لجان بحري: الدعم السريع تستولي على ممتلكات المدنيين بمنطقة قري
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
شهدت المنطقة عمليات نهب وسلب واسعة، إذ تم الاستيلاء على الأموال والممتلكات بالإضافة إلى سرقة أنظمة الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها السكان
التغيير: الخرطوم
أفادت لجان مقاومة أحياء بحري في بيان لها على «فيسبوك» بأن قوة تتكون من حوالي «200» عنصر تابعين لقوات الدعم السريع دخلت منطقة قري مساء الخميس الماضي وارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
وأوضحت أن المنطقة شهدت عمليات نهب وسلب واسعة حيث تم الاستيلاء على الأموال والممتلكات بالإضافة إلى سرقة أنظمة الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها السكان في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وأشارت اللجان إلى أن هذه الانتهاكات استمرت حتى صباح الجمعة تحت ذريعة اتهام المواطنين برفع إحداثيات للجيش السوداني لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع.
وأدانت اللجان في بيانها الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع مشيرة إلى أن ما يحدث يتناقض مع ادعاءات القوات بشأن حرصها على السلام .
وطالبت كافة القوى المدنية والسياسية والمنظمات الحقوقية بتسليط الضوء على هذه الانتهاكات محذرة من استمرار تصاعد الجرائم ضد المواطنين العزل.
وظلت مدينة بحري تشهد حركة نزوح متزايدة للسكان بحثاً عن الأمان وحماية لأسرهم بسبب المواجهات العسكرية التي ما زالت مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الوسومالدعم السريع قري لجان بحري
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع قري لجان بحري
إقرأ أيضاً:
تحاول فرض “الموازية” بقوة السلاح.. الدعم السريع تواصل قصف المدنيين في الفاشر
البلاد – الخرطوم
وسط انهيارات متتالية لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، تسعى الميليشيا بشكل محموم لتحقيق انتصار عسكري في مدينة الفاشر، تُقيم به واقعاً سياسياً جديداً يُحيي مشروع “الحكومة الموازية” الذي أعلنت عنه خارج البلاد دون اعتراف دولي يُذكر. هذا التصعيد ترافق مع تقرير أمريكي حذّر من اتساع رقعة الحرب وعدم وجود مؤشرات على وقف قريب لإطلاق النار، فيما تكشف الوقائع عن استخدام الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة، من القصف المدفعي المكثف الذي قتل عشرات المدنيين في الفاشر، إلى فرض الحصار على السكان في منطقة الصالحة جنوب أم درمان، في مشهد يعكس انفلاتًا ميدانيًا كاملًا وافتقارًا لأي ضوابط قانونية أو أخلاقية في سلوك الميليشيا التي تُراهن على معادلة العنف لفرض واقع سياسي مرفوض.
فقد أعلنت الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر استشهاد 47 مدنيًا وإصابة العشرات، نتيجة قصف مدفعي مكثف نفذته ميليشيا الدعم السريع على أحياء المدينة. البيان أوضح أن نحو 250 قذيفة من عيار 120 ملم أُطلقت على المدنيين، ما أوقع مجزرة مروعة، بينهم 10 نساء، منهن 4 احترقن داخل منازلهن، وأخريات قُتلن أثناء التنقل. ويأتي هذا التصعيد ردًا على الهزائم المتلاحقة التي تكبدتها الميليشيا خلال الأسبوعين الماضيين، ما جعلها تتبنى سياسة انتقامية مفتوحة ضد السكان.
في المقابل، نفذ الجيش السوداني ضربة نوعية شمال الفاشر، دمّر خلالها منصة مدافع تابعة للميليشيا، تضم مدفعين من عيار 120 ملم وآخرين من عيار 82 ملم، كانت تستهدف الأحياء السكنية. وأسفرت الضربة عن مقتل جميع أفراد الطاقم وعدد من المرافقين.
هذا التصعيد ليس معزولًا، إذ تواصل قوات الدعم السريع منذ أيام قصفها المدفعي العشوائي على مدينة الفاشر، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، كما أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق مقتل نحو 400 شخص في مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور، بعد هجوم شنته الميليشيا عليه وسيطرتها على المخيم.
وفي مدينة الصالحة جنوب أم درمان، تفرض ميليشيا الدعم السريع حصارًا خانقًا على السكان، مانعة إياهم من التوجه إلى الأسواق أو شراء الغذاء والدواء. وأكدت لجان أحياء الصالحة أن القوات، التي يقودها الجنرال “قجة” وتضم مرتزقة من دولة مجاورة، ترتكب جرائم اختطاف وقتل، وتطلق النار على المدنيين لأتفه الأسباب.
وفي تحليل حديث لمشروع بيانات النزاعات المسلحة (ACLED)، حذر الخبراء من أن لا مؤشرات لوقف قريب للحرب في السودان، مع تصاعد الانقسامات المسلحة داخليًا، وتزايد التعقيدات الجيوسياسية. وخلص التحليل إلى أن الدعم السريع، بعد تراجعها الكبير في الخرطوم، تحاول كسب المعركة في دارفور، ولا سيما في الفاشر، كمحاولة لإحياء مشروعها السياسي المتمثل في فرض حكومة موازية على الأرض.
غير أن اعتماد الميليشيا على تحالفات قبلية هشة وارتكابها لانتهاكات مروعة أضعف قدرتها على الحفاظ على أي نفوذ مستدام، بينما يواصل الجيش السوداني تعزيز مواقعه وتوسيع سيطرته الميدانية.
وفي ظل معطيات كهذه، يبدو أن الدعم السريع تمضي نحو نهايات دامية، مدفوعة بهاجس إثبات وجود سياسي بأي ثمن. لكن التضحية بالمدنيين لن تصنع شرعية، والميدان لا يعترف إلا بالقوة النظامية، والدولة الواحدة، والجيش الواحد.