9 قتلى في مواجهات ببنغلاديش ودعوات لعصيان مدني
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
قتل 9 أشخاص وأصيب نحو 200 في مواجهات اليوم الأحد ببنغلاديش بين متظاهرين يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة من جهة، وقوات الأمن ومؤيدين للحكومة من جهة أخرى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية وطبية أن القتلى سقطوا في منطقة بابنا ورانجبور شمالي البلاد وفي منطقة ماغورا بالغرب، فضلا عن العاصمة داكا.
واحتشد آلاف المتظاهرين، وقد حمل العديد منهم عصيا، في ميدان بوسط داكا للمشاركة في احتجاجات حاشدة تطالب باستقالة رئيسة الوزراء.
ودعا آصف محمود، أحد قادة الاحتجاج الرئيسيين، أنصاره للاستعداد للقتال، وكتب على فيسبوك "جهزوا عصيّ الخيزران وحرروا بنغلاديش".
وشهدت بعض المناطق أعمال عنف وشغب واعتداءات على منازل سياسيين من المعارضين والموالين للحكومة.
وشهدت البلاد مسيرات ضد حصص التوظيف في القطاع العام انتهت بصدامات في يوليو/تموز أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في اضطرابات من بين الأسوأ خلال 15 عاما من حكم الشيخة حسينة.
واستعادت القوات الهدوء لفترة وجيزة لكن الحشود عادت إلى الشوارع بأعداد كبيرة في الأيام الماضية.
ورفض المحتجون دعوة رئيسة الوزراء للحوار، وطالبوا بمحاكمتها وباستقالة مجلس الوزراء.
عصيان مدنيولم يقتصر المشاركون على الطلبة كما كان الأمر الشهر الماضي، واتسعت الاحتجاجات لتشمل مختلف فئات المجتمع وطبقاته الوظيفية.
ودعا منسقو المظاهرات من الطلبة مختلف فئات الشعب إلى الانضمام للمتظاهرين لبناء نظام سياسي جديد، وقال الطلاب إنهم سيعلنون قريبا عن تحالف وطني يجمع مختلف الهيئات والفعاليات الاجتماعية.
ووزعت دعوات للمشاركة في عصيان مدني بدءا من اليوم الأحد، يشمل التوقف عن تسديد أي ضرائب للدولة، والامتناع عن تسديد أي فواتير خدمية، والدعوة إلى إغلاق جميع المؤسسات الحكومية والمحاكم والمؤسسات التعليمية والأهلية والشركات الخاصة والمصانع والمعامل، ودعوة 15 مليون بنغلاديشي مغترب إلى عدم تحويل أي أموال عبر المصارف.
وبينما تدخّل الجيش للمساعدة في استعادة النظام في أعقاب الاحتجاجات السابقة، انضم بعض ضباط الجيش السابقين إلى الحركة الطلابية، وقام قائد الجيش السابق الجنرال إقبال كريم بويان بتحويل صورة صفحته الشخصية على فيسبوك إلى اللون الأحمر في إظهار للدعم.
من جانبه، قال قائد الجيش الجنرال وقار الزمان إنه وجّه عناصر مؤسسته العسكرية إلى ضمان سلامة وأمن حياة المواطنين ومؤسسات الدولة الحيوية في كل الظروف، قائلا إن الجيش رمز ومحل الثقة لدى الشعب، وإنه طالما وقف إلى جانب الشعب وسيظل دائما معه وسيعمل لمصلحته وفي خدمة ما تحتاجه الدولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تحريض إسرائيلي على التواجد العسكري المصري في سيناء.. ودعوات لعدم التصعيد
تواترت في الأيام الأخيرة حالة التحريض الإسرائيلية على مصر، ومزاعم عن تعزيز قواتها المسلحة في سيناء، وانتهاكها لاتفاقية السلام، وصولا لاحتمال نشوب حرب، فيما ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتضمن أدلة فوتوغرافية لدبابات وناقلات جنود مدرعة ووسائل لوجستية وجنود مصريين يدخلون شبه الجزيرة.
يهودا بلانغا الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، زعم أن "مصر بنت منذ 2004 قرابة 60 معبرا من الجسور والأنفاق في قناة السويس، وأنشأت عشرات مستودعات الذخيرة ومواقع التخزين تحت الأرض والمراكز اللوجستية ومستودعات الوقود في سيناء، مما يعني رسم صورة مقلقة للوضع، لاسيما وأن العقود الأخيرة، خضع جيشها لترقية جادة، حيث تم تعزيز بنيته العسكرية منذ وصول السيسي للسلطة، وزاد من مشاركة جيشه في الاقتصاد والسياسة المحلية، ومنذ 2014 سرّع من عملية تحديث قواته المسلحة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "السبب المعلن في كل هذه التطورات تمثل بالحاجة لمكافحة المجموعات المسلحة في سيناء، وإظهار القوة ضد إثيوبيا التي بنت سدّ النهضة، وتهدّد بتجفيف نهر النيل؛ ومنع توسع نفوذ إيران في المنطقة، ومنه تمدّد العمليات المسلحة من الحدود الغربية مع ليبيا إلى مصر".
وادّعى الكاتب أن "داعش وإثيوبيا وليبيا ليست سوى ذريعة، لأنه في الممارسة العملية، منذ الأزل، ورغم اتفاق كامب ديفيد، يعامل المصريون الإسرائيليين كأعداء، في النظام التعليمي والثقافة ووسائل الإعلام، ووصفهم بالغول الظالمون، المحتل الأجنبي القاتل، الإمبريالي الذي يهدد السلام في المنطقة، وبالتالي فإن التطبيع لديهم ليس على الأجندة، ويظهر انزعاج الجمهور المصري واضحا عقب أي عدوان إسرائيلي في غزة أو لبنان".
وأوضح أنه "بعد أن هدّد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بتجميد المساعدات العسكرية لمصر بعد وصول السيسي للسلطة في 2013، دعا الشارع المصري بحركاته السياسية المختلفة لإلغاء اتفاق كامب ديفيد، وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، كما تنبع صورة "العدو الإسرائيلي الأبدي" لدى المصريين من حاجز نفسي، بزعم أن "إسرائيل" دولة صغيرة حديثة نجحت بجعل الصحراء قاحلةً؛ ومجتمعها متماسك، رغم نزاعاته الداخلية؛ والتحديات والتهديدات التي تواجهها، وبعضها وجودي، فيما تفشل مصر بذلك".
وأشار إلى أنه "من أجل الرد على التهديد الإسرائيلي، تمتلك مصر جيشًا هو الحادي عشر من حيث الحجم في العالم، ويتضمن قوة جوية ضخمة تضم 600 طائرة، منها 350 مقاتلة، وقوة مدرعة تضمّ 5300 دبابة، وإجمالي 460 ألف جندي نظامي، و480 ألف احتياطي، مع أنه بالنظر لهذه البيانات نكتشف أنه جيش عفا عليه الزمن، ويحاول إبراز قوته الوطنية، واعتزازه بالنفس داخلياً وخارجياً، وفي الساحة العربية الداخلية، بصورة قوة إقليمية، لأن نصف دباباته تعود للحقبة السوفيتية، وفيما تحوز قواته الجوية 168 طائرة إف-16، لكن بقيتها من طراز ميراج وميغ29".
وأوضح أن "انهيار السلام، واندلاع حرب بين مصر ودولة الاحتلال، يشكلان خطا أحمر بالنسبة للأميركيين، وخطوة من شأنها أن تؤدي لأزمة مدمرة في العلاقات مع واشنطن، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة مصر على خوض حرب طويلة إذا قررت واشنطن قطع إمدادات الذخيرة وقطع الغيار عن جيشها، وهل يستطيع الكمّ المصري التغلب على النوع الإسرائيلي، وقد كانت آخر حروبهما عام 1973".
واستدرك الكاتب الإسرائيلي بالقول إنه "على عكس الاتجاهات الشعبية، فقد اختارت مصر بكل أنظمتها المختلفة: حسني مبارك ومحمد مرسي من الإخوان المسلمين، وعبد الفتاح السيسي، الحفاظ على السلام مع دولة الاحتلال، لأنه يشكل أساساً للاستقرار الداخلي، وأرضية للتعاون والمساعدة من الغرب، والقدرة على توجيه الميزانيات نحو التنمية المحلية".
وختم بالقول إن "كل هذه الأسباب صحيح أنها لا تجعل الجيش المصري أقل تهديدا، خاصة بناء بنيته التحتية العسكرية في سيناء، لكن دون الحاجة لتصعيد الخطاب الإسرائيلي، أو خلق تهديد موازٍ تجاه مصر، بل يمكن الاحتجاج، والمطالبة بالتفسيرات، وحل النزاعات بقنوات الاتصال القائمة بين تل أبيب والقاهرة، لأن السلام في النهاية مصلحة متبادلة".