إدارة سعر الفائدة وتطور حركة الاستثمار
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تزايدت خلال هذه الفترة درجة الاهتمام بالاستثمار الأجنبى المباشر كأحد مكونات التدفقات الرأسمالية للدول النامية وخاصة مصر، خاصة بعد العديد من الأزمات الأخيرة التى أدت إلى خروج مليارات من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة والتى انعكست على تهديد عملية التنمية والقدرة على استدامتها، ففى العقود السابقة لم تكن العديد من حكومات هذه الدول ترحب بالاستثمار الأجنبى المباشر بسبب اتجاه الشركات متعددة الجنسيات إلى تحقيق الأرباح دون الاهتمام بتحسين اقتصاديات تلك الدول، ولكن فى فترة التسعينيات اختلفت هذه النظرة وأصبحت الدول النامية تتنافس مع بعضها لجذب مزيد من تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر باعتباره أحد أهم مصادر التمويل، خاصة فى ظل تزايد حجم المديونية الخارجية، وهنا تظهر الأهمية الاقتصادية لسعر الفائدة باعتباره متغيرًا اقتصاديًا هامًا عبر الدور الذى يلعبه فى مسار النظام الاقتصادي، ولهذا فإن تدخل الدولة بإدارة سعر الفائدة يساعد كثيرًا على تفادى الآثار السلبية الناجمة عن التقلبات الحادة فى الاستثمار وتطوره حركيا.
وعند دراسة الأثر الخاص برفع سعر الفائدة والاستثمار، فلابد من تفهم أمرين، وهما الاستثمار الفعلي، والاستثمار المرغوب فيه، وبالتالى فإن رفع نسبة سعر الفائدة يصاحبه بالضرورة اختلاف فى تفاصيل القدرة على الاستثمار، وذلك لأنه كلما انخفض سعر الفائدة قلت حركة الائتمان. ونرى أن رفع سعر الفائدة له عدة تأثيرات، فهو يعنى ارتفاع تكلفة الإقراض، كذلك يؤدى رفع سعر الفائدة إلى تقليل الطلب على أغلب السلع، نتيجة لامتصاص السيولة من السوق لصالح البنوك، ما يخفض الطلب على أغلب السلع ويؤدى إلى تأجيل قرارات الشراء لبعض الوقت. كما يؤدى قرار رفع سعر الفائدة إلى قيام المواطنين المالكين لسيولة مالية إلى إيداعها فى البنوك لتحقق لهم عائدًا مرتفعًا. أيضا، يؤدى قرار رفع سعر الفائدة إلى سحب السيولة الزائدة من السوق نتيجة لقيام المواطنين بادخار أموالهم فى البنوك، للاستفادة من الفائدة المرتفعة.
كذلك يؤدى رفع سعر الفائدة إلى تراجع الطلب على الاقتراض، وزيادة الودائع فى البنوك، وقد يؤدى إلى إبطاء معدلات النمو، وتراجع الاستثمار المباشر، وانخفاض وتقليل الإنفاق. وبشكل عام عندما يتم رفع سعر الفائدة فإن ذلك يؤدى إلى:تراجع فورى للطلب على الاقتراض نتيجة زيادة تكلفته المتمثلة فى معدل الفائدة، وهو أمر سينعكس حتمًا على زيادة التكاليف الكلية وبالتالى زيادة محاولات كثير من الشركات والمصانع البحث عن نقطة التعادل.كذلك رفع الفائدة يؤدى إلى زيادة الطلب على إيداع الأموال والخروج من مخاطر الاستثمار فى أى مشروعات، خاصة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.هذه الأمور قد تؤدى إلى إبطاء معدلات النمو الاقتصادي، مع تراجع وتيرة الاستثمار الأجنبى المباشر. كذلك فإن رفع مستوى الفائدة سيؤدى إلى هبوط وتيرة الإنفاق بكل أنواعه مما يعطل حركة الاقتصاد بوجه عام مع تأثر مباشر للقطاعات الإنتاجية وسوق العمل والأسواق المالية.
رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رفع سعر الفائدة إلى الطلب على یؤدى إلى
إقرأ أيضاً:
ترامب يدعو رئيس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.. هكذا رد باول على طلبه
(CNN)-- دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى خفض أسعار الفائدة، قائلا في منشور على موقع "تروث سوشيال" إنه "الوقت الأمثل" لخفضها، وهو الطلب الذي طرحه الرئيس ترامب عدة مرات على رئيس البنك المركزي الذي اختاره بنفسه، حيث كان على خلاف معه.
وقال ترامب: "هذا هو الوقت الأمثل لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض أسعار الفائدة. إنه يتأخر دائما، لكنه الآن قادر على تغيير صورته وبسرعة. أسعار الطاقة انخفضت، وأسعار الفائدة تراجعت، والتضخم انخفض، حتى أن أسعار البيض انخفضت بنسبة 69%، والوظائف ارتفعت، كل ذلك في غضون شهرين- نصر كبير لأمريكا. اخفض أسعار الفائدة يا جيروم، وتوقف عن اللعب بالسياسة".
وجاء منشور ترامب في الوقت الذي ألقى فيه جيروم باول كلمة في ولاية فرجينيا، حول تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وقال جيروم باول، إن البنك المركزي تفاجأ بحجم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف خلال المؤتمر السنوي لجمعية تطوير تحرير وكتابة الأعمال: "هذا يعني أن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية سيكون أكبر مما كان يُعتقد في السابق".
وقال باول: "أصبح من الواضح الآن أن زيادات الرسوم الجمركية ستكون أكبر بكثير مما كان متوقعا. ويرجح أن ينطبق الأمر ذاته على الآثار الاقتصادية، والتي ستشمل ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو. ولا يزال حجم هذه الآثار ومدتها غير مؤكدين".
وأكد جيروم باول، الجمعة، أن الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لاتخاذ أي خطوة (بشأن خفض الفائدة)، على الرغم من الزيادة التاريخية للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وأضاف باول في مؤتمر صحفي، الجمعة: "يعمل جميع خبراء الاقتصاد الكلي لدينا بجدية، لاستيعاب تطورات هذا الأسبوع ومحاولة إدراجها في توقعاتهم، وصناع السياسات يفعلون الشيء نفسه تقريبا". وقال: "مع ذلك، أود القول إننا لا نشعر بأننا في حاجة إلى التعجل".
وأقر باول بأن التضخم آخذ في الارتفاع والنمو الاقتصادي يتباطؤ. ولكن ليس من الواضح بعد ما هي التحركات السياسية التي يتعين على الاحتياطي الفيدرالي اتخاذها استجابة لذلك، إن وُجدت. وسيُعقد الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار المقبل.
وقال باول: "بالنسبة لي، ليس من الواضح في الوقت الحالي ما هو المسار المناسب للسياسة النقدية، ويتعين علينا الانتظار لنرى كيف ستسير الأمور قبل أن نتمكن من ذلك".
والشهر الماضي، قال جيروم باول إن هناك احتمالا كبيرا أن يكون التأثير التضخمي للرسوم الجمركية "مؤقتا"، كما كان حال التضخم بعد فرض ترامب للرسوم الجمركية خلال ولايته الأولى.
لكن ترامب أعلن عن فرض رسوم جمركية على واردات بقيمة 2.5 تريليون دولار في ولايته الثانية. وخلال ولايته الأولى، فرض رسوما جمركية على سلع بقيمة 380 مليار دولار فقط.