شهدت العاصمة المؤقتة (عدن)، أمس السبت، تظاهرات غاضبة، للمطالبة بالكشف عن مصير المقدم علي عشال الجعدني، إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم من الإمارات- واجهها بالقمع والاعتقالات، بل وإطلاق الرصاص الحي، التي تسببت بمقتل أحد المتظاهرين، حتى الآن.

ويبدو أن جريمة اختطاف وإخفاء المقدم علي عشال، في عدن، لن تمر كما تصوّر فاعلها، فلمظاهرات الغاضبة، التي جابت شوارع عدن، في طريقها إلى ساحة العروض، تقول إن الوضع الأمني في عدن لم يعد مقبولا، وإن بقاء العاصمة المؤقتة للبلاد خاضعة لمجموعة من المجرمين، أو المجرمين المحتملين، بات من الماضي، خاصة بعد كشف خيوط الجريمة.

وكانت إدارة أمن العاصمة المؤقتة (عدن) كشفت عن خيوط جريمة اختطاف المقدم عشال، التي أوصلت التحقيقات إلى مستوى عالٍ من المسؤولين، الذين ظلت عدن، طوال السنوات الماضية، تعتمد عليهم كمسؤولين لمكافحة الإرهاب، فأصبحوا مسؤولين عن جريمة تحمل كل صفات الإرهاب.

هذه التظاهرات، التي شارك فيها مختلف فئات المجتمع، وقواه الاجتماعية والسياسية، هل يمكن أن تكون خطوة حقيقية في طريق إعادة الأمور إلى طريقها الصحيح، وإنقاذ عدن وأبنائها، والكشف عن مصير المخفيين، وتسليم الأجهزة الأمنية لعناصر مستقلة سياسيا، ومؤهلة أمنيا وإداريا، ولاؤها الوحيد للدولة، أم أن هذه مجرد آمال وأحلام ومطالب ما تزال بعيدة المنال؟

يقول المحلل السياسي، حسن مغلس لتلفزيون بلقيس: "أبناء عدن، وأبناء الجنوب بشكل عام، يتحملون انتهاكات وجرائم المجلس الانتقالي بحقهم، منذ تسع سنوات، من اعتقالات وتعذيب وقتل".

وأضاف: "تظاهرة أمس التضامنية، مع قضية المقدم علي عشال، لم تكن وليدة اللحظة، وإنما نتيجة تراكمات وضغوط على الناس، لكن قضية عشال جاءت القاصمة، حيث كان لا يسمع للأمهات التي تئن كل يوم، طوال السنوات الماضية، وهن يذهبن للبحث عن أبنائهن في السجون، بينما العصابة مستمرة في عمليات الاختطاف والإخفاء بحق الأبرياء".

وتابع: "خروج الناس، يوم أمس، له معانٍ كثيرة، منها أن الانتقالي عندما يقول إنه مفوّض من شعب الجنوب، وأن أبناء الجنوب معه، بينما ها هم أبناء الجنوب خرجوا لإثبات أنهم لم يفوّضوه، وكسروا شوكته على الأقل".

وأردف: "الانتقالي عندما يقول إن الشعب معه ها هو الشعب يقول كلمته بأنه ليس مع الانتقالي، ولهذا قام الانتقالي بمواجهته بإطلاق الرصاص على مواطنين سلميين خرجوا من أجل مطالب سلمية".

وزاد: "الخطأ ليس من المتظاهرين، وإنما من اللجنة الأمنية في عدن، التي أعطتهم مهلة عشرة أيام، ثم اعتذرت، وبعدها خرجت ببيان، أرادت من خلالها أن تقول للشعب هذا القفاز (يسران المقطري) نحن رميناه، فذهب وتابع بعده، بينما اليد التي تخرّب في عدن لا تزال قائمة، وتريد قفازا آخر لتعبث به".

وقال: "يسران المقطري، قائد ما يسمى بجهاز مكافحة الإرهاب التابع للمجلس الانتقالي، المتهم بقضية اختطاف وإخفاء علي عشال، اُستخدم كقفاز قذر لتمكين المجلس الانتقالي من السيطرة والحكم".

وأشار إلى أن "الدور، الذي كان يلعبه يسران وجماعته، هو الانتقام من كل من خرج وقاوم مليشيا الحوثي وعفاش، وغالبية هؤلاء في السجون، منذ ٩ سنوات".

يرى رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، الصحفي فتحي بن لزرق، أن "ما يحدث في عدن ما هو إلا نتائج لزراعة خاطئة، فالطريق الخاطئة دائما ستوصلنا إلى نتيجة خاطئة".

وقال: "نحن وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم بسبب أن المؤسسات الأمنية، والطريقة التي أديرت بها خلال الـ10 سنوات الماضية، كانت تشوبها الكثير من الأخطاء".

وأضاف: "كانت هناك أصوات مرتفعة، خلال السنوات الماضية، وطالبت بإصلاح المؤسسات الأمنية، وتطهيرها من الفاسدين، ومن الانتهاكات التي حدثت، لكن في المقابل كان الصمت هو السائد، بل كان هناك تبرير لأشياء كثيرة جدا حدثت في إطار هذه المؤسسات".

وأشار إلى أن "قضية عشال هي القطرة التي فاض بها الكأس، لا أكثر ولا أقل، فهناك قضايا مشابهة لقضية عشال حدثت، خلال السنوات الماضية، لكن -للأسف الشديد- ربما لظروف موضوعية لم تلقَ حظها من الانتصار، وذهب فيها الكثير من الضحايا أدراج الرياح".

وتابع: "الجميل اليوم في قضية عشال أنها أثارت المجتمع بشكل كبير، وربما أوصلت المجتمع إلى نقطة قال فيها كلمته، وضج من الوضع الحالي، لذا يجب الاستماع لمطالب الناس".

وأردف: "الجميل أيضا في هذه القضية أن المجلس الانتقالي، -باعتباره القوة الحاكمة- تعاطى إيجابا، واعترف بوجود أخطاء وسلبيات، وسارع بشكل أو بآخر لإدانة المتهمين الرئيسيين في القضية، وعزلهم من مناصبهم الأمنية".

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المجلس الانتقالی السنوات الماضیة قضیة عشال علی عشال فی عدن

إقرأ أيضاً:

تأجيلات أم تكتيك سياسي؟ ماذا يحدث وراء كواليس الانسحاب الأميركي؟

7 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: يحيط الغموض والتناقض، تصريحات المسؤولين العراقيين والامريكيين حول انسحاب القوات الأميركية من العراق، حيث تتباين التصريحات بين تأكيدات على وجود خطة محددة وبين تصريحات أخرى تنفي وجود إعلان رسمي. يأتي هذا التناقض في وقت حساس يشهد تصاعداً في التوترات الإقليمية. وبينما يصر المسؤولون العراقيون على وجود جدول زمني متفق عليه للانسحاب، تخرج تصريحات متضاربة من الجانب الأميركي، مما يعزز الشعور بعدم اليقين حول المسار المستقبلي للعلاقات بين البلدين.

وتتسم التصريحات المتناقضة من الجانب العراقي والأميركي حول انسحاب القوات من العراق بالارتباك وعدم التماسك.

فمن جهة، أكد مسؤول عراقي كبير أن هناك اتفاقاً نهائياً بشأن توقيتات انسحاب قوات التحالف، حيث تم الاتفاق على خطة خروج تدريجي للقوات بحلول سبتمبر 2025، مع إنهاء الوجود العسكري بحلول نهاية العام التالي.

ومن جهة أخرى، تأتي تصريحات متناقضة من مسؤولين أميركيين تشير إلى أن واشنطن لم تتخذ قراراً بالإعلان عن هذا الانسحاب بعد.

هذا التضارب يثير تساؤلات حول جدية الالتزام بتنفيذ خطة الانسحاب.

وبينما تشير بعض المصادر إلى أن التصعيد الأخير في المنطقة قد أجّل الإعلان النهائي، فإن الجانب الأميركي لا يزال يتعامل مع الأمر بحذر، ويترك المجال مفتوحاً لإمكانية تأخير إضافي.

و التصعيد الإقليمي يؤثر بشكل مباشر على سير المفاوضات، حيث تم إرجاء الإعلان عن الاتفاق أكثر من مرة بسبب التوترات المستمرة، وهذا ما أكده المسؤول العراقي الذي أشار إلى أن الإعلان عن نتائج المباحثات النهائية تم تأجيله مراراً بسبب هذا التصعيد.

رغم هذا، فإن الحكومة العراقية اتخذت خطوات لتقنين العلاقة المستقبلية مع دول التحالف، حيث أعلنت في وقت سابق عن تشكيل اللجنة العسكرية العراقية-الأميركية المشتركة.

ووفقاً للمسؤولين، ستتحول العلاقة بين العراق وأميركا إلى شراكة في مجال التدريب وتبادل الخبرات، بدلاً من الوجود العسكري المباشر.

ويعكس التناقض في التصريحات حول انسحاب القوات الأميركية من العراق التوتر السياسي والأمني في المنطقة.

وبينما يسعى الجانبان للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، يبدو أن العوامل الإقليمية والسياسية تواصل لعب دور كبير في تأخير الإعلان الرسمي عن الخطة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحدث؟ تعزيزات عسكرية وتهديدات متبادلة بين قوات الانتقالي ومسلحي حلف قبائل حضرموت غرب المكلا
  • الأرصاد تحذر من حالة الطقس.. ماذا يحدث خلال الـ72 ساعة المقبلة؟
  • ماذا يحدث في البحر الأحمر؟ توقف الحركة المرورية
  • ماذا يحدث عند النوم على ضوء التلفاز؟.. أمراض خطيرة في انتظارك
  • ماذا يحدث للكبد والدماغ ومستويات السكر بسبب تناول ‘الموز’’ على معدة فارغة؟
  • تأجيلات أم تكتيك سياسي؟ ماذا يحدث وراء كواليس الانسحاب الأميركي؟
  • قبائل أبين تشارك في "مليونية عشال" الثالثة للمطالبة بالكشف عن مصير "الجعدني" ومحاسبة قيادات الانتقالي
  • ماذا دمر الجيش الإمريكي من قدرات الحوثيين خلال الـ24 ساعة الماضية؟
  • اليوم ستثبت أبين للجميع انها محافظة رجال الدولة في مليونية عشال
  • بيانٌ إسرائيلي عن آخر قصفٍ طال الجنوب.. ماذا فيه؟