بالعلاقات وملايين الدولارات.. كيف تستخدم الإمارات نفوذها خلال حرب غزة؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
سلطت وكالة بلومبرغ الضوء على الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في العمل على حل الصراع في غزة، وقالت إنه "من خلال المساعدات المقدمة لغزة والعلاقات مع إسرائيل تظهر الإمارات نفوذها الدبلوماسي".
وأصبحت الإمارات أبرز دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل خلال الثلاثين عاما الماضية ضمن ما يعرف باسم اتفاقات إبراهيم، التي رعتها الولايات المتحدة في 2020.
وبعد اتفاق التطبيع، أسست إسرائيل والإمارات سريعا شراكة اقتصادية وثيقة على خلاف اتفاقي السلام المبرمين منذ عقود مع مصر والأردن، اللذين لم يسفرا عن علاقات تجارية مهمة.
وتم توقيع اتفاق للتجارة في 2022، وبدأ رواد أعمال إسرائيليون في التوافد على الإمارات في رحلات مباشرة من تل أبيب وأقاموا علاقات أعمال جديدة ووسعوا علاقات قائمة كانت طي الكتمان من قبل.
ووفقا لبيانات من دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، نمت التجارة بين البلدين، العام الماضي، 17 في المئة، لتصل إلى 2.95 مليار دولار.
وأضافت دائرة الإحصاء أنه رغم تباطؤ الوتيرة بعد الحرب ظلت التجارة أعلى بنسبة 7 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من 2024.
لكن أعداد السياح الإسرائيليين، الذين كانوا يترددون كثيرا على الإمارات، قلت ولم تعد فنادق ومطاعم وحانات دبي تعج بهم كما السابق، وذلك رغم أن الإسرائيليين واليهود يقولون إنهم لا يزالون يشعرون بالأمان في الإمارات.
وعلى خلاف دول عربية أخرى، لم تخرج في الإمارات مظاهرات دعما للفلسطينيين أو احتجاجا على إسرائيل، لكن يمكن رؤية أشخاص يضعون رموزا مثل الكوفية الفلسطينية في شوارع دبي.
الإمارات وإسرائيل بعد حرب غزة.. ما الذي تغير؟ هدأت الحرب الدائرة في قطاع غزة من وتيرة الأنشطة التجارية بين إسرائيل والإمارات وأصبحت العلاقات التي كانت موضع ترحيب في السابق تجري بعيدا عن الأنظار في ظل غضب يجتاح العالم العربي بسبب الصراع.وحرصت الإمارات على تقديم المساعدات للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، بعدما أدى الصراع إلى نزوح معظم سكان لقطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في رفح، جنوبي القطاع، وسط شح في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وفي نهاية الشهر الماضي، دعت أبوظبي إلى "نشر بعثة دولية مؤقتة" في القطاع، حيث دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها العاشر، بينما لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين الطرفين برعاية الوسطاء تراوح مكانها.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، قولها إن "ترسيخ السلام والأمن وإنهاء المعاناة الإنسانية يجب أن يبدأ بنشر بعثة دولية مؤقتة في غزة، بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية".
وأوضحت أن هذه "البعثة الدولية ستكون مسؤولة عن الاستجابة بكفاءة للأزمة الإنسانية التي يواجهها المواطنون في غزة، وإرساء القانون والنظام، وإرساء أسس الحكم، وتمهيد الطريق لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة".
وذكر موقع أكسيوس الأميركي، الشهر الماضي، أن مسؤولين من "الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات عقدوا اجتماعا في أبوظبي لمناقشة الخطط الخاصة بغزة بعد انتهاء الحرب".
وتتركز جهود الإمارات الإنسانية لمساعدة غزة في مدينة العريش المصرية، في شمال سيناء، القريبة من غزة، وفق تقربر بلومبرغ.
وهذه "المهمة الإنسانية التي تقوم بها الدولة الخليجية واحدة من أكبر المهام الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات في قطاع غزة".
ومنذ بدء الصراع، كلفت جهود المساعدة التي تبذلها الإمارات في العريش والأراضي الفلسطينية الإمارات حوالي 700 مليون دولار، وفقا لما قاله سلطان الشامسي، مساعد الوزير لشؤون التنمية والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية، وهو أحد المسؤولين المشرفين على العمليات الإنسانية.
وشمل ذلك إنشاء مستشفى ميداني في مدينة رفح، عالج ما يقرب من 50 ألف شخص، وفقا للمسؤول، ومنشأة طبية مؤقتة.
وتدير الإمارات محطات لتحلية المياه في العريش، والعديد من المستودعات التي تحتوي على المواد الغذائية والأدوية والملابس، وتوفر التمويل لعمليات الإنزال الجوي.
وتقول بلومبرغ إن الجهود التي تبذلها الإمارات "شهادة على النفوذ الإقليمي المتزايد للدولة الخليجية، التي أقامت علاقات مع إسرائيل".
"وتستخدم أبوظبي هذه العلاقات، وتريليونات البترودولارات لديها، للعب دور قيادي في الجهود الدبلوماسية والمساعدات في الصراع، فضل عن استعدادها للمساعدة في الاستعداد لسيناريو ما بعد الحرب، ويشمل ذلك إرسال قوات أمنية إلى غزة"، وفق الوكالة.
وقال ستيفن هيرتوغ، الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن أحد دوافع الإمارات قد يكون "جعل نفسها وسيطا دبلوماسيا مهما يمكنه التعامل مع كل من إسرائيل ومصر بطريقة لا تستطيع القيام بها سوى قِلة من البلدان الأخرى".
وأضاف: "تتعرض الإمارات أيضا لبعض الضغوط لإحداث تأثير إيجابي على فلسطين نظرا للقدر الهائل من الانتقادات التي تتعرض لها في المجال العام العربي"، بسبب إقامة علاقات مع إسرائيل.
ورغم الجهود المبذولة، يقول التقرير، إن نفوذها لا يذهب بعيدا، إذ لا تظهر الحرب أي علامة على نهايتها، ولم تول القيادة الإسرائيلية اهتماما كبيرا للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
ورغم أن الهدف من صفقة التطبيع هو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين والحد من التوترات الإقليمية والأمنية، كانت النتائج مختلطة، فقد حافظت الإمارات على الحوار مع إسرائيل طوال الحرب مع حماس، لكن الأخيرة لم توقف هجومها الواسع على غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: علاقات مع إسرائیل الإمارات فی
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء إسرائيل السابق يدعو إلى نشر قوات مغربية بغزة لإنهاء الحرب
زنقة 20 | متابعة
عرض زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، خطة سياسية شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب الحالية وإرساء نظام إقليمي جديد، من خلال خطوات تبدأ بصفقة شاملة لتحرير الرهائن في غزة.
ودعا لابيد، خلال مشاركته في مؤتمر “استراتيجية الأمل” الذي نظمه معهد “ميتفيم”، إلى عقد مؤتمر إقليمي في الرياض بمشاركة السعودية، الولايات المتحدة، إسرائيل، الإمارات، لبنان، والسلطة الفلسطينية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة في لبنان وغزة، وتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة إيران.
وتشمل أبرز ملامح الخطة، إقرار تسوية في غزة، عبر تشكيل هيئة إدارية لإعادة إعمار غزة، تضم ممثلين من السعودية، مصر، دول اتفاقيات إبراهيم، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إشراك السلطة الفلسطينية عبر ذراع رمزية مدنية منفصلة عن رام الله.
وتتضمن خطة لابيد أيضا التوصل لتسوية في لبنان، من خلال انسحاب حزب الله لمسافة 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، ونشر وحدات من الجيش اللبناني، مدعومة بتدريب وإشراف من قوات غربية.
وتضمنا أيضا إنشاء تحالف إقليمي لمواجهة إيران، عبر العمل على وقف برنامج إيران النووي عبر الوسائل الدبلوماسية أو العسكرية، والتصدي لمحاولات إيران تعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط باستخدام الميليشيات التابعة لها.
ويطرح لابيد أيضا في خطته، مناقشة توسيع العلاقات مع دول اتفاقيات إبراهيم، بما في ذلك السعودية، عبر لجان مختصة لتطوير الاستثمارات والمشاريع المشتركة.
إضافة إلى إصدار بيان مشترك يدعو إلى خلق الظروف الملائمة لتحقيق انفصال مستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع التزام إسرائيل بعدم ضم الضفة الغربية، ودعوة الفلسطينيين لمكافحة الإرهاب والتحريض.
وشدد لابيد على ضرورة الدمج بين المسار السياسي والعسكري، قائلاً: “لا يمكن تحقيق النصر بدون خطوات سياسية”.
ووصف فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية بأنه فرصة تاريخية لإسرائيل، مشيراً إلى أن الإدارة المقبلة “لا تخشى المبادرات الكبرى”.
وأضاف لابيد أن خطته تسعى لتقديم حلول شاملة للقضايا العالقة، بما في ذلك إنهاء الحرب في غزة، حيث دعا إلى وقف القتال لمدة 6 أشهر خلال فترة انتقالية، يتم فيها نشر قوات دولية من الإمارات، مصر، المغرب، وعناصر مدنية من السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
ووجه لابيد انتقادات حادة للحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو، متهماً إياها بإطالة أمد الحرب بسبب اعتبارات سياسية، وأوهام ضم الضفة الغربية وإعادة السيطرة على غزة.
وقال: “الحكومة ترفض أي تسوية تتضمن السلطة الفلسطينية، حتى في أبسط صورها، خوفاً من ردود فعل اليمين المتطرف”.
وأكد أن هذه المعارضة تحرم إسرائيل من فرصة استراتيجية لتعزيز أمنها واقتصادها ومكانتها الدولية.
وتأتي هذه الخطة في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات متصاعدة على الجبهات المختلفة، وتبدو دعوة لابيد محاولة لإعادة صياغة الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه القضايا الإقليمية والدولية.