جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-09@14:04:45 GMT

رد جبهات المقاومة.. متى وكيف وأين؟

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

رد جبهات المقاومة.. متى وكيف وأين؟

 

 

د. إسماعيل بن صالح الأغبري

 

حرب الاستخبارات العسكرية والتقنية والحرب النفسية والإعلامية بين ما يطلق عليه محور المقاومة الذي تتزعمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، لم تتوقف وقد اشتد أوارها منذ السابع من أكتوبر عام 2023؛ إذ تمكنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة من توجيه ضربة موجعة إلى إسرائيل، حتى إن المراقبين والمحللين يكادون يجزمون أن إسرائيل لم تنزل بها نكسة أمنية واستخباراتية كالنكسة التي أصيبت بها في السابع من أكتوبر.

في العادة إسرائيل وحدها تقصف وتغير وتضرب وتغتال وتلاحق رؤوساء أحزاب ومنظمات وجماعات معادية لها حتى إلى شمال أفريقيا أو أدغالها ثم تعود طائراتها إلى قواعدها سالمة.

وكثيرًا ما نفذت عمليات استخباراتية ثم يعود المنفذون إلى إسرائيل دون أن يصيبهم خدش، فزرعت الرعب في كثير من الأنظمة والحكومات وهزمتهم نفسيًا، فآمنوا أن لا قوة جبارة تطيح بقوتها، وأن ليس من استخبارات قادرة على منافسة أجهزتها الأمنية، وأن يدها الطولى لا سبيل لجعلها قصيرة، خاصة وأنها تمتلك وتُصَنِّع أدق تقنيات التجسس التي تتسابق دول عربية لاقتنائها، إضافة إلى مقلاع داود والقبة الحديدية، فضلًا عن الحماية الأمريكية المضمونة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

لقد ألقت إسرائيل الرعب في عدد من دول المنطقة، حتى بات الكثير يتودد إليها طوعًا أو كرهًا رغبة أو رهبة طمعًا أو اتقاءً لشر منها أو غضب أمريكي غربي لمن يغضبها والبعض يتقرب منها أو يزحف إليها رغبة في رضا الولايات المتحدة الأمريكية والتي لن ترضى إلّا عن إسرائيل.

السابع من أكتوبر حدث زلزل إسرائيل كما إنه حدث أسعد دون حد المعادين لإسرائيل، خاصة في العالم الإسلامي، ولعله أيضاً أسعد حكومات ضاقت ذرعاً بإسرائيل إلّا أنها لا تقوى على البوح بذلك لأسباب أمنية وسياسية واقتصادية وعلاقات معها دبلوماسية.

غير مستغرب أن تتحول إسرائيل بِقَضِّهًا وقَضِيْضِهَا كالثور الهائج أو الدب المجروح يجرف كل ما صادفه ويحرق كل ثابت ومتحرك، لا يعبأ بقيم الإنسانية ولا يلتفت إلى الحقوق والمواثيق الدولية، ولا يعير صرخات المنظمات الدولية كالأونروا اهتمامًا يذكر، ولا يلتفت إلى قوانين الصحافة وحق الصحفيين، وينتهك حق الطفولة والمرأة والإنسان والبيئة معا ولا تثير فيه محكمة العدل الدولية أو الجنايات الدولية قلقا لأسباب منها بطء تلك المؤسسات في إصدار حاسم يوجب وقف القتال أو إدانة صريحة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أو التأخر في التنصيص على أسماء شخصيات إسرائلية لصيقة بجرائم الحرب وحرب الإبادة الجماعية مع رسوخ الدعم الغربي والأمريكي لإسرائيل.

إسرائيل قبل السابع من أكتوبر تكاد الدولة الوحيدة في هذا العالم غير معنية ولا مشمولة بوجوب تطبيق المعايير الدولية في كل شأن من شؤونها إنها حالة استثنائية مباركة من القوى الغربية.

لم تكتف إسرائيل بالحرق في غزة وصهر أهلها؛ بل بلغت لبنان حيث خصمها العتيد "حزب الله" على حدود فلسطين المحتلة، وبينه وبين إسرائيل صولات وجولات لا تنتهي ولكنها تهدأ أحيانًا ولو كانت في وضع يؤهلها على الرد على هجماته لما تحملت هذه الضربات اليومية منها واضطرار ما يقرب من مئة ألف مستوطن هجران منازلهم.

قامت إسرائيل باغتيالات عدة لقادة فلسطينيين؛ سواء من حماس أو الجهاد الإسلامي أو فتح أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أو غيرها من المنظمات، وقتلتهم في دول خليجية وأفريقية نزلوا بها ضيوفًا كما حاولت قتل خالد مشعل، وهو أحد أبرز رموز حركة حماس في الأردن.

أقدمت إسرائيل في 31/7/2024 على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية في طهران عقب مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

الاغتيال أحدث دويًا في الأوساط الرسمية قبل الشعبية وفي الدول الأخرى قبل إيران؛ ذلك أنه قائد سياسي، ورئيس لوفد التفاوض من أجل وقف إطلاق النار وتبادل إطلاق المحتجزين، وهو معدود من الحمائم في حركة حماس.

بالنسبة لإيران الدولة ومؤسساتها؛ فاغتياله في طهران عاصمة الدولة ومجمع مؤسساتها ومركز قراراتها ومنها إدارة الحكم وبها أجهزة الدولة حامية حماها ومعقل قوتها المادية والمعنوية، يعني ضربة مؤلمة لإيران معنوية وحسية.

لماذا اختارت إسرائيل طهران لاغتيال إسماعيل هنية ولم تختر أمكنة أخرى لفعل ذلك؟ يتردد الراحل على دول مختلفة إلّا أن هذه الدول باستثناء إيران لها علاقات دبلوماسية وغير دبلوماسية مع إسرائيل كما لها علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ فاغتيال إسماعيل هنية في دولة من تلك الدول يعني توترًا شديدًا بينها وبين إسرائيل، وكذلك سيؤدي إلى التخلي عن محاولة تقريب وجهات النظر بين المقاومة وإسرائيل، على أن إسرائيل أيضًا لم تغتل هنية في دول صديقة لأمريكا احترامًا منها لأمريكا، أما إيران فليس من علاقات بينها وبين إسرائيل؛ بل تكاد تتفرد إيران عن دول منظمة التعاون الإسلامي بأنها الوحيدة التي لا تعترف بإسرائيل دولة، وترى أن فلسطين كل فلسطين للفلسطينيين؛ لذلك فاغتياله في طهران لن يؤدي إلى قطع علاقات أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي بينها وبين إيران لعدم وجود اعتراف من إيران بوجود إسرائيل.

اغتيال إسماعيل هنية في طهران لن يؤدي إلى إحراج أمريكا؛ فإيران ليس لها علاقات دبلوماسية مع أمريكا؛ بل العلاقات تشوبها المناكفات والملاسنات وأمريكا تفرض على الجمهورية الإسلامية عقوبات سياسية واقتصادية خانقة منذ عقود طويلة.

قصدت إسرائيل اغتيال الراحل في طهران رغبة منها في إدخال الرعب في نفوس جميع زعماء المقاومة في لبنان واليمن والعراق وفلسطين الذين يترددون على إيران طلبًا لدعمها الحسي والمعنوي بأنها قادرة على بلوغهم، خاصة وأنه كان يتردد بأن المقامة الفلسطينية تبحث عن مكان آخر للانطلاق منه للعمل، وإن كنت في شك من إمكانية اختيار المقاومة إيران مقرًا لأسباب مختلفة.

إن اختيار إسرائيل طهران للاغتيال يعكس رغبتها في إيصال رسائل إلى إيران بأنها هي التي اغتالت عددًا من علماء إيران في طهران من ذوي الصلة بالمفاعلات النووية.

يغمز البعض إيران باغتيال هنية فيها، وهذا نابع للأسف ليس عن تحليلات واقعية، وإنما عن عصبية مذهبية وقومية وخلافات سياسية مقيتة، وللأسف ضعاف الثقافة والبعيدون عن أروقة السياسة قد يصدقون هذه الأوهام!

إيران بينها وبين إسرائيل كسر عظم وتحد كبير في ساحات مختلفة ولا يختلف اثنان أنها داعمة لكل قوة ظاهرة معادية لإسرائيل وأن الوقت حرج بعد السابع من أكتوبر، فإما أن ينتصر حلفها وإما أن يخسر فكيف تضعف حلفها بيدها وتقطع أقدامها بمنشارها.

ترعرعت هذه الجبهات على عينها وأمدتها باعتراف المقاومة الفلسطينية بأنواع السلاح ودربتها على أنواع منها، لذا غمز إيران لمقتل هنية فيها مدفوع ذلك بنيران العصبية المذهبية والقومية وليس ناتج عن تفكير عقل.

هنية قد نزل بساحة المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، فهو في حماه ورعايته والاعتداء عليه اعتداء عليه، فكيف بإنسان يعتدي على ذاته أو كيف يعتدي أحد على من نزل ضيفًا عليه في مجلسه وعقر داره؟!

إسرائيل أرادت كسر هيبة المرشد والرئيس الإيراني الجديد معًا والحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية، ولذلك فإنَّ غسل ما لحق بإيران لا يكون إلا بإيلام إسرائيل ألمًا شديدًا، خاصة وأن ثأر إيران قائم منذ زمن مع إسرائيل، كما إن جماعة "أنصار الله" في اليمن لهم ثأر معها ،خاصة بعد أن قصفت ميناء الحديدة؛ عصب اليمنيين ومورد الغذاء والدواء والكساء لهم.

أما "حزب الله" اللبناني، فإنه منذ ثمانينيات القرن العشرين الميلادي المنصرم الحرب بينه وبين إسرائيل سجال، خاصة وأن إسرائيل لم تلتزم بقرار 1701 وتُغير على لبنان بين الفينة والأخرى وترسل طائراتها مستبيحة أجواءه، وترصد فيه كل ثابت ومتحرك. وتوجت إسرائيل هذا الغليان من حزب الله عليها باغتيالها الساعد الأيمن ومهندس العمليات ضد إسرائيل وهو فؤاد شكر؛ فالضربة الموجهة إليه كأنها موجهة إلى ذات زعيم الحزب كالضربة الموجهة إلى إسماعيل هنية كأنها موجهة إلى المرشد الإيراني سماحة آية الله علي خامنئي.

يبدو أن الضربة الإيرانية لن تكون على منوال الرابع عشر من إبريل؛ بل ستكون تصفية لعدة حسابات واسترجاع لعدة اغتيالات قامت بها إسرائيل داخل إيران وأعلاها اغتيالها لإسماعيل هنية.

لعل جبهة المقاومة تدرس ردًا يردع إسرائيل حتى تقوم منها سنوات وسنوات، خاصة إذا تمكنت الأسلحة من بلوغ إسرائيل والقدرة على مجاوزة ما أعدته أمريكا والغرب وبعض دول المنطقة من منظومات اعتراضية.

لعل إيران ترى أن ما لحقها من إسرائيل عار لا يغسله إلّا عمل يؤدي إلى كسر إسرائيل كسرًا يمس بعمودها الفقري، على أن أمريكا أيضًا تستعد لحماية إسرائيل أكثر من المرة الأولى؛ فدول الغرب كافةً لن تدع إسرائيل تواجه الأخطار؛ فوجودها في هذا العالم مطلب غربي ويدعمها ليس فقط لضغط اللوبيات الصهيونية أو الجماعات اليهودية، ولكن عن قناعة غربية بلزوم وجود قوة في الشرق الأوسط متقدمة موالية له مزروعة وسط موج هادر من مليارين من المسلمين.

ولعل إيران أيضا بعد أن تم استهداف ساحتها تعيد النظر في عدد من خياراتها المتعلقة بامتلاك أسلحة غير تقليدية بعد أن تيقنت أن لا رادع لخصومها إلّا امتلاك قوة غير تقليدية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إيران وأمريكا وحرب غزة

ليس من المألوف أن يسارع مجلس الشورى الإيراني إلى الموافقة على جميع أعضاء الحكومة الجديدة لرئيس الجمهورية الجديد، ولا شيء أصعب من مرور حكومة يعينها رئيس إصلاحي أو معتدل في برلمان يسيطر عليه غلاة المحافظين الأصوليين. لكن "المعجزة" حدثت مع حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وتلك ليست صدفة، فلا شيء يحدث هناك إلا بقرار أو إشارة من بيت المرشد الأعلى علي خامنئي، ولا أحد يجهل أن مجلس صيانة الدستور الذي رفض ترشح شخصيات معتدلة وإصلاحية وازنة وحتى شخصية محافظة قوية مثل لاريجاني، كان يمكن ألا يمر بزشكيان في غرباله، وسر السماح له ثم نجاحه في منافسة مع المتشدد سعيد جليلي المقرب من خامنئ،ي هو حاجة إيران إلى "فسحة" في فضاء شديد التوتر.
فالمرشد الأعلى اعترف بأن الوضع الاقتصادي هو "نقطة الضعف الرئيسة"، ولا انفراجة اقتصادية من دون رفع العقوبات الأمريكية عن طهران، ولا رفع عقوبات من دون العودة للاتفاق النووي الذي خرجت منه أمرييكا خلال رئاسة دونالد ترامب، ولا عودة إذا رجع ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولا عودة حتى مع إدارة الرئيس جو بايدن من دون الحاجة إلى "تحديث" نقاط في الاتفاق ومعالجة نقاط استجدت من خارجه، كما يقول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي. فما العمل؟.
خامنئي الذي استشاره بزشكيان في كل أعضاء الحكومة، لا فقط في المرشحين لوزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات والقضاء بحسب العادة، أعطى إشارات معبرة خلال استقباله للحكومة. قال: "لا قيود وعوائق أمام التعامل مع العدو عند اللزوم حين يكون ذلك مفيداً، من دون الثقة به"، وأوحى أن الملف النووي على الطاولة، وكان بين الحاضرين محمد جواد ظريف نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية السابق في عهد الرئيس حسن روحاني الذي قاد المفاوضات على الاتفاق النووي قبل أعوام، والذي استقال احتجاجاً على تشكيل حكومة لا تمثل ناخبي بزشكيان، ثم عاد عن الاستقالة، وهو أيضاً الذي احتج في حديث مسجل للأرشيف على ممارسات "الحرس الثوري" في جعل "الدبلوماسية" في خدمة "الميدان" بدلاً من أن يكون الميدان في خدمة الدبلوماسية.




ولم يتأخر وزير الخارجية الجديد عباس عراقجي، وكان معاوناً لظريف خلال المفاوضات، في تحديد سياسة الحكومة بأنها "إدارة الصراع" مع الولايات المتحدة ضمن "اتفاق الطرفين على مصالحهما"، وبكلام آخر فإن إيران جاهزة للتفاوض، لكن السؤال هو هل أمريكا جاهزة؟.
خلال ولاية الرئيس جو بايدن كانت واشنطن جاهزة، لكن طهران لم تكُن كذلك عملياً. والوقت اليوم ضاغط على مسافة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فلا بايدن قادر على عقد صفقة لا أحد يعرف تأثيرها في التصويت، ولا ترامب في وارد الاتفاق الذي خرج منه إذا عاد للبيت الأبيض، ولا كامالا هاريس نائب بايدن على عجلة من أمرها لأنها في حاجة إلى تركيب إدارة وترتيب سياسات على مدى أشهر بعد نجاحها المفترض، فضلاً عن أن طهران تراهن على صفقة أوسع من الاتفاق النووي، بعدما كانت في الماضي تصر على حصر التفاوض بالموضوع النووي، والسبب هو الرهان على مرحلة ما بعد حرب غزة.
فإيران التي تقود "محور المقاومة" وتدير حرب "الإسناد" لحركة حماس في حرب غزة عبر "وحدة الساحات" تتحدث عن متغيرات جيوسياسية واستراتيجية في المنطقة بعد حرب غزة وبسببها، وهي تتصور أن دورها في الحرب ولو بالوكالة يقدم لها فرصة تفاوض "نداً بندّ" مع أمريكا على مستقبل "غرب آسيا" ودور طهران الإقليمي والتسليم بـ"شرعية" دولية له.
ولكن ذلك ليس مضموناً، فإعادة تشكيل الشرق الأوسط تحتاج إلى حرب شاملة أوسع بكثير من حرب غزة، ودور إيران في الحرب الأخيرة على أهميته، لا يعطيها وحدانية الدور الإقليمي باعتراف أمريكي، على افتراض أن روسيا ليست ضد تكبير الدور الإيراني والدور التركي والدور الإسرائيلي، وأيضاً على افتراض أن الدور العربي غائب والدور الصيني يكتفي بمشروع "الحزام والطريق".
صحيح أن "محور المقاومة هو أهم مكون لقوة إيران"، كما قال عباس عراقجي، لكن الصحيح أيضاً أن هذه القوة قائمة على فصائل أيديولوجية مسلحة في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان جرى تأسيسها على حساب الشرعية العربية لبلدانها، وهي تتبادل القصف مع إسرائيل وتوحي بأن ورقة القضية الفلسطينية صارت في يد طهران وحدها، غير أن ذلك مجرد هدف على الطريق إلى الدفاع عن النظام الإيراني والعمل للمشروع الإقليمي الفارسي.
الكل يعرف أن إيران تعمل بدهاء على المدى الطويل، فلا هي تريد الصدام العسكري مع أمريكا التي تسميها "الشيطان الأكبر"، كما تؤكد بعد الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة خلال حرب غزة ودور "محور المقاومة"، ولا هي تجهل أن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر يعني صداماً مع أمريكا وأوروبا، وخلافاً مع روسيا والصين، بصرف النظر عن الإفادة من رفع شعار التحرير. لكن العامل الإيراني في الصراع مع إسرائيل له وجه سلبي إلى جانب الوجه الإيجابي، استخدامه من قبل المتطرفين في الحكومة، والكنيست، عذراً إضافياً لرفض "حل الدولتين" بحجة أن أي دولة فلسطينية ستصبح قاعدة لإيران.
والمفارقة أن طموح إيران إلى دور كبير في المنطقة يرافقه هاجس القلق من محاولات لإسقاط النظام، وما يبحث عنه خصوم النظام هو نقطة الضعف، وهل هي في القلب أم في الأطراف، في طهران أم في الأذرع الميليشياوية التي هي "أهم مكون لقوة الجمهورية"؟، واللعبة طويلة بمقدار ما هي خطرة.

مقالات مشابهة

  • سفير طهران لدى العراق: الرد الإيراني على مقتل إسماعيل هنية قادم
  • ماذا قدمت جبهاتُ الإسناد اليمنية العراقية اللبنانية لغزة؟
  • "أربعون هنية".. ووقت إيران "المناسب وغير المناسب"
  • إيران وأمريكا وحرب غزة
  • مدير الاستخبارات البريطانية: أشك أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية
  • بريطانيا تتوقع انتقاماً إيرانياً لاغتيال هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران تعتزم الثأر لمقتل إسماعيل هنية
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران