نحن شعب جميل، كلما زادت الأسعار زاد الاستهلاك. كيف لا نعلم؟ لقد استطاع الإعلام، خاصة الإعلام المرئى، وعلى مدار سنوات طويلة، أن يزرع هذا السلوك فى عقول الأجيال المختلفة. سقط المواطن فى بحر من الرغبات والتطلعات التى لا تتناسب تماماً مع دخله. زرع الإعلام هذه التطلعات فى عقول النساء والأطفال، وبات رب الأسرة عاجزاً عن تلبية هذه التطلعات والرغبات، فى الوقت الذى تعجز فيه الحكومة عن حماية حقه فى العيش المستقر دون أزمات تضرب به من وقت لآخر.
لماذا؟ هذا السؤال مطروح لقيادات مصر، والجامعات، والمراكز البحثية، ورجال الأعمال. ونريد إجابة واضحة: لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟ وإذا وضعنا أيدينا على المشكلة، فلا بد أن نضع الحلول القابلة للتنفيذ، لا مجرد كلمات، فلا يستطيع الشعب تحمل أن تصبح قيمة الجنيه 100 جنيه بعد سنوات.
وإذا قلنا من المسئول عن هذا التدهور، فالمسئول الأول هو الحكومات والسياسة النقدية. فما نحن فيه جاء بسبب العجز فى الميزان التجارى، وعدم استثمار موارد الدولة بشكل جيد، وسوء الإدارة فى كثير من موارد الدولة، والفساد الذى تتركه الأجهزة للاستفادة منه فى وقت معين. وعندما يأتى هذا الوقت يكون اقتصاد الدولة قد تدهور وتآكلت مواردها. والأخطر هو ارتفاع الأسعار بسبب كثيرة الأموال غير المشروعة.
والحل، يكمن فى خطة شاملة يسهم فيها الجميع، من القطاع الخاص إلى العام، وتقودها الحكومة والبنك المركزى. ويجب أن تكون اللغة السائدة هى العمل والإنتاج، وتنوير الطريق للجميع من أجل الادخار والاستثمار، وفتح المجالات التى تجذب هذه المدخرات. يجب أن تتحرك الآلة الإعلامية، لتركز على الواقع بعيدا عن الهالة الزائفة التى تصور حياة الناس، وهم يعيشون فى قصور، ورغد العيش، فى حين أن أكثر من 90 فى المائة يعيشون فى صراع من أجل لقمة العيش، يجب أن تتحرك نحو تشجيع الإنتاج وتعيد زراعة قيمة العمل والصبر، وتدين الفساد والاحتيال والنصب.
هل يمكن تحقيق هذا؟ نعم، إذا كانت هناك إرادة حقيقية من الدولة، فهى القائد لأكثر من مليون نسمة من الشعب، وهى التى تنظم وتراقب. وما العائد؟ حماية الأمن القومى، وعدالة توزيع الدخل، وتحسن معيشة المواطن، وحياة كريمة يستطيع الجميع أن يعيشها فى ظل تحولات داخلية وخارجية سوف تفرض علينا مواجهات من ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: م الآخر ع الإعلام خاصة تضرب به من وقت ورجال الأعمال الدكتور محمد عادل
إقرأ أيضاً:
نقيب الإعلاميين: الدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا في ملف حقوق الإنسان
أكد الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا فى ملف حقوق الإنسان ودائمة المعالجة وفقًا للتطور اليومي، مشيرًا إلى أن أكبر مثال على ذلك هو إنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وأضاف "سعدة"، خلال كلمته بمؤتمر المجلس القومي لحقوق الإنسان والمنعقد اليوم، الإثنين، تحت عنوان "الإعلام وحقوق الإنسان: مقاربات حول دور الإعلام في رفع الوعي وحمايتها ورصد تنفيذها، أنه عندما جئنا لوضع ميثاق الشرف الإعلامى ذهبنا لكبار الدول المنادية بالحرية وأخذنا نماذج من مواثيق الشرف الإعلامي بها وتناقشنا فيها على مدار عام كامل مع أهل الخبرة وأهل المجال؛ لنخرج بميثاق شرف إعلامى جاءت أبرز مبادئه عن الحريات.
وتابع: "وأن يكون هناك دورًا كبيرًا للإعلام بأن يكون مصدر للصدق والشفافية وعلينا ألا نجلد ذاتنا بل نكون منقحين ليمارس الإعلام دوره بشفافية وحرية نحتاج للمزيد من التنقيح والمعالجات وعلينا التعاون فى كافة المجالات وألا ندع مجالا للغرب بأن يلاعبنا ويظهر لنا فزاعة فى هذا الإتجاه".
ونظم المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، مؤتمرًا بعنوان "الإعلام وحقوق الإنسان: مقاربات حول دور الإعلام في رفع الوعي وحمايتها ورصد تنفيذها"، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
محاور مؤتمر الإعلام وحقوق الإنسان:
يناقش مؤتمر الإعلام وحقوق الإنسان ثلاثة محاور رئيسية وهي تعزيز دور المجلس القومي لحقوق الإنسان من خلال المعالجات الإعلامية المسؤولة.، كما يناقش التحديات التي تواجه الإعلام والمسؤولية المشتركة بين المجلس والإعلام.
وفي المحور الثالث يناقش المؤتمر كيفية حماية حقوق الإنسان في عصر الإعلام الرقمي.
جلسات مؤتمر الإعلام وحقوق الإنسان:
تشمل الجلسة الأولى نقاشًا معمقًا حول أهمية تعزيز دور المجلس القومي لحقوق الإنسان والإعلام في دعم أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد ، بينما تركز الجلسة الثانية على التحديات المشتركة بين المجلس والإعلام وسبل مواجهتها، أما الجلسة الثالثة فتناقش حماية الحقوق الرقمية في ظل التحول الإعلامي الرقمي.
أهداف المؤتمر:ويهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات عملية تُسهم في تطوير التعاون بين الإعلام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وتعزيز دور الإعلام كمدافع عن حقوق الإنسان، مع التركيز على مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة التي أصبحت تهدد المجتمعات في العصر الرقمي.
ويشارك في المؤتمر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، و رؤساء المجالس والهيئة الوطنية للاعلام ونقابة الصحفيين والإعلاميين، ونخبة من الخبراء الإعلاميين، وصناع القرار، وممثلي منظمات المجتمع المدني، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في حقوق الإنسان والإعلام.