من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لك الله يا مصر (٢)
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع ما يحدث فى حدود مصر الجنوبية وما ينطوى عليه من تهديدات لأمننا القومى، جسد السودان الشقيق ينزف دماً من جراء المعارك الطاحنة التى ما زالت مستمرة فى عامها الثانى بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وهى قوات شبه عسكرية غير نظامية، أى حرب بالوكالة دون الاحتياج لقوات من الخارج مستهدفة إخضاع وتحطيم قدرات المؤسسة العسكرية السودانية، وإصابة جسد الدولة الهش بالشلل الجزئى، وتمثل قوات الدعم السريع نموذجاً مثالياً للنمط الجديد الذى يتم استخدامه فى منطقتنا العربية والأفريقية، وهو نمط غير معهود بالمنطقة وسط صمت دولى محير، إضافة إلى التدخلات الخارجية تحت ستار بعثات دولية وأممية عملت طويلاً لهندسة مشروعها فى السودان، وجعله واقعاً قسرياً لفرض الأجندات الجديدة، ومنذ انطلاق الرصاصة الأولى للحرب كانت مقرات الجيش السودانى وأسلحته المركزية فى الخرطوم ومواقعه الاستراتيجية ومراكز الاتصالات وأجهزة الإعلام، والمقار الحكومية المختلفة فى مرمى نيران قوات الدعم السريع، مع تدمير منظومة الصناعات الدفاعية التى استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة فى مجال الصناعات العسكرية، وهذا أضاف للجيش السودانى أعداء جدداً فى أسواق السلاح المحتكرة للشركات الغربية، فبدأت الحملات مبكراً على مؤسسات التصنيع الحربى بتفكيك شركات الجيش الوطنية، وانتهت بالتدمير الكامل.
قوات الدعم السريع عزيزى القارئ تنفذ أجندة خاصة لصالح أطراف كثيرة متعددة فهى لا تمتلك قيادة عسكرية مؤهلة لهذا النمط الجديد من الحروب، حيث يقودها ضباط لم يتلقوا تعليماً نظامياً، أو أى نوع من أنواع التأهيل العسكرى بدأ من قائدها، فقد انتشرت الحرب فى مساحات واسعة معتمدة على شبكات جديدة من المقاتلين والحركات المسلحة فى المنطقة، ولكل منها أجندة خاصة مثل مجموعات فاكت وحركة مظلوم التشاديتين، والسليكا فى أفريقيا الوسطى، وميليشيات النوير فى جنوب السودان، كما أنها أطلقت سراح الجنائيين فى السجون من متعاطى المخدرات والمحجوزين فى قضايا جنائية أخرى، وحفزت الفزع القبلى بعد استقطاب زعماء بعض القبائل، عبر حملات وأدوات التأثير الاجتماعى والنفسى والمالى الموجه إلى النسيج الوطنى عبر الأذرع التى أنشأتها من منظمات ومراكز ومؤسسات رأى عام منذ وقت مبكر، ما أكسبها مزايا غير متماثلة مع الجيش الوطنى، فاستطاعت تعويض الفارق فى بنية تكوين قواتها وتأهيلها، والتى يغلب عليها طابع الميليشيا لا الجيش النظامى الذى يغلب عليه التنظيم والانضباط، وأدارت معاركها باللامركزية موظفة شبكات ممتدة من المناطق التى دخلتها باستخدام تكتيكات غير عسكرية فى الانتشار والتوكل، مستهدفة زعزعة استقرار المجتمع، فاضطر ملايين المواطنين إلى النزوح حفاظاً على أرواحهم وأعراضهم. ولكنها تكتيكات كانت معززة لأهداف الحرب الجديدة فى صناعة صورتها الذهنية التى تجعل الجميع يهربون أمامها، ويتركون أرضهم من أجل مستوطنين جدد.
لقد عززت الحرب فى السودان لفرض واقع يحقق المصالح التى قامت من أجلها عمليات التغيير والحرب، فى نمط جديد فى المنطقة لاختبار حرب الجيل الرابع التى تعتمد على الحرب النفسية من خلال حرب المعلومات والإعلام والتلاعب النفسى، والإرهاب كأسلوب، وعلى قاعدة غير وطنية أو متعددة الجنسيات، لا مركزية للغاية، والهجوم المباشر على ثقافة العدو بما فى ذلك أعمال الإبادة الجماعية وفرض واقع جديد، والتى تنفذه قوات الدعم السريع بالوكالة من استراتيجيات الإعلام والمعلومات والمصادر المفتوحة، وتشجيع ثقافة الغنائم والنهب دون الحاجة إلى إمداد لقواتها أو رواتب نظامية، فانضم إليها الآلاف، ما أدى إلى إفقار المجتمعات المحلية، وتعقيد موقف الجيش فى المناورة، وتشكيل جبهات ضغط نفسى من المواطنين على قيادة الجيش لحمايتهم فى رقعة جغرافية تحتاج إلى آليات لا تتوافر للمؤسسة العسكرية حالياً، وإن استهداف التجمعات المدنية لا يهدف إلى تحقيق نصر عسكرى، لكنه يأتى ضمن الحرب النفسية التى تعمل على تقويض استقرار الدولة وسلطاتها والطعن فى شرعية الحكومة الضعيفة الغائبة، وهز صورة قائد الجيش وإظهاره بمظهر العاجز عن حماية مواطنيه، وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لك الله ا مصر الإخوان الإرهابية قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع: لم نقصف أيّ مرفق خدمي من قبل ولو بالخطأ
الدعم السريع اتهمت من أسمتهم “عصابات الجيش” باستهداف المرافق الخدمية في الولايات “لابتزاز قواتها والإساءة إلى سمعتها”.
كمبالا: التغيير
نفت قوات الدعم السريع استهدافها للمنشآت المدنية في مناطق سيطرة الجيش السوداني، مشيرة إلى تقيدها بالقانون الدولي الإنساني منذ اندلاع الحرب.
وتعرضت محطات الكهرباء في مروي بشمال السودان، ومناطق أخرى، لقصف متكرر طوال الفترة الماضية، وتتهم حكومة بورتسودان الدعم السريع، باستهداف محولات تغذية الولاية الشمالية وعدد من المفاعلات، ما أدى إلى انقطاع الإمداد الكهربائي عن عدد من الولايات.
فساد الجيشوقال مستشار قائد قوات الدعم السريع إبراهيم مخير لـ(التغيير): إن الدعم السريع لم تقصف أيّ مرافق خدمية من قبل ولو بالخطأ.
وأضاف: “نحن نعتقد أن عصابات الجيش ربما هي التي تستهدف هذه المرافق لابتزاز الدعم السريع، والإساءة إلى سمعته وتوريطه في انتهاكات ضد المدنيين، أو ربما لاستثارة مشاعر المضللين من المواطنين الذين يقطنون في مناطق سيطرة الجيش ودفعهم للاستنفار والقتال بجانبه بعدما سحق الدعم السريع غالبية جنوده وهروب الآلاف منهم من الخدمة”.
وتابع: “أو ربما لمكايدات بين ضباط الجيش، أو لتبرير صفقات الفساد وشراء قطع الغيار الغالية الثمن، أو لتبرير أو إخفاء التجاوزات المالية”.
وأشار إبراهيم مخير، إلى أن الفساد استشرى في الجيش وملايين الدولارات تهدر دون تبرير.
وقال إن الجيش يملك رصيدًا ضخمًا من استهداف البنية الأساسية في كافة أنحاء السودان من جسور ومستشفيات ومرافق خدمية مختلفة “وهو أمر يعلمه الجميع”- على حد قوله.
وأكد مستشار حميدتي، أن قوات الدعم السريع والكتائب الخدمية والهندسية بها، ومن قبل الحرب مشهود لها بالعمل على تسهيل وتقديم الخدمات للمواطنين خاصة في مناطق الكوارث التزامًا بالقانون الدولي وواجب “أبو مروة والفزع”.
وقال مجلس التنسيق الإعلامي للكهرباء في بيان الثلاثاء الماضي، إن حريق المحولات بسد مروي تسبب في إصابة الخط المغذي لولاية الخرطوم مما أدى إلى عملية إطفاء كامل في الشبكة، تأثرت به ولايات الخرطوم ونهر النيل والبحر الأحمر.
وكان قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، هدد في وقت سابق، باجتياح الشمالية ونهر النيل، بعد سيطرتها على المالحة وجبل عيسى في صحراء شمال دارفور وتقدمها إلى غرب مدينة الدبة بالولاية الشمالية.
وفي اليوم الأول للحرب، سيطرت قوات الدعم السريع على مطار مروي العسكري، وقامت بتدمير عدد من الطائرات المقاتلة، قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على المطار.
الوسومإبراهيم مخير الجسور الجيش الدعم السريع السودان الولاية الشمالية حميدتي عبد الرحيم دقلو محطة كهرباء مروي