سواليف:
2024-12-18@10:19:09 GMT

ثقافة المصاطب

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

#ثقافة_المصاطب
م. #أنس_معابرة

اذا كنت لا تعرف المصاطب؛ فهي جمع مصطبة، وهي تلك العتبات الاسمنتية أو الصخرية التي تتواجد على أبواب المنازل والبقالات والمقاهي القديمة، وأحياناً تكون عبارة عن كراسٍ بسيطة، مصنوعة من أطباق البيض الفارغة، والمتراكمة فوق بعضها البعض.

تلك المصاطب كانت هي مصدر المعلومات والثقافة المتاحة في ذلك الحين، حين كانت المعلومات لا تأتي إلا من خلال موجات الإذاعة الحكومية، وهي بالعادة أخبار وطنية، أو أخبار تافهة لا تمت للحقيقة بصِلة، تماماً كما كانت تلك الإذاعات تبث معلومات النصر الساحق في حربنا مع العدو الصهيوني عام 67، لتتكشف الحقائق بعد ذلك عن هزيمة مُذلة.

وعادة ما تكون تلك المصاطب هي الفرصة لالتقاء أهل القرية، وتبادل الأخبار والمعلومات الثقافية، التي يتم إضافة بعض البهارات إليها، ثم تنتشر في القرية انتشار النار في الهشيم، عبر تناقلها بين المصاطب التي تعم القرى واطراف المدن.

مقالات ذات صلة من وراء إستشهاد إسماعيل هنية ؟ 2024/08/03

ما أعاد تلك الحقبة بمصاطبها ومعلوماتها الشحيحة والمضللة إلى ذهني هذه الأيام هو أنها ما زالت موجودة، ولكن اختلفت الأدوات والوسائل والأشخاص، ولكن الحقيقة أنها ما زالت تعمل بكفاءة.

اليوم يحسب المرء أنه بتقليب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والاستماع إلى بعض الزنادقة والأفّاقين والمنافقين عبر مقاطع الفيديو أنهم قد اصبحوا على قدرٍ عالٍ من الثقافة، وقادرون على الحديث في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بكل ثقة واعتداد.

وكان للحديث عن المواضع المتعلقة بالشريعة النصيب الأكبر من تلك الأحاديث، كل شخص قادر على تفسير أية قرآنية أو حديث نبوي كما يحلو له، وينشر تلك السموم عبر المصاطب الحديثة، ليتناقلها العامة دون حرص أو تأكد من حقيقة تلك المعلومات.

أما وصفات الطبخ والعلاج؛ فحدث ولا حرج، الكل أصبح ذا خبرة في اعداد أشهى المأكولات، وهو لا يعرف الطريق إلى مطبخ منزله. وغيره من هو قادر على إعطاء وصفات لجميع العلل والأمراض، فثمرة القشطة تقتل السرطان، ومنقوع الخيار بالثوم يقضي على السكري، وفي الوقت ذاته؛ تجده يشكون من الضغط، والسكر، والدهون، والروماتيزم، وانسداد الشرايين، وغيرها.

مع تقدم الحرب على غزة؛ انتشرت العديد من مقاطع الفيديو التي تحتوي على معارك ضارية، قال ناشروها انها وقعت بين المقاومة والاحتلال، ليتبين بعد تفكير قليل وتأكد بسيط أنها مقاطع من لعبة حاسوبية لعينة.

كما انتشرت صور الشهيد إسماعيل هنية وأمامه مائدة تضم صحون الحمص والفول والفلافل، لتدّعي أنه يعيش في قصور وفنادق فخمة، بينما يموت أهلنا في قطاع غزة، حتى بعد أن سقط العديد من أولاده وأفراد اسراته شهداء في قطاع غزة، ثم هو شهيداً مقبلاً غير مدبر، ما زالوا يصرّون على حماقتهم وجهلهم.

من بين جميع المنشورات التي أشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بإمكانك القول أن 30% منها ذات محتوى فكاهي كوميدي، ومقالب سخيفة، تكررت حتى قُتلت، و30% منها وصفات للطبخ أو العلاج، و30% منها يدّعي الثقافة والعلم، أو أنها أقوال لكتّاب كبار أمثال الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله، أو شخصيات مشهورة أمثال الدكتور أحمد الشقيري، وتجد في النهاية أنها كتابات ملفّقة، ولا تمت للكاتب المذكور بصِلة.

أنا لا ألوم ناشر تلك السخافات التي يهدف من خلالها إلى جمع أكبر قدر من الإعجابات وإعادة النشر، والوصول إلى اكبر عدد من المتابعين، فهو النجاح الوحيد الذي يحققه في حياته، وعدا ذلك؛ تراه يقبع في فشل كامل، من جميع نواحي الحياة.

ولكنني ألوم من يتابع تلك الحسابات من الأساس، أو يقوم بإعادة النشر دون التأكد من حقيقة تلك المعلومة أو مصدرها، ويساهم في إعادة أفكار المصاطب القديمة، ولكن عبر الحواسيب، والهواتف الذكية.

إننا نعيش اليوم في عصر الأجهزة الذكية المتقدمة، والعقول الغبية المتخلّفة، التي تستخدم كل تلك التكنولوجيا المتاحة لنشر الأكاذيب، والاشاعات التحريضية، والعنصرية المذمومة، والطائفية القاتلة، والقبلية الجاهلية.

عزيزي مثقف المصاطب الحديثة، أرجوك اختر منشوراتك بعناية، وحاول أن تتأكد من مصدر المعلومات وحقيقتها، ولا تكن سبباً لنشر الجهل بين الناس، فرب قارئ أو مشاهد أوعى من ناشر.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات قوافل الثقافة التوعوية بقرى محافظة الفيوم

أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة، فعاليات القوافل الثقافية والفنية بمحافظة الفيوم، تحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة.

 

جاء ذلك ضمن برامج وزارة الثقافة للقرى والمناطق الأكثر احتياجا للخدمات الثقافية، بالتعاون مع فرع ثقافة الفيوم، وذلك برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو - وزير الثقافة.

 

أقيم اليوم الأول بمركز شباب قحافة، واستهلته مروة عطية، أخصائي ثقافي، بمحاضرة بعنوان "أهمية الصناعات البيئية"، تحدثت خلالها عن الصناعات الخضراء غير الملوثة للبيئة، والتي تعد من أهم الصناعات الموجودة بالمحافظة وتعتمد على إعادة التدوير، كما تطرقت بالحديث عن الصناعات التي تلبي الاحتياجات الإنسانية دون الإضرار بالبيئة كصناعة منتجات النخيل، وغيرها من المشروعات التي تندرج تحت مسمى الصناعات الصغيرة.

 

وتواصلت الفعاليات مع عروض فنية للموهوبين، وورشة أشغال يدوية من الخرز، تدريب سناء قناوي وأماني عبد التواب، تضمنت تصميم مجموعة من الميداليات والأساور للفتيات.

 

واختتم اليوم بعرض مسرح عرائس "بعنوان الأراجوز وماما جيهان"، الذي يتناول قيمة الأمانة وغيرها من السلوكيات الإيجابية، قدمته جيهان عبد الله، مسئول ثقافة الطفل بالفرع، بمشاركة الفنان إميل الفنس.

 

ومن المقرر أن تتواصل فعاليات القوافل الثقافية في الخامسة مساء اليوم الأربعاء مع لقاء توعوي، بعنوان "مشروبات الطاقة وأثرها على الشباب" تقدمه أمل عاشور منصور، مسئول إعلام وتثقيف صحي بمديرية الصحة، بالإضافة إلى ورشة فنية للرسم الحر، وعدد من الفقرات التوعوية والترفيهية للأطفال والشباب، وذلك بمركز شباب معصرة الصاوي بطامية..

 ثقافة الفيوم تنظم صالونا ثقافيا بعنوان "الشباب وقضايا مجتمعية معاصرة"

من ناحية أخرى، وضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح دياب مدير عام الفرع، نظمت مكتبة الطفل والشباب بطامية، صالونا ثقافيا بعنوان "الشباب وقضايا مجتمعية معاصرة".

 

شهد الفعاليات الأديب عزت عبد الكريم، رئيس مجلس الإدارة، بحضور الكاتب والمؤرخ محمد أغا، الشيخ أحمد حسين قنديل، مدير إدارة طامية الأزهرية، الدكتور أشرف عبد الكريم، وياسمين ضياء، مدير المكتبة، ولفيف من المثقفين.

 

استهلت فعاليات الصالون الثقافي الذي أداره الدكتور محمود الشرقاوي، بحديث للأديب عزت عبد الكريم، موضحا أهميته وموجها الشكر لهيئة قصور الثقافة لدعمها الدائم واتاحتها الفرصة للمبدعين للمشاركة في مثل هذه اللقاءات. 

 

وفي كلمته، ناقش المؤرخ محمد أغا، عن مفهوم الهوية، موضحا أنها لا يوجد لها نظير، ويجب على كل إنسان أصيل الاعتزاز بهويته، موضحا الفرق بين الهوية والانتماء.

 

من ناحيته تحدث الدكتور أشرف عبد الكريم، عن تجربته الشخصية خلال تواجده في دولة الكويت، وحرصه على الحفاظ على هويته المصرية، كما تحدث عن كتابه "صورة المصري في الرواية الكويتية"، الذي تناول خلاله صورة المصريين في الأعمال الأدبية الكويتية، ليوضح مدى تقدير الدول العربية الأخرى للمصريين، كما يبدو بوضوح من خلال الفنون والثقافة.

 

وتوجه مدير إدارة طامية الأزهرية، بالشكر لوزارة الثقافة لحرصها على تقديم الأنشطة والفعاليات التي بدورها تعزيز الوعي الثقافي والمجتمعي، مشيدا بفكرة المسابقات المقدمة لتشجيع الطلاب على التنافس الإيجابي.

 

كما تضمنت الفعاليات، فقرة اكتشاف مواهب في مجالات الإنشاد والإلقاء الشعري، والكتابة، واختتم اليوم بتكريم طلاب معهد بنين طامية الثانوي الأزهري، الفائز بمسابقة "العباقرة" التي نظمتها هيئة قصور الثقافة في نوفمبر الماضي، بهدف اكتشاف الموهوبين من طلاب المعاهد الأزهرية، وتطوير مهاراتهم، وتنمية الوعي الثقافي لديهم، إيمانا بالدور الثقافي والتوعوي المنوط به المواقع الثقافية. 

مقالات مشابهة

  • 31 عرضاً لنوادي مسرح قصور الثقافة بشرق الدلتا
  • طلب جديد للاعتراف بـ "السوبر ليغ"
  • انطلاق فعاليات قوافل الثقافة التوعوية بقرى محافظة الفيوم
  • صُنَّاع الثقافة القرائية في البيئة المدرسية
  • «خير أم شر».. تفسير حلم «العطش» لابن سيرين
  • ثقافة قانونية
  • حلا الترك: قرارات جديدة وتلميحات عن الحجاب
  • نصير شمة يكشف عن مشروع لصناعة أول عود موسيقي في السعودية
  • ‏إسرائيل تعلن أنها ستغلق سفارتها في دبلن بسبب السياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية
  • بعروض فنية مميزة.. الثقافة تحتفي بالعيد القومي للأقصر