بوابة الفجر:
2024-09-09@13:03:42 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: حتمية عودة ثقافة التنوع

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

 

المجتمع المصرى منذ بدء الخليقة قرأنا عنه حتى ما قبل الأسرات، كان مجتمعًا متنوعًا، ومن الحضارة الفرعونية إلى البيزنطية إلى مجىء سيدنا " موسى" وخروجه من مصر، على يد "رمسيس الثانى" (أحد الرمامسة) وهجرة العائلة المقدسة إلى "مصر" ورحلتها الشهيرة التى نحتفى بها هذه الأيام، والفتح الإسلامى بقيادة "عمرو بن العاص" بأوامر مشددة من الخليفة "عمر بن الخطاب" بأهل مصر( خير جند الله) كما جاء فى حديث الرسول الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام).


المجتمع المصرى المركب من كل هذه الحضارات والعناصر الإنسانية، كل تلك الإشارات التى وردت فى مقالى هى مدخل للإصلاح الثقافى الذى يجب أن تهتم به الدولة وربما نجد من يعلق، هل إنتهينا من الإصلاحات الإقتصادية والسياسية، "وكله بقى تمام"، عشان نرفع عنوان جديد وهو الإصلاح الثقافى !!
وفى واقع الأمر أن البديهى والمنطقى لأى نهضة فى أى مجتمع أو فى أى قبيلة حينما نشرع فى إجراء إصلاحات "لأعطاب" الزمن عليها.. يوجب أن تستنهض نفسها أولًا بعزيمة رؤيتها وقوة إيمانها وتوثق قدرتها على أنها قادرة على نفض غبار الزمن وتعديل مسارها سواء سياسيًا أو إقتصاديًا كل هذا من منطلق أن هناك لدى هذه القبيلة أو الجماعة ثقافة مترجمة عن طريق دينها وعلمها، وفنها، وغنائها وشعرها، وموسيقاها، حتى فى مواويلها الشعبية التى تروى على الربابة أو على السمسمية سواء !!
وثقافة هذه القبيلة أو الأمة، تنقل وتدرس وتغرس فى المدرسة والبيت وفى تجمعات الأولاد سواء فى نادى أو فى حى أو فى مسجد أو كنيسة !!
وكل هذه الأدوات، أعتقد بأن مسئوليها متعددين وليست وزارة الثقافة وحدها بل الإعلام وأعتقد أنه الأساس.
فلقد شاهدنا طه حسين والعقاد وزكى نجيب محمود ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والسحار وإدريس وغيرهم سواء فى ندوات نقلها التليفزيون الأبيض والأسود أو "ماسبيرو زمان" فى نوادى السينما التى كانت منتشرة فى الأحياء وأواسط المدن !!
وكانت الصالونات لهؤلاء وغيرهم تعقد ولها مواعيد ولها رواد سوا كان مكان الإنعقاد قهوة أو بيت مفتوح للعامة !!
فالثقافة فى هذا العصر جعلت الأمة تتمسك بالتحول الإقتصادى من رأسمالى إلى إشتراكى والثقافة فى هذا العصر جعلت الأمة تؤمن بنظرية الإنتماء الوطنى شديد العنصرية كما ولدت الثقافة رؤية ثابتة وموحدة نحو القومية العربية.
بل وصلت الثقافة فى صورها المختلفة إلى أنها أصبحت غذاء وعشاء الشعب..
وفى هذه الحقبات الزمنية قيل بأن شعب مصر يتغذى كرة قدم مع "محمد لطيف" ويتعشى "غناء أم كلثوم" ويستنهض بخطاب جمال عبد الناصر !!
كانت الثقافة الموجهة.. قادرة على أن تجعل الأمة  تقف وراء أية فكرة وتحارب من أجل هذه الفكرة حاربت سنة 1956 وحاربت فى الوحدة سنة 1958 وحاربت فى بناء السد العالى وحاربت فى التأميم سنة 1961 وإنتشرت من خلال تصدير إغنية إلى تصدير قوات مسلحة وأسلحة أرسلت إلى الجزائر والكونغو واليمن وغيرهم !!
حتى إنكسارنا فى 1967 كانت الثقافة تغذى المصريون بفكرة النكسة "وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" "ويد تبنى ويد تحمل السلاح "وغيرها من كلمات حملتها الثقافة الموجهة إلى وجدان الأمة فإقتنعت بها وحملتها شعارًا.
وحتى بعد حرب 73وبعد عقد إتفاقيات السلام وإنتقالنا إلى "سوق حرة" بدلًا من "سوق موجهة" كانت الثقافة هى العنصر الحامل للفكرة  السياسية والإقتصادية وكان الإعلام هو المنبر وهو الباعث ولكن الثقافة هى المادة وليس بغريب أن كان الإعلام نافذة الثقافة وكانت الوزارة المسئولة هى وزارة الإرشاد القومى أو "الثقافة والإعلام" وكان الفصل بينهما ربما لأغراض أخرى ربما أهمها زيادة الحقائب الوزارية ومجاملة بعض الطامحين للمناصب !!
لكن نعود مرة أخرى إلى الإصلاح الثقافى هل الثقافة فى المحروسة اليوم قد أدت دورها فى ظل مسئولية طالت لعشرات السنوات.
ولكن المجتمع المصرى بتنوعه الذى كان مركبًا من عناصر ثقافية مختلفة حتى أنه سمى بالمجتمع (الكوزموبوليتان) فى أوائل القرن التاسع عشر، كانت مصر هى مركز الإبداع فى المنطقة بل فى العالم، وكانت "مصر" هى قبلة المهاجرين للبحث عن حياة افضل، جائها اليونانيون والإيطاليون ومن كل بقاع الأرض باحثين عن الحياة فيها.
هذا التنوع هو كما نحتاج إلى إعادته بصورة حضارية، مطلوب إصلاح ثقافى بعد أن داهمتنا "الدشداشة" والأفكار الوهابية حتى إستطاعت أن تخطف البلد وإستطعنا أيضًا بالثقافة الكامنة فى شعب مصر أن نستردها فى 2013، ولكن ما زلنا فى إحتياج لبرنامج "إصلاح ثقافى"!!
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة "أنا فنان.. أنا مبدع" لذوي الهمم بسوهاج

شهد متحف سوهاج القومي، يوم الأحد، استمرار فعاليات البرنامج الصيفي المجاني لذوي الهمم، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت عنوان "أنا فنان.. أنا مبدع". 

 

يهدف البرنامج إلى دعم وتطوير المواهب لدى ذوي الهمم ضمن المبادرة الصيفية لوزارة الثقافة المصرية.

ورش فنية وحرفية متنوعة

 

تضمنت الفعاليات التي ينفذها قسم الموهوبين، برئاسة د. فاطمة الزهراء رضوان، ورشًا فنية وحرفية متنوعة. شملت الورش تصميم إكسسوارات للفنانة آلاء عبد الرحيم، وتعليم أساسيات التطريز للفنانة خلود طه. كما قدمت الفنانة نهى صالح ورشة تصميمات بالصلصال والطين الأسواني، بينما قامت د. فاطمة الزهراء رضوان بتدريب ورشة رسم.

مشاركة طلاب الفئات الخاصة

 

شاركت في الفعاليات عدد من طلاب برنامج الفئات الخاصة، بالتعاون مع إدارة التربية المتحفية والمؤسسة العربية لذوي الهمم. كما شهدت الفعاليات حضور د. علاء القمحي، وكيل المتحف، ونخبة من المثقفين وقيادات قطاع الآثار بالمحافظة.

أنشطة صيفية مكثفة من فرع ثقافة سوهاج

 

قدّم فرع ثقافة سوهاج، بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، مجموعة من الأنشطة الصيفية المكثفة. تشمل هذه الأنشطة قوافل حياة كريمة، المشروع الثقافي بمناطق الإسكان بديل العشوائيات، ومشروع أهل مصر لأبناء المحافظات الحدودية. 

 

كما تتضمن الأنشطة المكتبات وذوي الهمم، اللقاءات الثقافية، الأمسيات الشعرية، مناقشات الكتب بنوادي الأدب، ومراكز الموهوبين، بجانب جولات أتوبيس الفن الجميل وورش السينما.

 

مقالات مشابهة

  • قصور الثقافة "أنا فنان.. أنا مبدع" لذوي الهمم بسوهاج
  • د. مصطفى ثابت يكتب:: عودة الانضباط لسوق الصرف.. قوة الاقتصاد المصري وثقة المصريين بالخارج
  • د.حماد عبدالله يكتب: عاصمة جمهورية مصر العربية "القاهرة"!!
  • د. فكري فؤاد يكتب: بناء المهارات الرقمية
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • د.حماد عبدالله يكتب: نعيش حالة من "العبث" !!
  •  النائب علاء عابد يكتب: حكمة الرئيس.. زيارة تركيا دليل جديد
  • الدكتور محمد كمال يكتب: الاستثمار في رأس المال البشري
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: المرايا
  • عبدالفتاح علي يكتب: 11 سنة ومصر جزيرة جهنم