سودانايل:
2025-03-15@06:01:51 GMT

فساد الدولة.. الجمارك نموذجاً!!

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل
فساد الدولة.. الجمارك نموذجاً!!
عندما يصيب الوهن مفاصل الدولة وتمضي بلا هدف أو خطة إلى المجهول تتفكك إداراتها التنفيذية ويعمل كل من في يده القرار للإستفادة من هذه الفوضى التي تعم كافة المستويات وعدم المساءلة والمحاسبة، ليتصرف حسب أهواءه في ظل قيادة سياسية لا تدري هي نفسها ماذا تريد وإلى أين تمضي وهي تحاول الخروج من حالة الفراغ الدستوري والإداري بكافة السبل حتى ولو بوضع الضعفاء والأرزقية في مواقع القرار فيزداد التصدع والسرقة وإستغلال النفوذ ومحاولة الخروج بأكبر قدر من الفائدة في ظل قناعة هؤلاء بأنهم يعملون في خدمة مجموعة سياسية لا مستقبل لها.


وحكومة بورتسودان المحصورة بين الحرب والنزوح لا تملك إيرادات واضحة تغطي بها لن نقول رواتب العاملين لديها بل حتى منصرفات الوزراء الجائعون للثراء والأرزقية الذين يدقون دفوف الإستحسان لها، فإيرادتها التي لا تتعدى الجبايات التي تستقطع من جيب المواطن المسكين بالإضافة للجمارك تذهب غالبيتها إلى جيوب القائمين عليها، لتتحول هذه المواقع لأكبر بؤر الفساد المتصاعد حتى القمة، خاصة الجمارك التي يتولى اللواء عبد الرحمن البدوي العمليات الجمركية فيها والذي هرب مع بداية الحرب وعاد بعد ستة أشهر ولم يخضع للتحقيق أو المساءلة، والذي يعرف (حكايات) فساده القاصي والداني ومراجعة القنصلية المصرية بحلفا عن عدد الجوازات التي تم تأشيرها بواسطته، ولن نسأل عن قضية السيارات التي تم إنزالها في ميناء بورتسودان والتي تخالف شرط الموديل المقرر من وزارة التجارة والتي توقف التحقيق الذي بدأه عدد من القيادات فيها، وهي واحدة من عشرات المخالفات ولا عن دور استخبارات الجمارك المشبوه، ولا عن اموال الخدمة الاجتماعية التي تذهب إلى جيوب المجموعة الأرزقية وبقايا الفلول تدميراً لما تبقى من إيرادات البلاد الشحيحة.
لقد أصبحت البلاد ومنذ انقلاب اللجنة الأمنية الكيزانية المشؤوم ومع ابتعاد الوطنيين الصادقين ورفضهم المشاركة تسير بمجموعة من الأرزقية واللصوص، وهم كل ما يمكن للجنة الإنقلابية الإستعانة بهم بعد هجرة الخبرات والوطنيين الأمينين على مستقبل البلاد وابتعاد كل من في قلبه ذرة من الوطنية من المشاركة في هذه المهزلة والفوضى العامة.
البلاد اليوم تتجه نحو المجاعة وما زال الأرزقية والمنتفعين من حال اللادولة ينخرون في عظم ما تبقى من الإيرادات الشحيحة وهذا السوس لا يمكن إيقافه إلا بالإتجاه نحو السلام وإيقاف الحرب وقيام حكومة مدنية من كفاءات وطنية صادقة تعيد التوازن لقمة الهرم القيادي الذي يرزح بأيدي عابثين اليوم، لا أخلاق لهم ولاوطنية فالوطن السودان في محك الإنهيار ..
والثورة ستظل مستمرة..
والقصاص أمر حتمي..
والرحمة والخلود للشهداء..
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
فيسبوك صحيفة الجريدة السودانية -  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دعاة الحرب والقتلة- سخرية الأقدار في زمن الخراب السوداني

في خضم الحرب الأهلية التي تعصف بالسودان، تطفو على السطح مفارقة مأساوية لا يمكن تجاهلها: أولئك الذين يتشدقون بالوطنية ويلوكون كلمة "العمالة" بأفواههم هم أنفسهم من أشعلوا نيران الفتنة، وسكبوا دماء الأبرياء، وحوّلوا البلاد إلى ساحة مفتوحة للقتل والدمار. إنها سخرية الأقدار أن يتحول القتلة إلى دعاة للوطنية، وأن يرفعوا أصواتهم بالحديث عن الخيانة بينما هم من جلبوا الخراب إلى أرض السودان.

في ظل هذه الحرب الضروس، تحولت منصات البث المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي من أدوات لنشر الوعي إلى منابر للتحريض على العنف. ما كان يُفترض أن يكون وسيلة لإظهار الحقائق وتحقيق العدالة، أصبح أداة لتأجيج الكراهية وتمزيق النسيج الاجتماعي. يتنافس المتحدثون على هذه المنصات في إطلاق الاتهامات والتخوين، بل إن بعضهم لا يتورع عن الدعوة الصريحة للعنف، وكأن الدم السوداني قد أصبح رخيصًا في عيونهم.

الأمر الأكثر إيلامًا هو أن العديد من هؤلاء المحرضين لا يمتلكون أي مشروع سياسي أو فكري حقيقي. هم مجرد أدوات تُستخدم لخدمة أجندات خارجية أو مصالح شخصية ضيقة. لا فرق بين من يدعمون المليشيات أو الجيش النظامي؛ فكلاهما يساهم في إطالة أمد الحرب من خلال خطاب الكراهية والتحريض. هم وقود الصراع، وليسوا حلًا له.

القتلة يرفعون شعار الوطنية!

المفارقة الأكثر إثارة للاشمئزاز هي أن أولئك الذين سفكوا دماء السودانيين باتوا اليوم يتحدثون عن "الوطنية" و"الشرف". كيف لمن قتل الأبرياء ودمر المدن أن يدعي الدفاع عن الوطن؟ كيف لمن يتلقى الدعم من جهات خارجية أن يتحدث عن السيادة الوطنية؟ إن خطاب "العمالة" الذي يروجون له ليس سوى محاولة يائسة لتبرئة أنفسهم من الجرائم التي ارتكبوها، ولإقناع الشعب السوداني بأنهم الضحايا وليسوا الجلادين.

الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هؤلاء المحرضين هم جزء لا يتجزأ من المشكلة. هم من ساهموا في تحويل السودان إلى ساحة حرب بالوكالة، حيث تُستخدم البلاد كمسرح لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. لا يمكن لمن يقف وراءه دعم خارجي، ويمارس القتل والنهب، أن يدعي أنه يحمي سيادة الوطن.

ما الحل في زمن الحرب؟

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يبقى الحل الوحيد هو فضح زيف هذه الخطابات وكشف تناقضات أصحابها. يجب على الشعب السوداني أن يرفض الانجرار وراء خطابات الكراهية والاستقطاب، وأن يعمل على إيقاف نزيف الدم الذي يستنزف البلاد. السودان بحاجة إلى أصوات العقل والحكمة، لا إلى أمراء الحرب ودعاة الفتنة.

لن يتحقق السلام إلا بمحاسبة كل من تورط في سفك الدماء، ورفض كل الأصوات التي تحرض على العنف. يجب أن يُحاكم كل من استخدم السلاح ضد شعبه، وأن تُحاسب كل جهة ساهمت في تأجيج الصراع. فقط عندها يمكن أن يعود السودان وطنًا آمنًا لكل أبنائه، بعيدًا عن لغة التخوين والتحريض التي أوصلته إلى حافة الهاوية.

السودان يستحق أن يعيش بسلام، وأن يبنى من جديد على أسس العدل والمساواة. أما دعاة الحرب والقتلة، فليعلموا أن التاريخ لن يرحمهم، وسيحكم عليهم بما يستحقون.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • ما هو الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
  • ما الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (5)
  • دعاة الحرب والقتلة- سخرية الأقدار في زمن الخراب السوداني
  • حرب اللصوص- الوجه الحقيقي للصراع في السودان
  • نصر عبده: ملف الجمارك على رأس اهتمامات رئيس الوزراء
  • الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
  • طقس الأربعاء..استمرار تهاطل الأمطار أو الزخات المطرية والتي قد تكون رعدية
  • متى تنتهي معاناة شعبنا بسبب الحرب العبثية؟