مع احتفال نتانياهو بـ الضربات الساحقة.. إسرائيليون يخشون على حياة الرهائن
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
بينما يحتفل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بما يراه انتصارات كبرى على حركة حماس وحزب الله، فإن المزاج العام في تل أبيب بعيد كل البعد عن الاحتفال، وسط تخوفات على حياة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، حسبما يشير تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.
مخاوف من "هجوم إيراني"وغالبا ما تعج مدينة تل أبيب المدينة الساحلية التي يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة بالحشود في عطلة نهاية الأسبوع، وكانت أكثر هدوءًا من المعتاد، وسط مخاوف من هجوم إيراني ردا على الاغتيالات التي نفذت ضد قادة حماس وحزب الله في الأيام الأخيرة.
وتتأهب إسرائيل لرد إيران وحزب الله على مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير بالجماعة اللبنانية في بيروت، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران.
بعد اتهامها إسرائيل.. كيف سترد إيران على "مقتل هنية"؟ بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، واتهام إسرائيل بـ"الضلوع في الاغتيال"، تثار تساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني وتداعياته ومدى إمكانية تسبب ذلك في "اشتعال حرب إقليمية في المنطقة".وقال جيش الدفاع الإسرائيلي إنه في "حالة تأهب قصوى"، وأفادت المتاجر الكبرى الإسرائيلية عن ارتفاع في التسوق للسلع الأساسية حيث يقوم المواطنون بتخزينها.
مخاوف على "حياة الرهائن"لا يزال أربعة من أقارب الإسرائيلية، يفعات زيلر، محتجزين في غزة من قبل حماس، وهم ابنة عمها شيري وزوجها ياردين، إلى جانب ابنيهما، أرييل، 4 سنوات، وكفير، الذي قضى عيد ميلاده الأول في الأسر في يناير.
وتم اختطاف عائلة زيلر من كيبوتس نير أور في 7 أكتوبر عندما شنت حماس هجوما على إسرائيل.
في نوفمبر، أصدرت حماس مقطع فيديو لياردين بيباس يلقي باللوم على نتنياهو في وفاة زوجته وطفليه في غارة جوية، ولم تتمكن "سي إن إن" من التأكد من صحة تلك الادعاءات.
ولم يتمكن موقع "الحرة" من التأكد من صحة ذلك أيضا من خلال مصادر مستقلة.
ومن جانبها، قالت زيلر لـ"سي إن إن"، إنها محبطة من الحكومة الإسرائيلية لأنها "لا تستمع إلى ما يقوله الناس في الشوارع".
وأضافت: أشعر أنهم (الحكومة) لا يسمعون الناس في الشوارع وهم يهتفون بأن أولويتنا هي استعادة الرهائن".
استعادة الرهائن "الأولوية"وأظهرت استطلاعات الرأي مرارا وتكرارا أن أغلب الإسرائيليين "يعطون الأولوية لإطلاق سراح الرهائن على استمرار الحرب".
وكشف استطلاع رأي أجراه مؤخرا "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" أن 56 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة.
وأظهر الاستطلاع كذلك أن "معظم الإسرائيليين اليمينيين لديهم شهية أكبر للحرب".
وأشار الاستطلاع إلى أن "أغلبية كبيرة من اليسار والوسط يعتبرون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن أولوية قصوى، في حين أن الأغلبية من اليمين تعطي الأولوية لعملية عسكرية في رفح".
وتضاءلت الآمال في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح عائلة زايلر، إلى جانب أكثر من مائة رهينة آخرين، على مدار الأشهر العشرة الماضية من الحرب.
ولم يؤد تصاعد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط إلا إلى إثارة أسوأ المخاوف، حيث تخشى زيلر أن تستيقظ ذات يوم لتجد أن جميع الرهائن قد قُتلوا، على حد قولها، "لأنهم (حماس) قرروا أنه ليس لديهم ما يكسبونه منهم".
"ننتظر هجوما"مع قلق العائلات على أحبائهم في غزة، يستعد أولئك في إسرائيل لرد إيراني محتمل، وهي الخطوة التي قد تغرق الشرق الأوسط في حرب شاملة تجر لاعبين إقليميين آخرين وربما الولايات المتحدة، حسبما تشير "سي إن إن".
وقال إيتاي أوفيد، 29 عاما:" نحن ننتظر هجوما، هذا هو الشعور العام الآن"، مضيفا أنه "في حين اعتاد الإسرائيليون على الهجمات، فإن الكثيرين أيضًا متعبون".
وأضاف:" إن الإنجازات (الاغتيالات) جيدة، ولكن دعونا ننهي هذا الأمر.. نحن متعبون، الجميع متعبون".
ومن جانبها، قالت ألونا ليلشوك، 31 عاما، إن هذه الحرب تبدو مختلفة، على الرغم من ذلك، ويرجع ذلك أساسا إلى وجود رهائن ما زالوا في الأسر.
وأضافت:" لا يمكننا أن نكون فخورين للغاية.. نحن بحاجة إلى أن نكون متيقظين، لا يمكننا الاحتفال".
أما زيلر فتشعر بالقلق من أن مخاوفها بشأن الرهائن تصبح أقل "شرعية" في نظر العالم مع استمرار الحرب وارتفاع أعداد القتلى في غزة، وخاصة مع فقدان إسرائيل بشكل متزايد للدعم الدولي لحملتها العسكرية في الجيب الفلسطيني.
كما تشعر بالقلق على الأطفال، الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين سيضطرون إلى النمو وهم يحملون جراح هذه الحرب المطولة.
وقالت زيلر: "الأطفال الذين سيكبرون بعد هذه الحرب سيبقون يحملون هذا الجرح وهذا الخوف وهذا الألم.. على الجانبين".
تعزيزات بالشرق الأوسط.. هل الحرب الإقليمية على الأبواب؟ "حرب إقليمية تطرق أبواب منطقة الشرق الأوسط وستؤدي لنتائج كارثية، إذا لم تتدخل الولايات المتحدة لوقف التصعيد"، هكذا يتحدث عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين عن التطورات التي تشهدها المنطقة في ظل "التوتر" بين إسرائيل وحلفائها من جانب وإيران ووكلائها من جانب آخر.واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 39550 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لإطلاق سراح سی إن إن من جانب فی غزة
إقرأ أيضاً:
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
كان ظهور مقاتلي حماس المدجّجين بالسلاح في أثناء تسليم الرهائن الثلاثة الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى الصليب الأحمر يوم الأحد بمثابة تذكير كريه، لمن يحتاج إلى تذكير، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الأسبوع الماضي معلّق بخيط رفيع - وقد يتهاوى في أي لحظة.
تكمن المشكلة الأساسية، مستقبلًا، في أنه لا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا قيادة حماس المعاد تشكيلها، يريدان حقا للهدنة أن تستمر. فقد قام دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإرغام نتنياهو -وهو مجازيا يركل ويصيح- فوافق على الصفقة.
فعلى مدى أشهر عديدة، قاوم نتنياهو -وهو نفسه رهينة لدى حلفاء الائتلاف اليميني المتطرف- المقترحات التي طرحها الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في مايو الماضي. ولكن هل من المعقول أن نفترض أن نتنياهو قد يتخلى عن هذه التهدئة؟ ويبدو الآن أن موافقته التي يحتمل أن تكون مؤقتة ناجمة إلى حد كبير عن رغبته في ألا يفسد حفل تنصيب ترامب في واشنطن.
لقد تردد، قبل حتى أن يجف حبر الصفقة، أن نتنياهو طمأن الوزراء الساخطين إلى أن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل. ويقال إنه وعد المتشددين إيتمار بن غفير، الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بذلك، بأنه سوف يستأنف الحرب عما قريب.
من المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ويجب أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي تدعو إلى الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل وتحرير جميع الرهائن الأحياء في مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين، في موعد لا يتجاوز خمسة عشر يوما من الآن. ومن المستبعد أن تبدأ هذه المفاوضات.
فقد كتب أمير تيبون، المحلل في صحيفة هآرتس يقول إن «لدى نتنياهو طريقتين لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب. الأولى هي ببساطة تعطيل مفاوضات المرحلة الثانية... وإضاعة الوقت. وقد مارس هذا مرات عدة مع فريق بايدن الذي اتسم إما بالضعف الشديد أو العزوف عن الاعتراف بحقيقة هذا التخريب».
«والثانية هي إثارة اندلاع العنف في الضفة الغربية. وقد اشتعلت النيران هناك بالفعل، إذ أشعل المستوطنون المتطرفون النار في المنازل والسيارات في العديد من القرى الفلسطينية ليلة الأحد، في الوقت الذي كان فيه ملايين الإسرائيليين يحتفلون بعودة الرهائن الثلاثة».
وما عنف الضفة الغربية، سواء أثير عمدا أم لا، سوى أحد المحفزات المحتملة لاستراتيجية التخريب. قد يزعم نتنياهو أن حماس لا تمتثل للاتفاق، ولقد فعل ذلك بالفعل في نهاية الأسبوع، معطلا بدء وقف إطلاق النار لعدة ساعات. ومن بين الاحتمالات الأخرى التي علينا أن ننتظرها اندلاع اشتباكات مفاجئة وعشوائية قد تؤدي إلى تمزيق الهدنة في غزة و/أو لبنان.
الحق أن نتنياهو يواجه خيارا مصيريا خلال الأسبوعين المقبلين أو نحو ذلك. فمن خلال التخلي عن وقف إطلاق النار، قد يسترضي اليمين، ويحافظ على تماسك ائتلافه، ويستبقي نفسه في السلطة، ويتجنب التحقيقات في سياسته قبل السابع من أكتوبر القائمة على التسامح مع حماس وفشله في وقف أسوأ هجوم على اليهود منذ عام 1945. وفي حال استئناف الحرب، فلديه كما يقول وعد من ترامب بمدد غير محدود من الأسلحة.
أو قد يراهن على السلام، ويواجه غضب اليمين المتطرف ويخاطر بانهيار حكومته وبانتخابات مبكرة. ومن المتوقع أن يخوض نتنياهو حملته الانتخابية بصفته زعيم الحرب الذي هزم حماس، وأعاد بعض الرهائن إلى الوطن، وسحق حزب الله في لبنان، وألحق بإيران الضرر الكبير مرتين.
وبما أنه يقال إن نحو 60% إلى 70% من الناخبين الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب، فمن المحتمل أن يخرج نتنياهو على عادته طول عمره السياسي ويفعل الصواب. ومن شأن سلام دائم أن يكسبه نقاطًا إضافية لدى البيت الأبيض، ويمهد الطريق لترامب كي يواصل مشروعه المفضل، أي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وعزل إيران بوسائل غير عسكرية.
لكن المشكلة تكمن في أن حماس وحلفاءها من مسلحي الجهاد الإسلامي في غزة لا يريدون أيضًا لوقف إطلاق النار أن يستمر.
وقد وجَّهت استعراضها للقوة يوم الأحد، وإن كان محدودًا للغاية، رسالة استفزازية مفادها أن حماس نجت، وأنها لا تزال تسيطر على بقية الرهائن، وأنه لم تخلفها حتى الآن أي سلطة في غزة. وفي بيان صدر يوم الاثنين، تعهدت حماس بأن غزة «سوف تنهض من جديد» - تحت وصايتها المشكوك فيها.
ثمة حديث كثير عن إدارة مؤقتة من التكنوقراط مدعومة من مصر وقطر، وعن تولي السلطة الفلسطينية (التي تدير الضفة الغربية من الناحية النظرية) المسؤولية عن غزة. ولكن في الوقت الراهن، ليس لدى أحد السلطة أو الاستعداد لتولي الحكم - وحماس، بطبيعة الحال، تملأ الفراغ في السلطة. ويلام نتنياهو جزئيا في ذلك. فقد رفض لمدة خمسة عشر شهرا وضع خطط «اليوم التالي» أو حتى مناقشتها.
وحينما ننظر قدمًا إلى الأسابيع المقبلة، نجد أن الأمن في غزة قد يصبح قضية بالغة الأهمية مع عودة عشرات الآلاف من النازحين والجياع إلى منازلهم المحطمة وأحيائهم المدمرة وبدء محاولات استئناف حياتهم. وسوف تحاول حماس السيطرة على توزيع مساعدات الأمم المتحدة والوكالات المتحالفة معها، مثلما تسيطر على إطلاق سراح الرهائن من خلال الصليب الأحمر. وقد يتسبب هذا في تعميق الاضطراب وتصاعد الصراع الداخلي.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تبدأ حماس بسرعة في إعادة بناء قدراتها العسكرية، وقد ازدادت عزما عن ذي قبل، بعد الضربة القاضية التي تلقتها، على تكبيد إسرائيل ثمنا باهظا، فهي لا تزال على وعدها بتدميرها. وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن «صور مقاتلي حماس كانت تذكيرا صارخا بأن الجماعة الإرهابية لا تزال مسؤولة عن غزة».
وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون أن اثنتين فقط من كتائب الجماعة الأربع والعشرين لا تزالان تعملان.
ولكن يقال إن حماس تعيد تجميع صفوفها تحت قيادة محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، العقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر الذي قتلته إسرائيل في الخريف الماضي. وقال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنطوني بلينكن الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة تعتقد أن حماس جندت عددا من المقاتلين يساوي عدد من فقدتهم منذ بدء الحرب.ومثلما حدث في أزمات سابقة في الشرق الأوسط، ربما كان من المتوقع أن يتدخل الرئيس الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة لضمان التزام الجانبين بكلمتهما فيصبح وقف إطلاق النار سلاما دائما. لكن ترامب ليس من هذا النوع من الرؤساء. فقد كان يخشى من أن تطغى الحرب على يومه المنتظر. والآن سينصرف انتباهه إلى جهة أخرى. فهو لا يطرح خطة أو أفكارا جديدة - وكل ما يطرحه لا يعدو قوائم أمنيات وتهديدات وتحيزات.
وإذا ما قرر زعماء إسرائيل وحماس معاودة القتال في الأسابيع والأشهر المقبلة، فقد لا يكون ثمة من يوقفهم - برغم حقيقة أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم المتابع يتوقون إلى السلام.