سياسيون يستذكرون كارثة 4 آب: لتحقيق العدالة وإحقاق الحق لأرواح الضحايا والجرحى
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
توقف عدد من السياسيين الحاليين والسابقين عند ذكرى انفجار مرفأ بيروت يوم الرابع من آب، وقد أجمعت تصاريحهم على وجوب تحقيق العدالة وإحقاق الحق لأرواح الضحايا والجرحى. وفي تصريح له، قال وزير التربية عباس الحلبي: "ذكرى الرابع من آب تحل هذا العام، والأسى يزداد على الشهداء والضحايا، والغضب يتعاظم نتيجة ضياع الحقيقة، فيما تغرق البلاد أكثر باليأس لتراكم الأزمات وتزاحم الأولويات، فيما الأولوية التي يجب أن تتقدم كل أمر، هي استعادة دولة المؤسسات سلطتها ودورها".
من جهته، كتب الوزير السابق سليم جريصاتي عبر "اكس": "نداء إلى قضاة بلادي: بيروتنا مرضعة الشرائع، فلا تجعلوها قاتلة الحق والأمل بإحقاقه. انصفوا أهالي ضحايا انفجار المرفأ بعد طول انتظار وأزيلوا حواجزكم وتحرروا من قيود السياسة وتفادوا العجز الذي يذهب بنا خانعين مرة ثانية إلى قضاء رديف!استحقوا رفعة الجبين التي تليق بكم على ما عهدناكم!".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إفطارهم في الجنة محمد مبروك.. صوت الحق الذى لم يسكت
في قلب الصمت ووسط الظلال الخفية، ظل الشهيد البطل محمد مبروك يشع بنور الحقيقة، كان صوتًا صامدًا في وجه الظلام، وعينًا ساهرة على أمن الوطن، فبقدر ما كانت حياته بعيدة عن الأضواء، كانت إنجازاته تضيء دروب الأمن، وتكشف عن شخصيته الفذة في عالم مليء بالتحديات والخفاء.
كان "الصندوق الأسود" الذي كشف الجماعة الإرهابية، تلك اللقب الذي منحته له أروقة الأجهزة الأمنية، وهو لقب يليق بشخص أدرك أهمية المعلومة وسبل حفظها وحمايتها في عالم مليء بالأسرار والتهديدات.
ولد محمد مبروك في عام 1974، وأصبح منذ تخرجه من كلية الشرطة في عام 1995 أحد أبرز الوجوه في جهاز أمن الدولة، الذي تحول لاحقًا إلى جهاز الأمن الوطني.
كان بعيدًا عن الإعلام، لا يبحث عن الأضواء، بل كان يرى أن واجبه الأسمى هو حماية وطنه بصمت، وكان جهازه الأمني هو سلاحه الذي يحارب به الأعداء، إلا أن هذه العزلة عن الأضواء لم تمنع الجماعات الإرهابية من استهدافه، فهو كان على رأس قائمة اغتيالاتهم، نظرًا لدوره المحوري في العديد من القضايا الأمنية التي أجهضت مخططاتهم، مثل قضية التخابر الشهيرة. وفي يوم 18 نوفمبر 2013، عندما كان يستعد للذهاب إلى عمله، اغتالته يد الإرهاب الغادرة، لتتساقط عليه اثنتا عشرة رصاصة، ويصعد إلى الرفيق الأعلى شهيدًا.
لقد كان محمد مبروك يشرف على قضايا محورية، بدءًا من تقديم شهاداته في قضايا التخابر مرورًا بالإشراف على تحريات هروب محمد مرسي من سجن وادي النطرون، وصولًا إلى مشاركته الفاعلة في القبض على القيادات الكبرى لجماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو.
كانت دماؤه الزكية ثمنًا للسلام، وصوته الذي حاولوا إسكاته، هو الصوت الذي ظل ينادي بالحق والعدالة حتى آخر لحظة.
إن استشهاد محمد مبروك ليس مجرد فقدان لشخص، بل هو فقدان لصوت وطني صادق، عز نظيره، ورمز للوفاء لهذا الوطن الذي لم يتردد في أن يضع نفسه في قلب معركته.
مشاركة