سودانايل:
2024-11-22@06:33:22 GMT

أصداء من تعب

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

أصداء من تعب

اللبس التاريخي في الانتقال من الاستعمار التركي إلي البريطاني في السُودان.
بقلم عادل سيد أحمد

مقتطف من مناقشة تليفونية قصيرة مع الوالد محمد سيد أحمد الحسن، في 23 نوفمبر 2013م.

وكان موضوع المناقشة: اللبس التاريخي في الانتقال من الاستعمار التركي إلي البريطاني في السُودان.

- حملة كتشنر ليست هي الشيء الوحيد الملتبس في تاريخ تلك المرحلة، هناك أشياء أكثر تثير الحيرة والغرابة، مثل: دعوة ارسال غردون لإخلاء السودان بصلاحيات كاملة ومفوض من خديوي مصر للقيام بهذه المهمة المحددة .

.. لماذا لم يقم غردون بهذه المهمة طاعة وامتثالا لولى نعمته؟ وبدلا من ذلك تحول الى تلقى التعليمات من سير اقلنج بادنج- (لورد كرومر) فيما بعد - ولم يكُن لخديوي مصر أي دور أو رأى فيما كان ما كان يقوم به غردون، ونسى موضوع الاخلاء!؟؟
- حملة هكس باشا ...هذه الحملة الغريبة في كل مراحل تكوينها وتمويلها تثير علامات التعجب والاستفهام؟؟؟
من المعلوم انه ضابط في الجيش الإنجليزي، ولكن ماهي قدراته وتجاربه التي تؤهله لقيادة هذه الحملة؟ وخصوصا ان القوة الضاربة لهذا الجيش هي: الجيش المسرى... الذي ضُرب وأنحل على يد الجيش الإنجليز بعد هزيمة ثورة عرابي.
هل كان الهدف هو التخلص من ذلك الجيش؟ وإضعاف مصر عسكريا؟ وتحميلها مصروفات باهظة، حتى: تتكبل بالديون التي أدّت بمصر الى فقدان سيادتها وفعاليتها وبالتالي يصبح الانفراد بالسودان قريب المنال؟ كل ذاك مقابل فقد ضابط واحد سوف يصبح بطل في نظر الشعب البريطاني، هل كان هكس فدائي ام رجل مخدوع؟
- عندما دخل الجيش الفرنسي الى الأراضي السودانية لم يقابلهم هكس بصفته قائد جيش الفتح، وان هذه الارض تحت الاحتلال الإنجليزي بل قابلهم بصفته سردار الجيش المصري وسار تحت لواء العلم المصري! وأدّعى ان هذه الارض خاضعة للسيادة المصرية وانه لو اجبر على الحرب فسوف يخوضها تحت العلم المصري... دفاعا عن السيادة الخديوية... وهناك الكثير: في السودان وفى جميع بلدان الوطن العربي!
- هذا ما كان يجري في القرن الثامن عشر ونحن في القرن الواحد وعشرين هل تغير شيء في هذه المنطقة؟ التي يدمرها ابناؤها بأيديهم تنفيذا لسياسات استعمارية وضعت قبل مئات السنين؟ انظر حيث تشتت بُلدان: السودان، مصر، اليمن، العراق، سوريا، فلسطين، ليبيا، الصومال وغيرهم وقل لي ما الذي يجري؟ ولمصلحة من؟

amsidahmed@outlook.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

روث بيلفيل… سيدة توقيت جرينتش التي باعت الزمن!

#سواليف

كم الساعة الآن؟

هذا سؤال شهير لن نتوقف عن إجابته أو طرحه مهما طال بنا الزمن. الزمن! ذلك المجهول الأبدي الذي لا حياة لنا بدونه. نحن حرفيًا وبلاغيًا مرتبطون بالزمن، ولا معنى لحياتنا بدونه. لهذا، قد يكون من العسير أن نتخيل عالمًا بدون وسيلة صحيحة ولحظية لمعرفة كم الساعة وأين نحن من اليوم بالضبط؛ لكن فلتتأملوا معي ما كان عليه الوضع قديمًا وحتى البدايات المبكرة من القرن العشرين!

في عام 1836، لاحظ جون هنري بيلفيل John Henry Belville الذي يعمل بالمرصد الملكي بجرينتش Greenwich Royal Observatory ذلك النمط المتكرر للزوار الذي يحضرون طيلة الوقت للمرصد لمعرفة الوقت بدقة. كان المرصد بعيدًا عن معظم #لندن، بموقعه فوق تلة بحديقة #جرينتش، ومع هذا فلم يفتر الناس أو يتوانوا في قطع كل هذه المسافة للإجابة على السؤال الجوهري “كم الساعة الآن بالضبط؟”

جون هنري بيلفيل أثناء ضبط ساعة المكتب بمرصد جرينتش حيث كان يعمل.

حينها فكر جون في أنه إذا ما كان الناس على استعداد لتكبد كل هذه المشقة للوصول إلى المرصد، فإنهم سيرحبون حتمًا بدفع مبلغ من المال لشخص يأتيهم بالوقت إلى مكان أقرب وأيسر لهم. لاحقًا في ذلك العام، اتفق هنري مع عدد من العملاء ما بين 50 إلى 200 عميل محتمل لمشروعه القادم. وهكذا دارت العجلة لأغرب نشاط قد تتخيله يومًا!

مقالات ذات صلة الطريقة المثلى لتوزيع الطعام في الثلاجة 2024/11/21 #بائع_الزمن!

للبدء بمشروعه الجديد، تعين على جون بيلفيل أن يترك وظيفته بالمرصد ليرتحل إليه كل يوم لضبط ساعة الميقات Chronometer الدقيقة الخاصة به. بعدها كان يرتحل مجددًا على صهوة حصانه ليمر بأحياء لندن ويتوقف بمحطاتها حيث يتقابل مع زبائنه من الراغبين في ضبط ساعاتهم الشخصية والمنزلية على توقيت ساعة جيبه المثالية. وبالمناسبة، فقد كان لساعته اسمًا! أجل، كان اسمها “أرنولد Arnold” على اسم صانعها الإنجليزي جون أرنولد؛ وقد كانت “أرنولد” في الأساس ملكًا لدوق ساسيكس Duke of Sussex، وكان يضرب بها المثل في الدقة حتى 1 على عُشر من الثانية الواحدة!

لمدة 20 عامًا كاملة، ظل جون وفيًا لتجارته الأمينة والمجزية، والتي ازدهرت عبر تلك السنين الطويلة للسمعة التي حازها مع أرنولد الدقيق حتى مماته في 1856. كان يمكن لهذه القصة الغريبة أن تنتهي هنا، خاصة مع ظهور التليجراف وقدرة الناس على معرفة الوقت متى حازوا الأدوات المناسبة لتلقي الإشارات؛ لكن المئات من عملاء جون القدامي كانوا راغبين في الاستمرار مع التقنية التي يعرفونها حقًا ويثقون بها. هكذا، رجوا أرملة جون #بيلفيل، ماريا، لاستكمال مشروعه من بعده؛ وهو ما وافقت على القيام به بكل سرور.

ساعة أرنولد – إرث عائلة بيلفيل الثمين

هكذا، حملت ماريا بيلفيل أرنولد من جديد، لتجول بها عبر شوارع لندن لـ 36 عامًا أخرى، حتى عام 1892 عندما قررت بغتة أنها اكتفت تمامًا وقررت التقاعد. مرة أخرى كان للقصة أن تنتهي هنا، خاصة مع الانتشار الواسع لخدمات التليجراف وتسابق شركات متخصصة لتقديم خدمات معرفة الوقت والاتصال عبر أجهزة التليجراف الحديثة حينها. لكن من جديد، كان للعملاء رأي آخر.

كانت هناك تلك الشكاوى المستمرة والمتزايدة حول خدمة معرفة الوقت المقدمة من مكتب البريد عبر التليجراف؛ حيث بدا وكأنهم يكافحون لخدمة الأعداد المتزايدة من العملاء الذين تحولوا إليهم كل أسبوع مع تقاعد ماريا. نتيجة لهذا، طلب العديد من عملاء ماريا أن تتولى ابنتها زمام مشروع العائلة العتيد. هكذا ظهرت روث بيلفيل Ruth Belville على مسرح الأحداث.

#سيدة_جرينتش!

مع أرنولد، حملت روث إرث عائلتها لسنوات أخرى هي الأطول بين أسلافها، بلغت 48 عامًا! 48 عامًا ظلت بها روث تطوف شوارع لندن بلا غياب حتى تقاعدها في عام 1940 وبعمر 86 عامًا. لا، لم تتوقف لأنها صارت طاعنة في السن، وإنما لظروف الحرب العالمية الثانية التي جعلت من التحرك بشوارع لندن أمرًا خطيرًا لا يمكن التنبؤ بعواقبه. هكذا لم يعد الناس يرون روث بطلّتها المميزة في الأرجاء.

لماذا تعد روث هي أشهر من حمل أرنولد، ولماذا أطلقوا عليها اسم “سيدة توقيت جرينتش”؟ لأنها مارست نشاطها العائلي العتيد بأجواء تنافسية شرسة انتصرت بها في النهاية وباعتراف منافسيها الذين حاولوا القضاء عليها بالتكنولوجيا الحديثة بلا جدوى حتى مماتها!

خلال فترة عمل روث، دخلت البشرية عصر الراديو، وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إذاعة الوقت بدقات ساعة بيج بن الشهيرة بداية من عام 1924؛ بالإضافة إلى توسع خدمات التليجراف وتحسن أدائها بشكل كبير؛ ومع هذا ظل سوق ساعات الجيب القديمة رائجًا. السبب في هذا يرجع إلى بطء اعتناق الناس للتقنيات الجديدة وكون تلك التقنيات لا تستبدل التقنيات القديمة في البداية وإنما “تتعايش” معها. هكذا بدا أن تقنية بيلفيل العتيدة ستبقى رغم الحداثة التي بدأت بالسيطرة على كل شيء.

لكن النهاية كانت حتمية بالطبع، حينما ظهر “تيم Tim” في عام 1936. تيم هي خدمة ساعة ناطقة يمكنك الاشتراك بها وطلبها بضرب رقم 846 على أي هاتف أرضي، حيث ستستمع إلى ثلاثة دقات يتبعها صوت نسائي محبب يخبرك الوقت بدقة. لطالما لفت انتباهي الثلاث دقات متباينة الطول على إذاعة القاهرة التي كنت أستمع لها. أصل هذه الدقات الثلاث هي “تيم” كما علمت أثناء كتابة هذا المقال.

مع “تيم” شعرت روث بأن أوانها قد حان أخيرًا. هناك مفارقة طريفة تتمثل في كون المرأة التي فازت بمسابقة تسجيل الوقت بصوتها عبر خدمة “تيم” من جيران روث نفسها! كانت تلك المرأة تدعى إيثيل كاين Ethel Cain وقد خلدها التاريخ باعتبارها صوت الساعة الناطقة التي قضت على إرث بيلفيل.

روث بيلفيل مع أحد عملائها بينما يضبط ساعته على توقيت أرنولد

هكذا، تقاعدت روث في 1940 وتوقفت عن خدمة ما تبقى من عملائها المخلصين (50 عميلًا) للأبد. لم يطل الأمر بها حتى وفاتها بعد 4 سنوات من تقاعدها، بعمر 90 عامًا لتُنهي معها مشروعًا وعملًا استمر طيلة 104 عامًا. إلى جانب سريرها حيث عثروا عليها بلا حياة، وجدوا أرنولد المخلص؛ وصبيحة اليوم التالي خرجت الصحف تعلن وفاة “تيم البشرية”.

نحن حرفيًا وبلاغيًا مرتبطون بالزمن. لا معنى لحياتنا بدونه، وقد مثّلت روث بيلفيل، سيدة توقيت جرينتش، فصلًا مهمًا من تاريخه.

مقالات مشابهة

  • الأفعال العمليّة المُجدّية التي تُوقِف الحرّب
  • شهيدان جراء قصف طائرات الاحتلال محيط منطقة أصداء بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • سر الفاكهة التي تجلب النوم العميق
  • روث بيلفيل… سيدة توقيت جرينتش التي باعت الزمن!
  • إدارة التوحش من داعش إلیٰ مليشيا آل دقلو!!
  • التخطيط: فرق التعداد ستزور جميع الأسر التي لم تصلها في الساعات الماضية
  • من هي ”أم كيان” التي تقود الاستخبارات النسائية لدى الحوثيين؟
  • "عائلة رفعت قضة على الأشباح".. أغرب الجرائم التي يَزعم ارتكابها من الأرواح
  • محمد الشيخي: التشكيلة التي بدأ بها هيرفي رينارد اليوم كانت خاطئة
  • بعد إعلان نجاح الجيش على قوات الدعم السريع.. الوافدون السودانيون يدشنون مبادرة «راجعين لبلد الطيبين»