سودانايل:
2024-11-07@10:16:43 GMT

المغني والحرب.. تواصل عاصم البنا مع كيكل

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

صلاح شعيب

سأحاول إنصاف المغني عاصم البنا في هذا المقال بقدر ما استطيع. ليس لمجرد أنه تحدث مع كيكل بحسن نية، وهوجم من شخوص عديدين، وإنما لأنه محاط باتفاق غريب بين البلابسة والرافضين للحرب على التشكيك في ذمته. وهذه أول مرة يتفق فيها الطرفان الكاتبان على شيء منذ بدء الحرب. باديء ذي بدء ليس بيني وبين أستاذ عاصم أية علاقة، ولم أره يوما على الطبيعة، فكل ما أعرفه عنه أنه مغن له جمهوره، وبالمناسبة على الفرد منا احترام الفنان صاحب الجمهور لأنه يسعد جزءً من طبقاتنا الاجتماعية.

لهذا لا اعتقد أن التحدث مع شخص خارج على سلطة بورتسودان، أو سلطة مدني، جريمة حتى إذا لم تجمعنا قرابة معه. وأنا شخصيا لو وجدت الفرصة فإنني أشرب الشاي مع كيكل لو عزمني. وأطلب منه بعدها حوارا صحافيا لأملك الجمهور رأيه. وسوف أسأله كيف أنه تحول بين ليلة وضحاها من بطل وطني لدى الإسلاميين - حين كان يدير لهم درع الوطن لمحاصرة حكومة الثورة - إلى أكبر ابن عاق لديهم، حيث لا فرق بينه وبين حمدوك. بل سوف أسعى للتواصل مع كيكل باستمرار عبر "الجي ميل" لنتحدث في الخاص والعام. والثابت عند الديمقراطية الراشدة - كما تعلمون - يتساوى الناس، فلا تمنح إعلاميا حقا، وتقصره عن المغني، أو الناشط سياسياً. أما إذا وجدت الدعوة للقاء العطا فإنني سأفعل عند مطار بورتسودان فقط، وسوف أسأله إن قرأ شيئا عن "حزمة تفانين"، أو "من الركن"، لابن حيه أستاذنا حسن مختار. الحقيقة، عاصم مغن طيب، ولا يريد أن تنخدش مكانته الأسرية، والاجتماعية، والفنية. ولذلك لم يدافع عن حقه في الحرية كإنسان مسؤول وحده عن تصرفاته. هو بكل بساطة استجاب لشروط النادي الصعبة التي تجعل من لم يتدرب على معاداته يوما يتعثر في الطريق. والفرق بيني وعاصم هو أن الإعلاميين مثلنا أحرار لا يخافون "شتايم" الميديا الجديدة، والطبقة الأوليغارشية، والكيزان، وزعل التقدميين، والجذريين، والحركات، وحتى أولاد الطبقة الوسطى الأمدرمانية. فطبعاً في تاريخ السودان وجدنا أن السياسيين يجلسون مع "المتمردين" جهرةً وسراً رغم أنهم لا تجمعهم قرابات، بينما كل ما فعله ود البنا هو أنه تواصل مع قريبه عبر تطبيق واتساب. إن الصادق المهدي بعد أن مات عشرات الآلاف بسبب تدبيره "غزوة المرتزقة" كما سموها احتضن النميري في بورتسودان، وصار عضوا في مكتبه السياسي. والميرغني أبو هاشم صار من مقارع لبندقية الحركة الإسلامية ببندقية التجمع التي قتلت جنود حكومة رمزا للوطنية. أما فاطمة أحمد إبراهيم فقد التقت قرنق يوماً وقالت ما قالت. وبعد عشر سنوات احتضنت البشير الذي قتل أفراد أمنه د. علي فضل بمسمار في الرأس، والصورة موجودة. ولا ننسى أن وردي غنى للبشير النشوان في قعدة محضورة. "بس بقت" على المسكين عاصم البنا الذي لا يملك حرابا وجيشا وميديا قديمة وحديثة ولجان مقاومة تابعة له. من ناحية ثانية دعنا نتصور أن بين عاصم وكيكل صافية لبن ويتطارحان بأشعار الفروسية والحماسة بينما هو في الواقع وأمام قاعدته من دعاة الحرب فما المشكلة إذن؟ فمواقفنا من صلة الرحم يجب إلا ترتبط بالسياسة إذا اختلفنا حول شأن وطني. فكم من أبناء الطبقات الثلاث تجد أقرباء لهم في الجيش والدعم السريع ويتواصلون بالفيس والإنستغرام. وأحيانا تجد أخوين من المسيرية احدهما دعامي وآخر جياشي. فهل إذا اخترق الجيش أو الدعم السريع تلفون أحدهما ووجد أنهما يتجاذبان الحديث عن شؤون الأسرة ونزوحها، فهل معنى ذلك أن الاثنين يخونان قاعدتي الحرب؟. إن عاصم البنا - لو كان من الفنانين الرؤوفيين بأهله - فإنه مطالب بألا يقطع صلة الرحم مع قريبه لمجرد خوف من قاعدته الجماهيرية من البلابسة. فالكيزان خصوصاً لو وجدوا فرصة للنجاة فإنهم غداً سيصافحون كيكل، ويحضنونه، لو نجحت مفاوضات سويسرا، وتوصلنا إلى سلام مرتجى. وبالتالي يكون المغني قد خسر ابن عم له بلا سبب وجيه، هذا أولاً. أما ثانياً فالأستاذ ينبغي أن ينضم لزملائه الفنانين المثقفين الذين يغنون للحياة، وليس الموت. فالفنان ليس هو مجرد صوت، وإنما هو ضمير شعبه الذي يقود، ولا ينقاد. لا تحاول أن تقول إنك بمجرد تواصل جديد مع كيكل تستطيع جلبه ليقاتل بجانب الجيش والكيزان حتى يموت أبرياء آخرين بجانب الدعامة. ولكن قل له، ولقائده: "تعالا إلى كلمة سواء، وأضمن لكما، أنني سوف أقنع قائد البراء بألا يزيد من تغريداته التي يهدد فيها البرهان بالضباط الصغار لو استجاب للإمبريالية، وبالتالي سيقطع قائد الجيش البحر حتى يجلب لنا الاتفاق ثم تنتهي مآسي الشعب السوداني". كن يا حبيب فناناً حقيقياً تدعو لإنهاء الحرب. بل قل: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هل بدأ خزان التجنيد في الجيش الإسرائيلي بالنضوب؟

القدس المحتلة- فاقمت الحرب على جبهتي لبنان وغزة أزمة الجيش الإسرائيلي، وذلك بسبب النقص الحاد بالقوى البشرية وفي أعقاب الخسائر الفادحة التي تكبدها بالجنود والضباط في المعارك البرية، وهو ما يلزم تجنيدا فوريا لآلاف الجنود.

ولتفادي هذا المأزق كان وزير الدفاع المقال يوآف غالانت قد أعلن عن تجنيد 7 آلاف من اليهود الحريديم، وهو ما هدد بتفكيك ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى إقالة غالانت والاستعاضة عنه بوزير الخارجية يسرائيل كاتس.

وعكس هذا الإجراء من قبل نتنياهو أزمة الخدمة العسكرية التي تتفاقم منذ عقود في المجتمع الإسرائيلي، وذلك بسبب إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد، وهو ما ترك ترسبات في الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من نقص شديد بالقوات في ظل احتدام المعارك البرية على جبهتي القتال.

احتياجات وترتيبات

وفي وقت تسعى فيه حكومة نتنياهو إلى الالتفاف على القانون الذي أجاز لعشرات الآلاف من اليهود الحريديم سنويا التهرب من الخدمة العسكرية لضمان بقاء الحكومة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2026 كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي بحاجة ماسة إلى 7 آلاف جندي.

واستعرضت الصحيفة في تقريرها أزمة التجنيد في المجتمع الإسرائيلي والتسرب من الخدمة العسكرية والإعفاء من التجنيد لأسباب طبية ونفسية، وامتناع الحريديم عن الخدمة، إذ ادعى الجيش أنه كان يستطيع تجنيد 3 آلاف حريدي، ولكن في عام التجنيد السابق تم تجنيد 1200 فقط من أصل نحو 13 ألف مرشح للخدمة.

وتكشف "يديعوت أحرونوت" من خلال التقرير أن واحدا من كل 3 رجال مطلوبين للخدمة العسكرية لم يدخل مكتب التجنيد على الإطلاق، وأن 15% من الجنود تسربوا خلال الخدمة العسكرية ولم يخدموا في الاحتياط على الإطلاق، في حين قفز عدد الحاصلين على إعفاءات من التجنيد لأسباب طبية ونفسية من 4 إلى 8% قبل الخدمة.

وفي قراءة لهذا المعطيات والبيانات تناولت قراءات وتقديرات للمحللين ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي مستقبلا، وأبرزها قضية تجنيد الحريديم التي ما زالت مثارا للجدل في الساحة السياسية الإسرائيلية، بحيث إن الإعفاء السنوي لعشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية اليهودية ما زال موضع خلاف في المجتمع الإسرائيلي بكل ما يتعلق بعدم تحقيق المساواة الاجتماعية وعدم تقاسم الأعباء.

ومع استمرار الحرب في غزة ولبنان تعززت قناعات الجيش الإسرائيلي بضرورة توفير الحد الأدنى من الجنود والقوى البشرية لتأمين التشكيلات التي يحتاجها مستقبلا، إذ تكشف من خلال القتال أن الجيش سيضطر إلى زيادة القوات البرية، والتأهب لاحتمال نشوب حرب أوسع على أكثر من جبهة، وحماية الحدود لتجنب تكرار الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعليه يجب على الجيش الإسرائيلي وبإجماع قراءات المحللين أن يأخذ في عين الاعتبار عواقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس، والقيام بترتيبات لتلبية الاحتياجات العملياتية، سواء بتوسيع دائرة التجنيد، وتمديد مدة الخدمة العسكرية، وزيادة استخدام النساء في الوحدات القتالية ومقارنة مدة خدمة المرأة مع الرجل، وخلق مسارات تجنيد جديدة.

تزداد المطالب بتوزيع العبء في الجيش الإسرائيلي بتجنيد الحريديم وعدم إعفائهم من الخدمة (الفرنسية) استخلاص العبر

بدوره، قدّر البروفيسور إيال بن آريه الباحث في معهد "يروشاليم" للإستراتيجية والأمن أن الحرب متعددة الجبهات كشفت عمق أزمة التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وتساءل عما إذا ما كان نموذج التجنيد يلبي احتياجات المؤسسة العسكرية بعد حرب غزة.

وفي استعراضه لهذا التساؤل في ظل استمرار الحرب على جبهتي غزة ولبنان، شدد الباحث الإسرائيلي على ضرورة استخلاص العبر من الحرب الحالية والاعتراف بالحاجة إلى حماية الحدود، والاستثمار في الموارد البشرية بالجيش، وتجنيد المزيد من فئات المجتمع في الخدمة العسكرية.

وأشار بن آريه إلى أن الجيش سيكون مطالبا بالاستمرار في الاستعداد لحرب أوسع، إذ إن إسرائيل ستحتاج إلى جيش أكبر بكثير لخوض حرب متعددة الجبهات، وهو ما يلزم الحكومة الإسرائيلية بتكييف نموذج التجنيد الإجباري للتحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

ويعتقد أن الاعتبارات والمعايير لأي نموذج تجنيد مستقبلي للجيش الإسرائيلي عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات العملياتية للجيش، وبالذات خلال الحرب متعددة الجبهات، والقيود الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المفروضة على الخدمة العسكرية وتجنيد الحريديم، وضرورة تخطي هذه القيود والاستجابة لاحتياجات الجيش.

ضعف الجيش

وفي قراءة لأزمة التجنيد التي تكشفت خلال المعارك في قطاع غزة والتوغل البري في جنوب لبنان، تساءل الباحث في علم الاجتماع نداف هعيتسني في مقال له في صحيفة "إسرائيل اليوم" عن موقف الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي بعد عام ونيف من الحرب، وما الذي تغير منذ تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول وما الذي لا يزال يتعين عليه أن يتغير؟

ويشير هعيتسني إلى كتاب "جيش التكنولوجيا الفائقة وجيش الفرسان" الذي يصف عمق التشويه الذي حدث بالجيش الإسرائيلي في الجيل الأخير، وكيف أن هذا التشويه خلق جيشين مختلفين "أحدهما متألق ومتعدد الإنجازات، والآخر مهمل، وهو جيش البرية".

ويضيف الكاتب الإسرائيلي "نحن نعرف العناوين الرئيسية بشأن سير المعارك البرية، لكن التفاصيل صادمة ولا تزال مزعجة للغاية، لقد انحسر ما نسميه الجيش البري وأصبح ليس ذا أهمية، ففرق المشاة -بمن في ذلك المظليون ولواء غولاني– والمدرعات والمدفعية والهندسة جميعها أهملت، في حين تم تطوير القوات الجوية والمخابرات والوحدات الخاصة وتحولت إلى جيش يتم استخدامه بشكل شبه حصري".

وبعد مرور أكثر من عام على الحرب يقول هعيتسني إنه "بدون القوات البرية لا يمكن الحسم، وبالتالي لا بد من توسيع فرق المشاة والاستثمار بالقدرات البشرية، فالجيش البري هو رأس الحربة بالقتال والدفاع، وإن الانشغال بالجيش واحتياجاته والقدرة على حماية وجود إسرائيل يتطلب تغييرا جوهريا في التعامل مع تجنيد الحريديم".

هرتسي هاليفي يتفقد قاعدة لواء غولاني بعد تعرضها لهجوم بمسيّرة مفخخة لحزب الله (الصحافة الأجنبية) ملء الفراغ

الطرح ذاته تبناه الباحث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية البروفيسور عميحاي كوهين الذي أكد أن المعارك البرية على جبهتي لبنان وغزة أثبتت مدى حاجة الجيش الإسرائيلي إلى المزيد من القدرات البشرية الميدانية، وكذلك إلى تدعيم الوحدات القتالية من أجل حسم الحرب.

ويعتقد كوهين أن النقص في القوات البرية والقدرات البشرية بالجيش من شأنه أن تكون له تداعيات على سير العلميات العسكرية واستمرارها، وقد يدخل إسرائيل في حرب استنزاف طويلة الأمد، ويتسبب بتآكل القدرات القتالية لمختلف الفرق والوحدات العسكرية وإنهاك الجنود وقوات الاحتياط.

ولفت إلى أن الحرب أظهرت الحاجة إلى المساواة بين مختلف قطاعات المجتمع الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالخدمة العسكرية، قائلا إن "عدم تجنيد الحريديم يشكل في حد ذاته انتهاكا لمبدأ المساواة، إذ إن تقاسم الأعباء والمساهمة المتساوية يخلقان التضامن بين جميع شرائح المجتمع، وهو التضامن الضروري لقدرة إسرائيل على مواجهة التحديات التي تواجهها".

ويضيف كوهين أنه بدا واضحا من سير المعارك البرية أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى قوات بشرية، خاصة في الوحدات القتالية "وخلال الحرب تم توسيع مهام الجيش، إذ قُتل المئات من الجنود وجرح الآلاف، وهو ما عمق أزمة النقص في القوات البشرية، وهناك حاجة ماسة لسد النقص، ودون تجنيد الحريديم سيكون من الصعب جدا الحسم الحرب".

مقالات مشابهة

  • هل بدأ خزان التجنيد في الجيش الإسرائيلي بالنضوب؟
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • ما سر سحب الجيش الإسرائيلي فرقة الاحتياط 252 ؟
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • التمديد الحتمي لقائد الجيش.. السيناريو نفسه سيتكرّر؟!
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • آخر تطورات فيضانات إسبانيا.. تواصل البحث عن ناجين بدعم خاص من الجيش
  • الجيش الذي “لا يقهر” يستنجد بالمرتزقة
  • هاريس تواصل مغازلة الأمريكيين العرب طمعا بدعمهم من بوابة غزة‏
  • كيكل: ندمت على انضمامي لقوات الدعم السريع – فيديو