سودانايل:
2024-09-09@12:55:17 GMT

المغني والحرب.. تواصل عاصم البنا مع كيكل

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

صلاح شعيب

سأحاول إنصاف المغني عاصم البنا في هذا المقال بقدر ما استطيع. ليس لمجرد أنه تحدث مع كيكل بحسن نية، وهوجم من شخوص عديدين، وإنما لأنه محاط باتفاق غريب بين البلابسة والرافضين للحرب على التشكيك في ذمته. وهذه أول مرة يتفق فيها الطرفان الكاتبان على شيء منذ بدء الحرب. باديء ذي بدء ليس بيني وبين أستاذ عاصم أية علاقة، ولم أره يوما على الطبيعة، فكل ما أعرفه عنه أنه مغن له جمهوره، وبالمناسبة على الفرد منا احترام الفنان صاحب الجمهور لأنه يسعد جزءً من طبقاتنا الاجتماعية.

لهذا لا اعتقد أن التحدث مع شخص خارج على سلطة بورتسودان، أو سلطة مدني، جريمة حتى إذا لم تجمعنا قرابة معه. وأنا شخصيا لو وجدت الفرصة فإنني أشرب الشاي مع كيكل لو عزمني. وأطلب منه بعدها حوارا صحافيا لأملك الجمهور رأيه. وسوف أسأله كيف أنه تحول بين ليلة وضحاها من بطل وطني لدى الإسلاميين - حين كان يدير لهم درع الوطن لمحاصرة حكومة الثورة - إلى أكبر ابن عاق لديهم، حيث لا فرق بينه وبين حمدوك. بل سوف أسعى للتواصل مع كيكل باستمرار عبر "الجي ميل" لنتحدث في الخاص والعام. والثابت عند الديمقراطية الراشدة - كما تعلمون - يتساوى الناس، فلا تمنح إعلاميا حقا، وتقصره عن المغني، أو الناشط سياسياً. أما إذا وجدت الدعوة للقاء العطا فإنني سأفعل عند مطار بورتسودان فقط، وسوف أسأله إن قرأ شيئا عن "حزمة تفانين"، أو "من الركن"، لابن حيه أستاذنا حسن مختار. الحقيقة، عاصم مغن طيب، ولا يريد أن تنخدش مكانته الأسرية، والاجتماعية، والفنية. ولذلك لم يدافع عن حقه في الحرية كإنسان مسؤول وحده عن تصرفاته. هو بكل بساطة استجاب لشروط النادي الصعبة التي تجعل من لم يتدرب على معاداته يوما يتعثر في الطريق. والفرق بيني وعاصم هو أن الإعلاميين مثلنا أحرار لا يخافون "شتايم" الميديا الجديدة، والطبقة الأوليغارشية، والكيزان، وزعل التقدميين، والجذريين، والحركات، وحتى أولاد الطبقة الوسطى الأمدرمانية. فطبعاً في تاريخ السودان وجدنا أن السياسيين يجلسون مع "المتمردين" جهرةً وسراً رغم أنهم لا تجمعهم قرابات، بينما كل ما فعله ود البنا هو أنه تواصل مع قريبه عبر تطبيق واتساب. إن الصادق المهدي بعد أن مات عشرات الآلاف بسبب تدبيره "غزوة المرتزقة" كما سموها احتضن النميري في بورتسودان، وصار عضوا في مكتبه السياسي. والميرغني أبو هاشم صار من مقارع لبندقية الحركة الإسلامية ببندقية التجمع التي قتلت جنود حكومة رمزا للوطنية. أما فاطمة أحمد إبراهيم فقد التقت قرنق يوماً وقالت ما قالت. وبعد عشر سنوات احتضنت البشير الذي قتل أفراد أمنه د. علي فضل بمسمار في الرأس، والصورة موجودة. ولا ننسى أن وردي غنى للبشير النشوان في قعدة محضورة. "بس بقت" على المسكين عاصم البنا الذي لا يملك حرابا وجيشا وميديا قديمة وحديثة ولجان مقاومة تابعة له. من ناحية ثانية دعنا نتصور أن بين عاصم وكيكل صافية لبن ويتطارحان بأشعار الفروسية والحماسة بينما هو في الواقع وأمام قاعدته من دعاة الحرب فما المشكلة إذن؟ فمواقفنا من صلة الرحم يجب إلا ترتبط بالسياسة إذا اختلفنا حول شأن وطني. فكم من أبناء الطبقات الثلاث تجد أقرباء لهم في الجيش والدعم السريع ويتواصلون بالفيس والإنستغرام. وأحيانا تجد أخوين من المسيرية احدهما دعامي وآخر جياشي. فهل إذا اخترق الجيش أو الدعم السريع تلفون أحدهما ووجد أنهما يتجاذبان الحديث عن شؤون الأسرة ونزوحها، فهل معنى ذلك أن الاثنين يخونان قاعدتي الحرب؟. إن عاصم البنا - لو كان من الفنانين الرؤوفيين بأهله - فإنه مطالب بألا يقطع صلة الرحم مع قريبه لمجرد خوف من قاعدته الجماهيرية من البلابسة. فالكيزان خصوصاً لو وجدوا فرصة للنجاة فإنهم غداً سيصافحون كيكل، ويحضنونه، لو نجحت مفاوضات سويسرا، وتوصلنا إلى سلام مرتجى. وبالتالي يكون المغني قد خسر ابن عم له بلا سبب وجيه، هذا أولاً. أما ثانياً فالأستاذ ينبغي أن ينضم لزملائه الفنانين المثقفين الذين يغنون للحياة، وليس الموت. فالفنان ليس هو مجرد صوت، وإنما هو ضمير شعبه الذي يقود، ولا ينقاد. لا تحاول أن تقول إنك بمجرد تواصل جديد مع كيكل تستطيع جلبه ليقاتل بجانب الجيش والكيزان حتى يموت أبرياء آخرين بجانب الدعامة. ولكن قل له، ولقائده: "تعالا إلى كلمة سواء، وأضمن لكما، أنني سوف أقنع قائد البراء بألا يزيد من تغريداته التي يهدد فيها البرهان بالضباط الصغار لو استجاب للإمبريالية، وبالتالي سيقطع قائد الجيش البحر حتى يجلب لنا الاتفاق ثم تنتهي مآسي الشعب السوداني". كن يا حبيب فناناً حقيقياً تدعو لإنهاء الحرب. بل قل: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هآرتس: وثيقة من كمبيوتر السنوار تكشف استراتيجيته بخصوص الرهائن والحرب

ذكرت صحيفة "هآرتس"، الجمعة، أن وثيقة عُثر عليها على جهاز الكومبيوتر الخاص بقائد حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، تُفصل استراتيجية الحركة في المفاوضات ومحادثات الرهائن والحرب ككل مع إسرائيل.

والوثيقة، التي نشرتها صحيفة بيلد الألمانية ويعود تاريخها إلى ربيع عام 2024، تُظهر أن حماس ضعفت عسكريًا، لكن هدفها الرئيسي هو إضعاف إسرائيل دوليًا والاستفادة من الرهائن ضد الحكومة الإسرائيلية داخليًا، من خلال الضغط على عائلات الرهائن والجمهور الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الوثيقة أن حماس ستحاول إلقاء اللوم على إسرائيل قبل الأوان عن أي فشل في المفاوضات، وتأطير الفشل على أنه رفض إسرائيل للشروط التي قدمتها الولايات المتحدة والتي وافقت عليها حماس، بغض النظر عن السبب الحقيقي وراء المحادثات الفاشلة.

كما ورد في الوثيقة، بحسب الصحيفة، أن حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، تُخطط لاقتراح نشر قوة عربية في غزة كـ"حاجز" بين إسرائيل والحركة، ما سيمنع إسرائيل من إعادة دخول غزة بعد وقف إطلاق النار.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت، الثلاثاء، تفاصيل جديدة عن تكتيكات حركة حماس  في بناء الأنفاق، يمكن أن تفسر الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في تفكيك قدراتها العسكرية حتى الآن.

والتفاصيل  ضمن دليل إرشادات للحركة، ويعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية أثناء حرب غزة الحالية، واستعرضته الصحيفة الأميركية.

ويصف الدليل بدقة التحضير لعملية عسكرية تحت الأرض، يمكنها الصمود أثناء الحروب الطويلة، وإبطاء القوات البرية الإسرائيلية داخل الأنفاق المظلمة.

وتساعد الوثاق، التي وضعت قبل وقت طويل من هجوم الحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل، في تفسير سبب "كفاح" إسرائيل، بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، في تحقيق هدفها المتمثل في تفكيك حماس.

ويحتوي دليل القتال تحت الأرض على تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.

ويصف بتفاصيل دقيقة كيفية تنقل المسلحين في الظلام، والتحرك خلسة، وإطلاق الأسلحة الآلية في الأماكن الضيقة لتحقيق أقصى قدر من الفتك.

وجاء في وثيقة أنه "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.

وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية.

وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين. 

وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق السنوار على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه عثر، السبت، على جثث 6 رهائن في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة. وقبلها، أعلن إنقاذ رهينة عربي إسرائيلي خلال "عملية معقدة" في جنوب قطاع غزة. وقال الناطق باسم الجيش: "تم انقاذه من الأنفاق تحت الأرض".

وتعتقد إسرائيل أن السنوار، كان يدير الحرب ويهرب من اعتقاله من خلال الأنفاق.

مقالات مشابهة

  • إيهود باراك: “إسرائيل” أقرب إلى الهزيمة من النصر.. والحرب مع حزب الله خطأ استراتيجي
  • بوادر تمرد داخل الجيش: أردوغان يتدخل بعد الفيديو الذي أثار ضجة واسعة في تركيا
  • الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.. علاقات تاريخية وتحديات تكنولوجية
  • ما معنى الأمان في مناطق سيطرة الجيش؟
  • محمود عبد المغني يحصد جائزة الدير جيست عن مسلسل "كوبرا"
  • إعلام أمريكي: الجيش الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • سي إن إن عن مسؤول أميركي: الأصوات داخل الجيش الإسرائيلي لإنهاء الحرب تتزايد
  • للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء
  • الإخوان المسلمون بين السياسة والحزبية والمنافسة على السلطة
  • هآرتس: وثيقة من كمبيوتر السنوار تكشف استراتيجيته بخصوص الرهائن والحرب