سودانايل:
2025-02-01@04:01:13 GMT

الطريق إلى جنيف يصنعه المشي نحوها

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

فيصل محمد صالح

هل سيذهب البرهان، أو من يمثله إلى جنيف…؟ حسب ما أعلنه المبعوث الأميركي للسودان توماس بيريللو، فقد تم الاتفاق على مواصلة مفاوضات «منبر جدة» في جنيف منتصف شهر أغسطس (آب) الحالي، ثم جاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لتؤكد الدعوة للقاء طرفَي الحرب في جنيف بحضور مراقبين من دول الجوار وبعض المنظمات الإقليمية.

وبحسب البيان الأميركي، فإن محادثات سويسرا «تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف العنف في السودان، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتطوير آلية مُحكمة للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق»، وأكد البيان الأميركي أن المحادثات لا تهدف لمعالجة القضايا السياسية الأوسع.

لم تأتِ الدعوة من فراغ، بل سبقتها جهود متسارعة ومحمومة للتمهيد للقاء بزيارات عدد من المسؤولين الإقليميين واتصالات بين زعماء المنطقة، بلغت قمتها بالمكالمة الهاتفية بين الفريق البرهان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والتي تمت بوساطة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد.

تركزت هذه التحركات في معظمها على إقناع قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان بالموافقة على المشاركة في المنبر التفاوضي، باعتبار أن الطرف الآخر، وهو «قوات الدعم السريع»، قد أعلنت موافقتها على المشاركة.

من المؤكد أن الطرف الأميركي لم يكن ليعلن عن موعد التفاوض المباشر في جنيف، وعلى لسان مسؤول كبير مثل وزير الخارجية، إن لم يكن قد تلقى موافقة أولية من الطرفين، وهذا ما أبلغه زعيم إقليمي لبعض القيادات السياسية السودانية، قائلاً إنهم حصلوا على موافقة البرهان عبر أكثر من وسيط، لكنهم يتفهمون أن الرجل لديه مشاكل داخلية وخلافات مع حلفائه، «ويجب إعطاؤه وقتاً كافياً لتدبير شؤون المنزل الداخلي والتعامل مع حلفائه رافضي التفاوض».

وتمكن قراءة التصريحات المتناقضة من الطرف الحكومي في هذا الاتجاه، فهناك تجاذبات كثيرة داخل قيادات الجيش، ومع الحلفاء السياسيين، تحديداً مع الحركة الإسلامية التي تشارك كتائبها في القتال إلى جانب الجيش؛ ولهذا صار من الطبيعي أن يمسي الناس على موقف ثم يصبحوا على موقف آخر. فهناك تصريحات متكررة من الفريق البرهان، وخصوصاً عندما يخاطب الوحدات العسكرية، بأنه لن يتفاوض مع «الدعم السريع»، في الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات على أن هناك اتجاهاً حقيقياً للتفاوض، لكن بعد تهيئة الأجواء لذلك.

وزارة الخارجية السودانية دخلت في تفاصيل إجرائية حول المفاوضات، بحسب بيان رسمي صادر منها رحَّبت فيه بالتفاوض، لكنها أشارت إلى ضرورة التشاور المسبق مع الحكومة السودانية بشأن شكل وأجندة أي مفاوضات والأطراف التي تشارك فيها أو تحضرها، مع التأكيد على أن يكون «منبر جدة» وما تم فيه من اتفاق هو الأساس.

وطلبت الحكومة السودانية في ردّها عقد اجتماع مع حكومة الولايات المتحدة للتمهيد الجيد لمفاوضات السلام بما يحقق الفائدة التي يتوقّعها الشعب السوداني منها، وأشار البيان إلى أن أطراف المبادرة يجب أن يكونوا هم أطراف «منبر جدة» أنفسهم، والمواضيع مطابقة لما تم الاتفاق عليه.

هذا البيان يكشف عن انخراط فعلي في إجراءات التفاوض، صحيح أن فيه تحفظات هنا وهناك، لكنها لا تعكس رفضاً مبدئياً للتفاوض، بقدر ما هو موقف مقصود منه تحسين شروط التفاوض. وتمكن قراءة ما حدث من إلغاء زيارة مديرة المعونة الأميركية سامنثا باور والمبعوث الأميركي توم بيريللو لبورتسودان في هذا الإطار نفسه، فقد اشترط الجانب الأميركي؛ لأسباب أمنية، أن يتم اللقاء بمطار بورتسودان العاصمة المؤقتة التي يتخذها البرهان مقراً، في حين رفض البرهان ذلك لأنه كان يرمي من وراء الزيارة للحصول على اعتراف أميركي بموقعه رئيساً للسودان وليس مجرد قائد الجيش، وهو ما تحاشاه الأميركيون. كذلك يمكن فهم المطالبات المستمرة لتنفيذ «اتفاق جدة» السابق قبل الدخول في مفاوضات جديدة باعتباره إحدى أوراق الضغط التي تؤكد رغبة البرهان في المشاركة في التفاوض أكثر من كونه رافضاً للدعوة.

لا ينتظر الوسطاء الآن موقف البرهان من التفاوض؛ فقد حصلوا على الوعد، وهو يمشي في الطريق، لكنهم ينتظرون أن يحسم خلافاته الداخلية التي قد تصل لحد المفاصلة مع الإسلاميين، ويعتقد كثيرون أن حادثة المسيّرة، التي قصفت احتفالاً عسكرياً كان يحضره البرهان في قاعدة جبيت العسكرية، رسالة تحذير له من حلفائه، وقد يعقبها رد فعل أكثر عنفاً مما يتوقعونه.

* نقلاً عن (الشرق الأوسط)  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«حميدتي» يتوعد «البرهان» وعلي كرتي

“حميدتي” حث قواته على تجاهل المناطق التي استعادها الجيش والتركيز على أهداف أخرى لم يحددها، بينما سخر من المظاهرات المؤيدة للبرهان ووصف المشاركين فيها بأنهم “أصحاب الامتيازات والمستفيدون من الفساد..

التغيير: الخرطوم

توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان بعدم الاستقرار في القيادة العامة، مشيرًا إلى مراقبته لتحركات رئيس الحركة الإسلامية علي كرتي داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية.

كما حث قواته على تجاهل المناطق التي استعادها الجيش والتركيز على أهداف أخرى لم يحددها، بينما سخر من المظاهرات المؤيدة للقائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان ووصف المشاركين فيها بأنهم “أصحاب الامتيازات والمستفيدون من الفساد”.

وفي خطاب مصور بثته منصات تابعة لقوات الدعم السريعالجمعة، أعرب محمد حمدان دقلو”حميدتي” عن أسفه لمقتل مواطنين من جنوب السودان في الكنابي بولاية الجزيرة، مؤكدًا أن ما حدث ليس جديدًا، وأن الجنوبيين تعرضوا لمجازر سابقة. كما شدد على أن النظام السابق لن يعود إلى السلطة بأي حال.

تصريحات حميدتي تأتي عقب تحقيق الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا في عدة محاور استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها محيط القيادة العامة وسلاح الإشارة ومصفاة الجيلي للبترول، في إطار المواجهات المستمرة بين الطرفين منذ أبريل 2023.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد.

وتسببت الحرب في أزمة إنسانية حادة، مع تزايد التقارير عن انتهاكات واسعة النطاق، وسط جهود إقليمية ودولية غير ناجحة حتى الآن لوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.

الوسومالبرهان حرب السودان حميدتي

مقالات مشابهة

  • الأونروا: استلمنا ثلثي المساعدات من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ اتفاق غزة
  • «حميدتي» يتوعد «البرهان» وعلي كرتي
  • سوريا الجديدة.. نقاط الضعف وأوراق التفاوض.. في الطريق إلى الدولة
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • الجيش الإسرائيلي: تسلمنا 7 رهائن من الصليب الأحمر
  • ‏الجيش الإسرائيلي: اعترضنا مؤخرًا طائرة استطلاع أطلقها حزب الله نحو إسرائيل
  • ‏مكتب نتنياهو يعلن تسلّم الجيش للمجندة المُفرَج عنها بجباليا وأن إسرائيل ملتزمة بإعادة كل الأسرى والمفقودين
  • انتشال 18 جثة.. و3 من الجيش الأميركي بمصير مجهول في اصطدام طائرة ركاب فوق واشنطن
  • «مدبولي »: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد قوي على الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة بالمنطقة
  • في قبضة الجيش السوداني.. عربة مدرعة ومنظومة حرب إلكترونية وتشويش على الطائرات المسيرة للدعم السريع