#بالمقلوب!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
حين تضع العربة أمام الحصان، يصبح السير بالمقلوب، والمقلوبات عندنا عديدة جدًا؛ لا أقصد بالباذنجان، والزهرة، والبطاطا، واللحمة، والدجاج، هذه أنواع معروفة!
ولا أقصد مقلوبات مصطفى السكران شاعر إربد المزامن لعرار حين كتب قصيدة:
مقالات ذات صلة الجرأة في صناعة التافهين والجرأة في اللعب على المكشوف 2024/08/04زمان الشقلبة! ولا حيدر محمود حين قال:
هذا زمن قاع الأشياء المقلوبة فيه أصبح قمة!
ولا أقصد:
عفّ الصفا يا مصطفى
وعلت ظهور الخيل شرُّ فرسان!
فأنا لست متشائمًا بتلك الدرجات!
ولكني ألحظ تناقضات ومقلوبات طفت على السطح مؤخرًا، عسى أن نرى من يصححها، أو من يوقفها!
(01)
قوائم انتخابية!
لا نكاد ندري هل هي قوائم، أو قواعد!
وكيف تشكلت القوائم من دون قواعد!
ولا كيف تشكلت القواعد بعد قوائم أو دونها!
لم نعد نقول أحزابًا أو غير أحزاب!
فلغاية الآن لم نسمع بقائمة انتخابية تشكلت بموجب بيان انتخابي!
أو برنامج عمل! أو حتى بسم الله!!
فالقوائم غير الحزبية كما الحزبية تشكلت بالمقلوب!
ولا أدري كيف ستجرؤ قائمة على طلب “يد” مواطن؟؟
(02)
ما فعله غسيل الدماغ الصهيوني!
ما إن توالت نكسات استشهاد قادة المقاومة من حماس وحزب الله، حتى انطلقت حملات متزامنة أيضًا:
حملة تأنيب لحماس على ما فعلته من “إحياء” لأمة كادت تهلك!
وحملة شتم غير مسبوقة على “العدو” الإيراني المجوسي الرافضي! وأذرعه اللعينة في اليمن ولبنان!
ومن يتابع يرى كم تعليقًا لدعم المقاومة، وكم ألف تعليق لشتمها – بأساليب متنوعة!!
لم يتحدثوا عمّا يجب فعله مع العدو، بل عن عدو وهمي أرادته إسرائيل بديلًا لها!
فهي من دون خجل أعلنت ذلك!!
ونحن كقطيع رددنا وراءها ذلك!
إنه عدو بالمقلوب!!
يغضب مني بعضهم حين أقول:
نحتاج إلى تفكير ناقد يخرجنا من أساليب التضليل الإعلامي وغير الإعلامي!
لم يتهم أحد تخاذلنا، بل اتهموا صمود المقاومة ونواياها!!
فهمت عليّ “هاي” المرة؟
.المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
وعيدُ سيد القول والفعل
محمد علي الحريشي
أعلنها سيد القول والفعل السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- مهلة أربعة أَيَّـام لفك الحصار الاقتصادي، وبعد المهلة المحدّدة سوف يتدخل الجيش اليمني بقصف السفن التجارية الصهيونية وفرض حصار تجاري عليه عبر البحر الأحمر.
من المعروف أن حكومة العدوّ الصهيوني أجبرت على توقيع اتّفاقية إنهاء العدوان على غزة خلال الفترة الماضية والتي حدّدت على ثلاث مراحل مزمنة، بفعل الضربات العسكرية الموجعة التي تلقاها كيان العدوّ على مدى خمسة عشر شهراً من قبل المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة ومن قبل قوى محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق، فلولا الضربات الموجعة التي تلقاها العدوّ الصهيوني وثبات وصمود المقاومة الفلسطينية والحصار الاقتصادي المفروض عبر البحر الأحمر من قبل اليمن لما استجدى العدوّ الوسطاء لعمل مبادرة لإنهاء عدوانه على غزة.
وكما هي أساليب الخداع والمكر ونقض العهود التي يمارسها اليهود عبر تاريخهم، فلم يكن توقيعُ اتّفاق إنهاء العدوان من قبل حكومة العدوّ على غزة إلا هروب إلى الأمام وتخطي واقع الهزيمة والفشل والإحباط الذي لحق بالعدوّ الصهيوني حتى تتهيأ له الفرص التي تساعده على معاودة حرب الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج؛ لأن الأهداف الصهيونية العليا هي تصفية القضية الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه سواء في الضفة الغربية أَو في قطاع غزة إلى خارج فلسطين، لم يكن العدوان الصهيوني على غزة منذ شهر تشرين أول/أُكتوبر عام 2023 عقب عملية طوفان الأقصى إلا لتهجير سكان غزة بشتى السبل سواء بالتدمير والقتل والإبادة الجماعية، أَو بفرض الحصار والتجويع ومنع دخول المساعدات.
تشجعت الحكومة الصهيونية بوصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض الأمريكي، والذي أبدى مواقف مؤيدة لتهجير الفلسطينيين من غزة، ووقوفه الأعمى مع حكومة العدوّ المحتلّ للتراجع عن التزاماتها وتعهداتها لقوى المقاومة الفلسطينية.
تلك المواقف والاعتداءات الصهيونية على مخيمات الضفة الغربية وغيرها من الانتهاكات هي التي تستوجب اتِّخاذ مواقف داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه؛ فما لم يحصل عليه العدوّ المحتلّ طيلة خمسة عشر شهراً بالعدوان والحصار والإبادة الجماعية والتدمير لكل مظاهر الحياة في غزة، فلن يحصل عليه بكسر ذراع المقاومة الإسلامية الفلسطينية سواء بالتهديدات الأمريكية أو بفرض الحصار من جديد على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولذلك جاء البيان السياسي لقائد الثورة اليمنية ليضع العدوّ الصهيوني ومن يقف خلفه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما فك الحصار والسماح بإدخَال المساعدات من دون قيد أَو شروط مسبقة والدخول في المرحلة الثانية من مراحل المحادثات التي تجري بوساطة مصرية قطرية لوضع حَــدّ للعدوان وخروج جنود الاحتلال من مواقع تمركزها في بعض مناطق غزة خَاصَّة من محور «فيلاديلفيا» في رفح على حدود غزة مع مصر، أَو الاستعداد لمرحلة جديدة من الحصار الاقتصادي وقصف السفن التجارية الصهيونية في البحر الأحمر من قبل القوات المسلحة اليمنية.
الموقف اليمني الذي أعلنه السيد عبد الملك الحوثي، هو موقف مساند للشعب الفلسطيني ومقاومته وموقف مساند للجهود المصرية الرافضة لمخطّطات التهجير الأمريكية والصهيونية.
اليمن قد اتخذ قراره، والكرة الآن في ملعب العدوّ الصهيوني ويوم الأربعاء القادم هو الموعد الفصل، وسَنرى ماذا سيحدث خلال الأربعة أَيَّـام القادمة من مستجدات وحراك دولي وإقليمي لفك الحصار عن قطاع غزة، وإجبار رئيس حكومة العدوّ على المضي في المرحلة الثانية من وقف العدوان على غزة، قبل أن تتفجر الأوضاع في المنطقة التي سوف تتضرر منها حكومة الاحتلال والمصالح الأمريكية في المنطقة.