“ظهر الجنرال مرتبكاً يرسل رسائل يناقض بعضها بعضاً، فهو تارة يتهم الحرية والتغيير وتقدم بأنهم من اشعلوا الحرب ومن يشكلون غطاءً للدعم السريع، ومن ثم يسارع ليناقض نفسه ويقول أن ٩٥٪ من مستشاري الدعم السريع من عناصر المؤتمر الوطني”

التغيير: كمبالا

وصف القيادي في “تنسيقة تقدم”، ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، لقاء الفريق ياسر العطا في تلفزيون السودان، بأنه يصلح أن يكون مادة كوميدية لولا أن البلاد غارقة في تراجيديا الحرب وأحزانها التي لا تنتهي.

وقال يوسف في مقال نشره على حسابه بمنصة “فيسبوك”: “لا تملك أثناء مشاهدة اللقاء إلا أن تشعر بالأسى على حال البلاد، وبالقلق العميق طالما كانت هذه هي رؤى وأفكار أحد الذين يتخذون فيها قرارات مصيرية تتعلق بحياة الناس ومعاشهم”.

وأضاف أن “الجنرال ظهر مرتبكاً يرسل رسائل يناقض بعضها بعضاً، فهو تارة يتهم الحرية والتغيير وتقدم بأنهم من اشعلوا الحرب ومن يشكلون غطاءً للدعم السريع، ومن ثم يسارع ليناقض نفسه ويقول أن ٩٥٪ من مستشاري الدعم السريع من عناصر المؤتمر الوطني وأن الضباط المنتمين للنظام السابق الذين احيلوا للتقاعد بعد الثورة تم استيعابهم في الدعم السريع.

وتابع أن العطا ذهب بعيداً حين قال إن “الدعم السريع والحركة الاسلامية هما ذات الكيان حين تعليقه على حادثة مسيرة جبيت”!! وتساءل “أي الإدعائين صادق يا سعادة الجنرال”؟!

ورأى خالد يوسف أن حديث العطا “يكشف عمق الأزمة التي تعانيها المؤسسة العسكرية وهي تتحدث في السياسة والاقتصاد والمجتمع وتقوم بكل شيء سوى مهامها التي وجدت من أجلها وهي حماية أمن البلاد والعباد”.

وأردف بالقول: “هذه الأزمة منعت الجنرال من الاعتذار عما ذهب له سابقاً حينما كان يروج لقصر أمد هذه الحرب منذ بدايتها، ابتداءً بنظريته الشهيرة حول حرب الـ ٦ ساعات، التي طورها لاحقاً لاسبوع اسبوعين، ومن ثم توكل على الحي الدائم وقال انها قد تستمر ١٠٠ عام”.

وحول اتهام العطا لقادة الحرية والتغيير وتقدم بالعمالة والخيانة، قال يوسف: “هو ذات من خرج للإعلام من قبل وشهد لهم بالنزاهة وعفة اليد واللسان”. مضيفا: “يعلم العطا تمام العلم أن من يتهمهم هؤلاء لا أرصدة لهم في البنوك ولا منازل ولا عقارات امتلكوها طوال انشغالهم بالهم العام، فلينظر حوله ليرى حلفاء واصدقاء اليوم وهم يرفلون في مال فسادهم الذي تجلى في ارصدة دولارية وشقق وعقارات في عواصم الاقليم والعالم”.

وأضاف: “يعلم العطا أن من تقلدوا المواقع خلال عامي الانتقال دخلوا إليها وخرجوا بأيادي نظيفة لم تمتد على مال أو نفس. هذه حقائق لا يستطيع كائن من كان أن يغيرها بإطلاق الأكاذيب هنا وهناك”.

وحول سخرية ياسر العطا من قادة الفترة الانتقالية ووصفهم بالفشل في إدارة البلاد، قال خالد يوسف: “حين شارك العطا في انقلاب ٢٥ أكتوبر كان السودان ينعم بسلام شامل سكتت فيه أصوات البنادق في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق عبر عمليات سلام شامل جاءت نتاجاً لثورة ديسمبر المجيدة”.

وتابع: “السودان حينها فك حالة عزلته الدولية وخرج من قائمة الدول الراعية للارهاب وتولى رئاسة منظمة الايقاد ومثار احتفاء العالم في محافل عالمية خصصت للاحتفاء بنجاحات سودان الثورة كمؤتمر باريس وبرلين”. وأوضح أن السودان أنهى عقوداً من الديون ليحصل على إعفاء كامل، وتحسنت حالة اقتصاده بصورة مضطردة وازدهرت قطاعاته الانتاجية لا سيما القطاع الزراعي.

وأردف بالقول: “انتهى كل ذلك بانقلاب ٢٥ أكتوبر الذي شارك فيه العطا ليحيل السودان لخراب شامل، حرب في جميع أرجائه ذلة ومهانة لشعبه، ولجوء ونزوح، وانهيار اقتصادي، وتحول السودان لنموذج في الفشل والكوارث بفضل إدارة العطا ورفاقه، فعن أي فشل يحدثنا الجنرال”!؟

وتابع يوسف في نقده لخطاب العطا بالقول: أقوال الجنرال ليست مثار نقدنا نحن فحسب، فخروجه عن النص وتفوهه بكل ما هو خارج أحرج حتى رفاقه، وها هي الحلقة التي تحدث فيها تتعرض لمقص الرقيب لتقطع حديثه عن تسلحهم وتحالفاتهم العالمية وادعاءاته عن محادثات البرهان ورئيس دولة الامارات”.

وأضاف: “من قطع هذا الحديث من الحلقة بعد بثها في الترويج الاعلامي ليس من معسكر اعداء العطا بل من معسكر اصدقائه، فأي شقاء يسببه الجنرال للصديق قبل العدو كلما امسك بيده المايكرفون”.

وختم خالد يوسف مقاله قائلا: “أتمنى من الجنرال ياسر العطا أن ينظر حواليه ليرى حجم معاناة الشعب السوداني من حربهم هذه، وأن ينأى عن السير في هذا الطريق العدمي. بلادنا تتمزق وتنزف دماً ولا تتحمل هذه الأفعال والأقوال، اقولها له بكل صدق، لا زال بالامكان انقاذ ما تبقى من وطننا المحطم، وذلك باختيار الذهاب للمفاوضات لوقف الحرب الآن قبل الغد.

 

 

الوسومالحرية والتغيير تقدم حرب السودان خالد يوسف ياسر العطا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرية والتغيير تقدم حرب السودان خالد يوسف ياسر العطا

إقرأ أيضاً:

رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب عنف جنسي في السودان

اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الاثنين، قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان، بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد، التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.

وأكّدت المنظمة في تقرير أن "عشرات النساء والفتيات، تتراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية".

وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.

منذ نيسان/ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 11 مليون شخص، وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.



وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.

وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.

وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".

وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".

وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".

وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".

انتهاك للقانون الانساني
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".

ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".



وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".

وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".

مقالات مشابهة

  • قائد الجيش الأوغندي ابن الرئيس موسيفيني يهدد باجتياح الخرطوم
  • خالد يوسف يكشف القصة كاملة.. ما تفاصيل قضية عمر زهران؟ (تقرير)
  • خالد يوسف يفجر مفاجأة في قضية سرقة مجوهرات زوجته.. فيديو
  • خالد يوسف يكشف تفاصيل جديدة في قضية عمر زهران
  • خالد يوسف يكشف تفاصيل خطيرة فى قضية حبس عمر زهران
  • سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريباً..قائد الجيش الأوغندي ابن الرئيس موسيفيني يهدد باجتياح الخرطوم
  • رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب عنف جنسي في السودان
  • مستشار لقائد الدعم السريع يرحب بالمبادرة التركية وفق شروط محددة
  • "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودان
  • ارتفاع حصيلة هجوم لقوات الدعم السريع بغرب السودان إلى 38 قتيلًا