معهد بريطاني: هجوم إسرائيل على الحديدة لم يفعل الكثير لتقليص قدرة الحوثيين (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
سلط معهد بريطاني الضوء على الأثر الاستراتيجي للضربات الجوية الإسرائيلية، في 20 يوليو/ تموز الماضي، على ميناء الحديدة (غرب اليمن) الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي.
وقال "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)" في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن ما لا يقل عن اثنتي عشرة طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-15 وF-35، شنت غارات جوية ضد 10 أهداف في ميناء الحديدة على البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 80 آخرين.
وأضاف "يمثل الهجوم، الذي أطلق عليه اسم عملية الذراع الممدودة، المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل بشكل مباشر مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. واستهدف الهجوم مستودع وقود ومحطة كهرباء بالإضافة إلى بعض رافعات الحاويات في الميناء، وكان الدمار واضحًا في صور الأقمار الصناعية (انظر أدناه).
وتابع التقرير أن هجوم إسرائيل على الحديدة لم يفعل الكثير لتقليص قدرة الحوثيين على استخدام الميناء للتهريب وشن الهجمات؛ بل بدا أنه كان يهدف إلى إظهار قدرة إسرائيل على ضرب أهداف في المنطقة وإرسال رسالة عزم إلى الجمهور الإسرائيلي.
إشارات استراتيجية من إسرائيل
وذكر أن عملية الذراع الممدودة، وفقًا لقادة إسرائيليين، كانت محاولة لردع خصوم إسرائيل في المنطقة. وتشير مسرح الهجوم الإسرائيلي ــ الذي اشتعلت بعده حرائق ضخمة في الميناء لعدة أيام ــ إلى رغبة إسرائيل في الرد بقوة على إيران وشركائها في وقت تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط محلية هائلة في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح المعهد البريطاني أنه من خلال مهاجمة الميناء والذي يعد أحد الموارد الرئيسية للحوثيين وتعريض تدفق السلع الأساسية إلى اليمن للخطر، ربما سعت إسرائيل إلى توليد ضغوط سياسية على الحوثيين لتهدئة الهجمات ضد إسرائيل.
وقال "بعيدًا عن أهميتها الإنسانية والسياسية، من غير المرجح أن يكون لاختيار إسرائيل للأهداف تأثيرًا عمليًا أو نفسيًا كبيرًا على الحوثيين. وقد يشير هذا إلى عدم وجود أهداف عسكرية صلبة، مثل مستودعات الأسلحة أو المباني القيادية أو الرادارات، بعد أشهر من الضربات الأمريكية والبريطانية التي أجبرت الحوثيين على تحويل العمليات تحت الأرض.
وأفاد "نظرًا لأن هذه الضربات على أهداف الحوثيين الصلبة فشلت حتى الآن في تدهور أو ردع المجموعة بشكل كبير، فقد اختار القادة الإسرائيليون ضرب هدف ناعم ورفيع المستوى لتحقيق تأثير سياسي بدلاً من ذلك. ومع ذلك، في حين تعرضت الهجمات السابقة على البنية التحتية المدنية، على سبيل المثال من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية، لانتقادات باعتبارها انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك من قبل فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، لم يكن هناك إدانة دولية تذكر للهجوم الإسرائيلي خارج اليمن ودول "محور المقاومة".
ويرى أن التأثير الأكثر وضوحا للهجوم هو تدمير مستودع الوقود لشركة النفط اليمنية. ووفقا لبعض التقديرات، تم تدمير منتجات تكرير بقيمة تصل إلى 60 مليون دولار أمريكي خلال الهجوم.
وأكد المعهد البريطاني أن الهجوم وجه ضربة اقتصادية مؤقتة للحوثيين (واليمنيين العاديين، الذين سيشعرون بتأثير ارتفاع أسعار النفط).
القيمة الدعائية
وأشار إلى أن تأثير هجوم إسرائيل على الحديدة يتضاءل مقارنة بعمليات الاغتيال التي نفذتها ضد كبار القادة العسكريين والسياسيين لحزب الله وحماس في بيروت وطهران.
وقال "على الرغم من الخطاب الذي يستخدمه كل من قيادة الحوثيين والنظام في طهران، فإن الحوثيين سيواصلون بلا شك شن الهجمات على إسرائيل وعلى السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن طالما سمحت لهم إمداداتهم من أنظمة الأسلحة بعيدة المدى بذلك".
وأردف التقرير أن "مزاعم الحوثيين باستخدامهم في الهجوم تكنولوجيا التخفي القادرة على تجنب الرادارات الإسرائيلية مبالغ فيها، ويبدو من غير المرجح تكرار الهجوم على تل أبيب بنجاح. بدورها، فشلت إسرائيل، على الرغم من عمليتها المكلفة والبارزة، في شل قدرة الحوثيين على استيراد الأسلحة والوقود من إيران".
وقال "رغم أن عملية الذراع الممدودة قد تسجل نقاطاً لدى الدوائر الانتخابية المحلية في إسرائيل، فإنها حشدت أيضاً الدعم الشعبي للحملة المناهضة لإسرائيل التي يشنها الحوثيون داخل اليمن وفي مختلف أنحاء العالم العربي، بما في ذلك بين أولئك الذين يعارضون الاتجاهات الأكثر تعصباً للحركة، كما أدت إلى زيادة عزلة إسرائيل عن دول الخليج، التي تفضل رسمياً البقاء على الحياد، على الرغم من قلقها العميق في الخفاء إزاء دعم الحوثيين للفلسطينيين.
وخلص المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره إلى أن التأثير الاقتصادي للهجوم على الحوثيين حقيقي، فإن القيمة الدعائية المتمثلة في القدرة على مقاومة ليس فقط الهجمات الأميركية ولكن أيضاً الإسرائيلية على الأراضي اليمنية حقيقية أيضاً.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل معهد بريطاني ميناء الحديدة الحوثي إسرائیل على
إقرأ أيضاً:
هجوم على أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني يسفر عن مقتل ضباط
أفاد سيرغي ليبيديف، منسق المقاومة السرية في نيكولايف، في تصريح لوكالة "نوفوستي"، أن عدداً من ضباط القوات المسلحة الأوكرانية وممثلين عن حلف "الناتو" ربما قتلوا في الهجوم الذي استهدف أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني في خاركوف.
وأكد ليبيديف أن الهجوم وقع يوم أمس على أكاديمية الحرس الوطني في ساحة فوستانيا بمدينة خاركوف، مشيراً إلى أن الأضرار أسفرت عن مقتل عدد من الضباط رفيعي المستوى، بمن فيهم عقداء وكبار ضباط من كتيبة وزارة الداخلية (ليوت)، بالإضافة إلى ممثلين عن حلف الناتو، وأوضح أن البيانات الأولية تشير إلى أن الهجوم كان يستهدف اجتماعاً رفيع المستوى.
وأضاف ليبيديف أن السلطات المحلية منعت الأطباء من الوصول إلى المصابين في الهجوم، فيما تم إرسال مروحيات لنقل الجرحى إلى أماكن أخرى، وأشار إلى أن الهجوم ربما وقع أثناء اجتماع مهم كان يعقد في الأكاديمية، حيث كان يعتقد أن المكان كان مقرًا لمجموعة كانت تخطط لشن هجوم على قرية كازاشيا لوبان في مقاطعة خاركوف.
وفي إطار الرد على الهجمات المتكررة من القوات المسلحة الأوكرانية على أهداف مدنية، أفادت مصادر روسية أن القوات المسلحة الروسية تنفذ بشكل دوري ضربات مستهدفة على مواقف أفراد القوات المسلحة الأوكرانية ومعداتهم ومرتزقتهم، بالإضافة إلى استهداف منشآت الطاقة وصناعات الدفاع والبنية التحتية العسكرية.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات متكررة، أن الجيش الروسي لا يهاجم المباني السكنية أو المؤسسات الاجتماعية، وأن الهجمات الروسية تركز على أهداف عسكرية بحتة.
"نيويورك تايمز": مستشارو ترامب يتوقعون اختفاء فكرة "ملكية غزة" بعد رفضها من قبل الرئيس
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العديد من مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوقعون أن تختفي فكرة "ملكية غزة"، بعد أن اتضح للرئيس الأمريكي أنها "غير قابلة للتطبيق"، ونقلت الصحيفة عن مستشارين لترامب قولهم إن "الفكرة لم تكن قابلة للتحقيق على أرض الواقع"، مضيفين أن هذا الأمر أصبح واضحًا بحلول ظهر أمس الأربعاء.
وكان الرئيس ترامب قد أثار الجدل يوم الثلاثاء الماضي عندما أعلن عن اقتراحه لتولي الولايات المتحدة "ملكية غزة"، وهو الأمر الذي صدم حتى كبار أعضاء البيت الأبيض والحكومة، ووفقًا للصحيفة، فقد قرأ ترامب هذا الاقتراح من ورقة، ولم تجرِ الإدارة الأمريكية أي تخطيط أو دراسات جدوى لفحص إمكانية تطبيقه.
وفي هذا السياق، أشار دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل خلال فترة رئاسة باراك أوباما، إلى أن "مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى إثارة المزيد من التطرف"، معتبراً أن "مقترح ترامب ليس جاداً"، وأوضح شابيرو أن احتمالات سيطرة الولايات المتحدة على غزة ستكون مكلفة للغاية، سواء من حيث الأموال أو القوات، قائلاً إن هذه الفكرة "تعادل احتمالات دفع المكسيك ثمن الجدار أو استيلاء الولايات المتحدة على نفط العراق".
وأضاف شابيرو أن "الخطر يكمن في أن المتطرفين داخل الحكومة الإسرائيلية قد يأخذون هذه الفكرة حرفيًا، ما قد يؤدي إلى تصرفات غير محسوبة"، ولفت إلى أن ذلك قد "يعرض إطلاق سراح المزيد من الرهائن للخطر، ويقوض فرص التوصل إلى اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي".
من جهتها، قالت الصحيفة إن اقتراح ترامب بتولي الولايات المتحدة ملكية غزة جاء دون إجراء أي تحضيرات أو مشاورات مسبقة مع وزارتي الخارجية والدفاع، ما اعتبره العديد من المسؤولين الأمريكيين "فكرة غير واقعية"، مستشهدين بعدم وجود اجتماعات مع المعنيين بهذا الشأن في الحكومة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من كبار المسؤولين الذين تحدثوا مع الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لا يزالون يحاولون معرفة أصل هذه الفكرة، واعتبروها "خيالية حتى بالنسبة للرئيس ترامب".