بوابة الوفد:
2025-01-31@08:53:20 GMT

الفراعنة أصحاب السبق فى الدفاع عن الشرف

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

يعد الملك حور محب فى عصر الدولة الفرعونية من أهم المشرّعين فى تاريخ الإنسانية، حيث تميزت تشريعاته بالطابع المدنى بعيداً عن الاعتبارات الدينية، كما اهتم بإصدار العديد من القوانين التى تنظم العلاقة بين الفرد والسلطة الحاكمة، كما كان لتشريعاته فضل السبق فى ترسيخ فكرة الحريات والحقوق العامة، مثل حرمة المسكن وحرمة الطريق، كما أكد فكرة أن الوظيفة العامة هى خدمة للشعب وليست وسيلة للتسلط عليه، وأن الموظف العام خادم للشعب وليس سيداً عليه.

وتدل آثار الحضارة الفرعونية على مدى ما بلغه المصريون من تقدم فى نظام الحكم والإدارة، فكان الملك «الفرعون» على رأس الدولة، وهو يعين الخازن الأعظم أو جابى الضرائب، وكان يوجد عدد كبير من الموظفين يعينون بمرسوم ملكى ويتدرجون فى وظائفهم. كما طبقت مصر منذ عصر الدولة القديمة نظاماً ناجحاً للحكم المحلى، وأصبحت أول دولة مركزية فى التاريخ، تمتلك جهازاً منظماً فى الحكم والإدارة والقضاء والتعليم والشرطة والجيش.

ومنذ الأسرتين الثالثة والرابعة من الدولة المصرية القديمة ظهرت المراسيم والتشريعات المختلفة مثل التشريع الذى حدد أوقات عمل الفلاح، وتشريع الملك منكاورع الذى استهدف محاربة السخرة.

وقد تركت الحضارة الفرعونية العديد من آثار وشواهد هذا التطور الإدارى والتشريعى من بينها النص الذى وجد فى مقبرة الأميرة «أيدوت» بمنطقة سقارة والذى يعد أقدم تشريع ضرائبى فى التاريخ، وكثيراً ما سجل المصريون القدماء على معابدهم ومقابرهم صور الملك وهو يقدم ماعت رمز العدالة والقانون إلى الآلهة، فى اشارة واضحة إلى تقديس مفاهيم وقيم العدل وسيادة القانون.

سن المصرى القديم فى تشريعاته عقوبات رادعة تصل لحد الإعدام، وسبقت مصر العالم، عندما عرفت أن للجريمة آثاراً اجتماعية وأخلاقية ونفسية وخيمة حيث استمر التشريع الجنائى من عادات الشعب المصرى وتقاليده، وأن الفراعنة كانوا يؤكدون أن أفضل القوانين هى التى توجد فى قلوب الناس لا فى التشريعات. لم تقتصر عقوبة الزنا عند الفراعنة على الإعدام، بل كانت تصل إلى حرق، وقطع العضو التناسلى، أو يحول الرجل إلى جنس ثالث من خلال الإخصاء، كان الفراعنة يعتبرون الزنا من الكبائر، خاصة إذا كان مقترفه متزوجاً، وإذا زنت امرأة متزوجة يمكن أن تعدم، وإذا اغتصب رجل امرأة حرة متزوجة يحكم عليه بالإخصاء.

وإذا زنا رجل بامرأة برضاها يجلد ألف جلدة، ويحكم على المرأة بقطع أنفها، ونسب إلى الملك رمسيس الثالث تأسيس أول شرطة خاصة، لمواجهة التحرش فى الشوارع والحدائق، مما ساهم فى اختلاط الجنسين، وكان دور الشرطة كبيراً وذلك نتيجة بعض الفوضى فى عصره وكثرة الأجانب فى مصر.

تمتد الحقبة الفرعونية فى تاريخ مصر إلى نحو ثلاثة آلاف عام من عام 3200 قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر عام 323 قبل الميلاد. وقد شهدت مصر خلال الحقبة الفرعونية العديد من مراحل النهضة والتقدم التى تركت إرثاً هائلاً من مظاهر وآثار الحضارة والعمران والعلوم والفنون، ويعود للملك مينا الفضل فى تحقيق الوحدة السياسية لمصر حوالى سنة 3200 قبل الميلاد، واستطاع أن يؤسس أول أسرة حاكمة فى تاريخ مصر الفرعونية، وقد أراد مينا أن يؤمّن وحدة البلاد، فأقام مدينة قرب رأس الدلتا سميت فيما بعد باسم «ممفيس»، وكانت هذه الوحدة عاملاً هاماً فى نهضة مصر فى شتى نواحى الحياة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المصرى القديم الشعب المصرى

إقرأ أيضاً:

نظرية المؤامرة

مالى لا أسمع صوتًا لأحد ممن كانوا يملأون مواقع التواصل الاجتماعى ضجيجا يسخرون من حديث الدولة المصرية بأنها مستهدفة وكانوا على سبيل السخرية يقولون إننا نعيش دائما فى نظرية المؤامرة ونقول إن مصر مستهدفة ثم يزيدون ويقولون من ذا الذى يستهدف مصر؟ و لماذا؟ وما الذى تملكه مصر ليستهدفها أحد؟, مالى أرى هؤلاء خلال الساعات القليلة الماضية وقد دخلوا جحورهم وصمتت حناجرهم النكراء وتحديدا منذ أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن رغبته فى استضافة الأردن ومصر لفلسطينيين من قطاع غزة, وقال: «نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها». 

أليست هذه مؤامرة كبرى كانت مصر تضعها فى الحسبان وتحسب لها حساباتها؟! أم أن بعض الخونة والحمقى الهاربين مازالوا لا يريدون أن يستوعبوا حجم الخطر؟أم أنهم لا يعنيهم بالأساس أنت تكون مصر فى خطر؟!

على كل حال أعلنت مصر موقفها الثابت والراسخ الرافض بحسم لتهجير الشعب الفلسطينى وتؤكد على أنه لا بديل عن الحل السياسي, بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف قومى مشرف وينسجم مع ثوابت مصر القومية الراسخة حول حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره. 

لكن على ما يبدو أن الخطر قائم وقادم لا محالة فمصر بموقفها هذا تكون قد وأدت مخطط التهجير وهذه ليست المرة الأولى, فسبق ووقفت مصر بالمرصاد لهذا المخطط ووضعت خطوطها الحمراء, أولا حماية لأمنها القومى وسيادتها على أراضيها, وثانيا حماية للقضية الفلسطينية من التصفية, فمشروع التهجير الجديد يقضى بأن يتم إجبار شعب بأكمله على الخروج من أرضه الى الشتات والتنازل عن حقه فى الحياة برحيله من دياره وأرضه التاريخية التى عاش فيها أجداده وأسلافه الى غير رجعة، ليعيش فيها عدوه بسلام! هكذا تصور الرئيس الأمريكى أنه قادرعلى تقرير مصير شعب ومحوه من على الخريطة دون الدخول فى حروب إقليمية أو دولية جديدة.

الشاهد أن مثل هكذا طروحات لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون وليدة اللحظة فحتما هناك ترتيبات وتفاهمات حولها بين الرئيس ترامب ونتنياهو, ولا نستبعد أن يكون هذا قد تم قبل الانتخابات الأمريكية وبناء عليه وافق نتنياهو على الهدنة الأخيرة وهو الذى كان يعرقل أى جهود لوقف إطلاق النار, لكن يبدو أن موافقته كانت جزءًا من المخطط الذى بدأت تتضح ملامحه الآن, ولنا أيضا أن نفسر لماذا ألغى ترمب الحظر الذى فرضته إدارة بايدن على توريد شحنات القنابل زنة 2000 رطل إلى إسرائيل لأنها لا تستخدم ضد المدنيين فى حروب المدن لقوتها التدميرية المرعبة، وأتوقع أن يسمح ترمب لنتنياهو باستخدامها فى غزة لتسويتها بالأرض وحتى لا تعود صالحة للحياة، وهو ما يعزز طرحه بإخلاء غزة ليضطر الفلسطينيون الى النزوح قسرا، لتجد المؤامرة طريقها الى التنفيذ على أرض الواقع, وهو ما سيسبقه بطبيعة الحال امتناع اسرائيل عن تنفيذ المراحل المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها منه.   

وليست مصادفة أن تجد تصريحات ترمب قبولا وتهليلا لدى اليمين الإسرائيلى المتطرف، إذ رأى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن اقتراح الرئيس الأمريكى فكرة رائعة وخارج الصندوق, وقال الوزير المستقيل إيتامار بن غفير: إن أحد مطالبنا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو تعزيز الهجرة الطوعية, وعندما يطرح رئيس أعظم قوة عظمى فى العالم هذه الفكرة شخصياً، فمن الجدير أن تنفذها الحكومة الإسرائيلية «, ودعت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل إلى تشجيع إعادة التوطين الطوعى للفلسطينيين من غزة خارج قطاع غزة، لأسباب «إنسانية». 

وليست مصادفة أن يكون نتنياهو أول رئيس لحكومة أو لدولة أجنبية يتلقى دعوة من الرئيس الأمريكى لزيارته فى البيت الابيض بعد أيام من تسلمه مهام منصبه، و مما لا شك فيه سيكون على رأس جدول الأعمال مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة بحجة توطينهم فى وطن مؤقت بديل, ولنا أن نتصور ما سوف يقدمه الرئيس ترامب لاسرائيل من مساعدات اقتصادية هائلة، لتعويضها عن بعض خسائرها فى حربها على غزة, وأتوقع أنهم سيرتبون لنتنياهو لقاء فى الكونجرس باغلبيته الجمهورية الموالية والداعمة بقوة لاسرائيل،  وسوف يحيونه وقوفا بالتصفيق الحاد له عشرات المرات كما فعلوا معه من قبل، وسوف يعاملونه كأحد الأبطال الفاتحين وكأنه هبط عليهم من السماء وليس كمجرم حرب قادم من مستنقع خراب وحمام دم كبير، وربما يجد بينهم من يرشحه للحصول على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس ترامب لتوصلهما أخيرا الى حل نهائى للصراع الفلسطينى الاسرائيلي!.

ليست نظرية مؤامرة وإنما هى المؤامرة بعينها, قائمة بالفعل يحيكونها للمنطقة بهدف تفكيكها وتلغيمها وتفجيرها من الداخل والدفع بها على طريق العنف والفوضى وعدم الاستقرار باعتباره الضامن لأمن اسرائيل وحماية المصالح الأمريكية فيها, ومصر الكبيرة تدرك حجم المؤامرة و تتعامل معها بحكمة وثقة وشرف فى زمن عز فيه الشرف.

مقالات مشابهة

  • نظرية المؤامرة
  • حوافز ضريبية لهؤلاء أصحاب الأعمال بالقانون
  • بروتوكول تعاون بين الخارجية وقوات الدفاع الشعبي والعسكري
  • وهم السيطرة!
  • وزارة الدفاع تتسلّم الدفعة الأولى من طائرات رافال الفرنسية
  • ندوة بمعرض الكتاب تُفند أكاذيب «الأفرو سنتريك»: تسعى لسرقة الحضارة الفرعونية
  • معرض الكتاب يناقش فهارس المقامات والألحان ضمن برنامج ضيف الشرف
  • نعيم قاسم: إسرائيل خسرت في امتحان الشرف وانهزمت في لبنان وغزة
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • حمدان بن محمد يترأس اجتماع مجلس الدفاع.. ويؤكد أهمية تطوير المنظومة الدفاعية للدولة