تقرير: الغرب يتساهل مع المقربين من بوتين ويتشدد مع معارضيه
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
رغم العقوبات القاسية التي تهدف إلى عزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، لا يزال عشرات الروس المرتبطون بالرئيس فلاديمير بوتين أو الجيش الروسي مرحباً بهم في دول الاتحاد الأوروبي، ما يثير انتقادات السياسيين والناشطين المناهضين للحرب.
بعد عام ونصف من الغزو لا تزال سياسة العقوبات غير منهجية ودون المُستوى
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن من بين المنتقدين قادة مؤسسة أليكسي نافالني لمكافحة الفساد، الذين يمارسون ضغوطاً من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات بلفت الانتباه إلى القضايا التي يبدو أنها تتحدى غاية العقوبات الغربية التي طُوِّعَت لرفض تأشيرات السفر، ومصادرة اليخوت والعقارات وغيرها من الممتلكات.
مساكن فاخرة في أوروبا
وأوردت الصحيفة مثال لاعبة القفز بالزانة الروسية يلينا إيسينباييفا، الحائزة على ذهبية الأولمبياد، والتي تربطها علاقة وثيقة ببوتين، وتعيش بسلام في مسكن فخم تبلغ قيمته الملايين في جزر الكناري الإسبانية.
كما توجهت ماريا كيتاييفا، المُستشارة السابقة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والحاصلة على رتبة جنرال فخرية، ويُزعَم حاليّاً أنها على علاقة بنائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، في رحلات مُتكررة إلى المجر وإيطاليا للتسوق خلال العام الماضي.
Despite heavy sanctions, dozens of Russians connected to President Vladimir Putin or the Russian military are still welcome in European Union countries, drawing criticism from politicians and antiwar activists. https://t.co/LTwTIQZXSX
— The Washington Post (@washingtonpost) August 8, 2023
والشهر الماضي، حثَّ 15 عضواً في البرلمان الأوروبي المفوضية الأوروبية على فرض عقوبات على أفراد عائلة أوبنوسوف المُقربين من السلطة.
وبينما صعَّدَ بوتين خطابه المُعادي للغرب، واصفاً الغزو بالمعركة الوجودية لضمان بقاء روسيا، يبدو أن إيسينباييفا وغيرها من مؤيدي الرئيس الروسي وداعمي حربه يستمرون في التردد على منازلهم في أوروبا، ويواصلون رحلات تسوقهم في المدن الأوروبية.
ووفقاً لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد، اشترت إيسينباييفا شقة كبيرة من طابقين بقيمة 3.2 مليون دولار، مما سمح لها بالحصول على الإقامة الإسبانية بعد أسبوعين فقط من غزو روسيا لأوكرانيا. ورداً على الغضب من انتقالها إلى أوروبا، سلّطت إيسينباييفا الضوء على مسيرتها وإنجازاتها بصفتها رياضية مرموقة بسبب صلاتها بالحكومة، واصفةً الفضيحة بأنها "زائفة".
To the rich,corrupt Russians living in luxury in Europe while under Western sanctions: take your Rolexes and Chanel and Hermes and go home to cheap vodka, and cold borscht. You're not wanted. We will, however, keep your mega yachts and villas.Good riddance https://t.co/ig8EQpJ0Mt
— Admiral James Stavridis, USN, Ret. (@stavridisj) August 8, 2023
وتعرَّضت كيتاييفا لعقوبات فرضتها عليها كندا وأوكرانيا، بسبب دعمها للحرب ومسيرتها المهنية كونها داعمة للدعايا الروسية، لكن الاتحاد الأوروبي لم يفرض عليها أي عقوبات.
ولم تُفرض عقوبات على أشقاء وبنات وأقارب آخرين لمكرتيش أوكرويان، كبير مصممي شركة سيوز المتخصصة في صنع محركات العديد من الصواريخ التي تُطلق على أوكرانيا، والتي أصابت العام الماضي مركزاً تجاريّاً في كريمنشوك، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل.
ودعت مؤسسة مكافحة الفساد إلى إدراج أوكرويان وأقاربه على قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ميخائيل خودوركوفسكي، رجل الأعمال الروسي المنفيّ المقيم في لندن والمناوئ لبوتين، قوله إنه بعد عام ونصف من بدء الغزو لا تزال سياسة العقوبات "غير منهجية" و"دون المُستوى".
وأضاف: "يواجه ممثلو المعارضة المناهضين للحرب المعرضين للاضطهاد في روسيا صعوبةً في الحصول على فرصة للانتقال إلى الغرب، في حين أن ممثلي نخبة بوتين، ومنهم أقارب مجرمي حرب، حصلوا على تصاريح إقامة أوروبية مُسبقاً، وينعمون بحياةٍ رغدة وينفقون أموالهم المسروقة من روسيا هناك".
من جهته، قال جورجي ألبوروف المُحقق في مؤسسة مكافحة الفساد إنه بعد الغزو اضطر كثيرون من النخبة الروسية إلى الإقرار بأنهم أقاموا حياةً كاملة في الغرب، وأنّ العقوبات ستعزلهم عن حياتهم البديلة "بعيداً عن العيش في عهد بوتين".
Ukraine investigative journalists have long since been unveiling whereabouts of Putin’s inner circle in France, Austria & elsewhere. And I’ve long since argued that noose needs to be tightened significantly on these wealthy Russians. Problem - money talks https://t.co/vyK8i8HDsH
— Michael Bociurkiw (@WorldAffairsPro) August 8, 2023
وكان كثيرون من تلك النخبة قد أرسلوا أولادهم للعيش في الخارج، واحتفظوا بحسابات مصرفية خارجية ومنازل لتمضية العطلات في بلدان يعدُّها بوتين الآن خصماً له.
ونادراً ما يسجل المسؤولون الروس ممتلكاتهم بأسمائهم، وإنما يستخدمون أسماء ممثليهم القانونيين أو أقاربهم. ولذا شدد ألبوروف على وجوب توسيعها تلقائياً وفرضها على أعضاء العائلة والأزواج والأبناء والمحامين الذين تُسجَّل الممتلكات بأسمائهم.
وميَّزَ ألبوروف بوضوحٍ، شأنه شأن خودوركوفسكي، بين النخب الروسية الثرية وعموم الروس الذين احتجَّ بعضهم في السابق على تصرفات الحكومة أو الحرب ويكافحون الآن من أجل الحصول على تأشيرات الدخول والتوظيف أو الوصول إلى الخدمات المالية أو الحصول على البرمجيات الضرورية لشركاتهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
ترامب يلوح بفرض عقوبات جديدة على روسيا.. في هذه الحالة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سينظر في فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين التفاوض مع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وفي رد على سؤال عن إمكانية فرض المزيد من العقوبات على روسيا في حال لم يحضر بوتين إلى طاولة المفاوضات، أجاب ترامب خلال لقاء مع الصحافيين في البيت الأبيض “يبدو الأمر كذلك”.
والاثنين، اعتبر ترامب الاثنين أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يدمر روسيا" برفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا لإنهاء الحرب.
وقال ترامب للصحفيين عقب تسلمه مهام عمله في البيت الأبيض "يجب عليه أن يبرم صفقة. أعتقد أنه يدمر اقتصاد روسيا بعدم إبرام صفقة"، محذرا بأن الاقتصاد الروسي تعرض لضربة قاسية ويعاني من التضخم بسبب استمرار الحرب.
وأردف قائلا "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد إبرام صفقة لإنهاء الحرب مع روسيا، ومن الأفضل لبوتين ولاقتصاد بلاده إبرام هذه الصفقة".
وأضاف ترامب أيضا أنه يستعد لعقد لقاء مع بوتين (لم يحدد موعده)، ويأمل التوصل إلى اتفاق معه.
بدوره، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي بعودته إلى البيت الأبيض، وقال إنه "منفتح على الحوار" مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن مجموعة من القضايا الدولية الرئيسية، بما في ذلك الأسلحة النووية والأمن والصراع في أوكرانيا.
وشدد خلال اجتماع مع مجلس الأمن الروسي في موسكو على أن ما يهم روسيا بالدرجة الأولى هو هدنة طويلة الأمد تعالج أسباب الأزمة في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال بوتين، إنه مستعد للمحادثات لكنه شدد على ضرورة قبول مكاسب موسكو على الأرض وما تطالب به، وهو ما رفضته القيادة الأوكرانية باعتباره استسلاما غير مقبول.
من جانبه، هنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب، وقال في رسالة عبر منصة إكس، "الرئيس ترامب حاسم على الدوام وسياسة السلام بالقوة التي أعلنها توفّر فرصة لتعزيز الزعامة الأميركية والتوصل إلى سلام عادل ودائم وهو الأولوية المطلقة".
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل سريع دون التطرق إلى كيفية القيام بذلك، وقد اقترح مساعدوه استخدام المساعدات الأميركية كوسيلة ضغط على كييف لتقديم تنازلات.