بوابة الوفد:
2024-09-09@14:08:52 GMT

خطوات نحو التنوير

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

تميزت فترة التنوير((The Age of Enlightenment، التى امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى القرن الثامن عشر فى أوروبا، بارتفاع فى منسوب التفكير العقلانى والبحث العلمي، ورفض الطائفية الدينية. واجهت الشخصيات البارزة مثل رينيه ديكارت، جون لوك، وفولتير السلطة التقليدية ودعموا الحرية الفردية والاستكشاف العلمى والحكم الدستورى.

هذه الفترة أرست الأسس للحضارة الغربية الحديثة، مشكلّة قيّمها من الديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان.

العوامل المساهمة فى تنوير أوروبا كان أولها ثورة العلوم فى القرون السادس عشر والسابع عشر، بقيادة شخصيات مثل كوبرنيكوس، جاليليو، ونيوتن، والتى حثّت على روح الاستفسار والملاحظة التجريبية. هذه الثورة وضعت أسس الطرق التجريبية فى البحث العلمي، والتفكير النقدي، واستجواب المعتقدات المتحجرة.

أما بالنسبة للفكر الفلسفي، فقد قدم الفلاسفة مثل ديكارت، ولوك، ومونتسكيو أفكارًا جديدة حول طبيعة المعرفة والحكم وحقوق الفرد. ركز ديكارت على الشك كأساس للعقلانية، بينما أثّرت نظريات لوك حول الحقوق الطبيعية والعقد الاجتماعى على المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون.

أتاح اختراع آلة الطباعة فى وقت سابق تداول الكتب والنشرات والأوراق العلمية على نطاق واسع. هذا التمكين من المعرفة سهّل التبادل الفكرى وانتشار أفكار التنوير فى أوروبا.

ونشأت المؤسسات العلمانية مثل الجامعات والأكاديميات كأماكن للحوار الفكرى بعيدًا عن الرقابة الدينية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التسامح تجاه وجهات النظر المتنوعة وفصل الكنيسة عن الدولة خلق بيئة ملائمة للفكر الحر والابتكار.

فما الخطوات التى يجب علينا نحن المصريين أن نتخذها لتحقيق تنوير مشابه؟

أعتقد جازما أنّ اولاها التركيز على إصلاح التعليم لتعزيز التفكير النقدى والاستفسار العلمى والتعليم المدنى civics)) الذى يركز على قيّم المواطنة من سن مبكرة. تعزيز الدراسات متعددة التخصصات التى تجمع بين العلوم التطبيقية والدراسات الإنسانية والاجتماعية لبناء شخصيات متكاملة قادرة على المساهمة فى التقدم المجتمعى.

تعزيز بيئة تقّدر التنوّع الفكرى وتشجّع على الحوار المفتوح وتحمى حرية التعبير. إنشاء مؤسسات أكاديمية مستقلة ومراكز بحثية محايدة (think tanks) تكون بعيدة عن التدخلات السياسية والالتزام بمعايير أكاديمية صارمة.

زيادة التمويل والدعم للبحث العلمى والابتكار. تشجيع التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية وشركات القطاع الخاص لتعزيز التقدم الاكاديمى والتكنولوجي - فلماذا لا ننشئ مثلا كرسيا للدراسات المستقبلية والذكاء الاصطناعى يدعمه كبار أصحاب الاعمال فى مجتمعنا؟

تنفيذ الإصلاحات الدستورية التى تحفظ سيادة القانون وتحمى حقوق الفرد وتضمن الشفافية فى الحكم.

تشجيع المبادرات الثقافية التى تحتفل بالتنوع وتحافظ على التراث وتعزز ثقافة التسامح واحترام التعددية والتقدير للفنون والآداب والإنجازات العلمية.

لكن السير نحو التنوير يتطلب التزامًا جادا بالمعرفة والتفكير النقدى ومبادئ الحرية والعدالة. من خلال اعتماد هذه المبادئ وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، يمكن لمصرنا أن تحقّق التقدم والازدهار الذى شهدته أوروبا خلال فترة التنوير.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

حماد: نتعهد بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في الجنوب

ليبيا – أعرب رئيس حكومة الاستقرار أسامة حماد،عن فخره بتوقيع ميثاق المصالحة الشاملة بين الأهالي ومكون التبو في مدينة سبها.

حماد وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، قال:”مع إطلاق عجلة الإعمار والتنمية بفزان نفتخر كثيرا بما تحقق اليوم في تاريخ بلادنا الحديث من تجسيد لروح الأخوة والوطنية بين شركاء الوطن الواحد من مكونات الأمة الليبية بمرزق الأصالة والتراث والتاريخ”.

وأضاف:”نجاح التوقيع النهائي على اتفاق وميثاق المصالحة الشاملة بين الأهالي ومكون التبو اليوم في مدينة سبها بعد إنجاز اللجنة المكلفة من الحكومة لمهامها بهذا الخصوص، يكون هذا الاتفاق الوطني مكملا للاتفاق المبدئي الذي تحقق في 16 ابريل الماضي”.

وتابع حماد حديثه:”ومع هذا الإنجاز الحقيقي ، أتقدم بالشكر والتقدير لأبطاله الشرفاء من الأهالي بمختلف تركيباتهم الاجتماعية
ومكون التبو بكافة تركيباتهم وكافة اهالي المدينة وسكانها الذين اختاروا تغليب مصلحة الوطن ومدينتهم على كافة الصراعات والمصالح الشخصية الضيقة،وكان لهم الدور الأبرز بشجاعة موقفهم وتقديمهم لكافة التسهيلات بتناسي أوجاع الماضي وتقديم كافة التنازلات لتوحيد الصف والموقف الوطني وطي صفحة الماضي الأليم بالمنطقة”.

وبارك حماد عودة الحياة الطبيعية للمدينة وإبعاد شبح الاقتتال عنها وبدء التعايش بشكل سلمي بين سكانها القاطنين بها اليوم،
وضمان عودة كافة الأهالي المهجرين خارج المدينة إليها من جديد واللذين عانوا ويلات الحروب والصراعات والنزوح خلال السنوات الماضية،ليضرب بذلك أهل المدينة وسكانها والمهجرين منها مثالاً يحتذى به في الشجاعة الحقيقية والوطنية لأجل مستقبل وطنهم والأجيال القادمة.

وأكد أن الحكومة عازمة على رعاية هذا الإنجاز التاريخيّ واستكمال بنوده الموقع وتنفيذها على أرض الواقع بعد حصر الأضرار بالمدينة وجبر الضرر وإطلاق مشاريع الإعمار والتنمية.

وتعهد بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في الجنوب الحبيب بفضل توجيهات وحرص القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس النواب على تحقيق هذا الوعد في القريب العاجل وبتنفيذ الحكومة عبر أدواتها التنفيذية المتمثلة في صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا والوزارات الخدمية المختصة.

حماد ختم:”نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ بلادنا هدفها الرئيسي تحقيق الأمن والسلام والاستقرار مع الحفاظ على الثوابت الراسخة والقيم النبيلة وتكون مرزق بسلام أهلها الشجعان وصمود قلعتها على مر الزمان شاهد عيان على تنفيذنا لكافة تعهداتنا ليحل السلام والاستقرار وتصل التنمية والإعمار كافة المدن والمناطق في وطننا”.

مقالات مشابهة

  • القيادة تهنئ رئيسة مقدونيا الشمالية
  • محافظ كفر الشيخ: محو أمية 44 ألف مواطن خلال عام 2023 - 2024
  • القوات المسلحة تنظم اليوم العلمي لتخصص العلاج الطبيعي في إصابة الملاعب
  • حماد: نتعهد بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في الجنوب
  • بيان مشترك من مجموعة ALPS بشأن التقدم المحرز في معالجة الأزمة في السودان
  • الخارجية الإماراتية: بيان مشترك من "ALPS" عن التقدم في معالجة أزمة السودان
  • بيان مشترك من مجموعة ALPS بشأن التقدم المحرز في معالجة الأزمة بالسودان
  • بالفيديو.. رأسية ربيعة تمنح مصر هدف التقدم أمام كاب فيردي
  • حماية العقول.. من فاقديها ١-٢ (السرقات الأدبية أنموذجًا)
  • نحو تعزيز الابتكار والبحث العلمى