحماس، مما أدى إلى تقلص قوتها ونفوذها السياسي بشكل كبير. وبالرغم أن اغتيال زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية أمر مهم، إلا أن تأثيره على السياسة الداخلية الفلسطينية من المرجح أن يكون محدودا.

لم تعلن أية جهة حتى الآن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال. وبما أن إسرائيل تصر دائمًا على تدمير القادة الرئيسيين للقوى المعادية وأتباعهم أو تصفيتهم جسديًا، فهناك اعتقاد عالمي على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي تنفذ هذه الاغتيالات السرية. وبطبيعة الحال، واستنادا إلى الخبرة في هذا المجال، فمن غير المرجح أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن قتل هنيّة. وقد تعلن بعض المنظمات الأخرى مسؤوليتها عن الهجوم.

لقد تم تقويض قدرات منظمات المقاومة الفلسطينية بشدة في الأشهر الأخيرة لدرجة أنها لم تعد لديها القدرة أو الرغبة في الانتقام من إسرائيل.

ومن المعروف أن فتح لا تملك قوة عسكرية في الضفة الغربية. وبعد أكثر من نصف عام من العمليات العسكرية، دمرت إسرائيل معظم القدرات العسكرية لحماس في غزة. وبشكل عام، فإن قدرة فلسطين على الانتقام من القوات المعادية ضئيلة.

وقبل يوم واحد من الهجوم على هنية، زعمت إسرائيل أنها نجحت في قتل القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في لبنان. وتقول بعض التقارير: إنه كان الرجل الثاني في قيادة حزب الله، وأكبر قائد عسكري فيه، ومستشار زعيمه حسن نصر الله. فؤاد شكر كان مسؤولا عن تخطيط وقيادة العمليات في زمن الحرب.

وعلى هذا النحو، يمكن القول: إن إسرائيل حولت تركيزها الاستراتيجي من غزة إلى جنوب لبنان. حتى أنها أبلغت البعثات الدبلوماسية في بيروت بضرورة توخي الحذر والإخلاء. ويبدو أن إسرائيل قد خططت بشكل جيد لهجومها على حزب الله، ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن هذه الخطة تحظى بدعم الحكومة الأمريكية. إن إستراتيجية إسرائيل المتمثلة في تعزيز هجومها على لبنان، وخاصة حزب الله، لن تتغير كثيرا في المستقبل القريب.

لقد عانت إيران منذ فترة طويلة من بيئة أمنية داخلية مليئة بالتحديات، ومن المتوقع أن يؤدي اغتيال هنية إلى تشديد الإجراءات الأمنية، خاصة في طهران. وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها اغتيال في إيران. ويعتقد بشكل عام أن هناك عددا كبيرا من الجواسيس في إيران، وخاصة الجواسيس الإسرائيليين الذين لا تستطيع إيران احتواءهم. وهذا هو السبب وراء تصفية العديد من الشخصيات المهمة في إيران بشكل منهجي واحدا تلو الآخر.

لن يكون لاغتيال هنية تأثير كبير على عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لأن الطرفين لا يستطيعان التواصل بشكل مباشر بأي حال من الأحوال.

تعاني فلسطين من صراعات داخلية عميقة الجذور لا يمكن حلها في وقت قصير. هناك الكثير من الأشخاص والفصائل التي تتباين آراؤها بشأن حماس. والحقيقة أن العديد من الفصائل في فلسطين، وليس إسرائيل فقط، سعيدة برؤية حماس ضعيفة.

حتى الآن هناك فجوة كبيرة بين رأيي حماس وفتح. وإذا لم تتمكن حماس من الاضطلاع بدور أكبر الآن، فمن الواضح أن ذلك سوف يفيد الفصائل، بما في ذلك فتح، ومحادثات السلام مع إسرائيل.

وعلى الصين أن تدين بشدة اغتيال هنية لأنه عمل إرهابي.

إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الأخص المأزق الفلسطيني، قضية معقدة للغاية. من الصعب تحقيق نتائج إذا بُسّطت أكثر من اللازم. لقد شهدت القضية الفلسطينية سلسلة من التغييرات مقارنة بما كانت عليه قبل عقود مضت. حتى جغرافيّة أرض فلسطين تغيرت كثيرا. ومن هنا فإن القضية الفلسطينية تحتاج إلى دراسة من الناحيتين التاريخية والمعاصرة. وأي خطة تتجاهل الظروف الحالية محكوم عليها بالفشل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اغتیال هنیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة في بيان عن إسقاط قضيتها وإجراءاتها ضد الشهيد إسماعيل هنية رئيس وزراء فلسطين المنتخب.

وقالت المحكمة في بيان الجمعة، إن إسقاط القضية يأتي "بسبب تغير الظروف الناجم عن مقتله خلال تواجده بإيران في 31 يوليو/تموز إثر هجوم نُسب إلى إسرائيل.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد طلب من المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق هنية، إلى جانب مسؤولين كبيرين آخرين في حماس، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير حربه يوآف غالانت.


إلا أن المحكمة قالت في بيان إن خان أسقط الطلب المقدم بشأن هنية في الثاني من آب/ أغسط "بسبب تغير الظروف الناجم عن موت هنية". مضيفة أنه "نتيجة لذلك، فإن (المحكمة) تنهي الإجراءات ضد إسماعيل هنية".

ولا تزال المحكمة تدرس طلب خان بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتانياهو وغالانت.

كما يسعى خان أيضا إلى إصدار مذكرتي اعتقال بحق يحيى السنوار الذي عيّنته حماس محل هنية، والقائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف.

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل ستتلقى ردًا حاسمًا على اغتيال إسماعيل هنية
  • مشروع قرار بالأمم المتحدة يدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية في 6 أشهر
  • "أربعون هنية".. ووقت إيران "المناسب وغير المناسب"
  • ”إسرائيل تكشف ان اغتيال حسن نصرالله بات وشيكاً ”
  • ‏نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: رد ⁧إيران⁩ على اغتيال هنية سيكون في التوقيت المناسب
  • مدير الاستخبارات البريطانية: أشك أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران تعتزم الثأر لمقتل إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية هنية