أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الأحد، مقتل 30 شخصا على الأقل في قصف صاروخي إسرائيلي طال مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر بمدينة غزة، بينما أكد الجيش أنه استهدف عناصر من حماس.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في بيان مقتضب "ارتفاع عدد شهداء مجزرة قصف مدرستي حسن سلامة والنصر الى 30 شهيدا وعشرات الجرحى منهم حالات خطيرة".

وفي وقت سابق، أكد بصل انتشال جثث 25 على الأقل، جلهم أطفال ونساء و50 جريحا غالبيتهم أطفال ونساء، ونقلهم إلى مستشفى المعمداني عقب قصف صاروخي إسرائيلي استهدف مدرستي "حسن سلامة" و"النصر" في حي النصر، شمال مدينة غزة، اللتين تؤويان آلاف النازحين.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية، في وقت سابق، إلى أن طواقم إسعاف "الهلال الأحمر" الفلسطيني، انتشلت قتيلين وعددا من الجرحى، نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي مجموعة من المواطنين بمحيط مفترق دولة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف مخربين عملوا داخل مجمعي قيادة وسيطرة تابعين لحماس، تم إخفاؤهما داخل مدرستي حسن سلامة ونصر في مدينة غزة".

وأضاف في بيان، الأحد، أن "المجمعين جرى استخدامهما كمخبأ لمخربي حماس، وتم داخلهما التخطيط لارتكاب عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل".

ولفت البيان إلى أنه جرى اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليص احتمال المساس بالمدنيين، بما في ذلك استخدام أنواع الذخيرة والصور الدقيقة وغيرها من المعلومات الاستخباراتية. 

وتواصل القوات الإسرائيلية الغارات والقصف على قطاع غزة بعد انتهاء محادثات دبلوماسية في القاهرة، السبت، دون إحراز أي تقدم، بينما تستعد إسرائيل لتصعيد خطير في الشمال.

وانطلقت صفارات الإنذار في أسدود شمال إسرائيل لكن بوتيرة أكبر من الأسابيع الماضية، وقال الجيش الإسرائيلي إن خمسة صواريخ أطلقت من جنوب غزة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وقال الجناح المسلح لحركة حماس إن إطلاق الصواريخ جاء ردا على "المجازر ضد المدنيين" التي ترتكبها إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن حماس لم توافق بعد على بنود الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

ويصر نتنياهو على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة على المناطق الواقعة على الحدود مع مصر وأن تكون قادرة على التحكم في الدخول إلى شمال غزة.

وتسعى إسرائيل إلى إعادة 115 من الرهائن الإسرائيليين والأجانب ما زالوا محتجزين في قطاع غزة بعد أن خطفتهم حركة حماس في هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال نتانياهو في بيان "أوكد أنه يجب إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى من الاتفاق واستمرار الضغط من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن في وقت لاحق".

ونفى نتانياهو أن تكون الحكومة الإسرائيلية تعارض أي اتفاق، قائلا "العكس تماما هو الصحيح".

واتهمت حماس نتانياهو بالتسبب في عدم إحراز تقدم، قائلة إنه غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق.

وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس "الأمور بخصوص الاتفاق تجاوزت التفاصيل، من يغتال رئيس الحركة هو يؤكد أنه لا يريد أي اتفاق. نتانياهو يجر المنطقة إلى صدام غير مسبوق".

وتضاءلت فرص تحقيق انفراجة على ما يبدو مع تفاقم التوتر بالمنطقة في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران يوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت قتلت القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية فؤاد شكر.

ويأتي اغتيال هنية في إطار سلسلة من عمليات القتل التي استهدفت عددا من كبار قادة حماس مع اقتراب الحرب في غزة من شهرها الحادي عشر.

واتهمت حماس وإيران عدوتهما إسرائيل بتنفيذ عملية اغتيال هنية وتوعدتا بالرد. ولم تعلن إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن الاغتيال.

وتوعدت جماعة حزب الله، المتحالفة أيضا مثل حماس مع إيران، بالانتقام بعد مقتل شكر.

ويشير مسؤولو الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 39500 فلسطيني، حتى الأحد، في الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على غزة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

دبلوماسية هواه.. مبعوثان لترامب ورسائل متضاربة لحماس

يُحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ممارسة الدبلوماسية عبر مبعوثين خاصين، ولكن ماذا يحدث عندما يوجه المبعوثون رسائل مختلفة؟

أقل ما يمكن ترامب فعله هو عدم تقويض مبعوثه بإرسال آخرين إلى ساحة المعركة

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الدليل الأول هو آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، الذي أجرى محادثات مباشرة مع "حماس" من وراء ظهر إسرائيل، بمعزل عن العملية التي قادها ستيف ويتكوف، وهو مبعوث آخر لترامب.
وأطل بوهلر على التلفزيون يوم الأحد، للدفاع عن محادثاته، وقال إنه يجب "فهم" حماس و"التعرف على العناصر البشرية لهؤلاء الناس والبناء على ذلك".
وتتساءل الصحيفة: "هل يمتد هذا إلى تبني خطاب حماس؟".

"سجناء" و "رهائن"

وأشار بوهلر مراراً إلى الرهائن الإسرائيليين بـ"السجناء"، بينما وصف الفلسطينيين المسجونين بـ"الرهائن"، الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه دبلوماسية هواه.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن بوهلر كان يستخدم الطائرة الخاصة لرجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري للسفر إلى المفاوضات، وهو مواطن أمريكي عاد إلى الضفة الغربية عام 1994، حضر بعض المحادثات.
وقال بوهلر إن إسرائيل "تتبادل أعدادًا هائلة من الرهائن" الفلسطينيين "مقابل شخص واحد. وأقول إنهم عدد كبير من الرهائن. لن نجري مثل هذه الصفقة في الولايات المتحدة". 

Trump envoy Adam Boehler tells Israeli public news that Hamas offered a long term truce and disarmament. Big if true. Either way, it makes Netanyahu look so incompetent. The US talking directly to Hamas is the smartest move in US foreign policy on Israel-Palestine in decades. pic.twitter.com/Ns7taQtRdY

— Mairav Zonszein מרב זונשיין (@MairavZ) March 9, 2025

وأضاف بوهلر أن حماس عرضت "تبادل جميع الأسرى"، أي إخلاء السجون الإسرائيلية، "وتهدئة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، حيث تُلقي حماس جميع أسلحتها".
ويشار إلى أن "الهدنة" هي ما حصلت عليه حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المشكوك فيه أن تكون حماس قد وافقت على نزع سلاحها، وتقول قطر إنها لم توافق.
وأضاف بوهلر إنه عرض أولي جيد، وهي جملة ستستخدمها حماس مع ويتكوف. وعندما سُئل عما إذا كان سيلتقي بحماس مرة أخرى، أجاب بوهلر: "لا أحد يعلم. أحيانًا تكون في المنطقة، وتمر بها".

مجرد نقاش لم يثمر

وأوضح وزير الخارجية ماركو روبيو الاثنين، إن المحادثات المباشرة كانت "مجرد نقاش" و"لم تُثمر"، ويقود ويتكوف الآن المفاوضات في قطر، محاولًا التركيز على إطار عمل وقف إطلاق النار الذي اقترحه، كما لو أن بوهلر لم يتعثر قط.
وصرح ويتكوف يوم الإثنين، بأن المفاوضات تحتاج إلى موعد نهائي. إحدى الأفكار المطروحة هي إطلاق سراح الإرهابيين لبرامج مكافحة التطرف بدلًا من إبعادهم إلى الشارع. وقد يساعد هذا إسرائيل على إطلاق المزيد منهم مقابل التوصل إلى اتفاق. 

Opinion | Who Speaks for Trump With Hamas? https://t.co/DDVTvh1H0f

— Levan Ramishvili (@levanrami) March 12, 2025

في الأسبوع الماضي، طلب ترامب من حماس إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا "وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم". لكن حماس لم يكن لديها ما يدعو للقلق في ظل منحها مسارًا تفاوضيًا جديدًا ولقاءات مع بوهلر، مبعوث ترامب الذي استضاف أفكارها.
ولمنح ويتكوف فرصة، تسمح إسرائيل لحماس بوقف إطلاق نار حر. وأقل ما يمكن ترامب فعله هو عدم تقويض مبعوثه بإرسال آخرين إلى ساحة المعركة.

مقالات مشابهة

  • هكذا تعتزم إسرائيل الرد على ما توصلت له واشنطن وحماس بشأن غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي: الإفراج عن جميع الرهائن في غزة أولوية لواشنطن
  • مكتب نتانياهو يعلق على موافقة حماس إطلاق سراح جندي إسرائيلي
  • حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي وإعادة جثامين أربعة آخرين
  • مقابل استئناف مفاوضات غزة.. الموافقة على تسليم جندي إسرائيلي و4 جثث
  • الجيش الإسرائيلي يقتل ويصيب العشرات بالضفة.. وأنباء عن استئناف مفاوضات غزة
  • المقترح الأمريكي بشأن غزة والهروب إلى الأمام
  • إعلام عبري: واشنطن تفاوض حماس على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين دون غيرهم
  • دبلوماسية هواه.. مبعوثان لترامب ورسائل متضاربة لحماس
  • وزيرة إسرائيلية: لن نتقدم في المرحلة الثانية من صفقة الرهائن وسنواصل الحرب