الأول منذ 2020.. تراجع مبيعات ماكدونالدز للربع الثاني 2024
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
الولايات المتحدة – انخفضت مبيعات شركة ماكدونالدز خلال الربع الثاني من 2024، للمرة الأولى منذ عام 2020، وهو ما يقل عن توقعات المحللين للنمو المتواضع.
وقالت الشركة في بيان، امس إن مبيعات السلسلة انخفضت 1 بالمئة خلال الربع الثاني على أساس سنوي، وسط تراجع المبيعات في كل قطاعات ماكدونالدز الجغرافية.
يأتي التراجع العالمي مع قيام رواد المطاعم في جميع أنحاء العالم بتقليص وجباتهم من البيغ ماك، وذلك بسبب سنوات من ارتفاع الأسعار وميزانيات الأسر الضيقة.
كذلك، تأثرت مبيعات السلسلة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم، مدفوعة بالمقاطعة التي يشهدها المطعم، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبادر نشطاء من عديد الدول العربية والإسلامية، بالدعوة إلى مقاطعة كافة الشركات التي يشتبه بدعمها لإسرائيل؛ فيما أظهرت صور نشرها موقع ماكدونالدز إسرائيل في الأسبوع الأول من الحرب على غزة، تقديمه وجبات للجيش الإسرائيلي.
وفي نهاية الربع الأول 2024، أطلقت شركة الوجبات السريعة وجبة بقيمة 5 دولارات في الولايات المتحدة لإقناع رواد المطاعم بأنها ما تزال خيارا ميسور التكلفة.
وقال الرئيس التنفيذي كريس كيمبزينسكي، وفقا لبيان صادر عن الشركة، الاثنين الماضي، إن السلسلة ستظل تركز على “القيمة اليومية الموثوقة، مع تزايد تمييز رواد المطاعم في إنفاقهم”.
وخارج الولايات المتحدة، تستمر المقاطعة بسبب الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في ضرب المبيعات في القطاع الذي يشمل الشرق الأوسط.
وحذرت الشركة في وقت سابق من أن الركود في بعض أسواقها سيستمر حتى يتم حل الصراع؛ كما أبلغت ماكدونالدز عن انخفاض مبيعات المتاجر نفسها في الصين وفرنسا.
وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
يشهد فندق بارون الأثريّ على تاريخ عريق يمتدّ لقرن من الزمان في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، وأيضا على معارك قاسية عاشتها المدينة في العقد الماضي بين قوات الحُكم السابق وفصائل المعارضة المسلّحة.
وأتت المعارك في شوارع المدينة والقصف الجويّ والصاروخي بطائرات النظام السوري السابق – لا سيما بين العامين 2012 و2016 – على كثير من معالم المدينة المدرجة على قائمة اليونسكو والتي تعد واحدة من أقدم المدن المأهولة في التاريخ.
وبعد سيطرة المعارضة السورية الخاطفة على المدينة في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، تبدو المدينة وكأنها تستعد للخروج من حالة الفوضى والتقاط أنفاسها، رغم الدمار الكبير فيها.
ويقول جورج إدلبي، وهو مرشد سياحيّ منذ 35 عاما "للأسف، أكثر من 60% من مباني حلب القديمة هدمت".
رغم ذلك، يبدو المتحف الوطني في حلب جاهزا لاستقبال زواره بعد شيء من أعمال الترميم، فالقذائف التي سقطت في محيطه أصابت بشكل أساسي باحته من دون أن تسبب ضررا كبيرا للمبنى نفسه.
مدخل المتحف الوطني في مدينة حلب كما يبدو في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)ومما نجا من سنوات الحرب والفوضى، الكنوز الأثرية التي يحويها المتحف، وهي تشهد على 9 آلاف سنة من عمر البشريّة وعلى ظهور الكتابة في بلاد ما بين النهرين المجاورة.
إعلانيقول مدير المتحف أحمد عثمان لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد استفدنا مما جرى مع الدول المجاورة" ولا سيما العراق الذي "تعرّض متحفه للنهب"، لذا "اتخذنا التدابير اللازمة لحماية ما لدينا من قطع أثريّة".
ويضيف "التماثيل الثقيلة التي كان يصعب نقلها حُميت في المكان نفسه بصبّ الإسمنت حولها، أما القطع القابلة للنقل، فقد نُقلت إلى مستودعات آمنة".
تروي جدران الأسواق القديمة في حلب، العابقة برائحة صابون الغار الحلبي الشهير، قصص المعارك العنيفة والقصف الذي حوّل مساحات منها إلى ركام ترتفع من ورائه قلعة حلب المهيبة الشاهدة هي الأخرى على صعود دول وسقوط أخرى على امتداد الزمن.
واليوم، وبعدما توالت على هذا الموقع جيوش من عصور مختلفة، باتت القلعة تحت حراسة إدارة العمليّات العسكريّة، يضع أحدهم وردة في فوهة بندقيّته، في مؤشر على انتهاء نزاع دام 13 سنة مع حُكم عائلة الأسد التي أمسكت بمقاليد البلاد أكثر من نصف قرن بالحديد والنار.
وإضافة للنزاع الطاحن واستخدام الجيش السوري القلعة كمربض للقصف، عانى هذا البناء الأثريّ من تداعيات الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا والشمال السوري في فبراير/شباط 2023، وفقا للمرشد السياحي.
وبجوار القلعة، عادت الحياة إلى الأزقة الصغيرة التي تشكّل السوق القديم بعدما خضعت لأعمال ترميم بتمويل من مؤسسة الآغا خان الثقافية بموجب اتفاق مع السلطات السورية، وأيضا بتمويل سعودي، بحسب ما تُظهر اللوحات الموضوعة في المكان.
فاضل فاضل بائع في سوق تقليدي بحلب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)يقول جمال حبال البالغ من العمر 66 عاما والذي أعاد قبل نحو عام افتتاح متجره في السوق لبيع الحبال والمشغولات الحرفيّة "لدينا الكثير من الذكريات هنا، كان سوقا كبيرا ينبض بالحياة، كانت العرائس يأتين إلى هنا لشراء جهازهنّ، ويجدن كل شيء هنا. ثم فجأة، وقعت الأزمة"، متجنّبا استخدام كلمة "حرب".
عمال يعملون على ترميم متجر في سوق تقليدي بمدينة حلب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)ويروي هذا التاجر أنه اضطر لترك متجره ثم عاد إليه في العام 2018. ويقول وسط آثار الدمار وقلّة الحركة وضعف الإنارة "الأوضاع ما زالت صعبة".
إعلانوعلى غرار جمال حبال، أعاد فاضل فاضل فتح متجره المخصص لبيع التذكارات والصابون والصناديق المرصّعة.
ويقول هذا التاجر البالغ 51 عاما "كان كلّ شيء مدمرا هنا"، آملا أن تعود المدينة "مركزا تجاريا وصناعيا وسياحيًا" مثلما كانت.
ويضيف "يحدونا الأمل بحياة أفضل".
صورة جوية تظهر قلعة حلب المطلة على المدينة بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)استقبل فندق بارون في خالي الأيام شخصيات ذات شهرة عالمية، من بينها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول، ومؤسس نظام جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وأيضا ًالكاتبة البريطانية الشهيرة آغاثا كريستي.
صورة جوية تظهر سوريين يؤدون صلاة الجمعة في الجامع الأموي بدمشق بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)وكان الفندق مقصدا للسياح والمهتمين بالتاريخ، سواء لعمارته الساحرة، أو لمعاينة مقتنيات توثّق تاريخا مضى، من بينها فاتورة لم تُسدّد، تعود للضابط والدبلوماسي البريطاني لورانس العرب. لكن غرف الفندق وباحاته تحتاج لنفض غبار السنين عنها قبل أن تعود لاستقبال زوارها.
في العام 2014، وفيما كانت الحرب السوريّة في ذروتها، أعرب آخر مالكي الفندق آرمان مظلوميان عن تشاؤمه لمصير الفندق. وقال يومها "أخشى أن تكون الأيام الجميلة قد ولّت"، وقد توفي بعد ذلك قبل أن تضع الحرب السوريّة أوزارها.