بوابة الوفد:
2024-09-09@14:14:49 GMT

مات «هنية» ليعيش ألف ألف «هنية»

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

حادث اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية  «إسماعيل هنية» من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» .. لن يكسب إسرائيل حربها القذرة على قطاع غزة الحبيب والجريح منذ 300 يوم. مات «هنية» ليعيش ألف ألف هنية بعده يقاوم وينتفض ويثور لتأتى الغلبة والنصر من عند الله ولو بعد حين.

لقد اغتالته إسرائيل بتفجير عبوة ناسفة عبارة عن جهاز عالى التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي، زرعته مسبقًا فى غرفة نومه بمقر إقامة الحكومة الإيرانية الرسمى فى طهران.

مات «هنية» ولكن ستعيش أفكاره حتى لو اختلفت معه حول جدواها، يكفيك أن تحترم إخلاصه لقضية وطنه، وأنه فى النهاية دفع حياته وحياة معظم أولاده وأحفاده ثمن حرية هذا الوطن.

أنهت إسرائيل حياة هنية وغيره من القيادات الفلسطينية واللبنانية والعربية ليبقى السؤال ساخنًا: هل كسبت إسرائيل الحرب على قطاع غزة على الرغم من حجم المذابح والتجاوزات اللإنسانية التى ارتكبتها فى حق سكان غزة العزل؟

الإجابة تجىء على لسان باحثين إسرائيليين بالنفى القاطع، بل وجدوا فى حربها الدائرة على قطاع غزة عدوانا سافرا ووحشيا منذ 7 أكتوبر 2023، فقد نشر مؤخرًا مركز رؤية للتنمية السياسية فى بحث هام بعنوان «قراءات إسرائيلية نقدية لإدارة العدوان على غزة فى شهره العاشر»، حيث يرى باحثون إسرائيليون مع دخول الحرب «الإسرائيلية» على قطاع غزة شهرها العاشر، لا يزال الاحتلال يعلن أنّ هدفه الرئيسى هو القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية، والإطاحة بحكمها، سعيًا لتغيير الواقع السياسى الاستراتيجي، ورغم أنّ العدوان بدأ باصطفاف غير مسبوق إلى جانب الاحتلال من قِبَل الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية «ضمنًا»، لكن مرور هذه الشهور من العدوان كشف عن سوء إدارته فى مختلف الجوانب: العسكرية والقانونية والأمنية، ما أحدث ضررًا عميقًا فى شرعية هذه الحرب على الصعيد الدولي، وتراجع قدرة الاحتلال فى تسخير المجتمع الدولى لتحقيق أهدافه العدوانية.

وفى هذا البحث الهام لمركز رؤية للتنمية السياسية فقد وجّهت العديد من الكتابات «الإسرائيلية» انتقادات حادة لدوائر صنع القرار فى «تل أبيب» بسبب إخفاقاتها المتلاحقة فى إدارة الحرب، ما تسبب فى الحيلولة دون نجاحها فى تحقيق أهدافها، وما لم يحدث تغيير عميق فى الطريقة التى تتصرف بها، فيبدو أنّ وضع الاحتلال فى السنوات المقبلة سيكون أسوأ مما كان عليه قبل الحرب.

فى الوقت ذاته، هناك اعتراف «إسرائيلي» بوجود نقص فى توصيف جميع الجهود المطلوبة لإنجاز أهداف الحرب، وهو ما لم يكن ظاهرًا فى البداية، ما أسفر مع مرور الوقت عن ارتفاع الأثمان المدفوعة على المدى الطويل، لأنه كشف عن عدم دراية «إسرائيلية» كافية بأهداف حماس واستراتيجيتها، سواء أكان إجبار الاحتلال على إطلاق سراح كبار الأسرى فى سجونه أو الاستفادة من الفرصة السانحة على خلفية الضعف الذى أصاب الاحتلال بسبب الانقلاب القانوني، وما أسفر عنه من شروخات داخلية، ولعلّ عدم الإحاطة «الإسرائيلية» الكافية بهذه الأهداف نتج عنه خطأ فى فحص سلوك حماس العسكرى طيلة الشهور الماضية.

وبحسب الباحثين الإسرائيليين فى مركز رؤية للتنمية السياسية فإن اليوم، وبينما تدخل الحرب شهرها العاشر، تتواتر إقرارات الاحتلال بأنّ حماس استعدّت جيدًا للدفاع عن نفسها، وإلحاق العديد من الإصابات بجيشه، والتسبب بأضرار واسعة النطاق له، تمهيدًا لتحويل الحرب على غزة لتصبح متعددة الساحات، وتقويض اتفاقيات التطبيع، وزيادة الانتقاص من شرعية الاحتلال حول العالم، وصولًا لحرمانه من إمكانية استكمال خطته العسكرية، وإنهاء الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى، ما يمنح الحركة مزيدًا من الهيبة والنفوذ بين الفلسطينيين، والبقاء مسيطرة على غزة، رغم ما مُنيت به من خسائر وأضرار.

يدرك الباحثون الإسرائيليون أكثر من ذلك، أنّ الاحتلال سعى لتعميم جملة من الرسائل «المضللة» فلسطينيًا ودوليًا، وأهمها أنه يقاتل حماس وليس الفلسطينيين، رغم ثبوت بطلانها وزيفها، بدليل أنّ الاستباحة الشاملة لقطاع غزة، من أقصاه إلى أقصاه، واستخدام القوة العسكرية الفتاكة ضد المدنيين الآمنين فى بيوتهم وخيامهم، ولّدت صورة إشكالية لدى شركاء الاحتلال، وفى الرأى العام الدولي، وتسببت فى انقسام معهم، وصلت حدّ تجميد صفقات أسلحة للاحتلال، وأضرار واسعة النطاق لشرعية العدوان، واحتجاجات لم يتم السيطرة عليها فى كبرى عواصم العالم والجامعات.

أخيرًا يجد الباحثون الإسرائيليون أن عشرة أشهر من الحرب «الإسرائيلية» على غزة قد كشفت أنّ سلوك الاحتلال لم يتنبه لكثير من التطورات التى واكبته، وبالتالى جاءت العديد من النتائج السلبية نتيجة التردد، أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، وغياب الإدارة، بدليل أنه فى الكثير من الأحيان، أظهر الاحتلال إصرارًا غريبًا على مسار معين فى الحرب رغم أنّ ثمنه كبير، ويشكل مخاطر عالية جدًا، وبعد فترة من الوقت يتم التخلى عنه، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد دفع ثمن باهظ للغاية، سواء أمام المقاومة من الناحية العسكرية، أو أمام المجتمع الدولى من الناحية الدبلوماسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هنية على قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

مصطفى عمار: إسرائيل لم تحقق أي مكاسب من عدوانها على غزة

أكد الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمر والأوضاع الآن متوترة وعدد الشهداء في ازدياد شديد، مؤكدًا أن هناك تعنتا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إنهاء هذه الحرب المشتعلة.

وأوضح «عمار» خلال تقديم برنامج «بين السطور» عبر «أون سبورت أف إم»، أنه يمكن وصف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها صفرية، ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق مكسب من عدوانها على حرب غزة إلا ارتكابها مجازر وجرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن موقف مصر واضح وصريح منذ 48، ولم تدخر جهدًا عن دعم الشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا وتقديم المساعدات وفتح معبر رفح البري لاستقبال حالات مصابة يوميًا من قطاع غزة، إلا أن المعبر مغلق الآن بسبب سيطرة قوات الاحتلال على الجانب الفلسطيني منه.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتخلى عن اسراها لدى حماس: لن ننتحر جماعيا من اجل المحتجزين
  • إسرائيل.. السلطات العسكرية تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحماس
  • مصطفى عمار: إسرائيل لم تحقق أي مكاسب من عدوانها على غزة
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • حماس: الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول 7 أكتوبر هدفت لشيطنة المقاومة وتبرير حرب الإبادة
  • خوفاً من مؤيدي الحرب الإسرائيلية.. “بي بي سي” توقف بث نداء إنساني من أجل غزة
  • 12 شهراً من الحرب في غزة .. ولا مؤشرات على هدنة
  • المقاتلات الحربية الإسرائيلية تشن سلسلة غارات على غزة (شاهد)
  • اليوم 337 من الحرب الإسرائيلية على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا ودعوات في إسرائيل لوقف القتال
  • إعلام إسرائيل يناقش خطة تدعو لتهجير وتجويع سكان شمال غزة