على أنغام "قد عشقتُ القدس".. عفاف راضي تبهر الجمهور بمهرجان جرش
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
شاركت المطربة الكبيرة عفاف راضي في فعاليات مهرجان جرش للمرة الأولى، حيث أحيت حفلاً غنائيًا ضخمًا بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيهاب عبدالحميد.
وتعود عفاف راضي من خلال هذا الحفل بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية، سواء في مصر أو العالم العربي.
قدمت الفنانة عفاف راضي ضمن فعاليات مهرجان حرش باقة من أغنياتها بدأتها بأغنية "يا وابور الساعة طناشر يا مسافر للصعيد"، وأغنية إبعد يا حب، عوج الطاقية كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، كما غنت بتسهر لمين يا قمر، كلمات عبدالرحيم منصور وألحان بليغ حمدي.
كما غنت عفاف راضي يهديك يرضيك الله يخليك، من كلمات عبدالرحيم منصور وألحان بليغ حمدي والتي قدمتها في فيلم مولد يا دنيا، وهو فيلمها الوحيد.
وللقدس وفلسطين، غنت عفاف راضي قصيدة "قد عشقت القدس" من كلمات وفاء وجدي وألحان منير الوسيمي، والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
كذلك غنت وحدي قاعدة بالبيت والتي تقول فيها: "وحدي قاعدة فى البيت. فكرت فى حالي وبكيت. وبس دا حرام والنبي، والنبي دا حرام. تنسونا بالسنة دا حرام تنسونا بالسنة. تفوتونا لدمعنا دا حرام تفوتونا لدمعنا "، وهي من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي.
واختتمت وصلتها لأغنية هوا يا هوا من كلمات الشاعر سيد حجاب وألحان عمار الشريعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عفاف راضى قد عشقت القدس الشاعر سيد حجاب عفاف راضی من کلمات
إقرأ أيضاً:
مثلث حمدي أم مثلث ماكمايكل؟
(2010)
نقترب من الذكرى السادسة والخمسين لذكرى الاستقلال. وبدا لي من مناقشات أخيرة في مناسبة صدور كتابي "بخت الرضا: الاستعمار والتعليم" أن تنصلنا من الاستقلال ربما أكتمل. والتنصل مفهوم أذعته منذ سنوات. وهو ظاهرة فكرية لم يعد بها الاستعمار استعماراً بالمعني المعروف، بل من أهل الدار. فيسأل بعضنا إن كنا أهلاً للاستقلال أو دفعنا مستحقه. بل سمعت من قال أكنت تريدنا بدون الإنجليز نعيش في عصر الخليفة عبد الله وورثته إلى يوم الناس هذا بغير شكسبير وأضرابه؟
قال لي أحدهم إذا كانت بخت الرضا مؤسسة استعمارية فهل مشروع الجزيرة منشأة استعمارية كذلك. فقلت له "بلحيل". وربما كان مشروع الجزيرة ترتيباً استعمارياً بأكثر من بخت الرضا. وطلبت منه فقط تأمل احتجاج ناشطي الهامش على "مثلث حمدي" لتعرف أن حمدي بريء من المثلث. فتاريخه بدأ مع الإنجليز الذين استثمروا في الشمال النيلي الأكثر عائداً. فلم يكونوا دولة وطنية ملزومة (نظرياً إن لم يكن عملياً) بخدمة السودانيين قاطبة. وبلغت من ذلك أن أعلنت المناطق التي لن تطالها، ولا ترغب في ذلك، مثل الجنوب "مناطق مقفولة" تركتها لحالها أو عهدت للتبشير المسيحي فيها بخدمات الصحة والتعليم والروح. وجاء الإنجليز بآخرة جداً بمشروع الزاندي في آخر الأربعينات بمثابة الاعتذار للجنوب الذي اختار أن يلحق بالشمال في تطوره الدستوري.
فمثلث حمدي هو نفسه ما وصفناه في أدبنا اليساري ب"النمو غير المتساوي الاستعماري". فالمستعمر كالموت يختار الجياد أي المناطق التي ينتفع من الاستثمار فيها ويترك غيرها للإهمال. وطرقنا هذه المسألة ودعونا إلى تفكيك البنية الاستعمارية وتوسيع نطاق التنمية إلى مناطق صارت في الوطن وستطلب حقوقها كما لم تفعل مع الإنجليز الغاصبين. فطلبنا أن يتنازل مثلث حمدي من امتيازه التاريخي الزائف وأن يعتبر القطر كله في تنمية متسارعة وصفناها ب"الطريق غير الرأسمالي". ولكن من يسمع؟ كان أول ما سمعناه من الزعيم الأزهري، اول رئيس وزراء في 1954، إنه إنما جاء للتحرير لا التعمير. ويعني بذلك أنه يريد استكمال تحرر الوطن لا تنميته. وهنا أصل المأساة. فلم تقم الدولة المستقلة بتنمية تجعل مثلث حمدي أثراً بعد عين. وبقي فينا بجزيرته وسكك حديده وغردونه وبخت رضاه.
لقد اقام الأزهري تناقضاً زائفاً بين التحرير والتعمير كأن التحرير سيكتمل في يوم معلوم ما ليبدأ التعمير. وكأن هناك من طلب الاستقلال لذاته لا لعائده أيضاً. ومن أطرف ما سمعت عن زيف هذا التناقض المزعوم ما رواه أحد أشد المخلصين للرجل. فقال إنه تنادى أهل مدينة بربر لبناء مستشفاهم. واتصلوا بأزهري ليعين. فقال لهم بالحرف الواحد إنه جاء محرراً لا معمراً. ولكنهم بالطبع لم يسمعوا من ذلك واستخدموا نفوذهم عنده ليبنوا مستشفاهم الذي هو باب في التعمير والتحرير معاً.
ibrahima@missouri.edu