باحث: هكذا تمهد زيارة نتنياهو واشنطن الطريق لحرب إقليمية
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
قال باحث أميركي إنه بات من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى أن الخطاب "العدائي" الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي يوم 24 يوليو/تموز، كان بمثابة استهلال لحرب إقليمية أوسع نطاقا، رغم الإعجاب الذي تلقاه من النواب الأميركيين الذين ظلوا يقاطعونه بالتصفيق الحار.
وكتب سامي العريان، مدير مركز الإسلام والشؤون العالمية في جامعة إسطنبول، في مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني، أن نتنياهو -الذي يصفه بأنه مجرم حرب- سافر إلى الولايات المتحدة بعد فشله في تحقيق أهدافه العسكرية، للتحريض على الحرب ضد إيران وإطالة أمد حملة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي درج في الآونة الأخيرة على تصعيد عملياته العسكرية حيث قصف ميناء الحديدة في اليمن، والضاحية الجنوبية في بيروت، واغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقبله القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.
إبادة جماعيةوقال إن هذا التصعيد يأتي بعد مرور 300 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على غزة، وقُتل فيها -بحسب بعض التقديرات- ما لا يقل عن 50 ألف شخص أو دفنوا تحت الأنقاض، وأصيب أكثر من 100 ألف آخرين.
واتهم العريان -وهو أميركي من أصل فلسطيني- الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حروبها تلك، وهي التي منحتها الضوء الأخضر لمواصلة "جنونها بلا رادع".
وأوضح أن خطاب نتنياهو كان مليئا بـ"الأكاذيب الفجة"، وتباهى بإسرائيل "التي لا تقهر"، وبدورها "المحوري" باعتبارها "ركيزة لأمن واستقرار المنطقة وازدهارها الاقتصادي".
وقال إن دعوته لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) للمرة الرابعة على نحو غير مسبوق، كان "شرفا" لم يحظ به حتى ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية، الذي خاطب الكونغرس الأميركي خلال فترة ولايته (في الأعوام 1941 و1943 و1952).
مسرحية مخجلةوفي معرض قراءاته للخطاب، وصف العريان أداء نتنياهو أمام الكونغرس بأنه كان "أشبه بمسرحية مخجلة"، شارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه وأعضاء أكبر هيئة تشريعية في الولايات المتحدة الذين تدعمهم مجموعات الضغط السياسي الموالية لدولة الاحتلال، لا سيما اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك).
وذكر الباحث في مقاله أن نتنياهو كان يهدف، في الأساس، إلى إظهار نفسه في صورة زعيم قوي غير هيّاب أمام الجمهور الإسرائيلي "المرتاب والمهزوز".
وأضاف أن نتنياهو ما انفك يعمل -في ظل افتقاره لأي إنجازات سياسية وعسكرية في غزة أو عدم استعداده لتغيير المسار- على تصعيد الصراع سعيا منه إلى جر الولايات المتحدة إلى الدخول في حرب إقليمية.
وأبان أن تلميح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن الإدارة الأميركية تحجب عن إسرائيل الأسلحة التي تحتاجها، هو اتهام "زائف" يهدف إلى صرف الانتباه عن فشله في تحقيق "النصر الكامل" الذي كان يروج له.
طبول حربوتعمد نتنياهو التذكير بأن الحلفاء ما كان لهم أن يحققوا النصر في الحرب العالمية الثانية لولا دعم أميركا لهم بالسلاح والجنود، مدعيا أن حكومته ستتمكن من إنهاء المهمة في غزة إذا حصلت على القدر نفسه من الأسلحة.
غير أن العريان يرى أن ما لم يقله نتنياهو هو أن الحلفاء ما كان لهم أن ينتصروا من دون دعم الولايات المتحدة لهم بجيش "عرمرم"، سقط منهم أكثر من 400 ألف جندي قتلى.
وأشار إلى أن نتنياهو خصص ثلث خطابه في قرع طبول الحرب ضد إيران، زاعما أنها مسؤولة عن كل المشاكل التي تواجهها إسرائيل.
وأردف أن الخطاب تحدث عن المتاعب التي تتعرض لها إسرائيل، وكأنها ليست هي المسؤولة عن احتلال فلسطين، أو أن سياساتها تقوم على إنكار حقوق الفلسطينيين، وعلى بناء المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية "المسروقة"، وتجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته ومصادرة ممتلكاته، وتهويد المقدسات الإسلامية، والتوغلات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، واغتيال المئات واعتقال آلاف الفلسطينيين.
انحياز مستمروواصل الكاتب هجومه على الخطاب، قائلا إن الادعاء الأكثر إهانة بالنسبة للأميركيين في سيل الأكاذيب التي احتواها هو تأكيده "الذي لا أساس له على الإطلاق" من أن الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للإبادة الجماعية في المدن والجامعات الأميركية كانت بتحريض وتمويل من إيران.
واستشهد العريان بما ورد في كتاب: "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية"، من تأليف الأكاديمييْن الأميركيين جون ميرشايمر وستيفن والت، الذي يعزو انحياز العديد من السياسيين الأميركيين المستمر لدولة الاحتلال إلى وقوعها في براثن اللوبي اليهودي بقيادة أيباك.
واعتبر أن ما جاء في الكتاب يعد التفسير الوحيد المعقول لسياسة الولايات المتحدة "الكارثية" في الشرق الأوسط، وخضوع العديد من نخبها للسياسات والمصالح الإسرائيلية "التي تتعارض في الغالب مع مصالح بلادهم الإستراتيجية".
وقال إن تأثير اللوبي اليهودي -الذي طالما ظل يحرض على الحرب ضد إيران- ظهر جليا في الاستقبال "الحماسي الأعمى" في الكونغرس لنتنياهو، الذي نعته العريان بأنه "مجرم حرب، وأحد أكثر القادة الإسرائيليين تشددا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة رئیس الوزراء أن نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
من الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو الذي ظهر لأول مرة بعد 10 سنين؟
بعد 10 سنوات من الأسر في قطاع غزة، ظهر الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو لأول مرة ضمن عملية تسليم الدفعة السابعة لتبادل الأسرى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ليكشف وجها آخر من وجوه التمييز العنصري في المجتمع الإسرائيلي.
ومنغيستو، الذي ينحدر من أصول إثيوبية، لم يكن ضمن أولويات تل أبيب في أي مفاوضات سابقة، كما أفادت مراسلة الجزيرة نجوان السميري، خلافا لجنود آخرين أسروا في ظروف مشابهة.
وسلمت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- الأسيرين أفيرا منغيستو وتال شوهام إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، على أن يُفرج عن 4 أسرى آخرين في وقت لاحق اليوم في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وكان منغيستو قد دخل غزة عام 2014 من مستوطنة زكيم الساحلية ليقضي 10 سنوات في الأسر دون أن يظهر في أي تسجيلات مصورة أو يحظى باهتمام إسرائيلي خلافا لما جرى مع الجندي جلعاد شاليط، الذي استعادته إسرائيل بعد صفقة تبادل تاريخية في 2011.
سياسة التمييزوقالت السمري إن منغيستو وهشام السيد -وهو أسير آخر من فلسطينيي الداخل- لم يحظيا باهتمام رسمي إسرائيلي طوال مدة أسرهما، مما اعتبرته عائلتهما دليلا على سياسة التمييز التي تنتهجها تل أبيب تجاه مواطنيها من أصول غير أوروبية.
إعلانوفي تصريحات سابقة، عبّرت عائلة منغيستو عن امتعاضها من الإهمال الإسرائيلي لقضيته مقارنةً بما حدث مع الجندي جلعاد شاليط، الذي خاضت إسرائيل لأجله مفاوضات مطوّلة انتهت بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراحه.
وفي هذا السياق، قالت السمري إن الأسيرين منغيستو والسيد كانا ضمن 4 أسرى إسرائيليين اختفوا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أُسر اثنان منهم خلال حرب غزة عام 2014، وهما الجنديان شاؤول أورون وهدار غولدين، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن مؤخرًا استعادة جثمان أورون في عملية عسكرية.
والمفارقة أن منغيستو أمضى سنوات أسره متنقلا بين الحروب الإسرائيلية المتكررة على غزة، وظلّ خلالها في عداد "المفقودين" حتى ظهر اليوم السبت على منصة التسليم.
وفي مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، أعلنت سلطات الاحتلال أنها ستطلق سراح 602 أسير فلسطيني، بينهم 50 أسيرًا محكوما بالمؤبد و60 آخرون محكومون بأحكام عالية، بالإضافة إلى 47 أسيرًا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.