الحرة:
2025-04-06@23:56:15 GMT

حشود جنازة هنية في الدوحة.. ما حقيقة الصورة؟

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

حشود جنازة هنية في الدوحة.. ما حقيقة الصورة؟

عقب تشييع رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، في قطر، الجمعة، بعد اغتياله في طهران الأربعاء في عمليّة نُسبت لإسرائيل، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مُلتقطة من الجوّ قيل إنّها تُظهر حشداً كبيراً جدّاً في تشييعه.

وصحيح أن الآلاف حضروا مراسم تشييع هنيّة في الدوحة، لكن هذه الصورة المتداولة ملتقطة في اليمن أثناء تظاهرة داعمة للفلسطينيين في يناير الماضي.

وتُظهر الصورة، التي يبدو أنّها مصوّرة من الجوّ، حشداً كبيراً جداً في ميدان أو شارع عريض على مقربة من مسجد.

وجاء في التعليقات المرافقة "جنازة الشهيد إسماعيل هنيّة في قطر".

بدأ التداول بهذه المنشورات عقب تشييع هنيّة ودفنه في قطر بعد ظهر الجمعة.

وقبل ذلك بساعات، وصل مئات المعزّين إلى مسجد محمد بن عبد الوهاب، أكبر مساجد الدوحة، والتفّ معظمهم بأوشحة تحمل العلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية وسط إجراءات أمنية مشددة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في الدوحة.

وانتشرت شرطة المرور وقوات الأمن الداخلي على كل الطرق المؤدية إلى المسجد، واصطفّ رجال الشرطة على طول حواجز الطرقات السريعة المجاورة.

وبعد صلاة الجمعة، شارك الآلاف في صلاة الجنازة داخل المسجد، فيما صلّى آخرون على السجّاد المفروش خارجه، في ظل حرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية، بحسب صحفيي فرانس برس.

وبعد الصلاة، بحضور الرجل الثاني في الحركة خليل الحيّة ونائب رئيس المكتب السياسيّ للحركة خالد مشعل، حُمل النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، قبل نقله إلى مقبرة لوسيل، ليوارى الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي للحركة.

وشارك في جنازة هنية أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية من خارج البلاد.

لقطة للمنشورات المتداولة الصورة المتداولة

لكن الصورة المتداولة لا شأن لها بذلك.

فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُظهر أنّها منشورة في يناير الماضي، مما ينفي أن تكون من تشييع إسماعيل هنيّة.

والصورة مقُتطعة من فيديو بثّته قناة المسيرة التابعة للمتمرّدين الحوثيين، بحسب وسائل الإعلام الناشرة.

وتُظهر هذه المشاهد تظاهرة كبيرة في صنعاء، في 12 يناير الماضي، تنديداً بالضربات الأميركية والبريطانية على المتمرّدين الحوثيين.

ويومذاك، تدفّق مئات الآلاف من اليمنيين إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، تنديداً بالضربات الأميركية البريطانية التي استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم في البحر الأحمر، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وتحت مظلة الأعلام اليمنية والفلسطينية، تظاهر هؤلاء في مسيرة كان عنوانها "الفتح الموعود والجهاد المقدس".

وجاءت هذه التظاهرة بعد ساعات على شنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم لأسابيع سفناً تجارية في البحر الأحمر تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل.

والتقط مصوّرو وكالة فرانس برس صوراً من التظاهرة يبدو فيها المسجد نفسه.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فرانس برس فی قطر

إقرأ أيضاً:

معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العرب والعربية

لا تكاد وجوه الجدوى من إنجاز معجم تاريخي لأي لغة من اللغات تحصر أو تنقضي، واللغة العربية منها خاصة؛ لامتداد تاريخها، وضخامة مدونتها، وموثوقية مادتها المستقاة من نصوص نحو 20 قرنا من تاريخ اللغة العربية.

ولعل من أبرز تلك الوجوه: تمكين الأمة من فهم لغتها في ​تطوراتها الدلالية، الأمر الذي يتيسر معه تحصيل الفهم الصحيح لتراثها الفكري والعلمي والحضاري؛ بإدراك دلالة كل لفظ بحسب سياقه التاريخي.

فضلا عن كون المعجم التاريخي للغة العربية سجلا حافلا بجميع ألفاظ اللغة العربية، وديوانا مبينا أساليبها، وموضحا تاريخ استعمالها، وتطور دلالاتها ومبانيها عن طريق ذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلمي لكل مصدر؛ فهو معجم لغوي موسع يكشف عن خبيء تاريخ اللغة العربية، وعن تاريخ الأمة العربية وحضارتها.

وإن الناظر فيما اجتمع حتى الأوان من مادة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ليجد قدرا كبيرا من الجذور اللغوية الجديدة التي تبطنها المعجم ودلت عليها السياقات الاستعمالية المبثوثة في مدونة المعجم وخارجها، في حين خلت منها سائر معجمات العربية قديمها وحديثها.

كما يجد وفرة وثراء عظيمين في المعاني والمباني الجديدة في تلك الجذور المستدركة العربية منها والدخيلة (الأعجمية)، وفي غيرها من الجذور الموقوف عليها في غير المعجم، ولا سيما في عصرنا الحاضر.

إعلان

والقارئ اليوم يلحظ أن عربية معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المستلة من سياقات استعمالية اشتملت عليها مدونة المعجم والمدونات الملحقة بها، أوسع كثيرا جدا من عربية معجمات اللغة التي قصرت الفصاحة على (عليا هوازن وسفلى تميم) وحصرت تدوين اللغة على عصر الاحتجاج، ففاتهم من اللغة بهذا القيد ما زهدوا فيه، أو لم يطلبوه، أو عجزوا عن الوصول إليه؛ كالثروة اللغوية التي كانت تجري على ألسنة العرب الأقحاح في اليمن.

على أنه لو كان سعي علماء اللغة في تطلاب ألفاظها كسعي علماء الحديث، الذين طلبوه أجمل طلب، فجابوا اليمن من صعدة إلى أقصى حضرموت، مرورا بصنعاء والجند، وغيرها من أقاليم اليمن الكبير، لاجتمعت لديهم من ألفاظ اللغة معاني ومباني قدر كبير لأهل اليمن من ممضى باذخ في كل شيء، ولا سيما في الزراعة والعمارة والتقاويم والتواريخ وغيرها؛ نحو:

بَتَلَ الأَرْضَ: حَرَثَها. والبِتْلَةُ: الحِراثَةُ. والبَتُولُ: مَنْ حِرْفَتُهُ حِراثَةُ الأَرْضِ، ويُجمع على (أَبْتال). والمَبْتولُ من الأراضي: المحروث. شَرْيَفَ الزَّرْعَ: قَطَعَ وَرَقَهُ إِذَا طَالَ خِيفَةَ فَسَادِهِ. والشِّرْيافُ: وَرَقُ الزَّرْعِ إِذَا طَالَ. والمُشَرْيِفُ: الّذي يَقْطَعُ الشِّرْياف. والمُشَرْيَفُ: منَ الزَّرْعِ: المقطوعُ الشِّرْياف. على أنّ بعض المعجمات جعلت جذره (شرنف) بالنّون، وليس ذاك بشيء.

خَزَّنَ القاتَ: مَضَغَهُ وَحَفِظَهُ فِي أَحَدِ شِدْقَي فَمِهِ أو في كليهما. والتَّخْزِينُ والخِزّانَةُ والتَّخْزينَةُ: مَضْغُ القاتِ وحِفْظُهُ فِي أَحَدِ شِدْقَي الفَمِ أو في كليهما. والمُخَزِّنُ: الماضِغُ القاتَ، الحافظُهُ فِي أَحَدِ شِدْقَي فَمِهِ أو في كليهما. قَوَّتَ القَاتَ: تَعَاطَاهُ، أَوْ بَاعَهُ وَاشْتَرَاهُ. والقاتُ: شَجَرٌ بَرِّيٌّ وَزِرَاعِيٌّ لَا ثَمَرَ لَهُ، أَوْرَاقُهُ صَغِيرَةٌ إِلَى مُتَوَسِّطَةٍ، يُزْرَعُ بِكَثْرَةٍ فِي اليَمَنِ وَالحَبَشَةِ، تُمْضَغُ أَوْرَاقُهُ فَتَمْنَحُ نَشْوَةً وَنَشَاطًا، وَتُحَسِّنُ المِزَاجَ ثُمَّ تُفْسِدُهُ، يَزِيدُ بَعْضُهُ فِي الرَّغْبَةِ الجِنْسِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّ أَكْثَرَهُ يُخْمِلُ أَدَواتِ تَحْقِيقِهَا، يُضْعِفُ الشَّهِيَّةَ، وَيُقَلِّلُ النَّوْمَ. والمِقْواتُ: مكانُ بَيْعِ القاتِ. والمِقْواتَةُ: مُزاوَلَةُ بَيْعِ القاتِ وَشِرائِهِ. والمُقَوِّتُ: بائِعُ القاتِ. والمَقْوَتيُّ: الذي يبيعُ القاتَ، ويجمع على مَقاوِتَة.

صَرَبَ الزَّرْعَ: حَصَدَهُ. والصِّرابُ: الحَصادُ. وصارِبُ الزَّرْعِ: حَاصِدُهُ. ويجمع على (صُرّاب). والمَصْروبُ: المَحْصودُ. وذو الصِّراب: هو الشَّهْرُ السّابعُ مِن شهور السّنة الحِمْيَريّة، ويُقابلُهُ في السُّرْيانيّة: تشرين الأوّل، ومنَ الرُّوميّة: أُكْتُوبَر.

وفيما يأتي عرضٌ لأسماء الشُّهور في السّنة الحِمْيريّة، مشفوعًا بذِكْر ما يُقابلها من الشُّهور الآراميّة السُّريانيّة والرُّوميّة، وذلك كلُّهُ من فوائد معجم الدّوحة على فَوائت المعجمات:

1- ذو الثّابة: هو الشَّهْرُ الأوّلُ مِنَ السّنة الحِمْيَريّة، ويُقابلُهُ في السُّرْيانيّة: نيسان، ومنَ الرُّوميّة: أَبْريل.

2- ذو المَبْكَر: هو الشَّهْرُ الثّاني، ويُقابلُهُ: أَيّار، ومايو.

3- ذو القِياظ: هو الشَّهْرُ الثّالثُ، ويُقابلُهُ: حَزيرانُ، ويونيو.

4- ذو مَذْرأَن: هو الشَّهْرُ الرّابعُ، ويُقابلُهُ: تَمُّوز، ويوليو.

5- ذو الخِراف: هو الشَّهْرُ الخامسُ، ويُقابلُهُ: آب، وأُغُسْطُس.

6- ذو عَلّان: هو الشَّهْرُ السّادسُ، ويُقابلُهُ: أَيْلول، وسِبْتِمْبَر.

7- ذو الصِّراب: هو الشَّهْرُ السّابعُ، ويُقابلُهُ تشرين الأوّل، وأُكْتُوبَر.

إعلان

8- ذو المُهْلَة: هو الشَّهْرُ الثّامنُ، ويُقابلُهُ: تِشْرينُ الآخِر (الثاني)، ونُوفِمْبِر.

9- ذو الآل: هو الشَّهْرُ التّاسعُ، ويُقابلُهُ: كانونُ الأوّلُ، ودِيسَمْبِر.

10- ذو الدَّثأ: هو الشَّهْرُ العاشرُ، ويُقابلُهُ: كانونُ الآخِرُ (الثاني)، ويَناير.

11- ذو الحِلَّة: هو الشَّهْرُ الحادي عَشَر، ويُقابلُهُ: شُباط، وفِبَرايِر.

12- ذو مَعُون: هو الشَّهْرُ الثّاني عَشَر، ويُقابلُهُ: آذارُ، ومارِس.

وإتّمامًا للفائدة يحسن ذكر فصول السّنة الحِمْيريّة الفائتة من معجمات اللُّغة أيضًا، وهي أربعةُ فصولٍ في اثني عشر شهرًا، هي: دَثَـأ (الصّيف)، وأَشْهُرُهُ: ذو الثّابة، وذو مَبْكَر، وذو القِياظ. وخَريف (الخريف)، وأَشْهُرُهُ: ذو مَذْرَأَن، وذو الخِراف، وذو عَلّان. وسَعْسَع (الشّتاء)، وأَشْهُرُهُ: ذو الصِّراب، وذو المُهْلَة، وذو الآل. ومَلِي (الرّبيع)، وأَشْهُرُهُ: ذو دَثَأ، وذو الحِلَّة، وذو مَعُون.

ومثل هذا كثيرٌ في معجم الدوحة التّاريخيّ للُّغة العربيّة، ولعلّ في الاستزادة من خبيئه ما يدلّ على ثراء المادّة المستدركة فيه، ولا غَرْوَ في ذلك فهو يُعَدُّ أوّلَّ معجمٍ عربيٍّ شاملٍ يُؤرّخ لألفاظ اللُّغة العربيّة ومعانيها انطلاقًا من مدوّنةٍ نصيّةٍ مُمثِّلةٍ للُّغة العربيّة في مراحلها المختلفة على امتداد تاريخها الطّويل

وبالنظر إلى تاريخ اللغة العربية الطويل، وضخامة حجم نصوصها، جرى إنجاز المعجم على مراحل ثلاث: المرحلة الأولى، وتمتد من القرن الثاني الميلادي إلى نهاية القرن الثامن، والمرحلة الثانية، وتمتد من القرن التاسع الميلادي إلى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، والمرحلة الثالثة/ المفتوحة، وتمتد من القرن الثاني عشر الميلادي إلى العصر الحاضر 2023م، وهي مرحلة أوشكت على الانتهاء، ويرجح أن يربي عدد المداخل المعجمية في المراحل الثلاث على 300 ألف مدخل معجمي، مستقاة من نصوص نحو 20 قرنا من تاريخ اللغة العربية.

وليس يخفى أن هذا المعجم يعنى بأمرين أساسيين، هما مدار الصناعة المعجمية فيه:

أولهما: رصده ألفاظ اللغة العربية منذ بدايات استعمالها في النقوش والنصوص، وما طرأ عليها من تغيرات في مبانيها ومعانيها داخل سياقاتها النصية الاستعمالية، متتبعا الخط الزمني لهذا التطور.

ثانيهما: تأريخه للألفاظ وتحولاتها البنيوية والدلالية، فلا يذكر لفظا في شاهد إلا مصحوبا بتاريخ استعماله، المقدر وفق المصادر المتاحة بين تاريخ استعمالي دقيق، وتاريخ وفاة، وتاريخ تأليف.

إعلان

وممّا لا يحسن تجاوزُهُ في هذه الوَجازة من الكلام على معجم الدّوحة التّاريخيّ، ذكرُ أهمّ ما يَنْمازُ به مِن غيرِهِ؛ نحو:

أولا- أنه يرجع باللفظ العربي إلى استعمالاته الأولى في النقوش المزبورة على صفاح الحجارة ونحوها، متى توافر ذلك، ويقدم معلومات مهمة عن النقش الذي عثر على اللفظ فيه.

ثانيا- أنه يرجع باللفظ المقترض إلى أصله، اللاتيني، أو اليوناني، أو غير ذلك؛ والاقتراض -كما هو معلوم- سمة من سمات اللغات الحية؛ فاللغة التي لا تقرض ولا تقترض لغة ميتة، أو في حكم الميتة.

ولا تختلف اللغة العربية عن غيرها من اللغات في هذه المسألة؛ فقد اقترضت وأقرضت. وفي اللغات غير العربية، التي تقترض العربية منها اليوم بكثرة، فيض من المفردات العربية الأصل، وكثير منها مصطلحات علمية في الرياضيات، والطب، والفلك والهندسة، وغيرها.

على أن الاقتراض لا يرتبط باختلاف المستويات بين اللغات أو بكثرة كلماتها أو بالغلبة والسيادة، وإنما هو ظاهرة طبيعية ترتبط بالتواصل بين الشعوب، وبالتلاقح بين الحضارات، وبدرجة التطور العلمي والحضاري التي تحققها الأمم؛ بدليل أن اللغة العربية التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المتكلمين بها، بعد الإنجليزية والصينية والهندية، وتربي كلماتها على 12 مليون كلمة، اقترضت من الإيطالية التي لا تزيد كلماتها على 400 ألف كلمة.

وثمّة عواملُ عدّةٌ للاقتراض اللُّغويّ بين اللُّغات، أبرزها: الجوار، الّذي يكون فيه مجال الاحتكاك بين الشّعوب كبيرًا، ومجال التّأثير ممكنًا، ومنها:

التطور الحضاري والمعرفي والاقتصادي والصناعي ونحو ذلك. الهجرة، التي ينتقل فيها المهاجر بثقافته ولغته وأدواته التعبيرية. الاغتراب بأنواعه المختلفة: التعليمية والوظيفية، ونحوهما. سد حاجة اللغة المقترضة في تغطية قصور المفردات لديها. ميل أصحاب اللغة المقترضة إلى الترف التعبيري والتفاخر بلغة أخرى. الغزو بأنواعه المختلفة: العسكري والثقافي والفني والفكري، وغير ذلك.

ثالثا- أنه يتيح الفرص لصناعة معاجم تاريخية للألفاظ المقترضة من لغات أخرى كثيرة. أنه يرصد المصطلحات في مجالاتها العلمية والمعرفية والفنية، على النحو الذي يرصد به ألفاظ الحياة العامة؛ أي وفق ضوابط علمية ومنهجية معتمدة.

إعلان

وقد أربى عدد المصطلحات في المعجم على 20 ألف مصطلح، وتلك مادة ذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة، لأنها مستلة من سياقات استعمالية حية دلت عليها وعلى تطورها، والمعجم مع ذلك لا يعنى بالمعلومات الموسوعية التي تتجاوز أهداف المعجم اللغوي، فلا يستطرد في التعريفات اللغوية والاصطلاحية، ولا يتوسع فيها، ولا يعلل التعريفات أو يفسرها.

رابعا- أنه يتيح المجال لإمكانية استخلاص معاجم لغوية تاريخية قطاعية، كمعاجم المصطلحات، ومعاجم الأبنية واللغات، ومعاجم المعاني، والمكانز المتخصصة، ومعاجم الفروق اللغوية وغيرها.

خامسا- أنه يربط ألفاظ اللغة العربية بنظائرها في اللغات السامية، متى أمكن ذلك.

سادسا- أنه يصحح المدونة التراثية من التصحيف والتحريف اللذين اعتريا شيئا غير يسير من مادتها، بما في ذلك المعجمات المتداولة بدءا من كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170هـ أو 175هـ) حتى تاج العروس للزبيدي (ت: 1205هـ).

سابعا- أنه يتيح المجال للمشاريع البحثية في علوم اللغة بجميع فروعها، وفي أسباب التطور الدلالي وقوانينه.

ثامنا- أنه يعيد قراءة التاريخ العربي من خلال اللغة، ومن خلال شخوصه الفاعلين فيه من كل الفئات والطبقات، ومن مختلف الأعراق والأديان، ومن شتى الملل والنحل.

تاسعا- أنه يوفر أرضية خصبة لقراءة جديدة للتراث المعرفي العربي ونصوصه، مبنية على فهم اللفظ في سياقه التاريخي، بعيدا عن الإسقاط وانحراف التأويل.

عاشرا- أنه يرصد ألفاظ الحياة العامة وفق ضوابط علمية ومنهجية معتمدة؛ إذ تحرر مداخل معجمية لألفاظ الحياة العامة الواردة في نصوص عربية فصيحة، شائعة ومتداولة بين الكتاب، في الحالات الآتية:

الألفاظ العربية التي اكتسبت دلالات مستحدثة في الحياة العامة، مثل: (العيش) بمعنى (الخبز)، و(الطَّهارة) بمعنى (الخِتان)، و(الحَرَامِيّ) بمعنى (اللّصّ)، و(السُّفرة) بمعنى (المائدة)، و(الفكَّة) للقِطع الصّغيرة من النَّقْد، و(الشِّلَّة) بمعنى (الثُّـلَّة)، و(الشَّنَب) بمعنى (الشّارب)، و(الماهيّة) بمعنى (الرّاتب). ألفاظ الحياة العامّة النّاتجة عن القياس على أوزان العربيّة، أو النّاتجة عن التّوسع في الاشتقاق، مثل: (تمرجل) على وزن تمفعل، و(استعبط)، على وزن استفعل و(تحويجة) على وزن تفعيلة. ألفاظ الحياة العامّة التي أقرّتها مجامع اللُّغة العربيّة، أو الواردة في المعاجم المعتمدة، مثل (المعجم الوسيط، المعجم الكبير، محيط المحيط). إعلان

في حين أعرض عن تحرير مداخل معجمية لألفاظ الحياة العامة التي تخالف الأصول والقواعد الصرفية والصوتية، في مثل الحالات الآتية:

الألفاظ التي تخالف الأصول والقواعد الصّرفيّة: مثل: (الملفت) في (اللّافت)، و(أخصّائي) في (اختصاصي)، و(جليته) في (جلوته)، و(دعيته) في (دعوته)، و(شكيته)، في (شكوته)، و(كسيته) في (كسوته) … أو قلبت ياؤها واوًا، مثل: (زاود مزاودةً) في (زايد مزايدة). الألفاظ التي تخالف الأصول الصّوتيّة، مثل: (حَمْرة، وصَفْرة، وخَضْرة)، في (حَمْراء، وصَفْراء، وخَضْراء)، و(صَحْرة) في (صَحْراء)، و(حُبْلة) في (حُبْلَى)، و(توم) في (ثوم)، و(ديب) في (ذئب)، و(الضِّل) في (الظِّل)، و(مَزهب)، في (مَذهب).

ومن الجدير بالذكر هنا أن ولادة المعجمات التاريخية تبدأ مع انتهاء تحرير مادتها، وبناء هيكلها، وجمع شواهدها، ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية منها خاصة، لاشتماله على مادة لغوية هائلة، يمكن أن تقام عليها كثير من الدراسات المعمقة، وتصنف فيها عشرات الكتب المختصة، وتعقد لها مئات الندوات والمؤتمرات الدولية.

الأمر الذي يكشف عظم الجهود التي بذلتها طائفة من العلماء والخبراء والباحثين: لغويين وحاسوبيين، من أصقاع الوطن العربي كله، أربى عددهم، منذ انطلاق مشروع الدوحة التاريخي للغة العربية، على المئين.

* رئيس وحدة التّحرير في معجم الدّوحة التّاريخيّ للُّغة العربيّة

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العرب والعربية
  • تشييع جثمان النائبة رقية الهلالي وسط حضور شعبي مهيب في سوهاج
  • البرتغاليون يتظاهرون للمطالبة برفع الأجور
  • متمردو الكونغو يستعدون لمفاوضات قطر بالانسحاب من مدينة واليكالي
  • مقال: نتنياهو يراهن على جبهة إيران هربا من وصمة الفشل بغزة
  • قمرة يحتفي بالاصوات السينمائية الجديدة في أكبر دورة بتاريخه
  • مدرج طيران غامض في باب المندب
  • المدير التنفيذي لمحلية أمدرمان يزور قسم شرطة الدوحة
  • تشييع جنازة زوجة الفنان نضال الشافعي.. صور
  • الدوحة ترد رسميا على فضيحة “قطر غيت”.. وتنفي دفع أموال للتقليل من جهود مصر