فى الثامن والعشرين من يونيو 1914 تم اغتيال الأرشيدوق «فرانز فرديناند» وريث العرش النمساوى فى مدينة «سراييفو» على يد طالب صربى عضو فى منظمة «اليد السوداء»، فاتهمت النمسا صربيا بتدبير هذا الاغتيال، ثم أعلنت عليها الحرب فى الثامن والعشرين من يوليو من نفس العام، وسرعان ما تحول الأمر إلى حرب أوروبية، فساندت روسيا صربيا، وساندت ألمانيا النمسا ووقفت فرنسا إلى جانب روسيا، وفى الرابع من أغسطس قامت ألمانيا بغزو بلجيكا، وكانت بريطانيا قد تعهدت بالدفاع عن «حياد بلجيكا» فأعلنت الحرب على ألمانيا، وتوسعت التحالفات وبدأت الحرب الكبرى، وأصبحنا أمام صراع عالمى راح ضحيته 22 مليون إنسان.
ورغم أن السبب الظاهرى لنشوب الحرب العالمية الأولى هو حادثة اغتيال ولى عهد النمسا، إلا أن تراكم المواد الملتهبة القابلة للاشتعال كما يرى المحللون كانت فى انتظار تلك الشرارة التى أشعلت مخازن البارود العالمى، فقد جرَّت التحالفات العسكرية وصراع القوميات والأطماع السياسية والاقتصادية العالم إلى حرب راح ضحيتها أكثرمن 13 مليون مدنى، وتسببت فى لجوء أكثر من 10 ملايين «بنى آدم» فى جميع أنحاء أوروبا، وخلفت وراءها 3 ملايين امرأة حملت لقب أرملة، و6 ملايين طفل يتيم.
ويبدو أن عجلة الأحداث تريد أن تعود بنا إلى هذا التاريخ مرة أخرى، فعالم اليوم يعيش حالة من الترقب والحذر داخل خنادق من الأزمات الدولية، ويتابع صراع التحالفات العسكرية وفرض الهيمنة والنفوذ خلف ألواح من جليد أوشك على الذوبان، والسؤال هنا: هل تكون حادثة اغتيال «اسماعيل هنية» فى «طهران» هى الشرارة التى تشعل مخازن البارود «الأسلحة النووية» العالمى؟
أيضًا قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، خضعت الدبلوماسية لسيطرة لعبة التهديدات المتبادلة والتخويف المتبادل، فارتدى الخوف قناع التباهى والتفاخر و«عنجهية القوة»، وانتشرت عبارات مثل: «إذا فُرضت علينا الحرب فنحن هنا»، وأخذت الأصوات تتعالى وتشتد وتردد نبرة التهديد والوعيد، لنجد أنفسنا اليوم أمام هذا المشهد بكل تفاصيله، فنرى «نتنياهو» هذا المجنون الصهيونى يرتكب يوميًا مجازر أحرقت قلوب الجميع دون رادع، متباهيًا وأعوانه باغتيالات لا تتوقف، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء مرتديًا درع الحماية الأمريكية!
ثم نسمع بين الحين والآخر أن دولة الاحتلال الصهيونى مستعدة لحرب كبرى دفاعًا وهجومًا! ونجد على الجانب الآخر من المعادلة الرايات الحمراء تغزو طهران، وتتردد معها عبارات الانتقام السريع والثقيل لمقتل «هنية»، ليقف العالم على أطراف أصابعه انتظارًا لمشاهد الرد الإيرانى المزلزل!
فى النهاية: ربما تكون الإجابة «بنعم» هى الأقرب للصواب عن السؤال: هل يكون حادث اغتيال «اسماعيل هنية» هو الشرارة التى تفجر مخازن البارود «النووى » العالمى؟
والخلاصة: «نتنياهو» برعاية أمريكية يجُرُّ المنطقة عمدًا إلى شبح حرب إقليمية، ستتحول سريعًا إلى حرب عالمية لا محالة، حرب لن يستطع أحد حصر خسائرها، فهل نحن مستعدون لهذا السيناريو المظلم؟ أرجو أن تكون الإجابة بنعم.. استعدوووا.
حفظ الله مصر من كل سوء
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
هكذا قرأ مقربون اغتيال الدبلوماسي السوري المنشق نور الدين اللباد
درعا- اغتال مسلحون مجهولون في مدينة الصنمين بريف درعا، مساء الثلاثاء، دبلوماسيا سوريّا سبق وأعلن انشقاقه عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في بداية الثورة السورية.
واستهدفت العملية نور الدين إبراهيم اللباد، حيث اقتحم المسلحون منزله في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي وأطلقوا الرصاص عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله على الفور، وكذلك مقتل شقيقه عماد اللباد.
وقال أحد أصدقاء الدبلوماسي السابق، دون الكشف عن اسمه للجزيرة نت، إن هدف اغتياله في هذه المرحلة، وبعد أسبوعين من عودة اللباد إلى سوريا بعد غياب دام 12 عاما، هو "الإبقاء على الأوضاع في مدينة الصنمين متوترة، وذلك بعد الحملة الأمنية التي شهدتها المدينة ضد فلول النظام وتنظيم الدولة قبل أيام".
ووضح أن اللباد من الشخصيات المتوافق عليها في الصنمين، "نظرا لسمعته الطيبة بين الأهالي وما قدمه للمدينة في بداية الثورة في مارس/آذار 2011″، وأن "بقاءه على قيد الحياة قد يشكل حالة من التفاهم وتقارب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في المدينة، وهو ما لا يريده من أقدموا على اغتياله".
وحمّل مسؤولية قتل اللباد داخل منزله لقوى الأمن العام، "لأنها تركت مدينة الصنمين بدون حماية مشددة بعد أيام من انتهاء الحملة الأمنية التي لم تتمكن خلالها من إلقاء القبض على المطلوبين بعد هروبهم إلى خارج المدينة ليلا".
إعلان من هو؟حصل اللّباد على درجة دكتوراه في الأدب الفرنسي وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة السوربون بباريس، وشغل منصب وزير مفوض في وزارة الخارجية السورية.
وعمل اللباد في عدة سفارات، منها بغداد وباريس وطرابلس وصنعاء وبنغازي، كما عمل في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية ضمن إدارة المراسم والبروتوكول والترجمة.
وانشق اللباد عن النظام السوري السابق في أبريل/نيسان 2013 رافضا استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وعلى إثر ذلك، تم تعيينه ممثلا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر 4 مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين توقفت أمام منزل اللباد، ودخل اثنان منهم ونفذا عملية الاغتيال، ومن ثم عادا واستقلا الدراجتين، وغادروا المنطقة على الفور.