9 شهداء بطولكرم.. لماذا صعّدت إسرائيل اغتيالاتها بالضفة؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
طولكرم- سلطت عمليتا الاغتيال اللتان نفذتهما إسرائيل قرب طولكرم بالضفة الغربية ضد مقاومين باستخدام مسيرات -في أسلوب ليس الأول من نوعه، وفي مكان يحمل دلالات- الضوء على مدى القلق الذي يعيشه الاحتلال من تطور المقاومة وتزايد تأثيرها في الضفة، وسعيه للقضاء عليها بكل الوسائل وتحت جميع الظروف، بحسب مراقبين.
وفي منطقة مفتوحة وبعيدة عن مخيمات مدينة طولكرم التي يصفها الاحتلال بأنها بؤرة المقاومين ومركز نشاطهم، اغتالت إسرائيل 5 مقاومين في قصف بمسيَّرة عند السادسة من صباح أمس السبت، وفي منتصف نهار اليوم نفسه قتل الاحتلال -وبنفس الطريقة وعلى مقربة من مكان الاستهداف الأول- 4 مقاومين آخرين، وتخلل القصفين اقتحام طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم الذي جرَّفته آليات الاحتلال ودمَّرت بنيته التحتية.
ولم يكن هدف الاحتلال عبثيا، فأبرز المستهدفين في الاغتيال الأول هو هيثم بليدي (أبو النور) ابن مخيم طولكرم وأحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأسير محرر أمضى سنوات بسجون الاحتلال بتهمة إيواء المطارد الشهيد أشرف نعالوة، وأفرج عنه قبل أقل من عامين، إلى جانب عبد الجبار الصباغ أحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، وجمال أبو هنية ابن مدينة قلقيلية.
وسبق هذا الاستهداف العسكري، حسب حسن خريشة السياسي الفلسطيني وابن مدينة طولكرم، تحريض واستهداف سياسي من قبل قادة الاحتلال أمثال الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى "تحويل طولكرم إلى غزة ثانية".
المقاومون الذين استشهدوا في عمليتي الاغتيال الإسرائيلية السبت (مواقع التواصل) تطور المقاومةوثمة أسباب، كما يقول خريشة للجزيرة نت، أصبحت تزعج إسرائيل وتدفعها لإنهاء حالة المقاومة بطولكرم، أهمها:
بسالة المقاومين داخل المدينة وخارجها وإلحاقهم خسائر مباشرة بصفوف جنود الاحتلال ومستوطنيه. طولكرم تعد "خاصرة رخوة" لإسرائيل بسبب قرب المسافة، وبالتالي سهولة أعمال المقاومة وقوة تأثيرها. سعي المقاومة بطولكرم لتطوير وسائلها القتالية الأكثر ايلاما، وأهمها، كما ادعت إسرائيل "تصنيع الصواريخ" لضرب العمق الإسرائيلي. طولكرم أصبحت بؤرة للتشكيلات العسكرية من مختلف المدن الفلسطينية وباتت تضم كثيرا من المقاومين.ورغم محاولاته العديدة، لم يستطع الاحتلال إدخال الفرقة بين هؤلاء المقاومين رغم اختلاف انتمائهم السياسي والأيديولوجي، وقد أثبتوا أنهم "عابرون للتنظيمات" حسب وصف خريشة.
ويرجع المتحدث عمليات الاغتيال الجماعي لظهور المقاومين واستعراضاتهم وتنقلهم بشكل جماعي، وضعف خبرتهم الأمنية تزامنا مع انتشار مسيَّرات إٍسرائيلية ترصد كل تحركاتهم، مما أدى لسقوط أعدادا كبيرة منهم.
ورغم ذلك، لن تضعف الاغتيالات المقاومة بل ستزيدها بفعل الحاضنة والالتفاف الشعبي عليها، ونتيجة لذلك -يقول خريشة- خلفت حالة الاستشهاد "رمزية وقدوة" لجيل الشباب الذين زاد التحاقهم بالمقاومة.
لكن هذه المقاومة لا تزال تحتاج "لعقول كبيرة وإطار أكثر تنظيما ودقة" توجههم بما يضمن استمرار المقاومة وتصاعدها وبما يعززها ويجعلها نهج حياة للفلسطينيين، وبما يحفظ أمن المقاوم "لأننا نقاوم من أجل دحر الاحتلال وليس من أجل ارتفاع عدد الشهداء".
ضعف الردع الإسرائيليأما عقل صلاح الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، فيرى أن هذه الاغتيالات "سياسة قديمة جديدة" تنتهجها إسرائيل بفعل طبيعتها الدموية وتعطشها لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين بغض النظر عن الهدف المحدد إن كان فردا أو جماعة، ولا تقيم اعتبارا لوجود المدنيين.
ويتفق صلاح مع خريشة في أن أهم أسباب هذه الاغتيالات هو تصاعد نشاط المقاومين وقدرتهم على تطوير أدوات القتال، وخاصة بما يتعلق بالعبوات الناسفة التي أثرت بالاحتلال فعلا. ويضيف للجزيرة نت أن وجود مقاومة لا يتسق مع قرارات الاحتلال ودعواته لعودة المستوطنين إلى شمال الضفة الغربية (مستوطنات أخلتها إسرائيل عام 2005).
لكن هناك أسبابا غير مباشرة تجعل من هؤلاء المقاومين صيدا سهلا للاحتلال وبالتالي عليهم تجنبها، ويقول صلاح "المقاومون وبحكم حداثة تجربتهم وخبرتهم لا يأخذون الاحتياطات الأمنية، وولوجهم إلى الحداثة الإلكترونية جعلهم أكثر عرضة لعمليات الاغتيال والتصفية".
وأمام ذلك كله، يضيف صلاح أن إسرائيل تصارع الزمن لإنهاء ظاهرة المقاومة شمال الضفة الغربية تحديدا وبأي ثمن خوفا من انتقال العمليات النوعية إلى مناطق أخرى، لكن "المقاومة لن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال".
الهروب للأمامويتفق الخبير الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي عادل شديد -في تحليله للجزيرة نت- مع ما ذهب إليه خريشة وصلاح، ويقول إن إسرائيل تعيش أزمة عميقة في غزة ولبنان تعجز من خلالها عن إعادة الهدوء إلى الإسرائيليين، وهذا يدفعها للهروب إلى الأمام وخلط الأوراق.
ويرى شديد أن هنالك بنية تحتية وقدرات نوعية جديدة للمقاومة لم تعهدها الضفة خلال العقدين الأخيرين، الأمر الذي بات يحرج إسرائيل سياسيا وأمنيا وعسكريا، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية التي وصفها بـ"حكومة المستوطنين المتطرفة" تعتبر أن كسر المقاومة بالضفة أولى أولوياتها.
ومع ذلك، يعتقد شديد أن "كل الأساليب الإسرائيلية لكسر هذه المقاومة بالضفة باءت بالفشل، وما زالت البيئة الاجتماعية والجماهيرية تشكل حاضنة ورافعة للمقاومة، وبالتالي يراد كسر هذه البيئة عبر زيادة الفاتورة والكُلفة واستخدام الحد الأقصى من القدرة العسكرية".
وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل -واستجابة لما يصنفون بأنهم قادة اليمين المتطرف وقادة بالجيش- صعَّدت الآونة الأخيرة من استهداف المقاومين في الضفة عبر الاغتيال من الجو، سواء بالقصف المباشر عبر الطيران الحربي أو بالطائرات المسيَّرة، وكان لمدينتي جنين وطولكرم تحديدا التي فقدت 131 شهيدا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول النصيب الأكبر من هذه الاغتيالات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثمانية فلسطينيين وتعترف بسقوط مدنيين
دأب الجيش الإسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى على استهداف مدن الضفة المحتلة بشكل واسع. وفي خطوة غير مسبوقة عمدت قوات تل أبيب منذ ذلك الوقت، إلى استخدام الغارات الجوية سلاحا لقتل عناصر الفصائل الفلسطينية بذريعة أنها تريد إحباط هجمات ضد مواطنيها.
اعلانأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، أنه أنهى ما سماها عملية "مكافحة الإرهاب" في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد تحدثت عن مقتل ثمانية أشخاص على يد قوات الدولة العبرية ثلاثة منهم لقوا حتفهم في غارات إسرائيلية. وقد طال الهجوم طولكرم والمخيمات المجاورة للمدينة. وقال الجيش إنه فتح النار بعد استهداف جنوده من قبل مسلحين معترفا بإصابة مدنيين في تلك الغارات.
العملية الأخيرة ليست الوحيدة، فقد دأب الجيش الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى على استهداف مدن الضفة المحتلة بشكل واسع وفي خطوة غير مسبوقة عمدت قوات تل أبيب إلى استخدام الغارات الجوية سلاحا لقتل عناصر الفصائل الفلسطينية بذريعة أنها تريد إحباط هجمات ضد مواطنيها.
Relatedغانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟قتل الأطفال يبلغ معدلاً غير مسبوق.. الغارديان: إسرائيل تستخدم الذخيرة الحية لقتلهم في الضفة الغربيةمشاريع تنموية هولندية في الضفة الغربية المحتلة تتعرض للتخريب.. ماذا يحدث؟وقد بلغت حصيلة من قتلتهم جيش تل أبيب في الضفة الغربية 800 فلسطينيا منذ أكتوبر 2023 بحسب وزارة الصحة في رام الله.
في المقابل، شن مسلحون فلسطينيون عمليات استهدفت الجنود الإسرائيليين في الحواجز الذي تقطع أوصال الضفة المحتلة وداخل أراضي الدولة العبرية أيضا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حملة غير مسبوقة لقوات أمن السلطة داخل مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة وسط هتافات غاضبة.. مئات الفلسطينيين يشيعون ضحايا غارة إسرائيلية في طولكرم وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الميلاد بالأمل ضحاياقصفالضفة الغربيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next طرطوس: مقتل 14 من قوات الحكومة السورية الحالية خلال "محاولة اعتقال ضابط في نظام الأسد" يعرض الآن Next جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين من قناة القدس في النصيرات بقطاع غزة يعرض الآن Next زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات ويقول إن "النور سينتصر على الظلام" يعرض الآن Next السلطة السورية الجديدة تحرق مليون حبة كبتاغون في مستودع تابع لمخابرات الأسد بدمشق يعرض الآن Next حصار وقتل في غزة واتهام متبادل بين حماس وإسرائيل حول عدم الجدية في المفاوضات اعلانالاكثر قراءة فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى 38 قتيلا و29 ناجيا هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحاياقطاع غزةسوريابشار الأسدقتلإسرائيلالمسيحيةفولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبأسلحةرجب طيب إردوغانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024