سودانايل:
2025-02-12@00:36:03 GMT

لموزين الصعايدة

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

لموزين الصعايدة

العبر والدروس يقلب الحاكم توجسه وغيرته على شعبه الى خوف على ملكه فيأخذهم بالقتل والاهانة ابن خلدون

بقلم: حسن أبو زينب عمر

تقول الطرفة ان سبعة صعايدة فكروا في القيام بعمل استثماري فضربوا الأخماس في الأسداس وأخيرا اتفقوا على ان خير استثمار ممكن أن يدر لهم ايرادا جيدا هو المواصلات وبالذات بين أسوان والقاهرة وبالفعل اشتروا سيارة ليموزين ولكن لخوفهم من ألاعيب وغش السواقين فقد وجدوا ان الحل أن يركب السبعة في سيارة الليموزين ذهابا وإيابا وبعد أسبوع قاموا بجردة في حسابات الربح والخسارة فوجدوا الايراد صفرا على الشمال فاحتاروا ماذا يفعلون فجاءت النصيحة من أحدهم تقول غيروا السواق .

.غيروا السواق . العبرات والعظات المكتسبة من هذه الكوميديا السوداء من شاكلة تغيير السواقين في سوق السياسة السودانية كانت أحداث نادرة معزولة الا انها تكررت في الآونة الأخيرة ,أصبحت ظاهرة في الممارسات السياسية ورائها صراعات عبثية على كرسي السلطة تمس القشرة الخارجية ولا تغوص الى الجوهر ولكنها كلها كلموزين الصعايدة او كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى . (2) آخر هذه الحلول هي المسيرات الدامية التي أصبحت وان نجا منها البرهان بأعجوبة الا أنها أحد أسلحة الصراع العبثي على السلطة في السودان والتي مهما اختلفت الآراء حول مصدرها فان كل الأصابع تشير الى قوات الدعم السريع فالسلاح المستخدم هو آخر ما تفتقت عنه تكنولوجيا الاختراعات وهذا السلاح الخطير ورائه دول لها نفوذ وليس خصوم أفراد مهما كان حدة الخلاف بينهم وقد أصبحت الآن السلاح المميت الذي تعتمد إسرائيل عليه مع أسلحة أخرى موجهة في تصفية خصومها وكان آخرهم إسماعيل هنية زعيم حماس الذي نسف الموساد العمارة التي كان يقيم فيها داخل العاصمة الإيرانية طهران . (3) المسيرات التي ليس مهرجان جبيت هدفها الأول ستفتح احتمالات التدمير والاغتيال من بعد على أوسع أبوابها فسوف يتلوها قطع شك السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية والنتيجة مزيدا من الضحايا الأبرياء ..السؤال هنا لماذا لجأت قيادات الميلشيات المتمردة التي تعلن دائما جاهزيتها للحوار الى تصفية خصمها بالمسيرات في هذا الوقت تحديدا وعقارب الساعة تقترب من خط انطلاق مؤتمر جنيف الذي تراهن عليه أمريكا لإيجاد اختراق في جدار قضية تعتبر الآن أكبر معاناة إنسانية في العالم سيما فلو نجحت فسوف يجير لصالح حساب الرئيس بايدن قبل رحيله من المسرح السياسي ؟. (4) الجواب في تقديري ان حميدتي يستهدف كما يعتقد صيد ثلاثة عصافير بحجر واحد الأول لا يصدر الا من عقلية رعوية لا ترى أبعد من أرنبة أنفها وهو الرهان على الاغتيالات وهو أسلوب سبقه اليه كثيرون ولكن ارتد عليهم البصر خاسئا وهو حسير والعصفور الثاني ان قائد الدعم السريع يود ارسال رسالة الى البرهان بأن أذرعه طويلة وقد تطال حتى مخدعه في بورتسودان وهو هنا وكأنه يتقمص جهاز الموساد الإسرائيلي الذي انقضت طائراته عام 2011 على تجار الأسلحة في طرق مجهولة وسط الجبال النائية غرب بورتسودان أو على سيارة السوناتا بالقرب من قرية كليناييب أو (البرادو) في مدخل حي ترانسيت في بورتسودان وكلتا السيارتين تم نسفهما جهارا نهارا .. أما العصفور الثالث والذي يعتبره صيدا ثمينا فهو توتير البرهان ودفعه لرفض مؤتمر جنيف لإظهاره أمام العالم كرافض للسلام. (5) بالفعل سقط البرهان في الفخ الذي نصبه راعي الابل فقد صرح بأنه لم يفاوضه فحتى اذا ذهب الى جنيف فلن يتحرك الا بتنفيذ مخرجات جدة في اخلاء قوات الجنجويد من منازل المواطنين ..السؤال هنا ما الخطوة الثانية التي سيلجأ اليها بلينكن وزير الخارجية الأمريكي (راعي المؤتمر) . وماذا يملك من ضغوط لإعادة البرهان الى الحظيرة وابعاد مني اركو مناوي الذي (يكابس) بقوة في المشاركة حتى لا يلد المؤتمر جنينا مشوها كما يعتقد . (6) المؤسف هنا ان الهجوم السابق بالمسيرات والذي راح ضحيته أبرياء من السجد الركوع في مدينة عطبرة كانوا يتناولون وقتها إفطارا جماعيا ولم يكن يخططون لعمل عدائي ضد قوات الدعم السريع مهما كانت ادعاءات (آل دقلو) ورغم ذلك لم يجد استنكارا من المجتمع الدولي ولم يجد من يدرجه ضمن قوائم الإرهاب خاصة سيما فأن الضحايا مدنيين لم تكن لهم علاقة مباشرة بالصراع بل ان الخلافات حتى وان وجدت لا تحل بسفك الدماء. اللافت للنظر هنا أيضا أن المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا ودول الغرب يعتبرون جرائم القتل العشوائي ونهب وسرقة المدنيين على فوهة البندقية واغتصاب نسائهم أمام أعينهم مماثلا لانقلاب البرهان على حكومة حمدوك المدنية القدم مع القدم والكتف مع الكتف. (7) من الشواهد أمامنا ومن التجارب السابقة فقد بات مؤكدا ان الطرفين البرهان وحميدتي لازالا يلعبان بالوقت لحسم المعركة ولا زال كل طرف يعول على تحقيق شروط تعجيزية مرفوضة من الطرف الآخر فما هي مخارج الوسيط هل لديه خيارات أخرى بخلاف وضع السودان تحت المواد 39 -51 من البند السابع من ميثاق مجلس الأمن؟ الجواب ان قضية الحكم مؤجلة الآن وان الهدف الأول للوسيط الدولي ممثلا في الولايات المتحدة هو وقف إطلاق النار وتأمين ملاذات آمنة save haven لمنظمات الإغاثة للوصول الى ذوي الحاجة. هذا هو الجزء البارز من جبل الثلج وما تحته لا زال في خانة التكهنات. (8) الخلاصة ومن واقع الدروس المستفادة والمآسي التي تجرعها كل شعب السودان نقولها بالفم المليان ان الجنرالان .. (الأصلي) البرهان و(المصنوع) حميدتي لا يصلحان لقيادة البلاد وإذا قلنا بحكم المعايشة ان لا مكان للبرهان سوى ثكنات الجيش فان الآخر ينبغي أن لا يكون جزءا من أية تسوية سياسية مهما بلغ حجم مساحات الأرض التي وضعت عصابته اليد عليها ..هذا مجرم لا يقل عن هولاكو وجنكيزخان وقيادات الرايخ الثالث لا ينفع فيه عفا الله عما سلف ..لابد من جره للوقوف أمام محكمة مماثلة لمحكمة (نورمبرج) ليقول فيه القضاء كلمته حتى لو لم تتضح الآلية . مدخل للخروج ... لقد دفعنا غاليا ثمن مغامرات العسكر ولدغنا أكثر من مرة من جحر ليموزين الصعايدة .. عليه لابد أن تترجل هذه الكارثة ولابد من حكم مدني وان طال السفر فلا بديل لحزمة ضوء في نهاية النفق مهما تمدد وتطاول الليل كفيف البصر .

oabuzinap@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«فتح»: فلسطين ليست للبيع.. وسنسقط كل المخططات مهما كانت التحديات

أكد عبدالفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، أن تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن فلسطين لا قيمة لها، واصفًا إياها بـ«الوهمية» التي لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، مُضيفًا: «لو كانت فلسطين مجرد عقار، لتمكن الاحتلال من السيطرة عليها منذ زمن بعيد، لكن فلسطين ليست للبيع، فهي وطن وهوية وقضية عادلة، وشعبها يناضل منذ أكثر من 100 عام ليبقى في أرضه وينال حريته واستقلاله».

فلسطين مفتاح السلام والاستقرار

وأشار خلال مداخلة ببرنامج «الساعة 6»، وتقدمه الإعلامية عزة مصطفى، على قناة الحياة، إلى أن فلسطين هي قضية الأحرار في العالم، وهي مفتاح الحرب والسلام، مؤكدًا أن الاستقرار الحقيقي في المنطقة والعالم لن يتحقق إلا من خلال إقرار حقوق الشعب الفلسطيني وفق الشرعية الدولية.

وأضاف: «العالم كله يتحدث بلغة واحدة تدعو إلى إنهاء الاحتلال، في حين أن الإدارة الأمريكية تتحدث بلغة تتعارض مع الإنسانية والقانون الدولي، لكن الحق دائمًا هو الأقوى، وكل هذه الأفكار والمخططات لن تجد طريقها إلى التنفيذ، كما فشلت من قبل ما سُمّيت بصفقة القرن».

مخاطر المرحلة الحالية

وأوضح عبدالفتاح دولة أن الشعب الفلسطيني، رغم كل ما مر به إلا أن هذه المرحلة تُعد من أخطر المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية، حيث يشعر الاحتلال الإسرائيلي أنه قادر على تصفية القضية الفلسطينية، مستغلًا الدعم الأمريكي والعجز الدولي عن وقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمر منذ 16 شهرًا.

صمود الفلسطينيين في وجه المخططات

وأكد أن الاحتلال يتحدث علنًا عن تنفيذ مخططات الضم وتهجير الفلسطينيين، ولكن الشعب الفلسطيني عبر مراحل أصعب من ذلك، وهو جاهز لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بالصمود والنضال والدعم العربي والدولي.

واختتم حديثه قائلاً: «ما كنا نتمناه هو أن يعيش الجيل الفلسطيني الجديد في زمن الحرية، لا في زمن مواجهة جديدة فرضها الاحتلال عليه، فقد كان من حقه أن ينشأ في دولة مستقلة بأمن وسلام، لكن هذا هو قدر الشعب الفلسطيني».

مقالات مشابهة

  • مجدي مرشد: مصر لن ولم ترضخ لأي ضغوط مهما كانت لتصفية القضية الفلسطينية
  • “شرط وجود المقاومة”.. “حزب الله” ينشر فاصلا مهما بصوت حسن نصر الله
  • (من الذي يطلق النار على اقدامه ؟)
  • «فتح»: فلسطين ليست للبيع.. وسنسقط كل المخططات مهما كانت التحديات
  • شاهد بالصورة.. عروس “دعامية” تنعي عريسها القيادي بالدعم السريع الذي تزوجها قبل شهر وتم اغتياله في المعارك الأخيرة وتدعو على “البرهان”: (الله يحرمك من أغلى زول في حياتك زي ما حرمتني من زوجي)
  • ما الذي دعا البرهان إلى بعث أسئلة السياسة والحرب قائمة؟
  • لا تختبروا صبرنا
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • الدوري الإيطالي.. روما يحقق فوزا مهما على فينيزيا
  • خطاب البرهان الذي شاهدته يختلف عما يمكن أن تفهمه من تحرير بعض منصات الإعلام