حذر من المنهج الإبليسي.. جُمعة يكشف السبب الحقيقي لمعصية الشيطان
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن أبليس لم ينكر عبودية الله وخلقه له، فقال تعالى{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ } لم ينكر إبليس بل أضاف إلى ذلك وقال { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }.
وأضاف جُمعة أن أبليس هنا جمع بين الاستكبار “ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ”، و بين الإباء والكفر والعتو وسوء القياس والجهل المركَّب { قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ }.
وتابع جُمعة أن إبليس وعلى الرغم مما فعل يبدو وكأنه- لغلبة الجهل والكبر عليه والحمق- لم يكن يتصور ذلك، وعقيدته في ربه عقيدة غير صحيحة، وأراد أن يتلاعب مع ربه، وربنا يشدد عليه في كل خطوة يريد فيها أن يتلاعب معه فإنه علام الغيوب، وهو يعلم ما في أنفسنا وهو الخالق العليم القدير القادر الحكيم.. هذه عقيدة المؤمنين في ربهم، أما عقيدة إبليس فهي مبنية على الكبر وعلى العجب وعلى الظن السيئ بالله رب العالمين.
وأستشهدا جمعة بقوله تعالى { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } -انظر التلاعب- { قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } يظن بذلك أنه سينجو من العذاب، وأنه ستكون هناك فرصة للتلاعب وتأجيل المشكلات. منهج إبليسي.
وأضاف جمعة، أنه في قوله تعالى {فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} اعتقاد إبليس أنه انتصر وأنه لما أُعطي الفرصة فإنه سينتقم من هذا الذى كان سببًا في طرده ، وكأن آدم هو السبب، والسبب الحقيقى هو المعصية الإبليسية والتحدي والكبر والعُجب والخروج عن أمر الله، وليس السبب هو آدم، إنما هكذا فى المعصية الإبليسية دائما تطيروا بموسى ومن معه.
إذن {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ثم يستدرك ويعلم أنه غير قادر على العباد المخلصين فيقول {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} مصيبة قد أوقع إبليس فيها نفسه لأنه فى نهاية الأمر شدد الله عليه بما شدد على نفسه، وجعل نهاية التلاعب مع رب العالمين جهنم وبئس المصير خالدًا فيها أبدا هو ومن اتبعه من الغاوين.
ويوضح جمعة على أن المعصية الإبليسية فيها كبر وإصرار وقصد واستمرار وعلو، وندالة وخسة، أما المعصية الآدمية فيها خطأ .. فيها نسيان .. فيها نوع من أنواع الضعف الذى خلقه الله في الانسان .. فيها توبة وحوبة ورجعة إلى الله، المعصية تختلف، ويقع الإنسان كثيرًا فى المعصية ويقول الرسول ﷺ: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
وانتهى جمعة إلى أن الإنسان عليه بالتوبة والاستغفار والحوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى دائما وأبدًا حتى تكون من أهل الخير ومن العباد المخلصين، ولا تحول معصيتك بالإصرار عليها والتكبر بها إلى معصية إبليسية، ولا تفقد الثقة بربك ولا بنفسك عندما تقع في الخطأ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قال الدكتور على جمعة كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء شيطان إبليس ومفتى الجمهورية
إقرأ أيضاً:
«الإفتاء» توضح 3 حالات يجوز فيها الكذب.. تعرف عليها
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى أمر عباده الصدق في القول والعمل، وحثهم عليه، ومع ذلك هناك بعض الحالات التي يجوز الكذب فيها، وهو ما توضحه الإفتاء تيسيرا على المسلمين الراغبين في معرفة أحكام وأمور دينهم.
التزام الصدق وقول الحقوقالت دار الإفتاء، إن الشرع الشريف حث أتباعه على التزام الصدق وقول الحق في الأمور كلها، دون مواربة أو مداهنة؛ فقال تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام:152].
وأوضحت دار الإفتاء في بيان لها نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الشرع رخص في تترك ذلك في مواضع؛ منها: الإصلاح بين الناس، وذلك للمصلحة العليا المبتغاة من ذلك التي لا يكون فيها تضييعا للحقوق.
الحالات التي يجوز الكذب فيهاواستشهدت دار الإفتاء المصرية، بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا». أخرجه مسلم، وكذلك في حديث الرجل لزوجته، والمرأة لزوجها؛ جبرًا للخواطر وتطييبًا للقلوب، والحالة الثالثة هي كذب الأسير لعدم الإفصاح عن أسرار البلاد لما فيها من عموم الخراب على الجميع.