شبكة انباء العراق:
2024-11-22@19:19:23 GMT

دقيقة من فضلك

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

دعونا نتوقف قليلا ونراقب المشهد العربي من بعيد لنرى كيف انحرفت بوصلتنا نحو الانبطاح، وكيف جنحت سفننا نحو التآمر والتخاذل ؟. نريد ان نفهم فقط ما الذي يجري امام أعيننا ؟. وكيف تصهيّن الناس واصبحوا بهذا المستوى المتردي من التفاهة ؟. .
نتساءل أولاً عن سر الفرحة التي اثلجت صدور نظام العساكر في مصر باستشهاد قائد شهم قضى حياته في مواجهة العدو ؟.

هل كان يخوض حروبه ضد مصر ؟. ثم لماذا سكتوا ولم ينبسوا ببنت شفة عند قراءتهم تغريدة الوزير الإسرائيلي (عميحاي إلياهو) التي يدعو فيها لشراء قمصان مطبوعة عليها خارطة إسرائيل الموسعة التي تشمل الضفة الغربية وغزة وسيناء المصرية. وعليها شعار (الاحتلال الآن). .
ونتساءل مرة ثانية عن أفراح الأعراب في المملكة وسعادتهم الغامرة باستشهاد هذا المجاهد الكبير ؟. هل كان يخوض حروبه ضدهم أم ضد اعداءهم ؟. وهل كان يحارب حكومة الرياض أم كان يحارب حكومة تل أبيب ؟. وهل اساء يوما إلى اهلنا في مكة والمدينة وجدة والدمام ونجد والحجاز ؟. لقد أدانت الحكومة السعودية الذين تسببوا بجرح شحمة إذن ترامب، ولم تُدن اغتيال الشهيد. مفارقة تاريخية وسياسية تبعث على الدهشة والاستغراب. .
نتساءل مرة ثالثة عن المشايخ التلموديين الذين دعوا للجهاد ضد سوريا، وتطوعوا بمئات الآلاف لتفجير انفسهم في العراق ؟. لماذا لا يدعون شبابهم الآن للجهاد في غزة ؟. أم أن الذين امروهم بتجنيد الناس للحرب في سوريا هم انفسهم الذين يؤيدون إسرائيل الآن ؟. والله لو ادرك الناس خداع هؤلاء لضربوا أنفسهم بالجزم والشباشيب. .
ونتساءل مرة رابعة، فنقول: لماذا ترفض الجامعة العربية الموميائية إستقبال خالد مشعل أو أحد قادة المقاومة في اجتماعاتها الرسمية، فيخطب بهم ويصفقون له مثلما صفق الكونغرس لخطاب نتنياهو ؟. .
ختاماً: تعالوا اسمعوا تصريحات العالم الكبير (نعوم تشومسكي) قبل وفاته، التي أكد فيها ان أمريكا تقود العالم من حرب إلى حرب، ومن خراب إلى خراب، وقارنوها مع تصريحات امام الحرم المكي (عبدالرحمن السديسي) الذي يقول للناس ان أمريكا تقود العالم إلى مرافئ السلام ؟. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

جمع الطوابع

يقول الشاعر الإنجليزي جون دون (توفي 1631) في قصيدة شهيرة تحت عنوان: “تشريح العالم” ما يلي:
تدعو الفلسفة الجديدة الجميع نحو الشك.
عنصر النار خامد تماما؛
فُقِدت الشمس والأرض، ولا يستطيع ذكاء أي أحد
أن يرشده للبحث عنها.
لقد انهار كل شيء إلى أشلاء،
ذهب كل الترابط والانسجام.

انتهى كلام الشاعر الذي كان يتحدث عن أوروبا في القرن السابع عشر المليء بالاضطراب والخلافات حيث كان الناس على عتبة نموذج جديد أحدثته العلوم الطبيعية والرياضيات والمعرفة الجديدة التي تكشف عن أن الأرض تدور بحرّية في الفضاء، كما صاحب ذلك، بحسب الناقد والفيلسوف التربوي ويليم دول، أحداثا سياسية واضطرابات وخلافات دينية وفكرية حيث اغتيل هنري الخامس وبدأت حرب الثلاثين عاما، وفي إنجلترا فقد تشارلز الأول عرشه ورأسه. كان الجميع بحاجة ماسة للثبات الاجتماعي والسياسي والديني، وهذا ما جعل علماء مثل إسحق نيوتن وديكارت يروّجان في تعزيز هذا “الصراع نحو الاستقرار” كما أسماه أحدهم، وهي السمة الرئيسة في عصر الحداثة الذي كان وقتها يتشكّل.

الآن، لا أحد يشك أن العالم قد تجاوز عصر الحداثة وأننا إزاء نموذج جديد بدأ يتشكّل منذ منتصف القرن العشرين ولم يأخذ اسماً واضحاً يمكن تحديد معالمه بدقة، وإنما يمكن وصفه بأنه عصر ما بعد الحداثة فقط. الآن يبدو أنه يطل برأسه وكاشفا عن نفسه أمام الجميع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا. هذا العصر الذي نعيشه أكثر دراماتيكية من عصر الحداثة الذي استمر زهاء ثلاثة قرون أو تزيد منذ بداية الثورة الصناعية الأولى ويبدو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة مع بداية القرن الواحد والعشرين.

كان لعلم الفيزياء الكلمة العليا في عصر الحداثة ولعل القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على اليابان تمثّل ذروة هذا العصر. لم يقصّر علم الفيزياء في اكتشاف الدمار ووصل به الأمر إلى الوصول إلى أسلحة قادرة على إنهاء حياة البشر على الأرض في حال لو تم استخدام أكثر من 12500 رأس نووي يمتلكها العالم (أمريكا وروسيا يملكان معظمها). لهذا السبب، كانت العبارة التي يردّدها عالم الفيزياء رذرفورد والتي تقول ” كل العلوم إما أن تكون فيزياء أو جمعا للطوابع” تحمل الكثير من التبريرات والتهديدات.

الآن، تغيّر الوضع وأصبح العالم يهتم بنموذج جديد فرض نفسه وهو الاسم الذي كان يبحث عنه عصر ما بعد الحداثة. إنه عصر الذكاء الإصطناعي. ربما الجيل الجديد، أو جيل الذكاءالإصطناعي، لن يفهم مصطلح “جمع الطوابع” الذي تحدّث عنه رذرفورد ولن أقوم بشرحه لهم لأن الأمر يبدو مضحكا لجيل رقمي حياته الافتراضية قضت على حياته الحقيقية.

لدي فضول كبير للذهاب لكليات العلوم في جامعاتنا والمرور على أقسام الفيزياء هناك والتسكّع في ردهاتها وممرّاتها وقاعاتها لمعرفة أعداد الطلاب فيها وفي نفس الوقت تناول القهوة الأمريكية من مقاهي دنكن دونتس التي ربما تكون موجودة فيها كشاهد على العصر، ثم الحديث مع طلّابها وتطّييب خواطرهم والتهوين عليهم. هذه حال الدنيا ولا عزاء لذرفورد.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية؟
  • أفضل ما يستحب ترديده في ليلة الجمعة.. اللهم افتح لنا أبواب فضلك
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
  • لماذا يكره الناس سماع أصواتهم في التسجيلات؟.. إليك الأسباب
  • معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
  • “الأكثر رعبا في العالم”.. لماذا تستمر “صافرات الموت” في إثارة الرعب حتى اليوم؟
  • احتفالات بـ«غرب سهيل» و«أبوغصون» للفوز بأفضل القرى عالميا..«أحلى بلد.. بلدي»
  • جمع الطوابع
  • طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!