٢٦ سبتمبر نت:
2024-09-09@13:48:13 GMT

الهروب المذل .. رزفلت تلحق بإيزنهاور

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

الهروب المذل .. رزفلت تلحق بإيزنهاور


الأمر الذي يعكس هروباً واضحاً من محاولة الاعتراف بأن اليمن قد جعل المنطقة غير آمنة للبحرية الأمريكية.

وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في تصريحات يوم الجمعة الماضية إن وزير الدفاع الأمريكي أمر بإرسال حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن" لتحل محل الحاملة "روزفلت" التي كان يفترض بها أن تحل محل "ايزنهاور" التي فرت من البحر الأحمر بعد أن طاردتها القوات المسلحة اليمنية بعدة عمليات صاروخية.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت وصول "روزفلت" إلى منطقة الأسطول الخامس في 12 يوليو الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع فقط، للمشاركة كبديل عن الحاملة الفارة "ايزنهاور" في عمليات تحالف ما يسمى "حارس الازدهار" في البحر الأحمر وخليج عدن، لكنها لم تقترب ولو قليلاً من هذا المسرح، بل اتجهت نحو الخليج الفارسي، والتزمت مساراً حذراً في أقصى شرق البحر العربي والمحيط الهندي للابتعاد قدر الإمكان عن مدى الصواريخ البالستية اليمنية.

ويبدو أن الجيش الأمريكي لم يجد عذراً آخر لتبرير عدم جرأة "روزفلت" على الاقتراب من منطقة العمليات التي يفترض أن تؤدي فيها مهامها، فلجأ إلى الإعلان عن استبدالها لصرف الانتباه ولتجنب الأسئلة التي بدأت تثار حول تواجد حاملة الطائرات بعيدة عن مسرح عمليات ما يسمى "تحالف حارس الازدهار" حيث يبدو أنها ستواصل التمركز هناك لعدة أسابيع إضافية بانتظار وصول الحاملة البديلة.

وقد تلقت نائبة المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمرها الصحفي الأخير سؤالاً حول تواجد القطع العسكرية البحرية الأمريكية في البحر الأحمر حالياً، حيث أشار أحد الصحفيين إلى أن هذا التواجد قد تقلص مؤخراً إلى أقصى حد، وهو ما حاولت سينغ التهرب منه بالقول إن "عدم وجود سفن حربية أمريكية لا يعني عدم وجود سفن أخرى للتحالف".

ويؤكد استبدال "روزفلت" التي لم تقترب من منطقة العمليات اليمنية ثبوت معادلة الردع الاستراتيجية التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأشهر الماضية، والتي جعلت منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي غير آمنة لحاملة الطائرات والسفن الحربية الأمريكية، وهو ما يشكل تحولاً كبيراً وغير مسبوق بالنظر إلى تأريخ الهيمنة الأمريكية على بحار المنطقة.

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

إسقاط 8 طائرات (إم كيو -9) يوسع أبعاد الهزيمة الأمريكية أمام اليمن

يمانيون – متابعات
بعد أن كتبت العمليات البحرية نهاية زمن حاملات الطائرات وفتحت نقاشات غير مسبوقة حول تغير الموازين.

جددت عملية إسقاط الطائرة الأمريكية “إم كيو-9” الثامنة من نوعها خلال 10 أشهر تسليط الضوء على واحد من أهم مسارات الانتصار الاستراتيجي الذي حققته القوات المسلحة اليمنية في مواجهة الولايات المتحدة خلال معركة إسناد غزة، وهو مسار لا يقل أهمية عن العمليات البحرية التأريخية التي أصبحت “هزيمة أمريكا” عنوانا رئيسيا لها في وسائل الإعلام الدولية.

إسقاط هذا العدد الكبير وغير المسبوق في أي مكان بالعالم من هذا النوع بالذات من الطائرات ليس حدثا عابرا لعدة اعتبارات، أولها طبيعة هذا السلاح الجوي الذي يعتبر بالنسبة للجيش الأمريكي والبحرية الأمريكية من أهم أدوات الحرب، حيث لا يكاد يخلو أي مسرح للعمليات الأمريكية العدوانية في العالم، من الحضور البارز والرئيسي لطائرات (إم كيو-9 “الحاصدة”) التي تم تصنيعها لتكون سلاحا شاملا يجمع بين أحدث تقنيات الرصد والتجسس، وبين أحدث المميزات الهجومية، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتنفيذ عمليات دقيقة ضد أهداف عالية القيمة كالاغتيالات التي تتطلب تحقيق اختراق نوعي وإصابة مباشرة بدون المخاطرة بتعريض أي عناصر بشرية أمريكية أو طيارين للخطر، وقد اعتمدت عليها الولايات المتحدة في عملية اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

تكلفة هذه الطائرات تعكس بشكل واضح الأهمية والمكانة التي تحتلها في ترسانة الجيش الأمريكي، حيث تبلغ قيمة الواحدة أكثر من 32 مليون دولار، بدون المعدات الإضافية كالصواريخ الدقيقة والقنابل الذكية والتجهيزات المخصصة للمناطق البحرية، والتي يمكنها أن تضيف عدة ملايين إلى تكلفة الطائرة، فضلا عن تكلفة تشغيلها، وهذا يعبر بوضوح عن أن إسقاط هذه الطائرة ليس حدثا يقع ضمن هامش الخسائر المتوقعة والمقبولة التي يمكن تحملها في عمليات روتينية كما هو الحال مع المسيرات الرخيصة التي قد يتم إرسالها فقط لأغراض التمويه أو خداع الدفاعات الجوية.

ويتم التحكم بهذه الطائرات من قبل قواعد عسكرية للجيش الأمريكي تعمل على إدارة مهام المراقبة والهجوم بشكل مباشر، وهو ما يعني أن فاعلية العمليات التي تنفذها الطائرة لا تقتصر على ميزاتها المتطورة فحسب، بل تشمل أيضا ميزات قواعد التحكم والعاملين فيها.

هذه الأهمية تجعل من حقيقة إسقاط ثماني طائرات من هذا النوع في غضون 10 أشهر زلزالا كبيرا لا يمكن تجاهله، لأنه من جهة يمثل سقوطا مدوية للتقنية المتقدمة التي تمثلها هذه الطائرة، وهو أمر غير عادي على الإطلاق، لأن الأسلحة الأمريكية المتطورة هي أكثر من مجرد أدوات، حيث تقدمها واشنطن كـ”رموز” للتفوق والردع الاستراتيجي الفريد، إلى درجة أن إرسال هذه الأسلحة أو بيعها إلى دولة حليفة معينة يعتبر “ميزة” كبيرة لهذه الدولة، وعندما يتم التغلب على هذا السلاح 8 مرات متتالية خلال أقل من عام في مكان واحد، فإن ذلك يعني ببساطة هزيمة “التفوق” التقني الأمريكي وما يرتبط به من اعتبارات سياسية وأمنية وعسكرية تعتمد عليها الولايات المتحدة بشكل كبير في بناء سمعتها كقوة عظمى.

وبرغم الفارق في التكاليف والحجم والأهمية، يمكن الربط بين طائرات (إم كيو-9) والسفن الحربية الأمريكية فيما يتعلق بهذه الاعتبارات، ومثلما أحدثت عمليات استهداف حاملة الطائرات (ايزنهاور) ومجموعتها “الضاربة” من المدمرات هزات كبيرة فتحت مسارا غير مسبوقا للحديث المباشر والصريح في وسائل الإعلام الأمريكية عن “انتهاء زمن حاملات الطائرات” و”هزيمة أمريكا” أمام اليمن فإن إسقاط 8 طائرات من نوع (إم كيو-9) في اليمن خلال أقل من عام واحد هو مظهر آخر من مظاهر انتهاء زمن عربدة الطائرات بدون طيار الأمريكية في أجواء العالم، ودليل إضافي على هزيمة واشنطن أمام اليمن أيضا.

من جهة أخرى، وفي السياق نفسه، فإن إسقاط هذا العدد من الطائرات في اليمن يمثل فضيحة للجيش الأمريكي نفسه ولضباطه الذين يديرون قواعد التحكم بهذه الطائرات، والأساليب والتكتيكات التي يعتمدون عليها في تشغيلها والاستفادة من ميزاتها المتطورة، فخسارة 8 طائرات من هذا النوع يعني بوضوح أن الجيش الأمريكي عاجز عن تحسين أداءه فيما يتعلق بتشغيل وإدارة هذه الطائرات في الأجواء اليمنية، وبعبارة أخرى أنه قد جرب كل الأساليب والتكتيكات لتجنب نيران الدفاعات الجوية اليمنية وفشل فشلا كاملا، وهي فجوة فاضحة لا يمكن تجاهلها أو التغطية عليها في قدرات القوات الأمريكية بما في ذلك البحرية التي تقوم بتشغيل وإدارة العديد من هذه الطائرات.

ويترتب على ذلك أيضا خسائر اقتصادية واضحة، سواء من ناحية القيمة الفعلية للطائرات التي تم إسقاطها والتي قد وصلت الآن إلى أكثر من ربع مليار دولار، أو من ناحية مستقبل تجارة هذه الطائرات، حيث ستضطر الكثير من الدول إلى إعادة حساباتها بشأن جدوى اقتناء “الحاصدة” الأمريكية المكلفة التي بات اليمنيون يحصدونها بشكل شبه شهري، وهو ما فعلته الهند بحسب ما أفادت تقارير صحفية خلال الأشهر الماضية.

ولا تقتصر هذه الآثار على هذا المنتج فحسب (طائرة إم كيو -9) لأن ما يحدث يلقي بضلاله على المجمع الصناعي الأمريكي بأكمله، فإسقاط الطائرات الثمان من هذا النوع جاءت ضمن معركة أثبتت فيها مختلف التقنيات العسكرية الأمريكية فشلا ذريعا وغير مسبوق، بدءا بالسفن الحربية وحاملات الطائرات، مرورا بالطائرات بدون طيار وصولا إلى الصواريخ الدفاعية المكلفة.

والحقيقة أن المسألة لم تعد حتى مسألة قصور أدوات عسكرية معينة، بل فشل الاستراتيجيات الحربية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة والتي تبنى عليها جهود إنتاج وتصنيع الأسلحة، وكما أشارت العديد من التقارير الأمريكية خلال الفترة الماضية فإن اليمن قدم في معركة إسناد غزة نموذجا مميزا للنجاح في “الحرب غير المتكافئة” وهو ما يعني تثبيت واقع جديد تنخفض فيه قيمة الاستراتيجيات والأدوات التي قدمتها أمريكا والغرب على مدى عقود باعتبارها قوة ردع لا تقهر، وبالتالي توجيه الاهتمام العالمي نحو أنواع جديد من الأسلحة والأساليب القتالية وتحطيم أسطورة التفوق الأمريكي، وما يرتبط به من اعتبارات، خصوصا وأن أدوات وأساليب الحرب غير المتكافئة أرخص ثمنا بكثير من تلك التي تحتكرها أمريكا.
————————————————————————
– المسيرة نت: ضرار الطيب

مقالات مشابهة

  • اليمن يكتب نهاية عصر الطائرات الأمريكية (MQ9)
  • إسقاط 8 طائرات (إم كيو -9) يوسع أبعاد الهزيمة الأمريكية أمام اليمن
  • إسقاط 8 طائرات (إم كيو -9) يوسع أبعاد الهزيمة الأمريكية
  • قائد “آيزنهاور” الأمريكية يعترف: “زمن الأمان لحاملات الطائرات قد ولى”
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ والطائرات المسيرة
  • موقع أمريكي: 20 عاماً من الحرب الأمريكية.. لا تزال قوات صنعاء قادرة على حصار البحر الأحمر
  • إسرائيل تسخر من فشل القوات الأمريكية في البحر الأحمر
  • بين آيزنهاور وروزفلت .. نصرة غزة تكشف هشاشة القوة الأمريكية