بوابة الوفد:
2025-02-06@07:48:36 GMT

استعدوووا

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

فى الثامن والعشرين من يونيو 1914 تم اغتيال الأرشيدوق «فرانز فرديناند» وريث العرش النمساوى فى مدينة «سراييفو» على يد طالب صربى عضو فى منظمة «اليد السوداء»، فاتهمت النمسا صربيا بتدبير هذا الاغتيال، ثم أعلنت عليها الحرب فى الثامن والعشرين من يوليو من نفس العام، وسرعان ما تحول الأمر إلى حرب أوروبية، فساندت روسيا صربيا، وساندت ألمانيا النمسا ووقفت فرنسا إلى جانب روسيا، وفى الرابع من أغسطس قامت ألمانيا بغزو بلجيكا، وكانت بريطانيا قد تعهدت بالدفاع عن «حياد بلجيكا» فأعلنت الحرب على ألمانيا، وتوسعت التحالفات وبدأت الحرب الكبرى، وأصبحنا أمام صراع عالمى راح ضحيته 22 مليون إنسان.

ورغم أن السبب الظاهرى لنشوب الحرب العالمية الأولى هو حادثة اغتيال ولى عهد النمسا، إلا أن تراكم المواد الملتهبة القابلة للاشتعال كما يرى المحللون كانت فى انتظار تلك الشرارة التى أشعلت مخازن البارود العالمى، فقد جرَّت التحالفات العسكرية وصراع القوميات والأطماع السياسية والاقتصادية العالم إلى حرب راح ضحيتها أكثرمن 13 مليون مدنى، وتسببت فى لجوء أكثر من 10 ملايين «بنى آدم» فى جميع أنحاء أوروبا، وخلفت وراءها 3 ملايين امرأة حملت لقب أرملة، و6 ملايين طفل يتيم.

ويبدو أن عجلة الأحداث تريد أن تعود بنا إلى هذا التاريخ مرة أخرى، فعالم اليوم يعيش حالة من الترقب والحذر داخل خنادق من الأزمات الدولية، ويتابع صراع التحالفات العسكرية وفرض الهيمنة والنفوذ خلف ألواح من جليد أوشك على الذوبان، والسؤال هنا: هل تكون حادثة اغتيال «اسماعيل هنية» فى «طهران» هى الشرارة التى تشعل مخازن البارود «الأسلحة النووية» العالمى؟

أيضًا قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، خضعت الدبلوماسية لسيطرة لعبة التهديدات المتبادلة والتخويف المتبادل، فارتدى الخوف قناع التباهى والتفاخر و«عنجهية القوة»، وانتشرت عبارات مثل: «إذا فُرضت علينا الحرب فنحن هنا»، وأخذت الأصوات تتعالى وتشتد وتردد نبرة التهديد والوعيد، لنجد أنفسنا اليوم أمام هذا المشهد بكل تفاصيله، فنرى «نتنياهو» هذا المجنون الصهيونى يرتكب يوميًا مجازر أحرقت قلوب الجميع دون رادع، متباهيًا وأعوانه باغتيالات لا تتوقف، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء مرتديًا درع الحماية الأمريكية!

ثم نسمع بين الحين والآخر أن دولة الاحتلال الصهيونى مستعدة لحرب كبرى دفاعًا وهجومًا! ونجد على الجانب الآخر من المعادلة الرايات الحمراء تغزو طهران، وتتردد معها عبارات الانتقام السريع والثقيل لمقتل «هنية»، ليقف العالم على أطراف أصابعه انتظارًا لمشاهد الرد الإيرانى المزلزل!

فى النهاية: ربما تكون الإجابة «بنعم» هى الأقرب للصواب عن السؤال: هل يكون حادث اغتيال «اسماعيل هنية» هو الشرارة التى تفجر مخازن البارود «النووى » العالمى؟

والخلاصة: «نتنياهو» برعاية أمريكية يجُرُّ المنطقة عمدًا إلى شبح حرب إقليمية، ستتحول سريعًا إلى حرب عالمية لا محالة، حرب لن يستطع أحد حصر خسائرها، فهل نحن مستعدون لهذا السيناريو المظلم؟ أرجو أن تكون الإجابة بنعم.. استعدوووا.

حفظ الله مصر من كل سوء

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: تهجير الإنسان من وطنه اغتيال معنوي

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشرع الشريف واضح في تأكيده على حق الإنسان في العيش في وطنه بأمان وسلام.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم "من بات آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها" يعبر عن أن العيش في أمن هو من أساسيات الحياة الكريمة.

هل تكتب مقادير العباد في ليلة النصف من شعبان؟ أسرار نفحات الليلة المباركةموعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. ترفع فيها الأعمال

ولفت إلى أن القرآن الكريم يعبر عن خطورة تهجير الإنسان من وطنه، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى قارن بين الخروج من الديار وبين القتل، قائلاً: "إن تهجير الإنسان من وطنه هو بمثابة اغتيال معنوي، لأن هذا يشعره بفقدان هويته ووجوده"، لافتا إلى أن الوطن يشكل جزءاً أساسياً من هوية الإنسان، ولا يمكن فصله عنها.

وأشار إلى أن الهوية الإنسانية تتكون من عدة عناصر، ومنها الثقافة والبيئة التي نشأ فيها الشخص، مشيراً إلى أن المجتمع الذي ينتمي إليه الإنسان، مثل المجتمع المصري، له سماته الخاصة التي تشكل جزءاً من هويته، قائلاً: "المجتمع المصري متنوع، معتدل، ولا يتسم بالتعصب أو التشدد، وهذا جزء من هوية كل مصري".

واختتم الدكتور عمرو الورداني تأكيده على أن الوطن ليس مجرد مكان للعيش، بل هو جزء لا يتجزأ من هوية الإنسان، قائلاً: "الإنسان بلا وطن هو بلا هوية، والوطن هو مركز الإنسان وهويته".
 

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: تهجير الإنسان من وطنه اغتيال معنوي
  • حبس مزارع لاتهامه بالتسبب فى مصرع ابنته انتقاما من والدتها بالبحيرة
  • وزير الاتصالات؛ الابتكار أصبح المؤثر فى الاقتصاد العالمى.. وأكثر من 180 شركة عالمية تعمل فى مجال التعهيد فى مصر
  • اغتيال زعيم ميليشيا دونباس في روسيا
  • الاتصالات: الابتكار مؤثر فى الاقتصاد العالمى.. و180 شركة دولية تعمل فى التعهيد فى مصر
  • هيئة الدواء: لدينا مخزون استراتيجي قوي من خامات صناعة الأدوية
  • الدور الأمريكي في اغتيال الشهيد الرئيس صالح علي الصماد
  • التعرفات الجمركية الأمريكية ترفع الذهب العالمى لمستوى تاريخى
  • برلمانية "حماة الوطن" بالشيوخ: قطاع التعليم والبحث العلمي يحظى باهتمام ودعم من القيادة السياسية
  • نقابة معلمي صناعة الذهب دانت اغتيال الارشمندريت كوجانيان