” ما اكبر قُحمتكوا” .. قال لجنة خبراء قال !!
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
كتب نادر خطاطبة
” قُحمتهم كبيرة “، والقُحمة ورود الأمر العظيم الذي لايركبه أحد ، أو ركوب الاثم، وعليه يقرأ قرار جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية تشكيل ( لجنة من الخبراء )، لاختيار مدير جديد لمستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، في باب ” كبر القحمة “، التي يراد فيها التغطية على السبب الرئيس لمشاكل المستشفى المالية، المتمثلة بالرسمي واذرع النفوذ الأخرى، التي عاثت تصرفاتها فسادا وافسادا، أفضى لتردي واقعه علاجيا وخدميا، فبات عاجزا عن مجرد صرف حبات مسكن للصداع.
قبل أيام توفيت الطفلة زين ماهر عقاب، بعد غيبوبة ناجمة عن جفاف سببه حالة اسهال واستفراغ، تطلبت حالتها فحص الامونيا، لكن تعطل جهاز الفحص قاد والدها لمختبر خارجي اثبت ارتفاع نسبته بالدم، وجوبه اتصاله – اي الاب – مع طبيبها برد عدم توفر أدوية في المستشفى، لتضج مواقع التواصل وبعض الإعلام كالعادة ملقية الضوء على مشكلة المستشفى لأيام، وتسكن القضية ريثما نواجه بحادثة أخرى .
كبالع الموس على الحدين، توصيف ينطبق على تصريحات مدير مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي لـ #قناة_المملكة، قبل أيام، حيال أزمة نقص الأدوية ، الناجمة عن ضعف السيولة، جراء مديونية حكومية للمستشفى، واستباحته من عدة جهات رسمية، لسيل الإعفاءات الطبية المستحق منها وغير المستحق، والنتيجة كانت وصول حاله إلى أوضاع متردية لا يحسد عليها علاجيا وخدميا.
مقالات ذات صلة ابو عبود عن “الملكية العقارية”: نقل الأراضي للصناديق العامة يجب أن يكون محدد المدة 2023/08/08فالمدير الدكتور محمد الغزو، بدا أمام سيل الشكاوى، التي تطلبت وفق مقابلات التقرير، أخراج مرضى سرطان من المستشفى، بعبارة ” اطلع ودبر حالك “، وغيرها من حالات رصدت، بدا عاجزا ومرتبكا، في تبريراته، بل ومتملصا من الإجابات خاصة في المعلومات الرقمية حيال ذمم الحكومة، وجهات الإعفاء الأخرى كالديوان الملكي ووزارة الصحة .
ولا يلام د. الغزو أو يحسد على الوضع الذي هو فيه، إن هو كشف الحقائق بتجرد، غايته الصالح العام، فكلنا نعلم أن نهج الرسمي صاحب القرار للمؤسسات وتدخله فيها، تعاطيه مع كاشفي الحقائق أو الصراحة حيالها، يندرج باعتبارها زلات نهايتها ” أن روح اقعد ببيتك “، وهو ما سيحصل بعد قرار رئيس الجامعة تكليف لجنة الاختيار لمدير جديد من قبل ” خبراء “، وكأن الهموم والمشاكل مسبباتها إدارية.
قصة المستشفى وتسلط رسميين كثر بحكم مواقعهم على إدارته لقبول حالات محولة باعفاءات، ليست جديدة، وجذورها تعود لسنوات، واطاحت أو تكاد بسمعة المستشفى وإمكاناته وقدراته، والأسباب للاسف معروفة للقاصي والداني، لكن الكل يدير ظهره، وبذات الوقت يستمر في الضغط لقبول حالات محولة تحت بند ” الإعفاءات ” .
ما علينا .. بالنسبة للمدير الحالي للمستشفى د. الغزو ، فاخفاقه الوحيد الذي لم يهيء نفسه لمواجهته، رغم جسامة الضغوط الإدارية والمالية التي يتعرض لها ، هو الإشادة بجهد الرسميين ممن هم أعلى منه، من حيث رشد الحكومة ببذل الغالي والنفيس ضمانا لسلامة المرضى، ورئاسة الجامعة ومجلس امنائها الذي لايكل ولا يمل ضمانا لتوفير الاحتياجات، وكانت النتيجة أن فشل د. الغزو في إحداث حالة توازن ارضائي للجميع، بظل دين فاق المئة مليون دينار، ورفض سلاسل توريد الدواء الإفراج ولو عن حبة بندول واحدة، طالما الزبون ذمته المالية مشغولة بالملايين، ولا يملك إلا الوعود الكاذبة للسداد ..
قال لجنة خبراء.. قال ، ما اكبر قُحمتكوا ..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قناة المملكة
إقرأ أيضاً:
” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
بقلم : سمير السعد ..
” فصلية “الاغنية التي اثارت جدلا واسعا في احترام المرأة اوائل السبعينات
الذائقة في الاستماع واصالة الماضي بعبقها الجميل وحين كان الفن في صراع لايصال الصوت النقي واللحن الذي يرتقي بأي صوت من اجيال العظماء والسلسة طويلة لجادة الفن العربي برمته حيث كانت الكلمة هي القوة التي تسكن القلب والاذن وتؤثر في استلاب روحك لتكن انت مؤديها دون ان يشغلك شاغل او هاجس هكذا انطلق عبادي العماري كما يحلو للبعض تسميته انذاك.حيث تُعَدّ أغنية “فصلية” للفنان عبادي العبادي من أشهر الأغاني في عقد السبعينات، وهي من كلمات الشاعر جودت التميمي. تميّزت هذه الأغنية ليس فقط بجمال لحنها وكلماتها، بل بإثارتها لجدل مجتمعي هام حول احترام المرأة وحقوقها، الأمر الذي ساهم في تغيير بعض المواقف تجاه النساء ورفع الوعي بقيم احترامهن.وكان المستهل فيها :
جابوها دفع للدار
لا ديرم ولا حنة ولا ملكة
ولا دف النعر بالسلف
لا هلهولة لا صفكة
سألت الناس عن قصة هابنية
عجب جارو عليها لغير حنية
رديت بقلب مكسور
من كالولي فصلية
جاءت الأغنية في وقت كان المجتمع بحاجة إلى هذا الصوت الفني الذي يدعو لاحترام المرأة بشكل أوسع، حيث أُحدثت ضجة في الرأي العام واستدعت مراجعة سلوكيات وقيم اجتماعية من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة في المجتمع. وهذا الدور الذي قامت به أغنية “فصلية” يجسد بوضوح كيف يمكن للفن أن يكون رسالة سامية إذا تم توظيفه بشكل صحيح، إذ أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة لنشر القيم وتعزيزها.
الفن “كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف”
إلى جانب قضايا المرأة، يمكن أن يمتد تأثير الفن إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف. وبوصفه يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف. ومن هنا، يمكن للفنانين والشعراء توجيه رسائل تعزز من هذه القيم، وإثارة الوعي حول مخاطر التطرف بأشكاله المختلفة.
إن تجربة أغنية “فصلية” في السبعينات تعد نموذجًا حيًا على قدرة الفن على التأثير في مسار المجتمع، فالأغاني والقصائد التي تُعنى بقضايا مجتمعية أساسية يمكنها أن تكون سببًا في تغيير نظرة المجتمع، وترسيخ قيم تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. الفن هنا ليس مجرد رسالة ترفيهية، بل دعوة إلى احترام الآخر، وتجنب التطرف، واحتضان قيم التسامح والاعتدال.
يتجلى دور الفن كصوت للضمير المجتمعي، ليكون رسالة
أمل وسلام، وليحمل في طياته قيمنا الأصيلة ويعزز الوعي بأهمية احترام المرأة ونبذ العنف والتطرف. الفن، حين يتم توجيهه بحكمة، يبقى وسيلة فعّالة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا، قادرًا على التعايش بسلام مع اختلافاته، ورافضًا لكل أشكال العنف والتعصب.
في سياق تكريس الفن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تأتي أعمال الفنانين والمبدعين كرسائل سلام ودعوات للتعايش، بما يتماشى مع روح العصر التي تدعو إلى الوسطية. إن الفن قادر على التأثير في العقول والقلوب، وهو وسيلة فعّالة لنشر الذائقة التي تسمو بالجمال والتسامح، لا سيما عندما تتبنى الأغاني والشعر والدراما مواضيع اجتماعية تمس القضايا التي يعاني منها المجتمع، كنبذ العنف والتطرف.
إن تأثيره لا يقتصر على التسلية أو التعبير عن المشاعر، بل يتعداه ليصبح موجهًا للمجتمع نحو تبني سلوكيات إيجابية، وحافزًا للتغيير. ففي السبعينات، كانت أغنية “فصلية” نموذجًا رائدًا لتحدي المفاهيم التقليدية السائدة حول المرأة والمطالبة بتعزيز مكانتها وحقوقها. ومع تكرار مثل هذه الرسائل في الأعمال الفنية، يُزرع في المجتمع وعي جديد وراسخ حول أهمية احترام الآخر، بغض النظر عن جنسه أو فكره أو خلفيته الثقافية.
يمكن النظر إليه على أنه مرآة للمجتمع، تعكس قضاياه وتطلعاته وتعبر عن همومه. فعندما يستخدم الفن في نقل القيم النبيلة ،والتجذر من أسس واعية وبذلك يكون وسيلة فعالة للارتقاء بالمجتمع. إن الأغاني التي تناولت قضايا المرأة في السبعينات، كأغنية “فصلية”، كانت خطوة جريئة وضعت النقاط على الحروف بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد حملت هذه الأغاني رسائل واضحة تدعو لإعادة النظر في المعايير الاجتماعية، وتأكيد أهمية المعاملة العادلة والمساواة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه القيم تأخذ حيزها في وعي المجتمع، لتصبح جزءًا من ثقافته وتطلعاته نحو بناء مجتمع أكثر اعتدالاً وتسامحًا.
في النهاية، يمكن القول بأن الفن هو بوصلة أخلاقية تعبر عن ضمير المجتمع، وتشكل أحد أهم الوسائل لإيصال الرسائل الإنسانية السامية. فعندما يعبر الفنان عن قضايا مهمة مثل احترام المرأة، والتعايش السلمي، ونبذ العنف والتطرف، فإنه لا يقدم مجرد أغنية أو قصيدة، بل يبني جسرًا يصل بين الماضي والمستقبل، ويعزز قيمًا ستظل راسخة في نفوس الأجيال.
إذن “الفن” بهذا المعنى، هو رسالة سامية تستحق أن تُوظّف بالشكل الذي يعكس قيمنا الإسلامية السمحاء، ويعزز بناء مجتمع يزدهر بالتسامح والاعراف المجتمعية القادرة على خلق نواة تسمو بالفرد واحترام احقيته بالعيش الكريم .