نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع ما يحدث فى حدود مصر الجنوبية وما ينطوى عليه من تهديدات لأمننا القومى، جسد السودان الشقيق ينزف دماً من جراء المعارك الطاحنة التى ما زالت مستمرة فى عامها الثانى بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وهى قوات شبه عسكرية غير نظامية، أى حرب بالوكالة دون الاحتياج لقوات من الخارج مستهدفة إخضاع وتحطيم قدرات المؤسسة العسكرية السودانية، وإصابة جسد الدولة الهش بالشلل الجزئى، وتمثل قوات الدعم السريع نموذجاً مثالياً للنمط الجديد الذى يتم استخدامه فى منطقتنا العربية والأفريقية، وهو نمط غير معهود بالمنطقة وسط صمت دولى محير، إضافة إلى التدخلات الخارجية تحت ستار بعثات دولية وأممية عملت طويلاً لهندسة مشروعها فى السودان، وجعله واقعاً قسرياً لفرض الأجندات الجديدة، ومنذ انطلاق الرصاصة الأولى للحرب كانت مقرات الجيش السودانى وأسلحته المركزية فى الخرطوم ومواقعه الاستراتيجية ومراكز الاتصالات وأجهزة الإعلام، والمقار الحكومية المختلفة فى مرمى نيران قوات الدعم السريع، مع تدمير منظومة الصناعات الدفاعية التى استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة فى مجال الصناعات العسكرية، وهذا أضاف للجيش السودانى أعداء جدداً فى أسواق السلاح المحتكرة للشركات الغربية، فبدأت الحملات مبكراً على مؤسسات التصنيع الحربى بتفكيك شركات الجيش الوطنية، وانتهت بالتدمير الكامل.

قوات الدعم السريع عزيزى القارئ تنفذ أجندة خاصة لصالح أطراف كثيرة متعددة فهى لا تمتلك قيادة عسكرية مؤهلة لهذا النمط الجديد من الحروب، حيث يقودها ضباط لم يتلقوا تعليماً نظامياً، أو أى نوع من أنواع التأهيل العسكرى بدأ من قائدها، فقد انتشرت الحرب فى مساحات واسعة معتمدة على شبكات جديدة من المقاتلين والحركات المسلحة فى المنطقة، ولكل منها أجندة خاصة مثل مجموعات فاكت وحركة مظلوم التشاديتين، والسليكا فى أفريقيا الوسطى، وميليشيات النوير فى جنوب السودان، كما أنها أطلقت سراح الجنائيين فى السجون من متعاطى المخدرات والمحجوزين فى قضايا جنائية أخرى، وحفزت الفزع القبلى بعد استقطاب زعماء بعض القبائل، عبر حملات وأدوات التأثير الاجتماعى والنفسى والمالى الموجه إلى النسيج الوطنى عبر الأذرع التى أنشأتها من منظمات ومراكز ومؤسسات رأى عام منذ وقت مبكر، ما أكسبها مزايا غير متماثلة مع الجيش الوطنى، فاستطاعت تعويض الفارق فى بنية تكوين قواتها وتأهيلها، والتى يغلب عليها طابع الميليشيا لا الجيش النظامى الذى يغلب عليه التنظيم والانضباط، وأدارت معاركها باللامركزية موظفة شبكات ممتدة من المناطق التى دخلتها باستخدام تكتيكات غير عسكرية فى الانتشار والتوكل، مستهدفة زعزعة استقرار المجتمع، فاضطر ملايين المواطنين إلى النزوح حفاظاً على أرواحهم وأعراضهم. ولكنها تكتيكات كانت معززة لأهداف الحرب الجديدة فى صناعة صورتها الذهنية التى تجعل الجميع يهربون أمامها، ويتركون أرضهم من أجل مستوطنين جدد.

لقد عززت الحرب فى السودان لفرض واقع يحقق المصالح التى قامت من أجلها عمليات التغيير والحرب، فى نمط جديد فى المنطقة لاختبار حرب الجيل الرابع التى تعتمد على الحرب النفسية من خلال حرب المعلومات والإعلام والتلاعب النفسى، والإرهاب كأسلوب، وعلى قاعدة غير وطنية أو متعددة الجنسيات، لا مركزية للغاية، والهجوم المباشر على ثقافة العدو بما فى ذلك أعمال الإبادة الجماعية وفرض واقع جديد، والتى تنفذه قوات الدعم السريع بالوكالة من استراتيجيات الإعلام والمعلومات والمصادر المفتوحة، وتشجيع ثقافة الغنائم والنهب دون الحاجة إلى إمداد لقواتها أو رواتب نظامية، فانضم إليها الآلاف، ما أدى إلى إفقار المجتمعات المحلية، وتعقيد موقف الجيش فى المناورة، وتشكيل جبهات ضغط نفسى من المواطنين على قيادة الجيش لحمايتهم فى رقعة جغرافية تحتاج إلى آليات لا تتوافر للمؤسسة العسكرية حالياً، وإن استهداف التجمعات المدنية لا يهدف إلى تحقيق نصر عسكرى، لكنه يأتى ضمن الحرب النفسية التى تعمل على تقويض استقرار الدولة وسلطاتها والطعن فى شرعية الحكومة الضعيفة الغائبة، وهز صورة قائد الجيش وإظهاره بمظهر العاجز عن حماية مواطنيه، وللحديث بقية

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لك الله ا مصر الإخوان الإرهابية قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

سكان جنوب الخرطوم يشكون من وطأة الجوع وانتهاكات الدعم السريع

يعيش سكان مناطق جبل أولياء جنوبي الخرطوم حالة عزلة عن العالم الخارجي بسبب الحرب وانقطاع الأنترنت والكهرباء، وشكا السكان من انتهاكات قوات الدعم السريع التي تسيطر علي المنطقة.

بورتسودان: التغيير

كشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن تزايد الراغبين في الحصول على الدعم، وقالت الغرفة إن أكثر من 500 أسرة سجلت في وجبة الفطور فيما اشارت إلى تناقص الدقيق والعدس وخلو مخازنها من المواد التموينية الامر الذي دفع الغرفة لإيقاف التسجيل.

ويعيش سكان مناطق جبل أولياء جنوبي الخرطوم حالة عزلة عن العالم الخارجي بسبب الحرب وانقطاع الأنترنت والكهرباء، وشكا السكان من انتهاكات قوات الدعم السريع التي تسيطر علي المنطقة.

وقال مواطنون لـ (لتغيير) إن سكان 150 منطقة غرب خزان جبل أولياء من منطقة مثلث الجموعية جنوبا حتى منطقة الحسين يعانون دون ان يشعر بهم أحد في مناطق تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

تقول أمل عبد الرحمن مواطنة من جبل أولياء لـ (التغيير) نحن جائعون ولايوجد من يقدم لنا الطعام، ولاتوجد مطابخ جماعية مثل المناطق الأخرى” : واضافت: كافة سكان المنطقة يعانون من انتهاكات الدعم السريع والغريب ان لديهم لجنة للظواهر السالبة يقولون لك انهم متفلتين ويجب عليك ان تدفع ايصال للبلاغ سعره احيانا 2 واحيانا 5 آلاف جنيه، بحسب ما يحلو لهم، وإلى الآن لم تعيد هذه اللجنة أي حقوق لأصحاب المظالم.

وأكدت أمل في اتصال عبر شبكات (استار لينك) أن الانتهاكات معظمها سرقات تحت تهديد السلاح بجانب الابتزاز، ومؤخرا بدأت ظاهرة الاغتصاب للفتيات الصغار.

وتضيف: الجميع تخلي عننا الجيش المجتمع الإعلام المنظمات تركونا لوحوش الدعم السريع يفعلون ما بدا لهم.

الوسومآثار الحرب في السودان إنتهاكات قوات الدعم السريع جبل أولياء جنوب الخرطوم غرفة طوارئ جنوب الحزام

مقالات مشابهة

  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • سكان جنوب الخرطوم يشكون من وطأة الجوع وانتهاكات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان... لكِ الله يا مصر ( ٦ )
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • تجدد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأُبيض غربي السودان
  • نزوح كثيف من الخرطوم بسبب تبادل القصف بين الجيش والدعم السريع
  • البرهان: دول غير رشيدة تساعد الدعم السريع وتحيك مؤامرة ضد البلاد