نقلت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، من خلال برنامجها للنشر العلمي الثقافة السعودية إلى اللغة الصينية، الذي نفذ مجموعة من الإصدارات العلمية والثقافية والأدبية باللغة العربية وقام بترجمتها إلى اللغات الأخرى ومن ضمنها اللغة الصينية، وتقوم المكتبة بانتقاء مجموعة من إصداراتها ومن الإصدارات الأدبية والتاريخية والعلمية السعودية وتترجمها إلى اللغة الصينية من أجل وضع ملامح من صور الثقافة السعودية المعاصرة أمام القارئ الصيني.


ومن أبرز ما قامت المكتبة بترجمته إلى اللغة الصينية: المجلد الأول من "موسوعة المملكة العربية السعودية الشاملة"، والذي سيشكل خطوة أولى لترجمة المجلدات العشرين للموسوعة التي تتناول مناطق المملكة جميعها وتركز على عدة مجالات هي: التاريخ، والآثار، والثقافة والجغرافيا، والاقتصاد والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والسياحة والحياة الفطرية وغيرها من المجالات.

وترجمت المكتبة كتاب "المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية: تاريخ العلاقات التجارية بين الصين والجزيرة العربية" الذي يبرز إسهامات الأمة العربية الإسلامية والصين وإنجازاتهما العلمية في مجالات كثيرة كالفلك، والعلوم، والجغرافيا، والزراعة والطب وغيرها، ويبين أن لهما علاقات قديمة قبل الإسلام وبعده، حيث تبادلا التجارة والرحلة عبر طريق الحرير، ويأتي الكتاب ليشكل ترجمة حقيقية لواقع هذا التعاون والتفاهم المشترك، ليكون مصدراً مهماً للباحثين من كلا الحضارتين.

كما تعمل المكتبة على ترجمة كتاب الدكتور عبدالعزيز المانع "على خطى المتنبي" إلى الصينية وفيه رصد للمواضع التي مر عليها المتنبي في رحلة خروجه من القاهرة إلى الكوفة، إضافةً لترجمة المكتبة لعددٍ من الإصدارات من الكاتبة هند السديري ومن بينها كتاب "Modern Woman in the K.S.A"، وهو أول كتاب يضع المرأة السعودية في سياق ثقافي أوسع، ويستكشف مجموعة متنوعة من المواضيع والتطورات التاريخية، ويهتم بمساهمات المرأة السعودية الاجتماعية والاقتصادية، كذلك ترجمت 11 قصة من قصص الأطفال من اللغة العربية إلى اللغة الصينية، وتناولت موضوعات متنوعة تقدم معلومات عن تاريخ المملكة وثقافتها.

يذكر أن المكتبة تقوم منذ إنشاء فرعها بجامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية قبل ستة أعوام بفعاليات متعددة تهدف إلى تعريف الصينيين بمختلف عناصر الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، وقد أثمرت هذه الفعاليات عن تقريب المسافة بين الثقافتين السعودية والصينية، وتعزيز التفاعل المعرفي على مستوى الكتب والإصدارات، وعلى مستوى إقامة الندوات وورش العمل التي تعرف بالفنون السعودية التراثية باللغة العربية.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: اللغة الصينية أخبار السعودية مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الثقافة السعودية الصين الشعبية إلى اللغة الصینیة الثقافة السعودیة

إقرأ أيضاً:

غربة اللغة العربية

فى ندوة له بمعرض الكتاب قبل أيام، أبدى الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى أسفه واندهاشه، للافتة مرفوعة على البوابة الرئيسية لمدخل المعرض، تدعو المواطنين لزيارته، مكتوبة باللغة العامية المبعثرة، مع أن المعرض يعد محفلاً للاحتفاء باللغة الفصحى، التى وصفها بأنها هى العقل والضميروالروح التى تتجدد ونتجدد بها. وليس ببعيد عن أسف الشاعر، الرفض العام سواء فى الصحف أو على وسائل التواصل الاجتماعى للفكرة التى أثارها إعلان رئيس الهيئة الوطنية للإعلام  أحمد المسلمانى بتغيير أسماء قنوات النيل إلى موليود وبوليود، ليس فقط تمسكاً بالنيل كرمز أيقونى لمصرية القنوات، بل هو كذلك دفاع عن المصطلحات العربية غيرالأجنبية وعن اللغة العربية الفصحى، التى باتت تشهد أشكالاً متعددة من التهميش لها، سواء هو متعمد أو مقصود فى المجال العام.
الأدلة على هذا التهميش للغة العربية أكثر من أن تحصى. منها أن عددا من البرامج الترفيهية والحوارية فى التليفزيون، الذى بدأ بثه فى ستينات القرن الماضى باسم التليفزيون العربى باتت تستخدم أسماء أجنبية مثل سولد أوت،. كما أن المنصة المصرية الرقمية التى تتبع الشركة المتحدة وأنشئت منذ العام 2019 تسمى نفسها وتش ات. ولم تجد الشركة الوطنية للاتصالات فى اللغة العربية اسما يليق بمكانتها، فأطلقت على نفسها اسم وى.
وتحفل إعلانات الشواراع والمحال التجارية باسماء أجنبية  فى كرنفال من القبح والنشاز والتخبط فضلا عما يحمله ذلك من شعور عميق بالانسحاق أمام كل ما هو أجنبى، حتى يخيل لأى زائر لوسط المدينة ويجول فى  شوارعها وأحيائها أنه فى بلد غير عربى. يحدث ذلك برغم أنه، كان قد أصدر أحد وزراء التموين قرارا وزاريا قبل سنوات، يحظر على المحال التجارية استخدام أسماء غير عربية، والمدهش أنه لم يتم الاكتفاء  بعدم تنفيذه وذهابه طى النسيان، بل أن الوضع بعد صدوره ازداد سوءا. تماما كما يحدث الآن مع عودة الإشارات الدينية على المركبات الخاصة بكثافة، برغم صدور قرار وزارى بمنع لصقها، ليصبح العصف بالقانون حالة عامة لا استثنائية!
الحفاظ على اللغة العربية، وحمايتها من العدوان السارى عليها فى كل اتجاه، ليس من القضايا الهامشية التى يمكن تجاهلها والازدراء بها، لا سيما والخطاب الرسمى ينطوى على دعوات لا تتوقف عن تماسك الهوية المصرية والحفاظ على مكوناتها، ولغتنا العربية تكاد أن تكون هى رمزها الأبرز وهى سلاحنا البتار نحو ولوج ذلك الهدف. بات المجتمع يتغاضى عن الأخطاء اللغوية النحوية وحتى فى المعانى ودلالات الجمل والكلمات، لاسيما فى الوسائل الجماهيرية الأكثر تأثيرا، التى أصبحت مصدرا سهلا للمعرفة لعموم الناس. وعلى الهيئة الوطنية للإعلام بدلا من أن تتفنن فى الاهتمام بالشكل وهى تظن أنها تسعى للتطوير، أن تلعب دورا فى وقف هذا العبث باللغة العربية فى الإعلام المصرى المرئى والمسموع، وأن تلغى كل أسماء البرامج غير العربية من محطاتها التلفزيونية والإذاعية، هذا إذا كنا ندرك ان الحفاظ على العربية هو حفاظ على الهوية المصرية، ونطبق الدستور، الذى ينص على أن اللغة العربية هى لغة الدولة الرسمية.
وقبل ثلاث سنوات تقدم مجمع اللغة العربية إلى مجلس النواب بمشروع قانون لحماية اللغة العربية فى المؤسسات الرسمية والمعاملات التجارية والعقود والمنتجات المصنوعة فى مصر لشركات أجنبية والإعلانات فى الطرق العامة والمصنفات الفنية وأسماء الشوراع والحدائق العامة والشواطئ والمؤسسات الصحفية والإعلامية وغير ذلك، وحدد القانون عقوبات وغرامات لمن يخالف أحكام هذا القانون أو يتجاهلها، ولا أدرى حتى اليوم ما هو مصير هذا القانون، وغيره من القوانين المنسية السابقة عليه، التى آن أوان تفعيلها إذا كنا نؤمن حقا مع الشاعر حجازى أن لغتنا الجميلة، هى العقل والضمير والروح التى تتجدد ونتجدد معها وهى الرمز الذى لا بديل له للدفاع عن هويتنا.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل إطلاق الملتقى المهني الـ 12 بجامعة الملك عبدالعزيز
  • جامعة الملك عبدالعزيز تطلق النسخة 12 من الملتقى المهني غدًا
  • جامعة الملك عبدالعزيز تُتوج ببطولة تايكوندو الجامعات
  • جامعة الملك عبدالعزيز تتوج ببطولة التايكوندو للجامعات في تبوك
  • احتفاء بشخصية معرض الكتاب.. قصور الثقافة تصدر كتاب "أحمد مستجير.. فارس الثقافتين"
  • غربة اللغة العربية
  • «حوار الثقافات عبر الأدب».. في مكتبة محمد بن راشد
  • الأمير فيصل بن سلمان يرأس اجتماع مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية
  • حوار الثقافات عبر الأدب في مكتبة محمد بن راشد
  • محمد جبريل.. قامة أدبية أثرت المكتبة العربية بـ 50 كتاباً