من سيخلف هنية الحية ام مشعل .. وما هي ميّزات الرجلين؟ وهل تبحث الحركة عن اسمٍ ثالث؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
سرايا - بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بغارة إسرائيلية، برز أمام حركة حماس تحدي الفراغ في قيادة الحركة، خاصة أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري قد اغتيل في بيروت قبل أشهر أيضا. ولذلك بات على حركة حماس ترميم هرم القيادة بشكل سريع لمواجهة تحديات الحرب الإسرائيلية على غزة ومواكبة السياقات السياسية والدبلوماسية المرافقة للحرب واهمها التفاوض مع الوسطاء من اجل الوصل الى صفقة تضع حد للحرب وتنجز صفقة تبادل وتعيد ترتيب وضع الحركة في الداخل، وتواكب التحديات لما بعد الحرب ان توقفت.
المعروف أن لحركة حماس مجلس شورى ينتخب أعضاء القيادة، وهو صاحب الرأي في اختيار الشخصيات التي تمثل الحركة في مراتب ومستويات قيادية على المستوى السياسي.
وسيقوم هذا المجلس بمهمته في ملئ الفراغ في القيادة بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي ونائب رئيس المكتب السياسي.
في صلاة الجنازة على جثمان الشهيد إسماعيل هنية في الدوحة كان الامام في الصلاة هو نائب قائد الحركة في غزة خليل الحية ولهذه الامامة دلالة رمزية لدى الحركات الإسلامية، فهل صلاة الحية كإمام بالمصلين هو إشارة ان الحركة ستختار خليل الحية خلفا للشهيد هنية.
هذا غير محسوم حتى الآن، لكن ما يميز خليل الحية انه الأكثر تواصلا مع الخارج ومع كل أصدقاء وحلفاء الحركة، وكان له دور بارز خلال الحرب في الجهود السياسية والعلاقات الخارجية، يتمتع خليل الحية باحترام وتنسيق عال مع حزب الله والجهاد الإسلامي وايران وحركة انصار الله وحتى مع سورية الذي استقبله فيها بعد قطيعة دامت 12 عاما الرئيس السوري بشار الأسد.
خليل الحية من أسرة مناضلة ومجاهدة وقدّم من عائلته عدد كبير من الشهداء، كما ان التصاقه ومعرفته بغزة كبيرة جدا، وربما هو الشخصية السياسية في الحركة الأقرب الى قادة القسام الجناح العسكري لحركة حماس وصاحب البطولات و التضحيات الجسام في معركة طوفان الأقصى.
كل ذلك يضع خليل الحية في موقع مثالي لقيادة الحركة، ويعرف المقربون منه مدى صلابته وشجاعته وحُسن إدارته لعلاقات الحركة الخارجية، ولا يمكن انكار حقيقة ان الرجل محبوب جدا وذا شعبية عالية، وقريب من الناس البسطاء، وقد يشار اليه والى أسامة حمدان القيادي في الحركة باعتبارهما شخصيتان شعبيتان متواضعتان ومتلاصقتان مع الحالة الشعبية والتواصل اليومي.
لكن تبرز أيضا حظوظ رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل الرجل على الرغم من غيابه نسبيا عن الصورة الا ان له مكانته وتاريخه في الحركة، وكاد ان يدفع حياته في عملية اغتيال فاشلة في عمان عام 1997 اسمها الموساد عملية “سايروس”.
الظروف السياسية والخيارات الحزبية التي كان مسؤولا عنها في حقبة سابقة فرضت ان يكون خارج هرم قيادة “حماس” حسب ما يقول بعض المقربين. ولكن مازال الرجل الذي قاد الحركة لسنوات يتمتع بعلاقات عربية ودولية واسعة وقد يكون الشخصية المفضلة بالنسبة لقطر وتركية وقيادة حركة الاخوان المسلمين الدولية وحتى ربما بعض الدول الأوروبية.
في السنوات الماضية ظل مشعل ملتصقا بمقر اقامته في الدوحة، لم يعرف له نشاط خارجي خاص بالحركة او مشاركة الا ما ندر في وفود الحركة في المناسبات واللقاءات السياسية الهامة. تقول بعض المصادر ان الجانب الفكري السياسي لمشعل خضع لكثير من المراجعات والتحولات، لكن دون ان تكون خارجه عن الاطار العام الذي تؤمن به حركة حماس. يبدو الرجل اقرب لجماعة الاخوان المسلمين في الفضاء السياسي والفكري وفي التصورات والمقاربات لمختلف الساحات في المنطقة العربية منه الى خصوصية حماس كحركة مقاومة وتحرر وطني في فضاء انتمائها الإسلامي، علـى الرغم من ذلك يسجل له ان دعم اجماع الحركة في إعادة العلاقات مع دمشق، علـى الرغم من ان المسألة عنده تبدو شخصية لكونه كان على رأس الحركة في دمشق حين أعلنت قرار خروجها عام 2011.
عودة خالد مشعل لقيادة المكتب السياسي قد تنعكس على مسار الحركة في التقارب من دمشق، فقد تفضل سورية التعامل مع قيادات الحركة لكن يظل مشعل الرجل المدلل سابقا لديها بمثابة جرح حسب تعبير بعض السوريين، وقد لا يكون حزب الله مرتاحا للتعامل معه، فقد زار خالد مشعل بيروت دون أن يلتقي أيا من قيادات المقاومة اللبنانية، بالمقابل ثمة تقارب ميداني وبالدم بين حزب الله والجماعة الإسلامية التي تقاتل مع الحزب في جنوب لبنان، وعلاقات مشعل بالجماعة ممتازة، وقد يكون هذا مدخلا لإصلاح ما انقطع هذا اذا كان مشعل راغبا. وما ينطبق علـى حزب الله ينطبق على إيران، فلم يزر خالد مشعل ايران منذ وقت بعيد، بينما وفود الحركة منذ معركة السابع من أكتوبر تنسق مع الجمهورية الإيرانية بشكل مستمر. فكيف سيقود الحركة في ظروف الحرب المصيرية على غزة دون التواصل والتنسيق مع جبهات الإسناد والحلفاء؟
تبقى هذه في نطاق التكهنات، وقد تختار الحركة اسما خارج إطار هذا الثنائي القيادي، فحركة حماس لديها قيادات متمرسة، وأثبت جيلها الشاب أنه على قدر المسؤولية ولديه خبرات وكفاءات عالية المستوى.
أيا كان في قيادة الحركة وأين كان من ستختاره حماس، يجب احترام إرادة كوادرها وأنصارها، والتعامل مع المكتب السياسي الجديد ومن يرأسه باعتباره يمثل كل المناضلين والمجاهدين في الحركة ويمثل خيار المقاومة في الشعب الفلسطيني.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: رئيس قيادة رئيس غزة مجلس الرأي رئيس رئيس غزة الله الله الرئيس الناس رئيس عمان قيادة المنطقة الله الله الله ايران غزة قيادة الشعب عمان قيادة إيران المنطقة لبنان مجلس الرأي الناس الله غزة الشعب رئيس الرئيس ايران رئیس المکتب السیاسی خلیل الحیة الحرکة فی فی الحرکة حرکة حماس خالد مشعل حزب الله
إقرأ أيضاً:
د. مساد يقترح على الحكومة نموذج ثالث من المدارس!!
#سواليف
#نموذج_ثالث من #المدارس!!
بقلم: #الدكتور_محمود_المساد
هي دعوة صادقة لأصحاب القرار حيثما كانوا، أن تتبنّى #الحكومة نموذجا جديدا من المدارس: يخفف عن الموازنة بعضًا من #كلفة_الطالب في المدارس الحكومية، بما يقترب من النصف، أو يزيد،مقابل الحصول على تعليم جيّد، وآمِن، وخالٍ من التنمّر، والخوف، ويحقق أهداف التعليم الصحيحة، ويَحولُ دون تفاقُم مشكلات التعليم الإضافي التي تُسرع بالتعليم الحكومي نحو فقر التعلّم،وتَفشّي الأمية الأبجدية، إضافة إلى حماية الطلبة من التشويه،وتلويث الشخصية؛ نتيجة الوقوف عند تلقين المعلومات، والحقائق الجافة بطرائقَ مملّةٍ تدعو للتوتّر، والسلبية!!
المدرسة؛ وفْقَ هذا النموذج تتيح الفرصة للراغبين من القطاع الخاص: المحلّيّ والدوليّ الاستثمار في هذا المجال وفقا لمسارين اثنين من العمل: الأول؛ يقوم على توفير الحكومة أرضًا كافية خارجَ المدن الرئيسة؛ لتأسيس مدينة مدارس تمنح كلّ مدرسة فيها عشرة دونمات على سبيل الاستئجار، أو البيع بأثمان معقولة، والآخر؛ تتعهد وزارة التربية والتعليم للمستثمرين بأن تتحمل نصف كلفة الطالب، وذلك بحسب مستوى الصفّ، ونوع التعليم مساهمة منها في الرسوم المدرسية؛ على أن يلتزم المستثمر بتقديم تعليم عالي الجودة وفقا لمعاييرَ متفقٍ عليها بعقد الاستثمار. وتكون هذه المدارس جميعا داخل بيئة مدرسية جميلة بمداخلَ، وحدائقَ، وملاعبَ آمنة، تقوم عليه وسائط نقل عام بطريقة منظّمة، ضِمن عطاء لشركة، أو شركات خاصة، بعد خصم نسبة مئوية لصالح صندوق الوزارة، وقد تنتفع الوزارة بإقامة أسواق، ومكتبات تقوم بتأجيرها لغايات الاستثمار.
المهم بالموضوع هو أن تكون إدارات المدارس وكوادرها خاصّة غير حكومية، تنتظمها عقود سنوية خاضعة للضمان الاجتماعي؛ شريطة ألا يكون في هذا النوع من المدارس نظام الفترتين، ولا يكون فيها بتاتًا معلّم إضافي، أو معلّم يستغرق بالراحة، أو معلّم متوسّط الأداء!!
حقيقة كانت عمليات تبادل الخبرات بين نموذجَي المدارس الخاصة والحكومية – في أيام زمان – تقوم على مبدأ تبادل الخبرات الذي هو ديدن الفائدة للطرفين، وأن المتصدّر في النجاح، والتميز آنذاك هي المدرسة الحكومية!! إلا أن السنوات التي بدأت مع مطلع هذا القرن،أحرزت المدرسة الخاصة فيها تقدّما ملموسًا، وتفوّقا واضحا بالمجمل، في حين تراجعت المدارس الحكومية، ذات النموذج المتميز بعد أن أصابها غرور الترفّع.
ونتيجة التأمّل والتفكير العميقين نتأكد أن أسباب تفوّق المدرسة الخاصة بالعموم ليست مادية فحسب، بمقدار ما يعود إلى جملة من العوامل، أهمها: الاهتمام، والمتابعة، والنظافة، والأمان، وكسب ثقة الأهل….. وجميعها عوامل معنوية، تمنح المعلم حوافز اعتبارية، وسعي في الاجتهاد؛ من أجل الاستمرار في العمل.
ومن المهم ونحن نفكر بنموذج المدرسة الجديدة، بعض المؤثرات القادمة المستقبلية، مثل التعليم عن بعد، وتقليل قيمة المكان،وإمكان استثمار المدارس لغير ما
صممت له! فالمتغيرات المستقبلية لا يمكن تحييدها، بل علينا أن نفكر فيها بوعي!!
تدريس غير صفي ربما!
مناهج ليس فيها مقررات مفروضة!
أهداف غير تلك التي وسمت التعليم التلقيني فترة طويلة!