الجزيرة:
2024-09-09@13:54:02 GMT

صحف إسرائيلية تهاجم نتنياهو وتصفه بالمقامر

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

صحف إسرائيلية تهاجم نتنياهو وتصفه بالمقامر

شن عدد من كتاب الصحف الإسرائيلية اليوم الأحد هجوما حادا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية التسريبات حول تصاعد الخلاف بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن، والخلافات مع الجيش والأجهزة الأمنية حول صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويأتي هذا الهجوم على نتنياهو في وقت تعيش فيه تل أبيب حالة من الترقب والانتظار للرد الإيراني المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.

إدارة القمار

وفي مقال حمل عنوان "نتنياهو الجديد من إدارة المخاطر إلى إدارة القمار"، ركز ناحوم برنياع في يديعوت أحرونوت على محاولات نتنياهو تعطيل صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وهي التي يمكن أن تحول دون وقوع حرب إقليمية.

وكتب برنياع "الليلة الماضية، عاد رئيس الموساد ورئيس الشاباك من رحلة أخرى غير مجدية إلى القاهرة، وهي رحلة كانا يعرفان مسبقا أنها لن تنتهي بأي شيء".

وأضاف "الأميركيون والمصريون والقطريون ورؤساء مؤسسة الدفاع الإسرائيلية مقتنعون بأن اتفاقا سيغير وجه الحرب مطروح على الطاولة، ولكن نتنياهو قرر إحباط أي تقدم وأوقف التشاور بين المستويين السياسي والعسكري الذي كان يسبق كل قرار اتخذه رؤساء الوزراء السابقون، بمن فيهم نتنياهو نفسه".

ونقل برنياع عن مصدر مطلع على عملية صنع القرار أن "الرجل قد تغير وتوقف عن الاستماع للآخرين وأنه مقتنع بالمسار الذي اختار اتباعه وهو مصمم على أخذ دولة إسرائيل معه".

وقال الكاتب متحدثا عن طموحات نتنياهو إنه "يشعر بأنه لم يعد رئيس وزراء 10 ملايين إسرائيلي. إنه أكثر من ذلك بكثير، إنه الرجل الذي سينقذ الغرب والشعب اليهودي والتاريخ اليهودي من العدو الإسلامي".

وفي حين نقل عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل تحولت من إدارة المخاطر إلى إدارة القمار"، فقد قال برنياع "عندما لا يكون لدى صانعي القرار معرفة بما سيفعله الإيرانيون وكيفية إدارة سلسلة ردود الفعل بعد ذلك، فإن مصير كلا الجانبين يظل في يد المصادفة. إذا وقعت كارثة بحجم مجدل شمس أو أكثر في تل أبيب أو حيفا، فسيكون من الصعب وقف النزوع إلى حرب إقليمية".

وأكد الكاتب الإسرائيلي أن بايدن والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمرشحة الجديدة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس يرفضون التورط في حرب إقليمية مع إيران، وأن نتنياهو الذي يعرف أن إسرائيل لا يمكن أن تخوض الحرب من دون أميركا يساهم بجرهم لها، مشبها إياه بـ"دون كيشوت" الذي حارب طواحين الهواء.

مغامر بلا كوابح

وأبدى الكاتب السياسي المعروف بن كسبيت التقييم السياسي نفسه، وقال في مقاله بصحيفة معاريف "صحيح حتى هذه اللحظة لا أحد ينجح في أن يفهم إلى أين يسعى بنيامين نتنياهو. ما هو أسهل على الفهم هو إلى أين لا يسعى: إلى صفقة مخطوفين".

وأضاف "هذا الرجل بات واضحا جدا، يفعل كل شيء كي يجعل الأمور أصعب، يحبط ويعرقل كل تقدم يبذله كبار جهاز الأمن لإعادة الـ 115 مخطوفا الى الديار. هو يواصل لعبته المزدوجة المعروفة بهدف مواصلة خداع الكل وتمرير الوقت. غير أن كل من يحيط به سينفد صبره".

واستمر الكاتب قائلا "نتنياهو، الذي تميزت حياته السياسية بالنفور من المغامرات، يبدو الآن كمغامر عديم الكوابح. الرجل الذي تطلع لأن يدخل إلى التاريخ كـ (حارس أمن إسرائيل) أصبح المراهن على أمن إسرائيل. من ابتعد كل حياته عن المخاطر يتسكع الآن مع حرب إقليمية في الوقت الذي يحتاج فيه الجيش الإسرائيلي للانتعاش، والاقتصاد يقف على الحافة، والجمهور كله يعيش قلقا عميقا إن لم نقل جنونا متواصلا".

وأضاف "إما أن يكون نتنياهو يعرف شيئا ما لا نعرفه، أو أننا لا نعرف أنه تم اختطافنا من رجل غير مؤهل، جعلنا إحصاءات في (لعبة حظ روسية) يلعبها مع مصيره ومصيرنا".

كما تحدث بن كسبيت عن التوتر الذي جرى في المكالمة الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الأميركي، والمواجهات اللفظية التي جرت أيضا بين نتنياهو ورؤساء جهاز الأمن، وعن محاولاته لإقالة وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الشباك رونين بار.

وقال ساخرا "لو كان يستطيع، لكان تخلص منا، أيضا، كلنا. نحن غير جديرين به. الأمر الوحيد الذي لا يطرأ على باله، هو أن يفهم بأن عليه أن يرحل إلى بيته. إنه هو العائق الوحيد الذي يمنعنا من أن نتحد حول هدف واحد ووحيد: إنقاذ دولة إسرائيل".

ووصف الصحفي الإسرائيلي الوضع الذي تعيشه إسرائيل قائلا "في هذه الأثناء ينظر الجمهور إلى ما يجري بعيون مرهقة. يتحرك مكتوم الأنفاس بين النشوة والسعادة للميداليات في باريس (الألعاب الأولمبية) وبين انعدام الوسيلة والانتظار المرتقب في كل لحظة لهجوم إيران وحزب الله والحوثيين ومن يدري ماذا أيضا".

وختم بن كسبيت مقاله بالمقارنة بما يجري الآن مع ما جرى قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وقال "ما قبل حرب الأيام الستة كنا نوشك على أن يلقى بنا في البحر، إسرائيل كانت صغيرة، محوطة بالأعداء، محاصرة ومنعزلة. أما وضعنا اليوم فمختلف جوهرا، لكن وضعنا الروحي لا يختلف. يبدو أن السلاح الأنجع الذي استخدمه الإيرانيون ضدنا هو سلاح انعدام اليقين. نحن نتعرق وهم يستمتعون".

فوات الأوان

أما المحلل السياسي في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل، فقد قال "يبدو نتنياهو مبتهجا، كما لو كان مقتنعا بأن الأحداث الأخيرة من الاغتيالات في المنطقة، إلى التصفيق الذي تلقاه في خطابه أمام الكونغرس في واشنطن، تظهر صلاحه للحكم طوال الوقت"، واصفا تحركاته السياسية بالمتطرفة.

وأضاف أنه يحاول الاستفادة من هذه الإنجازات لشن حملة ضد الجيش والمؤسسة الأمنية، متهما إياه بأنه "يظهر أمام الكاميرات فقط عندما يمكنه التباهي بالإنجازات العسكرية، وحتى في ذلك الحين عادة ما يتجنب الإجابة على الأسئلة".

وأشار في هذا السياق إلى ما أسماه محاولة تقويض شرعية المنظمات الاحتجاجية، وعلى رأسها "الإخوة في السلاح" التي تقود الاحتجاجات للمطالبة بالتوصل لصفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

وسلط الكاتب الضوء على محاولات نتنياهو لإقالة وزير الدفاع واستبداله المحتمل بجدعون ساعر، والتلميح بالإطاحة برئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الشاباك، على اعتبار أنه يمكن بعد ذلك محاسبتهم على الإخفاقات التي أدت لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي قال إن نتنياهو "يرفض أن يتحمل ولو جزءا بسيطا من اللوم".

وكشف هرئيل عن حساب في إكس يسمى "أخبار من عام مضى"، الذي أكد أنه وثق أمثلة على تجاهل نتنياهو الكامل لجميع التحذيرات بشأن الكارثة الأمنية المتوقعة، إذا أصر على الاستمرار في تمزيق المجتمع الإسرائيلي بسبب تحركاته التشريعية (التعديلات القضائية التي أجراها قبل طوفان الأقصى).

وفي حين أشار إلى توبيخ بايدن لنتنياهو بسبب تأخير صفقة الرهائن، والاشتباك الحاد بينه وبين قادة قوات الأمن، بسبب عرقلته توصياتهم بالموافقة على الصفقة، فقد وجه الانتقاد إليهم بسبب عدم جهرهم بمعارضة مواقف نتنياهو، وختم مقاله بالقول "بحلول الوقت الذي يستيقظون فيه من سباتهم، قد يكون الأوان قد فات بالفعل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حرب إقلیمیة

إقرأ أيضاً:

تعرف على الحكم العسكري الإسرائيلي.. هل يعيده نتنياهو في غزة؟

مع تزايد الحديث لدى أوساط الاحتلال الإسرائيلي عن الحكم العسكري في قطاع غزة، نعود بالذاكرة إلى الوراء، لتسليط الضوء على الحكم العسكري الإسرائيلي على مدار التاريخ، والذي طال القطاع في أعقاب حرب 1967، للتعرف على واقعية تنفيذه بعد حرب إسرائيلية مدمرة على غزة مستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأطلق الحكم العسكري الإسرائيلي على هيئة عسكرية تأسست في أعقاب حرب 1967 وتحديدا في شهر حزيران/ يونيو من ذلك العام، وكانت مهمتها التحكم بالسكان المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

آخر حكم عسكري إسرائيلي
وجرى إنهاء هذا الحكم العسكري بشكل فعلي وإعادة سيناء إلى السيادة المصرية عام 1982، ضمن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، فيما تم تحويل الحكم العسكري في قطاع غزة والضفة الغربية إلى الإدارة الأمنية الإسرائيلية عام 1981.



وضم الاحتلال الإسرائيلي الجزء الغربي من هضبة الجولان السورية عام 1981، ما ألغى أيضا نظام الحكم العسكري بشكل كلي.

لم يكن الأول
لم يكن ذلك هو الحكم العسكري الإسرائيلي الأول، فقد عاش الفلسطينيون الباقون في أرضهم بعد نكبة عام 1948 تحت هذا الحكم، والذي استند في إدارته لشؤون المواطنين العرب المدنية إلى أنظمة الطوارئ للعام 1945 وقوانين أخرى انتدابية وإسرائيلية.

كان عدد الفلسطينيين آنذاك 156 ألفا في الجليل والمثلث والنقب والمدن الفلسطينية الساحلية، وبعد حرب عام 1967 أحيلت صلاحيات الحكم العسكري إلى جهازي "الشرطة" والمخابرات الإسرائيلية بإشراف قيادة الأركان، ثم رفع في نهاية عام 1968.

ونبع قرار الحكم العسكري على فلسطينيين الداخل المحتل عام 1948، بعد اعتبار الاحتلال الباقين في أرضهم "طابور خامس" أو "مشكلة أمنية مزمنة" أو "قنبلة موقوتة".

واتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين سياسات وخطوات للسيطرة عليهم، وعليه خضع الفلسطينيين بين الأعوام 1948 حتى 1867 للحكم العسكري الإسرائيلي.



في تلك السنوات صادرت سلطات الاحتلال أراضي القرى العربية الباقية، وفرضت قيودًا على حركة السكّان الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة عام 1948؛ وكان يتوجب للخروج من القرى العربية عام 1948 أمرًا خاصًّا من الحاكم العسكري، وهي مقرونة فقط بمن يرضى الحاكم العسكري عنهم من العرب.

كما دمرت سلطات الاحتلال القرى الفلسطينية المهجّرة وعملت على بناء المستوطنات، ومنعت دخول الفلسطينيين من دخول المناطق العسكرية المغلقة وعادة من تكون أراضيهم الزراعية أو القرى المهجّرة، وكذلك اعتمد الحكم العسكري على مراقبة لصيقة للفلسطيني، ومن الجدير بالذكر بأن هذه القوانين اعتمدت على قوانين الانتداب البريطاني.

جرى إلغاء الحكم العسكري في الأراضي المحتلة عام 1948، بعد حرب 1967 والتي نتجت عنها نقل الحكم العسكري إلى الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان.

هل غزة على موعد مع الحكم العسكري؟
وبالعودة للحديث الإسرائيلي المتزايد هذه الأيام حول طموحات لدى نتنياهو لإعادة الحكم العسكري على قطاع غزة، يرى محللون ومراقبون أن خطوات عدة تعزز هذا الاتجاه.

وقالت الكاتبة نوعا لنداو في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية إن "حكومة نتنياهو تريد ليس فقط إبقاء التواجد العسكري الإسرائيلي فيها، بل أيضا فرض الحكم العسكري".

ورأت لنداو أن "هذا يتبين ضمن أمور أخرى من التسريبات والتقارير التي تفيد بأن تل أبيب تنوي السيطرة في القريب على توزيع المساعدات الإنسانية بالقطاع".

وتابعت بقولها: "في الوقت ذاته، حركة المستوطنين بدأت في إعداد البنية التحتية للمستوطنات المدنية بعمق كبير في غزة، ونحن نعرف كيفية حدوث هذه الأمور، لأننا شاهدنا ذلك في الضفة وفي غزة قبل الانفصال (..)، في البداية الكنيس ستخدم الجيش، وبعد ذلك سيكون حاخامات ومدارس دينية بشكل دائم، وبعد ذلك، كل هذا سيتحول إلى مستوطنات".

مقالات مشابهة

  • غانتس: نتنياهو لن يعيد الاسرى احياء لأنه منشغل ببقائه السياسي
  • أبو عبيدة: عملية معبر الكرامة تعبر عن ضمير أمتنا والكابوس الذي ينتظر الكيان الإسرائيلي
  • تعرف على الحكم العسكري الإسرائيلي.. هل يعيده نتنياهو في غزة؟
  • تحذيرات إسرائيلية من تحول الضفة إلى غزة.. نتنياهو يطمح لحكم عسكري
  • مخرجة أمريكية يهودية تهاجم إسرائيل وتطالب بمحاسبتها في ختام مهرجان البندقية
  • مخرجة يهودية تهاجم إسرائيل في ختام مهرجان فينيسيا
  • الجيش الإسرائيلي: المستوى السياسي يتسبب بتصعيد كبير بالضفة الغربية
  • تركيا تهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي..لا وزن له
  • أسيرة إسرائيلية سابقة: نتنياهو يكذب والشاباك لا يعرف شيئًا عن أنفاق حماس
  • قبريخا.. سقوط جريحين من الدفاع المدني إثر الحريق الذي تسببت به غارة إسرائيلية