رغم العقوبات القاسية التي تهدف إلى عزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، لا يزال عشرات الروس المرتبطون بالرئيس فلاديمير بوتين أو الجيش الروسي مرحباً بهم في دول الاتحاد الأوروبي، ما يثير انتقادات السياسيين والناشطين المناهضين للحرب.

بعد عام ونصف من الغزو لا تزال سياسة العقوبات غير منهجية ودون المُستوى


وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن من بين المنتقدين قادة مؤسسة أليكسي نافالني لمكافحة الفساد، الذين يمارسون ضغوطاً من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات بلفت الانتباه إلى القضايا التي يبدو أنها تتحدى غاية العقوبات الغربية التي طُوِّعَت لرفض تأشيرات السفر، ومصادرة اليخوت والعقارات وغيرها من الممتلكات.

مساكن فاخرة في أوروبا

وأوردت الصحيفة  مثال لاعبة القفز بالزانة الروسية  يلينا إيسينباييفا، الحائزة على ذهبية الأولمبياد، والتي تربطها علاقة وثيقة ببوتين، وتعيش بسلام في مسكن فخم تبلغ قيمته الملايين في جزر الكناري الإسبانية.
كما توجهت ماريا كيتاييفا، المُستشارة السابقة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والحاصلة على رتبة جنرال فخرية، ويُزعَم حاليّاً أنها على علاقة بنائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، في رحلات مُتكررة إلى المجر وإيطاليا للتسوق خلال العام الماضي.

 

Despite heavy sanctions, dozens of Russians connected to President Vladimir Putin or the Russian military are still welcome in European Union countries, drawing criticism from politicians and antiwar activists. https://t.co/LTwTIQZXSX

— The Washington Post (@washingtonpost) August 8, 2023


والشهر الماضي، حثَّ 15 عضواً في البرلمان الأوروبي المفوضية الأوروبية على فرض عقوبات على أفراد عائلة أوبنوسوف المُقربين من السلطة.
وبينما صعَّدَ بوتين خطابه المُعادي للغرب، واصفاً الغزو بالمعركة الوجودية لضمان بقاء روسيا، يبدو أن إيسينباييفا وغيرها من مؤيدي الرئيس الروسي وداعمي حربه يستمرون في التردد على منازلهم في أوروبا، ويواصلون  رحلات تسوقهم في المدن الأوروبية.

فضيحة زائفة

ووفقاً لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد، اشترت إيسينباييفا شقة كبيرة من طابقين بقيمة 3.2 مليون دولار، مما سمح لها بالحصول على الإقامة الإسبانية بعد أسبوعين فقط من غزو روسيا لأوكرانيا. ورداً على الغضب من انتقالها إلى أوروبا، سلّطت إيسينباييفا الضوء على مسيرتها وإنجازاتها بصفتها رياضية مرموقة بسبب صلاتها بالحكومة، واصفةً الفضيحة بأنها "زائفة".

 

To the rich,corrupt Russians living in luxury in Europe while under Western sanctions: take your Rolexes and Chanel and Hermes and go home to cheap vodka, and cold borscht. You're not wanted. We will, however, keep your mega yachts and villas.Good riddance https://t.co/ig8EQpJ0Mt

— Admiral James Stavridis, USN, Ret. (@stavridisj) August 8, 2023



وتعرَّضت كيتاييفا لعقوبات فرضتها عليها كندا وأوكرانيا، بسبب دعمها للحرب ومسيرتها المهنية كونها داعمة للدعايا الروسية، لكن الاتحاد الأوروبي لم يفرض عليها أي عقوبات.
ولم تُفرض عقوبات على أشقاء وبنات وأقارب آخرين لمكرتيش أوكرويان، كبير مصممي شركة سيوز المتخصصة في صنع محركات العديد من الصواريخ التي تُطلق على أوكرانيا، والتي أصابت العام الماضي مركزاً تجاريّاً في كريمنشوك، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل.
ودعت مؤسسة مكافحة الفساد إلى إدراج أوكرويان وأقاربه على قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

عقوبات غير منهجية

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ميخائيل خودوركوفسكي، رجل الأعمال الروسي المنفيّ المقيم في لندن والمناوئ لبوتين، قوله إنه بعد عام ونصف من بدء الغزو لا تزال سياسة العقوبات "غير منهجية" و"دون المُستوى".
وأضاف: "يواجه ممثلو المعارضة المناهضين للحرب المعرضين للاضطهاد في روسيا صعوبةً في الحصول على فرصة للانتقال إلى الغرب، في حين أن ممثلي نخبة بوتين، ومنهم أقارب مجرمي حرب، حصلوا على تصاريح إقامة أوروبية مُسبقاً، وينعمون بحياةٍ رغدة وينفقون أموالهم المسروقة من روسيا هناك".
من جهته، قال جورجي ألبوروف المُحقق في مؤسسة مكافحة الفساد إنه بعد الغزو اضطر كثيرون من النخبة الروسية إلى الإقرار بأنهم أقاموا حياةً كاملة في الغرب، وأنّ العقوبات ستعزلهم عن حياتهم البديلة "بعيداً عن العيش في عهد بوتين".

 

Ukraine investigative journalists have long since been unveiling whereabouts of Putin’s inner circle in France, Austria & elsewhere. And I’ve long since argued that noose needs to be tightened significantly on these wealthy Russians. Problem - money talks https://t.co/vyK8i8HDsH

— Michael Bociurkiw (@WorldAffairsPro) August 8, 2023


وكان كثيرون من تلك النخبة قد أرسلوا أولادهم للعيش في الخارج، واحتفظوا بحسابات مصرفية خارجية ومنازل لتمضية العطلات في بلدان يعدُّها بوتين الآن خصماً له.

إعادة تصميم العقوبات وقال الناشط السياسي جورجي ألبوروف إن العقوبات الغربية ينبغي أن يُعاد تصميمها "بحيث تضع في الحسبان الوقائع الروسية".
ونادراً ما يسجل المسؤولون الروس ممتلكاتهم بأسمائهم، وإنما يستخدمون أسماء ممثليهم القانونيين أو أقاربهم. ولذا شدد ألبوروف على وجوب توسيعها تلقائياً وفرضها على أعضاء العائلة والأزواج والأبناء والمحامين الذين تُسجَّل الممتلكات بأسمائهم.
وميَّزَ ألبوروف بوضوحٍ، شأنه شأن خودوركوفسكي، بين النخب الروسية الثرية وعموم الروس الذين احتجَّ بعضهم في السابق على تصرفات الحكومة أو الحرب ويكافحون الآن من أجل الحصول على تأشيرات الدخول والتوظيف أو الوصول إلى الخدمات المالية أو الحصول على البرمجيات الضرورية لشركاتهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

بوتين لجلالة السلطان: شركات الطاقة الروسية مهتمة بتنمية العلاقات مع عُمان

موسكو - الوكالات
أجرى حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – لقاءً ثنائيًّا مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك في إطار زيارة "دولة" يقوم بها جلالته إلى روسيا الاتحادية تستغرق يومين.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن المحادثات بين الجانبين تناولت عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها تطورات أسواق الطاقة والتعاون في إطار تحالف "أوبك+"، إضافة إلى الملف السوري.

وفي مستهل اللقاء، أعرب الرئيس بوتين عن ترحيبه الكبير بجلالة السلطان، مشيدًا بالعلاقات الودية بين البلدين، ومؤكدًا أن "شركات الطاقة الروسية تبدي اهتمامًا كبيرًا بتنمية العلاقات مع سلطنة عُمان"، في إشارة إلى الفرص الاقتصادية والتعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة.

وكانت مراسم استقبال رسمية قد أُجريت لجلالة السلطان المعظم في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو، حيث كان فخامة الرئيس الروسي في مقدمة مستقبليه، مرحّبًا بجلالته ومتمنيًا له إقامة طيبة وزيارة موفقة. وقد عُزف السلام السلطاني العُماني والسلام الوطني الروسي، واستعرض جلالة السلطان حرس الشرف في أجواء رسمية مهيبة.

وعقب المحادثات الثنائية، صافح جلالةُ السلطان كبار المسؤولين من الجانب الروسي، فيما صافح الرئيس بوتين أعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالته، في دلالة على عمق العلاقات الدبلوماسية وحرص الطرفين على تعزيز التعاون المشترك.

تأتي هذه الزيارة في سياق تطوير الشراكة العُمانية الروسية، وتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي، لاسيّما في ظل المستجدات الدولية وتأثيراتها على أسواق الطاقة والاستقرار الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • بوتين يعرض وقف الغزو على خط المواجهة الحالي وسط جهود أمريكية لتسوية النزاع في أوكرانيا
  • واشنطن تفرض عقوبات على 12 شركة إيرانية
  • بوتين لجلالة السلطان: شركات الطاقة الروسية مهتمة بتنمية العلاقات مع عُمان
  • بوتين: ندعو سلطنة عمان للمشاركة في القمة الروسية العربية المقررة هذا العام
  • الخارجية الروسية: مطالبة الاتحاد الأوروبي بعدم الذهاب إلى موسكو 9 مايو تشير إلى سقوط الغرب
  • الصين تخطط لفرض عقوبات على مسؤولين أمريكيين وقادة منظمات غير حكومية بسبب هونغ كونغ
  • بعد واقعة سارة خليفة .. عقوبات بالجملة تنتظر تجار الكيف في مصر
  • اليمن يفرض عقوبات على 15 شركة مُصنِّعةً للأسلحة لدعمها الكيان الصهيوني
  • صنعاء: قرار بفرض عقوبات على (15) شركة مُصنعة للأسلحة لدعمها الكيان الصهيوني (قائمة)
  • مركز تنسيق العمليات الإنسانية HOCC يفرض عقوبات على (15) شركة مُصنعة للأسلحة لدعمها الكيان الصهيوني