خبير مصري يكشف دوافع الغرب الحقيقية للتدخل في النيجر
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تحدث الدكتور إسماعيل صبري مقلد، أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية تجارة أسيوط الأسبق، عن التطورات في النيجر ودوافع الغرب الحقيقة للتدخل فيها، حيث جاء ذلك في تصريحات خاصة لـRT.
وقال المحلل السياسي، إسماعيل صبري مقلد، لـRT إن "التهديدات المتواصلة للمجلس العسكري الجديد الحاكم في النيجر، بالتدخل العسكري سواء من قبل منظمة "إيكواس" أو من فرنسا لإحباط الانقلاب العسكري الأخير واستعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة باعتباره الرئيس المنتخب شعبيا.
وأضاف مقلد: "في كلتا الحالتين، وسواء تم التدخل العسكري الخارجي الذي من المرجح أن يفشل، أو جرى التخلص من بازوم بصورة أو بأخرى، فإن الموقف في النيجر سوف يزداد تعقيدا، وسوف تخسر الأطراف الخارجية المعارضة لهذا الانقلاب قضيتها التي تتظاهر بالدفاع عنها أمام العالم، وهي الانحياز إلى جانب الديمقراطية والشرعية ضد الدكتاتورية والانقلابات العسكرية، ولو أن ذلك كان صحيحا كما تزعم، لما سبقت مالي وبوركينا فاسو النيجر علي هذا الطريق، ووقف الغرب عاجزا عن تنفيذ تهديداته التي اعتاد عليها مع كل انقلاب وليتراجع بعدها، بعد أن تكون تهديداته قد فقدت جديتها ومصداقيتها".
وأكمل أن "ردود الفعل الفرنسية والأمريكية والغربية، بشكل عام، لا تحركها غيرتها على الديمقراطية في هذه الدول الإفريقية، التي أوصلوها هم أنفسهم إلى هذه الحالة المزرية من الفقر والتخلف والضياع، بتعاملهم معها كمستعمرات ومناطق نفوذ، وكمناجم رخيصة لليورانيوم وغيرها من المواد الاستراتيجية، ونهبوها وأفقروها، وكبلوها باتفاقيات جائرة أبقت عليها فيها تحت شتى الذرائع والمبررات. ولولا أن هذا هو حالهم في النيجر، كما في غيرها من الدول الإفريقية التي تعيش أوضاعا مماثلة من البؤس والإحباط، لما كان هذا هو موقفهم الذي عبروا عنه بكل المرارة والألم في "قمة سان بطرسبورغ" الروسية الإفريقية الأخيرة، فقد فجروا طاقة السخط والتذمر الهائلة الكامنة فيهم".
وتابع أن "الخلاصة هي أننا أمام شعوب مقهورة ومظلومة تبحث عن طريق للخلاص مما فرضه الاستعمار عليها وما يزال.. دول غنية بمواردها وثرواتها ولكنها منكوبة بأقدارها التي فرضتها ظروفها البائسة عليها".
واستطرد إسماعيل صبري مقلد: "ما أقوله ليس دفاعا عن انقلاب النيجر.. ولكنني فقط أعقب على كل هذه الضجة الإعلامية المثارة في الغرب حول هذا الانقلاب، الذي ليس هو الأول ولن يكون الأخير، فالقارة الإفريقية حافلة بالانقلابات العسكرية، ولها في ذلك تاريخ طويل، لكن ما أردت أن أقوله هو أن الغرب المخادع لا يبحث في إفريقيا عن ديمقراطية ولا عن حقوق إنسان وشرعية صناديق كما يزعم، وإنما عن أدوات وأذناب وعملاء، ولو أن انقلاب النيجر الحالي جاء بعلمهم وتدبيرهم، لما كان هذا هو رد فعلهم منه".
المصدر: ناصر حاتم - القاهرة
RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار النيجر أخبار مصر أخبار مصر اليوم أوروبا إيكواس انقلاب تويتر غوغل Google فيسبوك facebook فی النیجر
إقرأ أيضاً:
من تفوّق بين السعودية وإيران؟.. تقرير يكشف حجم انفاقهما العسكري وسط نمو عالمي هو الأضخم منذ 40 عاما
(CNN)-- يُسلّح العالم نفسه بأسرع وتيرة منذ قرب نهاية الحرب الباردة، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) في تقريره السنوي للعام 2024، مع احتدام الحروب الكبرى في أوكرانيا وغزة وتصاعد التوترات العسكرية من أوروبا إلى آسيا.
ويُعد الارتفاع بنسبة 9.4% على أساس سنوي ليصل إلى 2.718 تريليون دولار في الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 أعلى رقم سجله المعهد، الذي حذّر من أنه لا نهاية في الأفق لسباق التسلح العالمي المتصاعد، ولفت إلى أنه يُعد هذا أعلى ارتفاع منذ عام 1988، أي العام الذي سبق سقوط جدار برلين.
السعودية وإيران ولبنان وإسرائيل:كانت المملكة العربية السعودية أكبر دولة منفقة عسكريًا في الشرق الأوسط بحلول عام 2024، وسابع أكبر دولة منفقة عالميًا. وشهد إنفاقها العسكري زيادة طفيفة بنسبة 1.5٪، ليصل إلى ما يُقدر بـ 80.3 مليار دولار أمريكي، ولكنه لا يزال أقل بنسبة 20٪ مما كان عليه في عام 2015، عندما بلغت عائدات النفط ذروتها.
انخفض الإنفاق العسكري الإيراني بنسبة 10% بالقيمة الحقيقية ليصل إلى 7.9 مليار دولار أمريكي في عام 2024، رغم تورطها في صراعات إقليمية ودعمها لوكلاء إقليميين. وقد حدّ تأثير العقوبات على إيران بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق.
ارتفع الإنفاق العسكري الإسرائيلي بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وهي أكبر زيادة سنوية منذ حرب الأيام الستة عام 1967، مع استمرارها في شن حرب على غزة وتصعيد الصراع مع حزب الله في جنوب لبنان. وارتفع العبء العسكري الإسرائيلي إلى 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ثاني أعلى معدل في العالم، في حين ارتفع الإنفاق العسكري اللبناني بنسبة 58% في عام 2024 ليصل إلى 635 مليون دولار أمريكي، بعد سنوات من انخفاض الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية.
وقالت الباحثة في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي، لأبحاث السلام، زبيدة كريم: "رغم التوقعات السائدة بأن العديد من دول الشرق الأوسط ستزيد إنفاقها العسكري في عام 2024، إلا أن الزيادات الكبيرة اقتصرت على إسرائيل ولبنان"، مضيفة: "في أماكن أخرى، لم تُزد الدول إنفاقها بشكل ملحوظ استجابةً للحرب في غزة، أو حالت القيود الاقتصادية دون ذلك".
وبشكل عام ذكر التقرير أن الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط بلغ ما يُقدر بنحو 243 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 15% عن عام 2023، وبزيادة قدرها 19% عن عام 2015