الثورة نت../

في مظهر جديد من مظاهر نجاح معادلة الردع الاستراتيجية التأريخية التي فرضتها القوات المسلحة على حاملات الطائرات الأمريكية، أعلنت واشنطن عن استبدال حاملة الطائرة “يو إس إس روزفلت” بعد ثلاثة أسابيع فقط من نشرها دون أن تقترب حتى قليلاً من منطقة العمليات البحرية اليمنية.

الأمر الذي يعكس هروباً واضحاً من محاولة الاعتراف بأن اليمن قد جعل المنطقة غير آمنة للبحرية الأمريكية.

وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في تصريحات يوم الجمعة الماضية إن وزير الدفاع الأمريكي أمر بإرسال حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن” لتحل محل الحاملة “روزفلت” التي كان يفترض بها أن تحل محل “ايزنهاور” التي فرت من البحر الأحمر بعد أن طاردتها القوات المسلحة اليمنية بعدة عمليات صاروخية.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت وصول “روزفلت” إلى منطقة الأسطول الخامس في 12 يوليو الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع فقط، للمشاركة كبديل عن الحاملة الفارة “ايزنهاور” في عمليات تحالف ما يسمى “حارس الازدهار” في البحر الأحمر وخليج عدن، لكنها لم تقترب ولو قليلاً من هذا المسرح، بل اتجهت نحو الخليج الفارسي، والتزمت مساراً حذراً في أقصى شرق البحر العربي والمحيط الهندي للابتعاد قدر الإمكان عن مدى الصواريخ البالستية اليمنية.

ويبدو أن الجيش الأمريكي لم يجد عذراً آخر لتبرير عدم جرأة “روزفلت” على الاقتراب من منطقة العمليات التي يفترض أن تؤدي فيها مهامها، فلجأ إلى الإعلان عن استبدالها لصرف الانتباه ولتجنب الأسئلة التي بدأت تثار حول تواجد حاملة الطائرات بعيدة عن مسرح عمليات ما يسمى “تحالف حارس الازدهار” حيث يبدو أنها ستواصل التمركز هناك لعدة أسابيع إضافية بانتظار وصول الحاملة البديلة.

وقد تلقت نائبة المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمرها الصحفي الأخير سؤالاً حول تواجد القطع العسكرية البحرية الأمريكية في البحر الأحمر حالياً، حيث أشار أحد الصحفيين إلى أن هذا التواجد قد تقلص مؤخراً إلى أقصى حد، وهو ما حاولت سينغ التهرب منه بالقول إن “عدم وجود سفن حربية أمريكية لا يعني عدم وجود سفن أخرى للتحالف”.

ويؤكد استبدال “روزفلت” التي لم تقترب من منطقة العمليات اليمنية ثبوت معادلة الردع الاستراتيجية التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأشهر الماضية، والتي جعلت منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي غير آمنة لحاملة الطائرات والسفن الحربية الأمريكية، وهو ما يشكل تحولاً كبيراً وغير مسبوق بالنظر إلى تأريخ الهيمنة الأمريكية على بحار المنطقة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: حاملة الطائرات البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

موقع أمريكي: 20 عاماً من الحرب الأمريكية.. لا تزال قوات صنعاء قادرة على حصار البحر الأحمر

وأكد أنه منذ أكثر من عقدين من الزمان، كانت الولايات المتحدة في حالة حرب في اليمن، وخلال هذه السنوات، تحدث القادة الأمريكيون بلا نهاية عن تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في تلك الدولة الشرق أوسطية، وفي وقت سابق من هذا العام، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج إنه في نهاية المطاف، فإن السلام في اليمن يخدم مصالح جميع اليمنيين، تماماً كما يخدم مصالح شركائنا الإقليميين، والولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم”.

وأضاف أنه على الرغم من هذه الخطابات، فقد عانى الشعب اليمني بشدة، والمستهدف الرئيسي اليوم من العمل العسكري الأمريكي في البلاد، هي قوات صنعاء، التي تمارس نفوذاً أكبر على الساحة العالمية، أكثر من أي وقت مضى.

ومع ذلك فان اليمن ليست سوى واحدة من العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة- من أفغانستان والعراق إلى النيجر والصومال- التي دمرتها الحروب الأبدية، وقد لقي أكثر من 940 ألف شخص حتفهم في مجموعة الصراعات التي خاضتها أمريكا بعد 11 سبتمبر بسبب العنف المباشر، ولقي ما يقرب من 4 ملايين شخص حتفهم بشكل غير مباشر لأسباب مثل انعدام الأمن الغذائي والبنية الأساسية المدمرة، ونزح ما يصل إلى 60 مليون شخص، وفقاً لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.

وقال الموقع إنه منذ عام 2002، نفذت الولايات المتحدة ما يقرب من 400 هجوم في اليمن، تتراوح بين غارات الكوماندوز والاغتيالات بطائرات بدون طيار إلى هجمات صواريخ كروز والغارات الجوية التقليدية، وأدت الضربات الجوية الأمريكية بطائرات بدون طيار هناك، مراراً وتكراراً، إلى مقتل وإصابة المدنيين، كما قُتل يمنيون آخرون، بما في ذلك النساء والأطفال، على يد قوات البحرية الأمريكية في غارة برية عام 2017، وفي الأسبوع الماضي، ضرب الجيش الأمريكي أهدافاً هناك.

وأضاف أنه لسنوات، استخدمت الولايات المتحدة قوة بالوكالة لإجراء مهام سرية لمكافحة الإرهاب في اليمن، كما قدمت أمريكا الأسلحة والتدريب القتالي والدعم اللوجستي والاستخباراتي للحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن من عام 2015 حتى عام 2021.

وكشف تحقيق أجراه موقع "ذا إنترسبت" مؤخرا أن السعودية خدعت وزارة الدفاع مرارا وتكرارا بشأن مشروع قانون لدعم الحرب السعودية التي قتلت مئات الآلاف من اليمنيين وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم ولأشهر ــ حتى نشر التحقيق ــ تجاهلت وزارة الدفاع طلبات الموقع بالتعليق على الفاتورة غير المدفوعة.

وأورد أنه على الرغم من الديون غير المسددة البالغة 15 مليون دولار ــ الرصيد المتبقي من فاتورة بقيمة 300 مليون دولار لمهام التزود بالوقود جواً والتي حاول البنتاغون مراراً وتكراراً تحصيلها ــ فقد رفعت إدارة بايدن مؤخراً حظرها على بيع الأسلحة الهجومية إلى السعودية، وسمحت بشحنة أولية من الذخائر جو-أرض إلى المملكة.. ولم ينطبق القيد على مبيعات ما يسمى بالأسلحة الدفاعية والخدمات العسكرية.. وبلغت قيمة هذه المبيعات ما يقرب من  10 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع الماضية.

وقال سيث بايندر من مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط ومقره واشنطن: لقد دعمت الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمان الحكام المستبدين في المنطقة وتعاونت معهم، بحجة أن هذه العلاقات الأمنية والمساعدة من شأنها أن تؤدي إلى الأمن والاستقرار الإقليميين. ولكن بدلاً من ذلك، وكما رأينا في اليمن، فقد جلبت في كثير من الأحيان الصراع والمعاناة الهائلة.. وأضاف أنه لا يمكن إنكار أن سياسات الولايات المتحدة كان لها تأثير كبير ومزعزع للاستقرار.

مقالات مشابهة

  • “حارس البحر الأحمر” تتلألأ بأنوار البهجة المحمدية وتكتسي حلل الهوية الإيمانية
  • قائد “آيزنهاور” الأمريكية يعترف: “زمن الأمان لحاملات الطائرات قد ولى”
  • “أمانة القصيم” تنفذ أكثر من 2500 جولة رقابية لتعزيز الالتزام بالمعايير واللوائح التي تنفذها بلدية الدليمية
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ والطائرات المسيرة
  • رفع السرية عن صور جوية للناقلة “سونيون” لحظة احتراقها بالبحر الأحمر (صور)
  • موقع أمريكي: 20 عاماً من الحرب الأمريكية.. لا تزال قوات صنعاء قادرة على حصار البحر الأحمر
  • إسرائيل تسخر من فشل القوات الأمريكية في البحر الأحمر
  • بين آيزنهاور وروزفلت .. نصرة غزة تكشف هشاشة القوة الأمريكية