الثورة نت../

على وقع تأكيدات قادة محور الجهاد والمقاومة بشأن حتمية الرد العسكري على سلسلة الاعتداءات والجرائم الصهيونية الأخيرة في المنطقة، وفي مقدمتها اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.

وفي ظل المؤشرات الواضحة على الطبيعة الرادعة والحازمة لهذا الرد، يعيش كيان العدو حالة ذعر واستنفار غير مسبوقة، يخيم عليها التخبط وعدم اليقين بشأن فاعلية الإجراءات الدفاعية التي تنخرط فيها مجموعة من دول العالم والمنطقة للتصدي لرد المحور، الأمر الذي يعكس مرة أخرى إدراك العدو ورعاته لحقيقة فقدانهم للردع وعدم جدوى كل خطواتهم العدوانية في استعادته ولو مؤقتاً.

وبحسب صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية فإن جيش العدو يقوم منذ أيام “بنشر أنظمة الدفاع الجوي على أوسع نطاق ممكن تحسبا لهجمات من بلدان مختلفة” بالإضافة إلى نشر دوريات جوية مكثفة لسلاح الجو.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يتم التنسيق أيضا مع القيادة المركزية الأمريكية وما أسمته بـ”التحالف الدولي الذي ساعد في التصدي للهجوم الإيراني في أبريل الماضي” في إشارة إلى العديد من الدول العربية والأوروبية.

وقد أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال قوات بحرية جديدة إلى المنطقة.

وقد بدا بوضوح منذ البداية أن الكيان الصهيوني باشر خطته العدوانية الجديدة في اغتيال قادة المقاومة معتمدا على هذه الإجراءات الدفاعية التي أمل أنها ستساعد على التخفيف من أي رد عسكري يتلقاه.

لكن هذه المرة اصطدم وبسرعة بحقيقة أن الدفاعات الإقليمية والدولية ليست هي جوهر المسألة وأن الهجوم الإيراني في عملية “الوعد الصادق” التأريخية لم يكن هو كل ما يستطيع محور المقاومة فعله حتى يتم القياس عليه، حيث حملت تصريحات قادة المحور الكثير من المؤشرات التي دلت على أن الرد هذه المرة سيكون مختلفا وأعلى سقفا من حيث النتائج والأضرار، بالإضافة إلى أن جبهات الإسناد الإقليمية لن تكتفي هذه المرة بتعزيز الهجوم الإيراني كما حدث في عملية الوعد الصادق، لأن الرد هذه المرة سيكون إقليمي ومشترك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وإن كانت إيران في طليعته.

ويمكن القول إن محور المقاومة قد درس جيداً رد فعل الكيان الصهيوني وشركاءه في عملية الوعد الصادق، لكي يحقق في الرد القادم اختراقاً يتجاوز الإجراءات الدفاعية المعادية إلى أقصى حد ممكن، وهذا يعني أنه بينما يسعى العدو لتكرار نفس الأسلوب فإن المحور يحضر لمفاجأة.

هذه المؤشرات لم تغب عن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين نقلت عنهم العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أحاديث تعكس ارتباكاً واضحاً وغياباً ملحوظاً لـ”نشوة” الردع الوهمي التي كانوا قد غرقوا فيها لعدة أيام بعد تنفيذ جرائم الاغتيال في طهران ولبنان، حيث عبر هؤلاء المسؤولون عن عدم يقين إزاء طبيعة الرد القادم، وما إذا كان سيأتي موحدا أم لا.

وقد برز هذا الذعر بوضوح في بعض الإجراءات الوقائية التي يحاول كيان العدو ممارستها تحسباً للرد، مثل منح المسؤولين هواتف مرتبطة بالأقمار الصناعية “استعدادا لسيناريو يؤدي في هجوم مركز على منشآت الطاقة إلى انقطاع التيار الكهربائي وانهيار شبكة الاتصالات” بحسب ما كشفت صحيفة “كالكاليست” العبرية التي قالت أيضاً إنه “إذا تحقق مثل هذا السيناريو، فقد يجد الإسرائيليون أنفسهم معزولين عن الاتصالات الخلوية، التي من المفترض أن تنقل من خلالها قيادة الجبهة الداخلية تعليمات دفاعية إليهم بناء على تقييمات حديثة للوضع والتطورات على الأرض” في إشارة واضحة إلى الارتباط والتخبط الذي يعكسه هذا الإجراء لدى حكومة العدو.

هذا الذعر، يؤكد جيداً أن محاولة “استعادة الردع” التي أقدم عليها العدو من خلال الاغتيالات الإجرامية في إيران ولبنان وقصف اليمن والعراق، لم تنجح، بل إنها فتحت الأفق للمزيد من الارتدادات العكسية التي من شأنها أن تحطم ما تبقى من صورة “القوة الإسرائيلية” فوصول ضربات محور المقاومة إلى أهدافها في الرد القادم سيجعل العدو مكشوفا بشكل أكبر وسيسقط تماما ما تبقى من آماله المعلقة على الأحزمة الدفاعية العربية والغربية، وهو ما سيعني دخول مرحلة جديدة قد تتحول فيها حالة الاستنفار والذعر داخل كيان العدو إلى وضع دائم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: محور المقاومة کیان العدو هذه المرة

إقرأ أيضاً:

أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي

يمانيون/ تقارير

في مهلة الستين يوماً التي جرى الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار في لبنان لم يلتزم الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق، وإنما تعّمد ارتكاب خروقات كثيرة و يومية، بينها اعتداءات على المدنيين وأدت إلى استشهاد وجرح العشرات.

إثر انتهاء الهدنة الهشة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تمديد الهدنة إلى 28 فبراير، ليعلن حزب الله رفضه التام لتبريرات الهدنة، محملاً الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكذا العدو الإسرائيلي المسؤولية التامة في عدم انسحاب جيش العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.

على مدى 60 يوما من اتفاق الهدنة انتهك العدو الإسرائيلي بنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال خروقات يومية توزعت بين غارات وعمليات قصف وتوغلات برية. بالرغم من قيام وزارة الخارجية اللبنانية برفع عدة شكاوي إلى الأمم المتحدة، إلا أن العدو الصهيوني واصل خروقاته لتشمل منع عودة النازحين إلى قراهم، وكذا عمليات التدمير الممنهج والتفخيخ في المناطق التي توغلت فيها قوات العدو، فضلا عن عمليات الاختطاف الممنهجة وتجريف الأراضي الحدودية وتدمير مئات الوحدات السكنية.

هكذا هو كيان العدو ناكث للعهود والمواثيق، ولا يقيم وزنا لأحد. شيء واحد يردع العدو هو القتال المسلح؛ الأمر الذي يجعل من خيار التمسك بالمقاومة اللبنانية وتأييدها شعبياً أمرا محتوما وضرورة ملحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإرغامه على الانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية.

 

بقاء العدو في لبنان أمر غير مقبول

ويؤكد الناشط السياسي اللبناني أحمد الزين أن الكيان الصهيوني لا يزال مسيطرا على بعض الأراضي الحدودية اللبنانية ولم ينسحب بالرغم من انتهاء الهدنة، مبينا أن الكيان الصهيوني يقوم بإطلاق النار على العزّل من المدنيين العائدين إلى قراهم.

ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن نيران العدو الإسرائيلي أوقعت ما يقارب 24 شهيدا و134 مصابا غالبيتهم من النساء والأطفال أثناء عودتهم إلى قراهم، مؤكد أن ما قامت به “إسرائيل” وتقوم به انتهاك صارخ للقانون الدولي، وانتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

العدو الصهيوني لم تقتصر أعماله على خرق اتفاق وقف إطلاق النار وحسب، وإنما يواصل اعتداءاته على المناطق الحدودية، ما يشكل انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية.

كعادته، الكيان الصهيوني ينتهك القوانين والأعراف والمواثيق الدولية ويخرق العهود والمواثيق دون أن يراعي أي أحد، وبالتالي فإن المقاومة الشعبية اللبنانية التي قام بها أبناء الجنوب بتوافدهم بالآلاف إلى قراهم السكنية مواجهين دبابات الكيان الصهيوني وأعيرته بصدورهم العارية مثّلت نصرا تاريخيا، وبرهنت للكيان الصهيوني بأن بقاءه في الأراضي اللبنانية أمر غير مقبول.

ويقول الزين “من سيغير من معادلة المواجهة هم الأهالي، وذلك من خلال خيار المقاومة الشعبية السلمية التي ستواجه الاحتلال الإسرائيلي. مضيفاً “رأينا كيف المشاهد الحية لتدفق الأهالي بعشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين الذين وقفوا بوجه آلة  القتل الصهيونية والجيش الصهيوني في جنوب لبنان، وكيف تحدوه بصدورهم العارية ونظراتهم وصرخاتهم ضد الكيان الصهيوني، ليرسموا مشهدا بطوليا في التحدي والصمود والدفاع عن أرضهم وعرضهم”.

ويبين الزين أن بقاء الكيان الصهيوني في الحدود اللبنانية وتماديه في ارتكاب خروقات وقف إطلاق النار تأتي في سياق الاستفزاز الصهيوني للمقاومة اللبنانية، بهدف العودة مجددا للحرب، مؤكدا أن تلك الأهداف الصهيونية بعيدة المنال، ولن تتحقق؛ كون لبنان يحظى بدعم دولي.

يتوهم الكيان الصهيوني أن صمت المقاومة اللبنانية إزاء الخروقات المتكررة دليل على ضعف المقاومة اللبنانية وفقدها قدرة الردع، غير مدرك بأن المقاومة التي صمدت واستطاعت توجيه ضربات موجعة ومنكلة بالعدو الصهيوني أرغمته على وقف إطلاق النار وهي في أسوأ ظروفها بعد معركة البيجر واستشهاد القادة.

ويوضح الزين أن المقاومة اللبنانية رممت صفوفها وتعافت من الضربات الموجعة التي تلقتها في الحرب مع العدو الصهيوني.

 

الشعب والمقاومة ركنان أساسيان

وأمام الأخطار الصهيونية المحدقة بلبنان تظهر أصوات نشاز في الداخل اللبناني تطالب بتجريد المقاومة من السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني  -حد قولهم- غير أن التجاوزات الصهيونية أثناء اتفاق وقف إطلاق النار وتماديهم في الاعتداء على لبنان بالرغم من تواجد الجيش اللبناني  في كافة المناطق الجنوبية توحي بضرورة  بقاء السلاح لدى المقاومة اللبنانية.

وفي هذا السياق تؤكد الإعلامية اللبنانية ماجدة الموسوي أن الكيان الصهيوني دخل وتوسع في مناطق لبنانية لم يستطع دخولها أثناء الحرب مع حزب الله.

وتوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن المشهد الشعبي البطولي الذي سطّره أبناء الجنوب اللبناني بالعودة إلى ديارهم بعد انتهاء مهلة الهدنة أوصل رسائل مدوية للأعداء في الداخل والخارج.

وتبين أن بعض خصوم الداخل اللبناني فَجَروا في الخصومة للمقاومة اللبنانية وبيئتها، فكانوا ينطلقون أثناء اشتعال المواجهة بين المقاومة اللبنانية وجيش العدو الصهيوني، ويحاولون تشتيت بيئة المقاومة، وتشويه صورة المقاومة لديهم، غير أن الوعي الشعبي الكبير افشل كل مخططات الأعداء في الداخل والخارج.

وتلفت الموسوي إلى أن الهبة الشعبية في الجنوب أثبتت أن الشعب ركن أساسي في المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وأنهم ركيزة أساسية تستند عليها المقاومة، وأن الاندفاع صوب الدبابات الصهيونية بصدور عارية من الرجال والنساء والكبار لم يكن حالة انفعالية عابرة بل هو تجسيد لخيار استراتيجي يكون فيه شعب لبنان والمقاومة ركنين أساسيين من المعادلة.

 

سيناريوهات المرحلة القادمة

ومع دخول تمديد الهدنة إلى 18فبراير  يبدو الوضع في جنوب لبنان معقدا وحساسا، حيث لا تزال التوترات بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي مرتفعة.

وفي هذا السياق تؤكد الناشطة الإعلامية غنى شريف أن انتهاء مهلة الستين يومًا يقودنا إلى احتمالية أن تعود الأمور إلى التصعيد العسكري، وذلك كون الجيش الصهيوني يرفض الانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وتقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “بالنسبة لحزب الله، فإن استمرار الاحتلال يمثل تهديدًا مباشرًا يتطلب ردًّا حاسمًا لحزب الله الذي قدّم تضحيات كبيرة من شهداء وقادة، لن يقبل ببقاء “إسرائيل” على أرض رُويت بدماء هؤلاء الشهداء، خاصة وأن جثامين بعض الشهداء لا تزال مدفونة في المناطق المحتلة”.

وترى شريف أن الوضع الإقليمي والدولي يلعب دورًا محوريًا في الحسابات الحالية، موضحة أن الضغوط الدولية أو التغيرات في التوازن الإقليمي قد تؤثر على قرارات الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتجنب تصعيد كارثي، إلا إذا بات ذلك ضروريًا.

وفي حال أصر الكيان الصهيوني على بقائه في الأراضي اللبنانية فإن حزب  الله قد يلجأ إلى تكثيف الهجمات على قوات العدو الإسرائيلي المتمركزة في الجنوب و قد يشمل استخدام الصواريخ، أو تنفيذ عمليات نوعية لإجبار الاحتلال على الانسحاب. لاسيما وأن العدو الإسرائيلي لم يستطع خلال العدوان الأخير تحقيق تقدم يُذكر أمام صمود مقاتلي حزب الله وشراستهم في الدفاع عن الأرض.

وتلفت شريف إلى أن حزب الله سيوصل رسائل سياسية للخارج مفادها أن صبره سينفد أمام تمادي الكيان الصهيوني وتعمده البقاء في الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن رسائل حزب الله للداخل اللبناني تكمن في استهداف بعض اللبنانيين، وخصوصًا الفئات التي تبنت مواقف حيادية أو طالبت بتدخل الدولة اللبنانية.

وتضيف غنى القول “هذه الفئات التي رأت بأمّ أعينها أن الدولة لم تتمكن من ردع الاحتلال أو منع تدمير القرى الجنوبية واستباحة الأراضي اللبنانية”.

وتعتقد أن حزب الله يدرك أن التصعيد الكبير قد يؤدي إلى تدخلات دولية أو إقليمية، وربما ضغوط دبلوماسية، الأمر الذي يجعل الحزب يعتمد خطوات تدريجية ومدروسة تحافظ على عنصر المفاجأة، وتضعف الاحتلال دون الانجرار إلى حرب شاملة قد تسبب أضرارًا جسيمة على المستويات كافة.

وبناء على ما سبق ذكره من حديث للمحللين السياسيين والإعلاميين فإن القرار النهائي لحزب الله سيتحدد بناءً على تقييم دقيق للوضع العسكري، والدبلوماسي، والإقليمي، إلى جانب حسابات التوازنات الداخلية والخارجية.

ويبقى الشيء المؤكد أن المقاومة اللبنانية لن تقبل ببقاء الاحتلال على أراضٍ دفعت أثمانا باهظة لتحريرها، وستستمر في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدفها المتمثل في تحرير الأرض والحفاظ على سيادة لبنان.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • (أوسلو) أكبر تمكين لـ(كيان العدو)
  • عاجل.. الأردن تعلن الحرب على كيان العدو الصهيوني
  • إسبانيا ترفض مقترح كيان العدو الصهيوني بخصوص استقبال الفلسطينيين
  • التهجير في زمن التهريج
  • صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة
  • قيادي بحماس: العدوان الصهيوني على الضفة لن يوقف ضربات المقاومة الفلسطينية
  • شاهد | عملية فلسطينية نوعية في الضفة تسقط رهانات العدو على كسر المقاومة
  • المقاومة في اليوم التالي
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد كيان العدو الإسرائيلي
  • أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي