نقاط القوة والضعف لكامالا هاريس في مواجهة ترامب
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
يشكل سجل المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس -في مجال الهجرة- واحدة من نقاط ضعفها الرئيسية أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومن المرجح أن يستغلها بشكل جيد الجمهوريون في محاججاتهم ضدها.
وتحتاج هاريس إلى جذب الديمقراطيين المعتدلين والجمهوريين الوسطيين -إلى صفها- دون فقدان دعم اليساريين، وسيكون اختيار نائب الرئيس حاسمًا لتحقيق التوازن في حملتها، فلم يتبق أمامها سوى 3 أشهر لإقناع الناخبين.
وتقول الكاتبة شارلوت لالان -في تقرير نشرته صحيفة "لكسبرس" الفرنسية- إن هاريس تعمل وفريقها جاهدين لتجنب أخطاء حملة 2019 عندما كانت تتنافس في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لحزبها، وكانت عضوا في مجلس الشيوخ عن أكبر ولاية بالبلاد (كاليفورنيا) وحلت في مقدمة استطلاعات الرأي بداية حملتها الانتخابية، ثم حدث الانهيار بعد أن اتخذت عدة قرارات خاطئة بالتعامل مع خصومها، وتقييمها للقضايا التي تهم الولايات المتحدة مثل إصلاح نظام الرعاية الصحي.
الهجرة غير النظاميةكانت إدارة أزمة الهجرة غير النظامية على الحدود المكسيكية هي المهمة الرئيسية التي أوكلها الرئيس جو بايدن إلى نائبته، لكنها لم تنجح بالتعامل معها، وفق الكاتبة.
ويوضح تشارلز كوبشان -وهو مستشار للرئيس السابق باراك أوباما– أن خطة هاريس الأولية هي محاولة تحسين ظروف الحياة في بلاد المصدر مثل السلفادور وهندوراس وغواتيمالا لمنع الهجرة منها، وهي سياسة مشابهة لسياسة الاتحاد الأوروبي في أفريقيا.
وأضاف كوبشان أن إدارة بايدن كانت ملتزمة بتحقيق سياسة هجرة أكثر إنسانية من سياسة ترامب، مما أدى إلى زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين.
وعام 2022، تعامل وكلاء الجمارك وحماية الحدود في الولايات المتحدة مع أكثر من 2.1 مليون مهاجر، وهو رقم قياسي يتجاوز بكثير الرقم السابق المسجل عام 2021، وكان 1.7 مليون.
وأشارت الكاتبة إلى أن نجاحات هاريس في منصب المدعي العام -الذي شغلته في سان فرانسيسكو من 2004 إلى 2011، ثم في كاليفورنيا من 2011 إلى 2017، ساعدتها في إثبات جدارتها بعيدا عن هذه الإخفاقات.
شرائح متعددةويتحتم على هاريس الموازنة بين الأحزاب الديمقراطية واليساريين، إذ يعتبر البعض أن هذه المرشحة تميل نحو اليمين في موقفها من القضايا الأمنية، مما قد يجذب الجمهوريين المعتدلين والوسطيين والديمقراطيين، ولكنه عرضها من قبل لانتقادات من قبل الجناح اليساري في حزبها، وفق التقرير.
كما تعد هاريس أيضًا تقدمية للغاية بالنسبة للمعتدلين بسبب مواقفها اليسارية بشأن الضرائب، ويلخص الأمر ألكسيس بويسون، وهو صحفي مستقل مقيم بالولايات المتحدة، قائلا "مشكلتها أنه يُنظر إليها على أنها حازمة للغاية بالنسبة للتقدميين وتقدمية للغاية بالنسبة للمعتدلين بسبب مواقفها اليسارية بشأن الضرائب".
وتقول الكاتبة إن على هاريس أن تجد طرقًا للتواصل مع الناخبين في مناطق الريف على الرغم من خلفيتها الحضرية.
اختيار نائب الرئيس
ووفق الكاتبة، يعتبر مارك كيلي -عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا- خيارا حكيما كنائب للرئيس نظرا لموقفه الصارم من الهجرة، ولكن إذا ترك منصبه الحالي فسيفتح المجال لمنافس ديمقراطي أقل شعبية، وقد يؤثر ذلك سلباً على فرص فوز الحزب بانتخابات الكونغرس عام 2026.
كما يعد جوش شابيرو (حاكم ولاية بنسلفانيا) خيارا محتملا لقدرته على جذب الناخبين بالولايات المتأرجحة. ولكن، يمكن أن يكون آخرون مثل تيم والز (حاكم ولاية مينيسوتا) أو آندي بشير (حاكم ولاية كنتاكي) أكثر فاعلية لمقدرتهم على مخاطبة الناخبين الريفيين، وهو جمهور مهم بالنسبة لحملة هاريس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
جرينلاند تختار التغيير.. فوز مفاجئ للمعارضة في مواجهة ضغط ترامب
نوك"أ.ف.ب": حققت المعارضة فوزا مفاجئا في الانتخابات التشريعية في جرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي يثير مطامع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تقدم لحزب ناليراك القومي المطالب باستقلال الجزيرة في أسرع وقت.
وأظهرت النتائج الرسمية أن الحزب الديموقراطي (يمين وسط) الذي يصف نفسه بأنه "ليبرالي اجتماعي" ويدعو كذلك إلى الاستقلال ولكن على مدى أطول، حصل على 29.9% من الأصوات وزاد حصته بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بانتخابات عام 2021.
وتضاعفت نسبة تأييد حزب ناليراك القومي لتصل إلى 24.5%.
لم يسبق أن حظيت انتخابات في جرينلاند بمثل هذا الاهتمام الدولي، وهو يأتي عقب إعلان ترامب مطامعه بالاستحواذ على هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالموارد في المنطقة القطبية الشمالية.
وأعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب السكان الأصليين إنويت أتاكاتيجيت اليساري الناشط في حماية البيئة، "نحترم نتيجة الانتخابات"، بينما أقرّ زعيم حزب سيوموت، الشريك في الائتلاف الحاكم، بالهزيمة، بعد أن حلّ الحزبان في المركزين الثالث والرابع تواليا.
ونظرا لعدم فوز أيٍّ حزب بأغلبية مقاعد البرلمان وعددها 31، ستُجرى مفاوضات لتشكيل ائتلاف في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن تحدد الحكومة المقبلة جدولا زمنيا للاستقلال الذي تدعمه أغلبية كبيرة من سكان غرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة.
وقال زعيم الحزب الديموقراطي ينس فريدريك نيلسن (33 عاما)، وهو بطل غرينلاند السابق في رياضة البادمنتون، إن "الديموقراطيين منفتحون على الحوار مع جميع الأحزاب ويسعون إلى الوحدة، لا سيما في ظل ما يحدث في العالم".
وأعرب عن دهشته لفوز حزبه بقوله "لم نتوقع أن تُسفر الانتخابات عن هذه النتيجة، ونحن سعداء جدا بها".
حاول ترامب الذي أكد تصميمه على ضم الجزيرة "بطريقة أو بأخرى" حتى اللحظة الأخيرة التأثير على التصويت. وفي ما يمكن أن يدلل على ذلك، كانت نسبة المشاركة في انتخابات الثلاثاء أعلى من المعتاد، وفق مسؤولين عن تنظيمها.
ويقول سكان الجزيرة الذين ينتمي 90% منهم إلى شعب الإنويت الأصلي إنهم سئموا من معاملة الدنمارك لهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ويتهمون القوة الاستعمارية السابقة بأنها عملت تاريخيا على خنق ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية لهم وفصل أطفالهم عن عائلاتهم.
وتدعم جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في غرينلاند الاستقلال، لكنها تختلف حول الإطار الزمني.
يتوق حزب ناليراك لنيل الاستقلال بسرعة. وقال رئيسه بيلي بروبرغ لفرانس برس "يمكننا القيام بذلك بنفس الطريقة التي خرجنا بها من الاتحاد الأوروبي (عام 1985). استغرق ذلك ثلاث سنوات. واستغرق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاث سنوات. لماذا سيستغرق (الاستقلال) وقتا أطول؟".
لكن آخرين يفضلون الانتظار حتى تستقل الجزيرة ماليا. فغرينلاند التي يغطي الجليد 80% منها، تعتمد اعتمادا كبيرا على مصايد الأسماك وهو قطاع يُمثل جميع صادراتها تقريبا، وعلى الدعم الدنماركي السنوي الذي يزيد عن 565 مليون دولار، أي ما يعادل خُمس ناتجها المحلي الإجمالي.
يعتقد حزب ناليراك أن غرينلاند ستتمكن قريبا من الاعتماد على نفسها بفضل احتياطياتها المعدنية غير المستغلة، بما في ذلك المعادن النادرة الضرورية للتحول الأخضر.
لكن قطاع التعدين ما زال في بداياته، ويواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكاليف جراء قسوة مناخ جرينلاند والنقص في البنية التحتية.
طرح ترامب فكرة شراء جرينلاند خلال ولايته الأولى، وهو عرض رفضته السلطات الدنماركية والمحلية. وكرر ذلك مع عودته إلى البيت الأبيض بإصرار أكبر، رافضا استبعاد استخدام القوة، ومتذرعا بحماية الأمن القومي الأمريكي، وسط تزايد الاهتمام الصيني والروسي بالمنطقة القطبية الشمالية.
والأحد، قبل ساعات قليلة من الانتخابات، دعا ترامب سكان جرينلاند إلى "أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم، الولايات المتحدة الأميركية"، واعدا إياهم بأنهم سيصبحون أثرياء.
ولكن أحدث استطلاع للرأي حول هذه القضية نُشر في يناير، أظهر أن 85% من سكان جرينلاند يعارضون فكرة ترامب.
وقال الناخب أندرس مارتينسن (27 عاما)، وهو موظف في مصلحة الضرائب، لفرانس برس "الكثير من سكان غرينلاند ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل مختلف مع ترامب رئيسا، وهم أقل ميلا للتعاون حتى لو كان هذا ما يرغبون فيه حقا".
أحدثت تصريحات ترامب صدمة خلال الحملة الانتخابية. وقال حزب ناليراك إنها منحتهم ورقة ضغط قبل مفاوضات الاستقلال مع الدنمارك.
لكنها أثارت أيضا قلق بعض مؤيدي الاستقلال، مما جعل استمرار العلاقات مع كوبنهاغن أفضل في نظرهم، على الأقل في الوقت الحالي.
وقال ناخب عرّف عن نفسه باسم إيتوكوسوك إن "البقاء جزءا من الدنمارك أهم من أي وقت مضى الآن، لأنني أعتقد أن الدنمارك كانت في المحصلة جيدة معنا. إذا حصلنا على الاستقلال، فقد يزداد ترامب شراسة، وهذا ما يُخيفني".