بوابة الوفد:
2024-11-04@23:25:01 GMT

مات «هنية» ليعيش ألف ألف «هنية»

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

حادث اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية  «إسماعيل هنية» من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» .. لن يكسب إسرائيل حربها القذرة على قطاع غزة الحبيب والجريح منذ 300 يوم. مات «هنية» ليعيش ألف ألف هنية بعده يقاوم وينتفض ويثور لتأتى الغلبة والنصر من عند الله ولو بعد حين.

لقد اغتالته إسرائيل بتفجير عبوة ناسفة عبارة عن جهاز عالى التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي، زرعته مسبقًا فى غرفة نومه بمقر إقامة الحكومة الإيرانية الرسمى فى طهران.

مات «هنية» ولكن ستعيش أفكاره حتى لو اختلفت معه حول جدواها، يكفيك أن تحترم إخلاصه لقضية وطنه، وأنه فى النهاية دفع حياته وحياة معظم أولاده وأحفاده ثمن حرية هذا الوطن.

أنهت إسرائيل حياة هنية وغيره من القيادات الفلسطينية واللبنانية والعربية ليبقى السؤال ساخنًا: هل كسبت إسرائيل الحرب على قطاع غزة على الرغم من حجم المذابح والتجاوزات اللإنسانية التى ارتكبتها فى حق سكان غزة العزل؟

الإجابة تجىء على لسان باحثين إسرائيليين بالنفى القاطع، بل وجدوا فى حربها الدائرة على قطاع غزة عدوانا سافرا ووحشيا منذ 7 أكتوبر 2023، فقد نشر مؤخرًا مركز رؤية للتنمية السياسية فى بحث هام بعنوان «قراءات إسرائيلية نقدية لإدارة العدوان على غزة فى شهره العاشر»، حيث يرى باحثون إسرائيليون مع دخول الحرب «الإسرائيلية» على قطاع غزة شهرها العاشر، لا يزال الاحتلال يعلن أنّ هدفه الرئيسى هو القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية، والإطاحة بحكمها، سعيًا لتغيير الواقع السياسى الاستراتيجي، ورغم أنّ العدوان بدأ باصطفاف غير مسبوق إلى جانب الاحتلال من قِبَل الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية «ضمنًا»، لكن مرور هذه الشهور من العدوان كشف عن سوء إدارته فى مختلف الجوانب: العسكرية والقانونية والأمنية، ما أحدث ضررًا عميقًا فى شرعية هذه الحرب على الصعيد الدولي، وتراجع قدرة الاحتلال فى تسخير المجتمع الدولى لتحقيق أهدافه العدوانية.

وفى هذا البحث الهام لمركز رؤية للتنمية السياسية فقد وجّهت العديد من الكتابات «الإسرائيلية» انتقادات حادة لدوائر صنع القرار فى «تل أبيب» بسبب إخفاقاتها المتلاحقة فى إدارة الحرب، ما تسبب فى الحيلولة دون نجاحها فى تحقيق أهدافها، وما لم يحدث تغيير عميق فى الطريقة التى تتصرف بها، فيبدو أنّ وضع الاحتلال فى السنوات المقبلة سيكون أسوأ مما كان عليه قبل الحرب.

فى الوقت ذاته، هناك اعتراف «إسرائيلي» بوجود نقص فى توصيف جميع الجهود المطلوبة لإنجاز أهداف الحرب، وهو ما لم يكن ظاهرًا فى البداية، ما أسفر مع مرور الوقت عن ارتفاع الأثمان المدفوعة على المدى الطويل، لأنه كشف عن عدم دراية «إسرائيلية» كافية بأهداف حماس واستراتيجيتها، سواء أكان إجبار الاحتلال على إطلاق سراح كبار الأسرى فى سجونه أو الاستفادة من الفرصة السانحة على خلفية الضعف الذى أصاب الاحتلال بسبب الانقلاب القانوني، وما أسفر عنه من شروخات داخلية، ولعلّ عدم الإحاطة «الإسرائيلية» الكافية بهذه الأهداف نتج عنه خطأ فى فحص سلوك حماس العسكرى طيلة الشهور الماضية.

وبحسب الباحثين الإسرائيليين فى مركز رؤية للتنمية السياسية فإن اليوم، وبينما تدخل الحرب شهرها العاشر، تتواتر إقرارات الاحتلال بأنّ حماس استعدّت جيدًا للدفاع عن نفسها، وإلحاق العديد من الإصابات بجيشه، والتسبب بأضرار واسعة النطاق له، تمهيدًا لتحويل الحرب على غزة لتصبح متعددة الساحات، وتقويض اتفاقيات التطبيع، وزيادة الانتقاص من شرعية الاحتلال حول العالم، وصولًا لحرمانه من إمكانية استكمال خطته العسكرية، وإنهاء الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى، ما يمنح الحركة مزيدًا من الهيبة والنفوذ بين الفلسطينيين، والبقاء مسيطرة على غزة، رغم ما مُنيت به من خسائر وأضرار.

يدرك الباحثون الإسرائيليون أكثر من ذلك، أنّ الاحتلال سعى لتعميم جملة من الرسائل «المضللة» فلسطينيًا ودوليًا، وأهمها أنه يقاتل حماس وليس الفلسطينيين، رغم ثبوت بطلانها وزيفها، بدليل أنّ الاستباحة الشاملة لقطاع غزة، من أقصاه إلى أقصاه، واستخدام القوة العسكرية الفتاكة ضد المدنيين الآمنين فى بيوتهم وخيامهم، ولّدت صورة إشكالية لدى شركاء الاحتلال، وفى الرأى العام الدولي، وتسببت فى انقسام معهم، وصلت حدّ تجميد صفقات أسلحة للاحتلال، وأضرار واسعة النطاق لشرعية العدوان، واحتجاجات لم يتم السيطرة عليها فى كبرى عواصم العالم والجامعات.

أخيرًا يجد الباحثون الإسرائيليون أن عشرة أشهر من الحرب «الإسرائيلية» على غزة قد كشفت أنّ سلوك الاحتلال لم يتنبه لكثير من التطورات التى واكبته، وبالتالى جاءت العديد من النتائج السلبية نتيجة التردد، أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، وغياب الإدارة، بدليل أنه فى الكثير من الأحيان، أظهر الاحتلال إصرارًا غريبًا على مسار معين فى الحرب رغم أنّ ثمنه كبير، ويشكل مخاطر عالية جدًا، وبعد فترة من الوقت يتم التخلى عنه، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد دفع ثمن باهظ للغاية، سواء أمام المقاومة من الناحية العسكرية، أو أمام المجتمع الدولى من الناحية الدبلوماسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هنية على قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

أصداء الحرب.. رسالة وداع السنوار وتفاصيل مقتل رفيقه في غزة

 


في خضم الصراع المتواصل في قطاع غزة، طفت على السطح تفاصيل مأساوية جديدة تتعلق باستشهاد يحيى السنوار، قائد حركة حماس، في عملية عسكرية إسرائيلية.

وتكشف هذه التفاصيل عن العلاقة العميقة التي كانت تربطه بأفراد أسرته، كما تعكس التحديات التي واجهتها حماس في سياق هذه الحرب.


التفاصيل

بعد يومين من مقتل السنوار في عملية عسكرية استهدفت حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة.

أكدت مصادر مقربة من حركة حماس أن السنوار أرسل رسالة إلى عائلته تتعلق بمقتل ابن شقيقه، إبراهيم محمد السنوار، الذي كان معه خلال تلك الفترة.

والرسالة، التي وصلت بعد يومين من مقتل السنوار، احتوت على تفاصيل حول مقتل إبراهيم وموقع دفنه.

إبراهيم نجل شقيق محمد السنوار القيادي البارز في كتائب القسام، قُتل في غارة إسرائيلية بينما كان يخرج من نفق لمراقبة تحركات القوات الإسرائيلية.

وكشف التقرير أن الرسالة التي أرسلها السنوار إلى عائلته، والتي تشرح ظروف مقتل إبراهيم وتحدد مكان دفنه في نفق تحت الأرض، استغرقت أكثر من شهرين لتصل إليهم، مما يعكس الظروف الأمنية القاسية التي عاشها.

علاوة على ذلك، فقد عُرف أن السنوار كان يقيم في رفح لعدة أشهر، متنقلًا بين مناطقها، ويعيش في ظروف تحت الأرض وفوقها.

وقد وثق الجيش الإسرائيلي في 17 أكتوبر الماضي لحظة إطلاق دبابة إسرائيلية النار على المبنى الذي كان يتواجد فيه السنوار، والذي قُتل لاحقًا إثر اشتباك مسلح مع جنود إسرائيليين اقتحموا الموقع.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 43 ألفا و374 شهيدا منذ بدء الحرب
  • "تسريبات وثائق حماس.. المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو باستغلال الأسرار الأمنية".. ما القصة؟
  • بعد التعزيزات الإسرائيلية..مقتل 18 فلسطينياً في قطاع غزة
  • أصداء الحرب.. رسالة وداع السنوار وتفاصيل مقتل رفيقه في غزة
  • ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 43,314 فلسطينيا
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين آخرين في جنوب قطاع غزة
  • عضو المجلس الثوري بحركة فتح: وقف الحرب في غزة ضد مصلحة نتنياهو
  • حماس: المقترحات المطروحة لا تضمن وقف الحرب ونتنياهو يماطل
  • 43314 قتيلاً.. ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
  • حزب الله: استهداف قاعدة زوفولون الإسرائيلية للصناعات العسكرية