عربي21:
2025-02-22@02:56:16 GMT

الدبلوماسية الفلسطينية بعد إسماعيل هنية

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

تمثل الدول والشعوب حول العالم عادة شخصيات دبلوماسية منضوية تحت وزارات الخارجية لتحقيق مصالح الشعوب السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية. وتمثل الدبلوماسية الفلسطينية حالة فريدة، إذ يمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات عدة جهات دبلوماسية تتحدث باسمه إلى العالم ومع الدول الأخرى؛ هي السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس.



بعد أن وصلت حماس إلى سدة الحكم إثر انتخابات عام 2006، بدأت كثير من الحكومات والهيئات تتعامل مع ممثلي الحركة بوصفهم دبلوماسيين؛ بغض النظر على الخلاف الذي يراوح مكانه بين حماس من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. وقد مثل الشهيد الراحل إسماعيل هنية رأس هذه الدبلوماسية من خارج إطار السلطة بوصفه رئيسا سابقا للوزراء، الأمر الذي أعطى كثيرا من الدول العربية والإسلامية فرصة لاستقباله رسميا وإقامة علاقات ولقاءات مباشرة علنية معه. وكان هذا يعد شبه استثناء في العلاقات الدبلوماسية؛ أن يستطيع فاعلون من غير الدول إقامة علاقات دبلوماسية رسمية. واستثمرت الحركة هذا الوجه الدبلوماسي للتأكيد على شرعية تمثيلها لمطالب الشعب الفلسطيني، وأنها لا تبحث عن مصالحها الضيقة بقدر ما تسعى لتحقيق المطالب الوطنية الجامعة.

الأمر هنا لا يتعلق بقدرة الحركة على انتخاب قيادة جديدة، وإنما يتعلق بطبيعة التمثيل الدبلوماسي الذي تستطيع أن تخاطب به العالم علانية
كان ممثلو السلطة الفلسطينية من الدبلوماسيين الرسميين في كثير من الدول من الوعي والنضج، بحيث تجنبوا أي صدام أو خلاف علني بين الدور الدبلوماسي الذي تقوم به السلطة والدور الدبلوماسي الذي يقوم به ممثلو الفصائل وخاصة ممثلي حركة حماس، وتعامل الجميع بقدر عال من المسئولية على اعتبار أن هناك مصلحة وطنية عليا تتمثل في التحرر من الاحتلال وكشف جرائمه.

وبعيدا عن دور حركة حماس السياسي والعسكري، سيترك استشهاد هنية فراغا في هذه الدبلوماسية الفلسطينية الدولية لأنه ليس هناك من لديه صفته الانتخابية السابقة ويستطيع أن يحل محله. والأمر هنا لا يتعلق بقدرة الحركة على انتخاب قيادة جديدة، وإنما يتعلق بطبيعة التمثيل الدبلوماسي الذي تستطيع أن تخاطب به العالم علانية.

بالطبع ظروف الواقع ستفرض على كثير من الدول استمرار التعامل مع الحركة، خاصة تلك التي تملك علاقات وثيقة معها مثل إيران وقطر وغيرهما من الدول، لكن غياب الشهيد هنية عن المشهد سيخصم من رصيد الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج، والتي كان يقدم لها وجها آخر بخلاف التمثيل المباشر للحركة بما يشمله ذلك من مفاوضات ومحادثات.

كان الشهيد إسماعيل هنية صوتا لفلسطين في الخارج وعنوانا للقضية، يشرحها دبلوماسيا وإعلاميا. وقد ساعده على ذلك طبيعته الشخصية الودودة وخلفيته الشرعية الدينية والنضالية، وهي عوامل يصعب أن تجتمع في شخص واحد على الساحة الدبلوماسية الفلسطينية
الأمر الآخر في هذا الصدد، هو أن هنية كان يجسر كثيرا من الفجوات بين الداخل في غزة وقيادة الحركة السياسية في الخارج. فهو الآتي من قلب غزة ويفهم تعقيدات المشهد الداخلي، وربما ساهم هذا في توحيد رؤى الحركة خلال الفترات الماضية تجاه كثير من القضايا. ومن غير المستبعد أن يكون أحد أهداف إسرائيل من هذا الاغتيال هو قطع هذا الجسر، في محاولة لعزل القيادة في الداخل وكتم صوت لها في المكتب السياسي في الخارج.

لقد كان الشهيد إسماعيل هنية صوتا لفلسطين في الخارج وعنوانا للقضية، يشرحها دبلوماسيا وإعلاميا. وقد ساعده على ذلك طبيعته الشخصية الودودة وخلفيته الشرعية الدينية والنضالية، وهي عوامل يصعب أن تجتمع في شخص واحد على الساحة الدبلوماسية الفلسطينية. دعونا نتذكر أنه يوما ما استطاع الشهيد هنية أن يكون ضيفا على مثل المذيع عمرو أديب عام2017، بعد كل الشيطنة التي تعرضت لها الحركة في الإعلام المصري على مدار سنوا. وعرَض الرؤية الفلسطينية الوطنية وأنها لا تتعارض مع المصالح المصرية بكل هدوء، بل حتى أرسل رسالة للبرنامج ذاته ردا على خبر بحق أسرته وعرضها عمرو أديب كاملة.

هذا مجرد مثال بسيط يوضح أن الشهيد هنية ترك فراغا كبيرا في الدبلوماسية الفلسطينية.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الدبلوماسية الفلسطينية حماس إسماعيل هنية الاغتيال فلسطين حماس اغتيال إسماعيل هنية الدبلوماسية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدبلوماسیة الفلسطینیة الدبلوماسی الذی إسماعیل هنیة فی الخارج من الدول کثیر من

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف بالبحرين: لا سبيل للحفاظ على القضية الفلسطينية إلا باتحاد الدول الإسلامية

التقى  الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بسعادة السيد نواف بن محمد المعاودة، وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين، بحضور سعادة السفيرة ريهام عبدالحميد محمود إبراهيم خليل، سفيرة جمهورية مصر العربية لدى مملكة البحرين؛ و الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ والكاتب الصحفي محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف لشئون الإعلام، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر "الحوار الإسلامي - الإسلامي"، إذ قدّم الدكتور أسامة الأزهري التهنئة لوزير العدل البحريني على نجاح المؤتمر، مشيدًا بأهميته في تعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية وترسيخ قيم التعايش المشترك.

وخلال اللقاء، بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات بما يسهم في ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين البلدين. كما ناقش الوزيران أوجه التنسيق بين المؤسستين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تفعيل البرامج الدينية والثقافية التي تخدم المجتمعات الإسلامية.

وفي سياق حديثه، أكد الدكتور أسامة الأزهري أن الاختلاف في الرؤى والأفكار لا ينبغي أن يكون سببًا للتنازع، مشددًا على ضرورة ترسيخ ثقافة التعايش والمحبة، قائلًا:
"يمكن أن نختلف، لكن لا بد أن نتعايش ونتحاب، ولا سبيل للحفاظ على القضية الفلسطينية إلا بالاتحاد والتضامن بين الدول الإسلامية".

وشدد على أهمية تكاتف الجهود بين الدول الإسلامية في مواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الديني المستنير الذي يقوم على العلم والعقل، مشيدًا بالدور الذي تقوم به مملكة البحرين في دعم الحوار والتقارب بين المذاهب الإسلامية.

من جانبه، ثمّن السيد نواف بن محمد المعاودة جهود وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي المستنير، مؤكدًا حرص البحرين على استمرار التعاون المثمر مع مصر في المجالات الدينية والفكرية، بما يعزز القيم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى المحبة والوحدة بين المسلمين.

واتفق الجانبان على استمرار التنسيق والتعاون في المبادرات التي تخدم الوقف وسبل تطويره وحسن استثماره، إلى جانب دعم المشروعات التي تخدم حفظة القرآن الكريم، بما يعزز من دور المؤسسات الدينية في خدمة المجتمع الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • «المصريين الأحرار»: الرؤية الفلسطينية نتاج الدبلوماسية المصرية وجهودها الحثيثة لحل عادل للقضية
  • الاتحاد: يجب أن تلتف الدول العربية حول موقف واحد لدعم إقامة الدولة الفلسطينية
  • كاتب صحفي: وزير الخارجية يركز على عدة محاور لدعم ونصرة القضية الفلسطينية
  • محمد علي حسن: الدبلوماسية المصرية غيرت وجهة نظر دول كثيرة تجاه القضية الفلسطينية
  • وزير الأوقاف بالبحرين: لا سبيل للحفاظ على القضية الفلسطينية إلا باتحاد الدول الإسلامية
  • “الوطني الاتحادي”: الإمارات نموذج متميز في الدبلوماسية البرلمانية الفاعلة
  • ما الذي يدور في عقل ترامب؟
  • «الكوني» يلتقي الوفد المشارك باجتماع «اللجنة الاستشارية للتنمية الصناعية» الذي تستضيفه ليبيا
  • ارسلان: الدور الذي تقوم به السعودية في استضافة المباحثات بين واشنطن وموسكو يبعث الأمل
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تقود الدول العربية لحل القضية الفلسطينية