غزة - خاص صفا

"لكل أجل كتاب"، آجال وأعمار كتبت في علم الغيب، فلن يموت شخص حتى يستوفي آخر نفس له في الدنيا، ويتزود زاده حتى آخره، ومهما اشدت الكربة فلن تفارق حياتك إلا في الوقت الذي كُتب لك.

محمد الوادية، عارك الموت وتصارع معه خلال مدة استمرت 12 يومًا تحت حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي وأرتال الدبابات تحيط به، فضلًا عن جرحه النازف إثر قذيفة أصابت كتفه فطرحته أرضًا.

يحكي محمد تفاصيل لحظات رعب وصراع الموت ونجاة كانت بعيدة المنال، ولكن العناية التي أحاطت سيدنا إبراهيم داخل النار كانت رفيقته في معركته: "كنا نازحين تحت القصف والقذائف الكل كان يركض يريد النجاة بحياته، نحن بسباق حياة وموت، كان المنظر هول من أهوال يوم القيامة، وما تريده هو أن تفوز بالنجاة مع زوجتك وأولادك".

ويضيف: "كنا نركض والقذائف فوقنا من كل حدب وصوب، حتى أصبت بكتفي وسقطت على الأرض، زوجتي وأولادي كانوا ينادونني بأن ألحق بهم كي نستطيع النجاة من زخات القذائف، لكن كان وضعي صعب جدًا فلم تكن لدي القدرة على الحركة".

ربما حانت ساعة الفراق وترك الأحبة، فهل سيكونون برفقة بعضهم أم أن روحًا واحدة ستفيض إلى بارئها، "بلحظة إدراك لعدم قدرتي على الركض معهم وخوفي عليهم من أن يتأذوا أو يصيبهم شيئًا، ناديت عليهم وقلت: "اتركوني وامضوا.. لن أنجو".

ويتابع: "مكثت في مكان سقوطي 12 يومًا تحت حصار جنازير  الدبابات، كان رفاقي خلالهن أصوات صراصير الليل والكلاب المتعطشة لرائحة الموت، فضلًا عن مصاصي الدماء من بني البشر".

ويكمل قائلًا: "حتى أستطيع إكمال حياتي فكرت كثيرًا كيف يمكنني إيقاف النزيف نتيجة الإصابة، بحثت كثيرًا بين ركام المنازل حولي حتى عثرت على "سكين" وبعض من بقايا أثاث المنازل، أشعلت نارًا وسخنت "السكين" عليه لأكوي مكان الجرح".

تجربة علاج قديم ربما شاهدها على شاشات التلفاز أو رأى حكيمًا يكوي جرحًا لمقاوم لا يستطيع الذهاب إلى المشفى، شم رائحة جسده يشوى وتحمل ألم الكي لأجل "عمر وعبدالله وفرح ويزن".

يردف الوادية: "آخر شي أدركه وأشعر به، صورة الناس وهي تهرب للنجاة بأرواحها من سيلٍ متدفق لصواريخ لا تعرف للرحمة مكان".

هؤلاء الذين لم يستطيعوا الركض لأي سبب وتعثرت أقدامهم وسقطوا أرضًا كتبو في عداد المفقودين والشهداء فخروجهم أحياء من هكذا تجربة معجزة سيرها الله لصاحبها.

خرج الوادية من الموت ونجا بروحه بعدما حفته عناية الرحمن، "رأيت الموت باليوم ألف مرة فالخروج من هكذا تجربة ميلاد جديد، كتب الله لي الحياة لحكمة من عنده".

بقي الوادية حتى ينير حياة أبنائه، فاليتم قاسٍ يخطف الروح معه، فالآباء عملة نادرة في حرب مستعرة تركت رحاها على أكتاف الثكلى والأرامل.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حرب غزة معاناة

إقرأ أيضاً:

ورشة للخط العربي و«حكايات الانتصار» في صالة الطفل بمعرض الكتاب اليوم

شهدت صالة الطفل، في اليوم قبل الأخير من الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مجموعة متنوعة من الورش الفنية والثقافية، حيث تواصلت الأنشطة داخل ركن الفنون القولية، الذي حمل للصغار سحر الحكايات وقوة الكلمة.

سرد حكايات الانتصار

واستمتع الأطفال بسرد حكايات الانتصار التي قدمتها الفنانة أمل عبد الفتاح، ليعيشوا لحظات من التشويق والإلهام عبر قصص تحتفي بالإنجاز والإصرار، ولم يكن اللقاء مع الأطفال الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير أقل حيوية، إذ شهدت الصالة جلسة حوارية مميزة حول ديوان «عن طفولتي» لكل من ندى السيد عبد الهادي وسما أسامة محمود، بإدارة الشاعر أحمد طلب، حيث دار النقاش حول أهمية الكتابة في التعبير عن الطفولة والتجارب الشخصية.

كما حظي الزوار بتجربة خاصة مع «نقطة سوداء في جناح الفراشة»، إذ أبدع عبد العزيز السماحي في جذب الأطفال إلى عالم القصة عبر ورشة حكي تميّزت بالدهشة والتفاعل، ما جعلها إحدى أكثر الفعاليات جذبًا للصغار.

وفي ركن الورش التفاعلية، شارك الأطفال في جلسات متنوعة، كان من أبرزها نشاط ضيف شرف معرض الكتاب سلطنة عمان، حيث تعرّفوا على جوانب من الثقافة العمانية في أجواء جمعت بين المتعة والاستكشاف.

كما شهدت الصالة لقاءً ثريًا مع رئيس تحرير مجلة خطوة إيهاب بهي الدين، الذي تحدث عن دور المجلة في تنمية الوعي لدى الأطفال، وأهمية القراءة في تشكيل وجدانهم وتعزيز خيالهم الإبداعي.

ومنذ الصباح، انطلقت في ركن الورش الفنية مجموعة من الأنشطة التي أعدها المركز القومي لثقافة الطفل، حيث استمتع الصغار بتشكيل الورق والخرز وتلوين الجبس.

ورشة للخط العربي

كما قدمت الهيئة المصرية العامة للكتاب أنشطة إبداعية شملت تصميم طيور بالقماش، وفنون الأورجامي، وورشة لإعادة التدوير وصناعة براويز من الورق، إلى جانب جلسات رسم مستوحاة من قصص الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية المعرض لهذا العام.

وشهدت الصالة أيضًا ورشة للخط العربي قدّمها الفنان خضير البورسعيدي، برعاية صندوق التنمية الثقافية، حيث خاض الأطفال تجربة كتابة حروفهم الأولى بأنامل صغيرة مليئة بالحماس.

كما استمتعوا بحكايات الجدة اعتماد عبده، التي قدمها المركز القومي لثقافة الطفل في جلسة تفاعلية دافئة جمعت بين الحكي والتعلم، لتختتم صالة الطفل يومها بمجموعة من الأنشطة التي جمعت بين الترفيه والتثقيف، ورسخت حب الإبداع لدى زوارها الصغار.

مقالات مشابهة

  • «بوليتيكو» الأمريكية: سيناريوهات الحكم المحتملة بين بقاء حماس والعودة إلى السلطة الفلسطينية
  • إلهام وجدي: دوري في شهادة معاملة أطفال «تجربة استثنائية»
  • إلهام وجدي: دوري في "شهادة معاملة أطفال" تجربة استثنائية
  • الرئيس التنفيذي للحياة الفطرية : في نهاية 2026 ستختفي قردة البابون ..فيديو
  • الحزب اليميني الهولندي: من المستحيل هزيمة روسيا عسكريا
  • هل يعود المتحف الزراعى للحياة
  • كاتب إسرائيلي: إعلان الانتصار على حماس "وهم خطير"
  • محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة.. التفاصيل قريبًا
  • "صحفيات بلا قيود": 80% من السجون العراقية غير صالحة للحياة والمعيشة الآدمية
  • ورشة للخط العربي و«حكايات الانتصار» في صالة الطفل بمعرض الكتاب اليوم