صحيفة صدى:
2025-04-27@05:32:40 GMT

نظريّة حُب

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

نظريّة حُب

للحُب عمر – زمني ، افتراضي ، مرحليّ – كالإنسان تماماً ..

(جنين و طفل فشباب ثم نضج وشيخوخة)..

فالحب (الجنيني) هو الحب الأعمى الذي لا يبصر من الحقيقة الآ بصيص نور والبقية ظُلمة ..

لا تمييز ولا تمايز في صنعة الحب ، باللهجة الدارجة وبالمثل القائل

” مراية الحب عمياء”..

وهي أسوء مراحل الحب ؛ لامتعة فيه ولا راحة لقلب أو عقل .

.
والكارثة العظمى ، أن تُهدر حياتك كلها وأنت متوقف عند هذه المرحلة..
لا تعلمك التجارب ، ولا صفعات البشر الذين يمرون على شِفاف قلبك..

يقول الشاعر قيس بن الملوّح:

تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى
كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ..

بينما الحب (الطفولي) فيه من التسمية الشيء الكثير (شقاوة وغيرة وعشوائية وفوضوية وأنانية وغضب وثورة وإندفاع وهوس وجنون وغباء واتكالية وبلادة فكر وعدم إدراك وشك) ، بالمختصر عاصفة حب مراهقة وليست حالة حب..

حب كارثي يشبه أفلام الأكشن الذي تعيش أحداثه طيلة العرض ولا تخرج منه بفائدة ، سوى القليل من المتعة و الكثير من الإثارة..

أما الحب بمرحلة الشباب أو الحب (الشبابي) فهو الحب المتفتّح على الحياة أكثر ..

حب ممزوج عاطفة بنكهة العقل يشوبهُ الحذر والتردد ..

حب يُغالب الشخصيّة ويجعلها مطواعة وأكثر ميلان للإتزان والهدوء..

حب كي ينجح ويستمر ينبغي أن يكون موزون بكفتي الاهتمام والإحتواء على حدٍّ سواء..

الحب الشبابي به الكثير من المتعة متدني الإثارة ..

يقف وينتهي عند نقطة الكبرياء والكرامة..

كما يمكن التخلص منه بسهوله إذا أختل به ميزان الاهتمام والاحتواء..

يقول شاعرنا الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله:

يُكذِّبُ فيك كلَّ الناسِ قلبي
وتسمعُ فيك كلَّ الناسِ أُذني..
وكمْ طافتْ عليَّ ظلالُ شكٍّ
أقضّت مضجعي واستعبدتني..
كأنّي طافَ بي رَكبُ الليالي
يُحدِّثُ عنك في الدنيا وعنّي..
على أني أُغالطُ فيك سمعي
وتُبصر فيك غيرَ الشكِّ عيني ..
وما أنا بالمُصدِّق فيك قولاً
ولكنّي شقيتُ بحُسنِ ظنّي..

الحب (الناضج) وممكن أن نطلق عليه حب الضرورة وحب الحاجة والإدمان والاعتياد ، وهو من أعمق وأعلى وأفخم درجات الحب ..

هذا الحب وثيق الارتباط ؛ به الكثير من التنازلات من أجل الحفاظ على الآخر..

يشبه حب الحياة ، لا يمكن أن ينتهي ولا يمكن التخلص منه أو تفتيته وتفكيكه ..

والخروج منه أشبه بالخروج من الحياة والحكم على صاحبهُ بالموت..

حب تخطى كل الدرجات والمراحل وهو من أصعب أنواع الحب ومراحله..

يقول الشاعر قيس بن ذريح:

لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى
فَقَع ، إِمّا بِمَوتٍ أَو حَياةِ..
فَإِنَّ المَوتَ أَروَحُ مِن حَياةٍ
نَدومُ عَلى التَباعُدِ وَالشَتاتِ..
وَقالَ الأَقرَبونَ تَعَزَّ عَنها
فَقُلتُ لَهُم إِذَن حانَت وَفاتي..

بينما حب (الشيخوخة) هو الحب المنطفئ ، المحكوم عليه بالموت قبل الولادة ، الحب من طرف واحد الحب الأناني..

حب يُولد ويتكاثر ويشبّ وينضج ويذبل ويشيخ ويموت ؛ ولا يرى الشمس..

صاحبهُ يموت باليوم مئة مرةٍ ، ولا يشعر به أحد..

قارئي العزيز قدّ تمر عليك مرحلة مما سبق بالحب ؛ تلامس روحك..

وتسخر من مرحلة أخرى بمحدودية سذاجتها ..

وقد تكرهُ نفسك بمرحلة منها..

وأحياناً تتمنى لو أنك تخطيت كل المراحل لتصل إلى المرحلة التي تصبو لها ..

وقد تعيش مراحل الحب مجتمعة بموقف واحد..

وأحياناً تقف عند مرحلة منها طيلة حياتك..

بينما الغالبية من البشر تتدرج معهم مراحل الحب حسب قناعاتهم وأمزجتهم ..

وحسب معترك الحياة والزمن وكثافة البشر حولهم ؛ ومدى صولاتهم وجولاتهم وانتصاراتهم وهزائمهم بها..

قارئي الكريم ، أنا على يقين الآن بعد قراءتك للمقال ، أنك ابتسمت حيناً وتقطّب جبينك حيناً آخر..

وشتمتَ بعض المواقف التي مرّت على ذاكرتك قليلاً..

وحمدتَ الله أنك تخطيت بعضها بخيرها وشرّها..

لكن تذكر شيءً واحداً فقط إن الحب غير ثابت بنظرية موحدة..

الحب في أعماقك ، متغيّر حسب مستوى نضج التفكير أو سطحيتهُ ، وحسب معركتك مع صروف الحياة والزمن والآخرين..

نصيحة قديمة:

لا تحاول أن تبحث عن عيوب الآخر
يكفي أنهُ أظهر الجانب الأفضل لك..

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

عون: السياسة لخدمة الإنسان لا الحاكم

في أول زيارة له إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ألقى رئيس الجمهورية جوزاف عون كلمة شدد فيها على رؤية إنسانية للسياسة، معتبرًا أن السياسة يجب أن تكون "نشاطًا إنسانيًا هدفه خير الإنسان، لا أداة للسلطة وخير الحاكم".

وقال: "يمرُّ الزعماءُ السياسيون عادةً، في ثلاثِ مراحل. في مرحلةٍ أولى، حين يصلون إلى السلطة، يكونون منفتحين على الإستماعِ إلى الآخرين إذ يعرفون أنهم لا يعرفون فيحاولون أن يفهموا كيف يؤدون دورَهم الجديد".

تابع:" بعد فترة، يقتنعون بأنهم راكموا ما يكفي من تجربة. وأنهم باتوا يعرفون ما يكفي، ليتخيّلوا بأنهم فهموا كلَ شيء وهذه هي المرحلة الأكثرُ خطورة، مرحلة "الثقةِ المُفرطة، حين لا يعودون يستمعون إلى أحد".

وقال:" فقط، بعضُ الزعماءِ يبلُغون المرحلة الأخيرة مرحلةَ النضجِ السياسي حيثُ نكتشفُ أنّ تجربتَنا لا تشكّلُ الخُلاصةَ الكاملة للمعرفة السياسية إطلاقاً، فنعودُ إلى الإنصات للآخرين، لكنّ غالبيةَ الزعماء، لا يبلغون هذه المرحلة أبداً".

واستطرد:" فهنا، وفقط هنا، يلتقي العمالُ مع أربابِ العمل مع كلِ أطرافِ الإنتاج الوطني مع كلِ محرّكي الاقتصادِ الواسع، مع تمثيلٍ شاملٍ لكلِ يدٍ تتعبُ وتكِدُّ، لتُنتِجَ في أرضِنا وبلدِنا".

أضاف:" ففي الشأنِ العام، ثمةَ مدرستان مدرسةٌ تعتقدُ بأنّ السياسةَ هي نشاطٌ سُلطوي محورُه الحاكم وهدفُه خيرُ الحاكم. أو في أوسعِ الآفاق، خيرُ حزبِ الحاكم. أو خيرُ "ألحزبِ الحاكم". وهناك مدرسةٌ ثانية، تؤمنُ بأنّ السياسةَ هي نشاطٌ إنساني محورُه الإنسان وهدفُه خيرُ الإنسان أولاً وأخيراً، وأنا حضراتِ السيداتِ والسادة، من المؤمنين بالمدرسة الثانية منذ وُلدتُ ونشأتُ في عائلتين، يشمَخُ تواضعُهما، بالشرفِ والتضحية والوفاء، وحتى نلتُ شرفَ أنْ أكونَ الخادمَ الأولَ لأهلي وشعبي، فأنا إبنُ هذه الأرض. الطالعُ من جذورِها وترابِها وعرقِ الجباهِ الكادحة. بلا عِقدٍ من أيِ نوع، ولا ادعاءاتٍ من أيِ صنف".

 وقال:" لذلك، أنا أحتاجُ إليكم  كما إلى كلِ لبنانيٍ حر أحتاجُ إلى رأيِكم. إلى مشورتِكم. إلى خُبراتِكم وعِلمِكم وتخطيطِكم ودراساتِكم، وهذا ما حققه مجلسُكم الكريم، برئاسةِ الأستاذ شارل عربيد وكلِ الأعضاء حين باتَ قانونُكم المعدّل، والذي أقرّه المجلسُ النيابي مشكوراً، يُلزِمُ الحكومةَ باستشارتِكم، في كلِ شأنٍ اقتصاديٍ أو اجتماعيٍ أو بيئي ويفتحُ للمؤسساتِ الدستورية الأخرى، بابَ الحقِ باستشارتِكم أيضاً".

وطالب "بعدم التنازل عن هذا الحق وعدم التساهل في أدائِه".

وقال:" وأنا هنا اليوم، لأتعهدَ لكم بأن أكونَ معكم، أحمي واجبَكم وحقَكم، وأحتمي برأيِكم وفكرِكم، لنحققَ  جميعاً خيرَ أهلِنا وشعبِنا، خيرَ الإنسان، في وطنِ الإنسانِ لبنان". مواضيع ذات صلة خلاف عون وسلام على الحاكم...أول الغيث أم محطة عابرة؟ Lebanon 24 خلاف عون وسلام على الحاكم...أول الغيث أم محطة عابرة؟ 25/04/2025 10:30:40 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 البطريرك ميناسيان: لقد حان الوقت لخدمة وطننا لبنان الذي لا يزال يعاني عذاب الصليب Lebanon 24 البطريرك ميناسيان: لقد حان الوقت لخدمة وطننا لبنان الذي لا يزال يعاني عذاب الصليب 25/04/2025 10:30:40 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس منظمة فرسان مالطا في كندا: عملنا في لبنان إنساني بعيداً عن السياسة Lebanon 24 رئيس منظمة فرسان مالطا في كندا: عملنا في لبنان إنساني بعيداً عن السياسة 25/04/2025 10:30:40 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "وطن الإنسان": لا للتضييق على الصناعات المحلية Lebanon 24 "وطن الإنسان": لا للتضييق على الصناعات المحلية 25/04/2025 10:30:40 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا Lebanon 24 شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا 02:30 | 2025-04-25 25/04/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 02:00 | 2025-04-25 25/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 البيطار بدأ باستجواب حسان دياب Lebanon 24 البيطار بدأ باستجواب حسان دياب 03:21 | 2025-04-25 25/04/2025 03:21:38 Lebanon 24 Lebanon 24 عون الى الامارات... مرحلة جديدة من التعاون Lebanon 24 عون الى الامارات... مرحلة جديدة من التعاون 03:00 | 2025-04-25 25/04/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 انخفاض في أسعار المحروقات.. إليكم الجدول الجديد Lebanon 24 انخفاض في أسعار المحروقات.. إليكم الجدول الجديد 02:36 | 2025-04-25 25/04/2025 02:36:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سياح مصدومون في لبنان Lebanon 24 سياح مصدومون في لبنان 14:53 | 2025-04-24 24/04/2025 02:53:37 Lebanon 24 Lebanon 24 إعلامية لبنانية تُطالب بتشريح جثمان صبحي عطري.. وتُفجر مفاجأة عن سبب الوفاة! Lebanon 24 إعلامية لبنانية تُطالب بتشريح جثمان صبحي عطري.. وتُفجر مفاجأة عن سبب الوفاة! 04:11 | 2025-04-24 24/04/2025 04:11:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... بارجة قبالة منطقة ضبية Lebanon 24 بالصور... بارجة قبالة منطقة ضبية 04:59 | 2025-04-24 24/04/2025 04:59:46 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... هذه حقيقة حصول غارة على طريق ضهر البيدر Lebanon 24 بالفيديو... هذه حقيقة حصول غارة على طريق ضهر البيدر 06:56 | 2025-04-24 24/04/2025 06:56:00 Lebanon 24 Lebanon 24 القانون أُقِرَ.. طباعة أوراق نقديّة من فئات جديدة؟ Lebanon 24 القانون أُقِرَ.. طباعة أوراق نقديّة من فئات جديدة؟ 06:09 | 2025-04-24 24/04/2025 06:09:46 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 02:30 | 2025-04-25 شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا 02:00 | 2025-04-25 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 03:21 | 2025-04-25 البيطار بدأ باستجواب حسان دياب 03:00 | 2025-04-25 عون الى الامارات... مرحلة جديدة من التعاون 02:36 | 2025-04-25 انخفاض في أسعار المحروقات.. إليكم الجدول الجديد 02:28 | 2025-04-25 بسبب ألف دولار... هددها وابتزها بنشر صور لها فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 25/04/2025 10:30:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • بينما يعلن ترامب الحرب على تيك توك.. اليابان "تفتح الباب"
  • العيدي عوداش : “بفضل الحوار الجاد مع وزارة العدل تمكنا من تذليل الكثير من الصعوبات”
  • اليوم.. إليسا تحيي حفلًا غنائيًا في ألمانيا
  • علي جمعة: الرحمة أساس الحب فتراحموا..والله لا ينظر للقلوب القاسية
  • وزير الحرس الوطني: رؤية 2030 أحدثت الكثير من التحولات الكبرى
  • برج الجدي حظك اليوم السبت 26 أبريل 2025.. الحب يمر بجانبك
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 26 أبريل 2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي
  • عون: السياسة لخدمة الإنسان لا الحاكم
  • برج الثور| حظك اليوم الجمعة 25 إبريل 2025 .. مستويات طاقة جيدة
  • وديع منصور: كيف يمكننا الوثوق بمن يدّعون الدفاع عن الشعب بينما يزدادون ثراءً؟