بوابة الوفد:
2025-02-19@23:25:06 GMT

ثرثرة فوق النيل

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

فى تصريح مزعج قال مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى عمرو عثمان إن مخدر الحشيش هو الأعلى انتشارًا بين الحالات الإيجابية فى حملات الكشف عن متعاطى المخدرات بالجهاز الإدارى للدولة يليه «الترامادول» ثم «الشابو والاستروكس».

وقبلها كان هناك خبر صحفى يؤكد تورط 23 موظفًا بينهم 16سيدة فى إيجابية تحليل المخدرات بإحدى المحافظات.

. أخبار وتصريحات ليست مفاجأة بعد أن أصبح الموظف المصرى لا يستطيع مواجهة الواقع والأزمات التى يعيشها إلا بالغياب عنها، ولا يكون هذا الغياب إلا بالمخدرات لخلق حالة من الخروج من الواقع، كثير من الموظفين- وليسوا الصنايعية أو العاطلين- مدمنو مخدرات، ولكن ربما هذا الوصف ليس دقيقًا لكون الإدمان دائمًا ما يوصف صاحبه بأنه مريض لا يقدر على الحياة والنشاط، ولكن هؤلاء الموظفين رغم إدمانهم اليومى للمخدرات وخاصة الحشيش لا توجد عليهم أعراض ظاهرة ويكتشف أمرهم فقط من خلال التحليل.. أحد الأصدقاء أكد لى أن هناك بعض الأدوية من الممكن أن تؤثر فى نتيجة التحليل وتجعله إيجابى مخدرات، ولكن للأسف بالفعل أعرف موظفين لا يستطيع الواحد منهم الاستغناء ليلة واحدة عن تدخين الحشيش ويرفض تمامًا أن يطلق عليه مدمن، فهو يعتقد أنه بإمكانه الاستغناء عن هذا المخدر بإرادته ولكنه لا يريد فهو يستمتع بتلك الحالة، وهو لا شك هروب من الواقع.. الكثير من مدمنى المخدرات يؤدون الصلاة ويرفضون شرب الخمر ويعتبرونه حرامًا، إنما المخدرات وخاصة الحشيش يعتبرونها عطارة حلال؛ ليحيلنا ذلك الرأى إلى الكاتب العبقرى نجيب محفوظ فى روايته التى تحولت إلى فيلم «ثرثرة فوق النيل» والذى تناول واقع هروب المصريين من الواقع بالحشيش.. وجملة الفنان عماد حمدى الشهيرة. : «الحشيش ممنوع والخمرة مش ممنوعة طب ليه؟! ده بيسطل المخ ودى بتلطش المخ.. ده حرام ودى حرام ده بيضر بالصحة.. ودى بتضر بالصحة.. الحشيش غالى والخمرة أغلى منه.. اشمعنا القانون متحيز للخمرة.. القانون بيفوت للخمرة علشان بندفع عليها ضرائب طيب فوت للحشيش وندفع عليه ضرائب».

الدولة انتهجت طريقًا كان من المفترض أن يتم البدء فيه منذ سنوات ورغم تأخرها فى الكشف على موظفيها ليس للإضرار بلقمة العيش والسعى لفصلهم بل لعلاجهم من تلك الآفة المزعجة، ولكنها بعد تحمس فى بداية الأمر توقفت قليلا، وقتها ظن الجميع أن المسألة انتهت وأنها لحظات من الحماسة ولكن الآن عادت الدولة من جديد لعلاج الموظف الذى بالفعل يحتاج إلى التوقف عن شرب الحشيش، ولكن هل تسمح الظروف التى يمر بها بمساعدته للتوقف؟ الأمر يحتاج إلى هيئة نفسية كبيرة تحترم الخصوصية وفى الوقت نفسه تعالج وليس هو نوع من الردع والعقاب، كما أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الكتمان لخطورة وخصوصية الأمر، خاصة إذا وصل الأمر لاكتشاف حالات إيجابية من الموظفات وهو أمر ربما يكون مستغربًا فى بداية التعرف عليه، بل هو يصل إلى درجة التعجب والدهشة ولكن تزول تلك الدهشة عندما تعلم أن المرأة العاملة أصبحت هى عمود الأسرة، بل فى كثير من الأحيان هى مصدر الرزق الوحيد للأسرة فى ظل حالة البطالة وإغلاق بعض المصانع وأن الموظفه ربما تلجأ إلى الحبوب المخدرة فى بعض الحالات حتى تستطيع أن تواصل العمل ما بين عمل الوظيفة الذى أصبح يعتمد عليها وعملها أيضاً فى المنزل فهى كما يقولون تطبق أو تعمل وظيفتين فى عملها نهارًا وفى مسكنها مساء، مما يدعوها إلى تعاطى مخدرات تعينها على تحمل المجهود والمواصلة فى الحياة.

علينا أن نتأكد أن الموظفة المصرية ليست صاحبة كيف ومزاج وأنها مثل زميلها الموظف الذى يهرب من الواقع بجلسات الحشيش، ولكنها تتناول المخدرات لمواصلة الحياة وليس الهروب منها.. وهناك فارق كبير.. أعتقد أن العلاج إن لم يكن سريًا لا يطلع عليه أحد فلن يجدى ولن يحقق أهدافه وهو الحصول على موظف سوى كامل العقل واللياقة يستطيع مواصلة وظيفته دون أى انحرافات أو عقبات ومصاعب.. ربما لم يكن فيلم ثرثرة فوق النيل للمخرج حسين كمال للرائع فى الأداء الفنان

عماد حمدى الذى يكتب بيانًا غير مكتمل إلا سطرين بسبب نفاد قلم الحبر بينما يظل يكتب إلى نهاية السطر؛ لأنه يبين لنا غباء الناس فى مهنتهم وأعمالهم فى دائرة الحكومة.

إنه فيلم يمثل واقعًا حادثًا فى مجتمعنا، حيث يهرب البعض من الواقع بالحشيش الذى يجرمه القانون فى الوقت الذى لا يجرم فيه الخمر ويسمح بتداولها فى بعض الأماكن المصرح ببيعها، بينما تصل عقوبة تاجر المخدرات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة وربما الإعدام.. فى الوقت الذى لا يستطيع الآلاف ربما الملايين من الموظفين الاستغناء عن إكسير الحياة كما يدعون مخدر الحشيش.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صكوك خالد حسن وزيرة التضامن الإجتماعي مخدر الحشيش الترامادول من الواقع

إقرأ أيضاً:

من دمشق إلى موسكو.. هذه تفاصيل حياة بشار الأسد الجديدة في المنفى الروسي

منذ أن غادر رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، الأراضي السورية، فجر الثامن من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، اختفت أخباره عن الأنظار، ولم تظهر أي تفاصيل عن حياته الجديدة، إلاّ من بعض التسريبات التي كشفت بعضا من الجوانب الخفية من حياته في المنفى الروسي.

وبحسب عدد من التقارير الصحفية والتحقيقات الاستقصائية، فإن: "الأسد لم يتمكن بعد من التأقلم مع الحياة في موسكو، إذ لا يزال يعيش بعيدا عن الأضواء وعدسات الكاميرات، داخل جدران الشقق الفاخرة،  في حياة تبدو أقرب للعزلة".

وكشف موقع "إسرائيل هيوم" العبري، أن: "الأسد يمضي وقته في إحدى الشقق التي اشتراها قبل سقوط نظامه، حينما كان يعد الخطط لاحتمالات سقوط نظامه، إذ يقطن بشقّة في موسكو التي تزيد سماؤها الرمادية خلال فصل الشتاء من "الكآبة" التي يعانيها الأسد بعد خسارته سلطته".

وأوضح الصحافي الذي يتابع حياة الأسد الجديدة من قلب موسكو، عبر تقرير للموقع العبري، أن: "عائلة الأسد، قد اشترت ما لا يقل عن 19 شقة مختلفة في مختلف أنحاء مدينة موسكو على مر السنين. وكان سعر الشقة العادية بالمجمع حوالي 2 مليون دولار في ذلك الوقت".

"مع العلم أن ممثلي الأسد فضلوا الوحدات ذات الأسعار القياسية والأعلى من المعتاد" أبرز التقرير نفسه؛ فيما نقل الموقع العبري، عن الذي عمل لفترة طويلة في مجال العقارات في موسكو (فضّل عدم ذكر اسمه)، كيف "جاء إلينا ممثلو شخصية سورية رفيعة المستوى، مهتمين بشراء شقق فاخرة، وكانوا مولعين جداً بالمشروع ولم يفكروا بالتفاصيل".

وأضاف: "اشتروا شققا عدّة بأسماء أقارب بشار الأسد أو تحت أسماء شركاتهم الخاضعة لسيطرتهم، ودفعوا الثمن".


وأكد خبير العقارات: "شكّلت عمليات شراء الشقق التي جرت، ما يمكن تسميته بـ"تذكرة دخول إلى نادي النخبة في موسكو"، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ "مدينة موسكو هي رمز  للمكانة، ومع الرمز تأتي الامتيازات المرتبطة به".

وأوضح: "الدخول إلى نادي النخبة في موسكو، الذي يضم رجال أعمال وسياسيين وأصحاب نفوذ ومكانات اجتماعية، يعني المشاركة في الحياة الاجتماعية"؛ غير أن الصحافي الروسي يؤكّد أن "الأسد يتجنّب هذه الحياة تماما حتى الآن". 

وفي السياق ذاته، يقول يقول الصحافي إن: "الأسد تعلّم من درس الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي الذي اشترى الممتلكات والعقارات في أماكن اللجوء المستقبلية، لكنه فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب".

وخلال محاولة تفسير عدم مشاركة الأسد في هذه الحياة، قال: "ربما يكمن التفسير في مرض زوجته أسماء الخطير، أو ربما يكون الأسد نفسه مكتئباً بعد فقدانه السلطة، أو ربما يتلقى تعليمات من أجهزة الأمن الروسية بعدم الخروج دون داع بسبب خطر الاغتيال، لكن هناك شيء واحد لا جدال فيه".

وتابع: "لم ير أحد الأسد في حفلات أو مناسبات أخرى متألقة تفتخر بها النخبة في موسكو"؛ مسترسلا: "نجح الرئيس السوري السابق بالبقاء على قيد الحياة والفرار من سوريا قبل وصول المعارضة إليه، ولم يفرّ خالي الجيوب، بل أخذ معه كل ما يلزم لحياة مريحة خالية من الهموم: الكثير من المال".

ومضى بالقول: "حينما كان الأسد يخطّط لاحتمالات هروبه في حال سقوط نظامه، أيقن أنّه أمام خيارين: إمّا أن تكون متسولّاً خاضعاً لأهواء الدولة المضيفة، أو تكون ثرياً، فيمكنك شراء النفوذ، وترويض وكالات إنفاذ القانون وما إلى ذلك"، مردفا: "سواء شاء أم أبى، فإن المخاوف الأمنية الشخصية تلاحقه إلى العاصمة الروسية".


وأضاف بحسب مصادره في أجهزة الأمن الروسية، بأن: "نصف جهاز الأمن الفيدرالي مكلف بحماية الأسد"، مشيرا إلى أنه: "وإن كان في هذه المعلومة شيء من المبالغة، إلّا أنّ الروس يأخذون أمن الأسد وأفراد عائلته على محمل الجد".

إلى ذلك، يتوقع الصحافي الروسي أن "يخوض الأسد غمار الأعمال التجارية، إن لم يكن شخصياً فمن خلال أبنائه. وقد تم بالفعل بناء الأساس له، استنادا إلى الأموال النقدية التي تم نقلها جواً من سوريا قبل عدة سنوات".

وأشار إلى ما يقوله مطلعون عن: "نقل الأسد 250 مليون دولار من الأوراق النقدية، التي يبلغ وزنها الإجمالي طنين، إلى موسكو في أكثر من 20 رحلة جوية". مبرزا أنه في أيار/ مايو 2022، أسّس ابن عم الأسد إياد مخلوف شركة عقارية في موسكو.

ولفت إلى أنّه: "إذا تعافت أسماء، فقد تنضم إلى العملية، لكن آمال العائلة ترتكز على حافظ الأسد، الابن الأكبر لبشار، الذي أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وبفضل دراسته، يفهم الثقافة الروسية، وهو معروف هناك أيضاً".


وزعم الصحافي بالقول: "إنها ظاهرة شائعة في نادي الدكتاتوريين المخلوعين الذي يتشكل في موسكو، فإن الأطفال يتكيّفون بشكل أسرع مع الوضع الجديد ويجدون طرقاً لاستغلال وضعهم كمنفيين متميزين على النحو الأمثل".

ويضم هذا النادي بحسب الصحافي نفسه، عضوين، هما: بشار الأسد وفيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني السابق، الذي تم إجلاؤه أيضا إلى روسيا قبل لحظات من انهيار نظامه، ويخمّن الروس من هو العضو الثالث في هذا النادي، والتكهنات الشعبية تقول إن نيكولاس مادورو من فنزويلا ربما يكون الضيف الجديد، أو دانييل أورتيغا من نيكاراغوا، أو ربما ألكسندر لوكاشينكو من بيلاروسيا.

مقالات مشابهة

  • العثور على نفق يستخدمه المهربون لنقل أطنان من الحشيش من المغرب إلى سبتة
  • “مكافحة المخدرات” تقبض على مخالف لنظام أمن الحدود بمنطقة الباحة لترويجه مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين
  • مخدر اغتصاب الفتيات.. عقاقير حديثة العهد بالمجتمع المصري.. وخبراء: مواد خطرة تهدد الحياة والموت المفاجئ أخطر أعراضها
  • القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة مكة المكرمة تقبض على شخصين لترويجهما (60) كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر
  • حادث مروع.. قتلى وجرحى في سقوط حافلة من منحدر ببوليفيا
  • شاهد | لبنان أمام اختبار الأمر الواقع.. العدو يعلن بقائه في 5 مواقع حاكمة
  • اليوم.. العرض المسرحي الغنائي الاستعراضي ثرثرة فوق النيل في مهرجان إبداع
  • اليوم.. «ثرثرة فوق النيل» ضمن عروض المسرح الغنائي بمهرجان إبداع
  • ليلة أُسري بي من إسطنبول
  • من دمشق إلى موسكو.. هذه تفاصيل حياة بشار الأسد الجديدة في المنفى الروسي