بوابة الوفد:
2025-04-27@18:19:10 GMT

ثرثرة فوق النيل

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

فى تصريح مزعج قال مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى عمرو عثمان إن مخدر الحشيش هو الأعلى انتشارًا بين الحالات الإيجابية فى حملات الكشف عن متعاطى المخدرات بالجهاز الإدارى للدولة يليه «الترامادول» ثم «الشابو والاستروكس».

وقبلها كان هناك خبر صحفى يؤكد تورط 23 موظفًا بينهم 16سيدة فى إيجابية تحليل المخدرات بإحدى المحافظات.

. أخبار وتصريحات ليست مفاجأة بعد أن أصبح الموظف المصرى لا يستطيع مواجهة الواقع والأزمات التى يعيشها إلا بالغياب عنها، ولا يكون هذا الغياب إلا بالمخدرات لخلق حالة من الخروج من الواقع، كثير من الموظفين- وليسوا الصنايعية أو العاطلين- مدمنو مخدرات، ولكن ربما هذا الوصف ليس دقيقًا لكون الإدمان دائمًا ما يوصف صاحبه بأنه مريض لا يقدر على الحياة والنشاط، ولكن هؤلاء الموظفين رغم إدمانهم اليومى للمخدرات وخاصة الحشيش لا توجد عليهم أعراض ظاهرة ويكتشف أمرهم فقط من خلال التحليل.. أحد الأصدقاء أكد لى أن هناك بعض الأدوية من الممكن أن تؤثر فى نتيجة التحليل وتجعله إيجابى مخدرات، ولكن للأسف بالفعل أعرف موظفين لا يستطيع الواحد منهم الاستغناء ليلة واحدة عن تدخين الحشيش ويرفض تمامًا أن يطلق عليه مدمن، فهو يعتقد أنه بإمكانه الاستغناء عن هذا المخدر بإرادته ولكنه لا يريد فهو يستمتع بتلك الحالة، وهو لا شك هروب من الواقع.. الكثير من مدمنى المخدرات يؤدون الصلاة ويرفضون شرب الخمر ويعتبرونه حرامًا، إنما المخدرات وخاصة الحشيش يعتبرونها عطارة حلال؛ ليحيلنا ذلك الرأى إلى الكاتب العبقرى نجيب محفوظ فى روايته التى تحولت إلى فيلم «ثرثرة فوق النيل» والذى تناول واقع هروب المصريين من الواقع بالحشيش.. وجملة الفنان عماد حمدى الشهيرة. : «الحشيش ممنوع والخمرة مش ممنوعة طب ليه؟! ده بيسطل المخ ودى بتلطش المخ.. ده حرام ودى حرام ده بيضر بالصحة.. ودى بتضر بالصحة.. الحشيش غالى والخمرة أغلى منه.. اشمعنا القانون متحيز للخمرة.. القانون بيفوت للخمرة علشان بندفع عليها ضرائب طيب فوت للحشيش وندفع عليه ضرائب».

الدولة انتهجت طريقًا كان من المفترض أن يتم البدء فيه منذ سنوات ورغم تأخرها فى الكشف على موظفيها ليس للإضرار بلقمة العيش والسعى لفصلهم بل لعلاجهم من تلك الآفة المزعجة، ولكنها بعد تحمس فى بداية الأمر توقفت قليلا، وقتها ظن الجميع أن المسألة انتهت وأنها لحظات من الحماسة ولكن الآن عادت الدولة من جديد لعلاج الموظف الذى بالفعل يحتاج إلى التوقف عن شرب الحشيش، ولكن هل تسمح الظروف التى يمر بها بمساعدته للتوقف؟ الأمر يحتاج إلى هيئة نفسية كبيرة تحترم الخصوصية وفى الوقت نفسه تعالج وليس هو نوع من الردع والعقاب، كما أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الكتمان لخطورة وخصوصية الأمر، خاصة إذا وصل الأمر لاكتشاف حالات إيجابية من الموظفات وهو أمر ربما يكون مستغربًا فى بداية التعرف عليه، بل هو يصل إلى درجة التعجب والدهشة ولكن تزول تلك الدهشة عندما تعلم أن المرأة العاملة أصبحت هى عمود الأسرة، بل فى كثير من الأحيان هى مصدر الرزق الوحيد للأسرة فى ظل حالة البطالة وإغلاق بعض المصانع وأن الموظفه ربما تلجأ إلى الحبوب المخدرة فى بعض الحالات حتى تستطيع أن تواصل العمل ما بين عمل الوظيفة الذى أصبح يعتمد عليها وعملها أيضاً فى المنزل فهى كما يقولون تطبق أو تعمل وظيفتين فى عملها نهارًا وفى مسكنها مساء، مما يدعوها إلى تعاطى مخدرات تعينها على تحمل المجهود والمواصلة فى الحياة.

علينا أن نتأكد أن الموظفة المصرية ليست صاحبة كيف ومزاج وأنها مثل زميلها الموظف الذى يهرب من الواقع بجلسات الحشيش، ولكنها تتناول المخدرات لمواصلة الحياة وليس الهروب منها.. وهناك فارق كبير.. أعتقد أن العلاج إن لم يكن سريًا لا يطلع عليه أحد فلن يجدى ولن يحقق أهدافه وهو الحصول على موظف سوى كامل العقل واللياقة يستطيع مواصلة وظيفته دون أى انحرافات أو عقبات ومصاعب.. ربما لم يكن فيلم ثرثرة فوق النيل للمخرج حسين كمال للرائع فى الأداء الفنان

عماد حمدى الذى يكتب بيانًا غير مكتمل إلا سطرين بسبب نفاد قلم الحبر بينما يظل يكتب إلى نهاية السطر؛ لأنه يبين لنا غباء الناس فى مهنتهم وأعمالهم فى دائرة الحكومة.

إنه فيلم يمثل واقعًا حادثًا فى مجتمعنا، حيث يهرب البعض من الواقع بالحشيش الذى يجرمه القانون فى الوقت الذى لا يجرم فيه الخمر ويسمح بتداولها فى بعض الأماكن المصرح ببيعها، بينما تصل عقوبة تاجر المخدرات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة وربما الإعدام.. فى الوقت الذى لا يستطيع الآلاف ربما الملايين من الموظفين الاستغناء عن إكسير الحياة كما يدعون مخدر الحشيش.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صكوك خالد حسن وزيرة التضامن الإجتماعي مخدر الحشيش الترامادول من الواقع

إقرأ أيضاً:

المؤبد لعاطل لاتجاره في الحشيش بالعبور

قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة السادسة، بالسجن المؤبد لعاطل؛ لاتجاره في الحشيش بدائرة قسم شرطة العبور في القليوبية.

إحباط محاولة ترويج ترامدول بـ 2 مليون جنيه في القليوبيةالقليوبية.. مبادرة قومية للياقة البدنية لتنشيط الرياضة بالشوارع والمياديناستروكس وايس .. إحباط محاولة ترويج مخدرات بـ 13 مليون جنيه بالقليوبيةخنقها حتى الموت.. تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته في القليوبية ليونيو المقبل

صدر الحكم برئاسة المستشار أيمن كمال عرابي حسين، وعضوية المستشارين إيهاب كمال عزيز، ومحمود منير خليل، ومحمد الأمين إبراهيم، وأمانة سر جابر عبد المحسن.

قرار الإحالة 

أحالت النيابة العامة المتهم "محمد. ع. م" 23 سنة- عاطل، للمحاكمة؛ لأنه بدائرة قسم أول العبور بمحافظة القليوبية، أحرز جوهرا مخدرا (حشيش) وكان ذلك بقصد الاتجار في غير الأحوال المصرح بها قانونا.

طباعة شارك القليوبية بنها محافظة القليوبية

مقالات مشابهة

  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • وائل القباني: كولر مدرب عبقري ولكن العناد أنهى مشواره مع الأهلي
  • مع كيكل في ثورته ولكن جبريل مع مشروع الجزيرة (١)
  • المؤبد لعاطل لاتجاره في الحشيش بالعبور
  • المؤبد لعاطل لإتجاره في الحشيش بالعبور
  • عاجل | رئيس الحكومة الباكستانية: السلام مقصدنا ولكن يجب ألا يعتبر هذا ضعفا
  • حبس مسجل خطر 4 أيام ضبط بحوزته على 26 كجم من مخدر الحشيش بمدينة بدر
  • حرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لتهريبه (61) كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر
  • بـ2 مليون جنيه.. ضبط كمية من مخدر الحشيش بالقاهرة
  • مورينيو يقترب من الظهور في مونديال 2026.. ولكن ليس مع البرازيل!