4 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تعيش محافظة نينوى، وخاصة مناطق سهل نينوى وسنجار، حالة من الاستقطاب الحاد بين الأطراف السياسية المختلفة، حيث يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني لاحتكار تمثيل الإيزيديين والسيطرة على المنطقة، بينما يعارض هذا التوجه العديد من الإيزيديين، إلى جانب العرب والتركمان الذين يرون في هذا التوجه تهديداً لمصالحهم.

وتشرف اتفاقية سنجار على تسوية الأوضاع في المنطقة، تحت إدارة فالح الفياض و تهدف إلى تحقيق الاستقرار وإعادة بناء المنطقة بعد تدميرها جراء هجمات تنظيم داعش. ومع ذلك، تعاني الاتفاقية من صعوبات جمة في التنفيذ، نتيجة التنافس الشديد على النفوذ بين القوى الكردية والشيعية والسنية والمسيحية.

و تتداخل مصالح الأطراف المختلفة في المنطقة، مما يجعل من الصعب تنفيذ أي اتفاق دون موافقة جماعية.

والتنافس بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والفصائل الأخرى يعرقل تنفيذ بنود الاتفاقية بشكل فعال.
ويعكس الصراع أيضاً تأثيرات القوى الإقليمية، حيث يتدخل كل من حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد في محاولة لبسط نفوذهم على المنطقة.

وأثار النائب السابق، صائب خدر، فكرة تحويل سهل نينوى وسنجار إلى محافظة مستقلة. لكن السؤال الأكبر يبقى حول تبعية هذه المحافظة، هل ستكون تابعة لإقليم كردستان أم للحكومة الاتحادية؟ مصادر تقول ان  إقليم كردستان يؤكد رفضه  القاطع لضمان هذه المناطق إلى بغداد، مما يزيد من تعقيد الوضع.

الإيزيديون كضحايا صراع سياسي

يجد الإيزيديون أنفسهم ضحية صراع سياسي داخلي وإقليمي. الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى لتثبيت نفوذه بينهم، لكن هناك فئات إيزيدية تعارض هذا التوجه، مما يزيد من تعقيد الوضع.

تشير أمينة خليل، من سكان سنجار: “نشعر أننا دائماً ضحايا للصراعات السياسية. نريد فقط العيش بسلام وإعادة بناء حياتنا، لكن يبدو أن المصالح السياسية تعيق ذلك.”

يتحدث علي أحمد، من سهل نينوى: “المنطقة بحاجة إلى استقرار وإعادة إعمار، لكن التنافس على النفوذ يجعل الأمور أسوأ. نحن بحاجة إلى حلول دائمة وليست توافقات وقتية.”

ويقول سالم جاسم، مواطن تركماني:”من غير المقبول أن تُحتكر المنطقة من قبل جهة واحدة. يجب أن يكون هناك تمثيل عادل لجميع المكونات لضمان استقرار المنطقة.”

وتعكس الأوضاع في نينوى وسنجار مدى تعقيد الصراعات السياسية في العراق وتأثيرها المباشر على حياة المواطنين. بينما تستمر التوافقات الوقتية والمجاملات السياسية في تسيير الأمور بشكل مؤقت، يبقى الحل الدائم مفقوداً في ظل غياب استراتيجية واضحة وفعالة لتحقيق الاستقرار.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: سهل نینوى

إقرأ أيضاً:

هل تنجح وساطة السوداني في تشكيل حكومة كردستان بالعراق؟

بغداد- بعد تأجيل دام أكثر من عامين، شهد إقليم كردستان العراق إجراء انتخابات برلمانية، غير أن نتائج هذه الانتخابات كشفت عن مشهد سياسي معقد، إذ لم يتمكن أي من الحزبين التقليديين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، من تحقيق الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة منفردة.

هذا الأمر وضع الحزبين أمام تحدّ جديد، إذ يجب عليهما الآن التفاوض والتحالف مع قوى سياسية أخرى لتشكيل الحكومة المقبلة.

ورغم تصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني للنتائج، فإن الاتحاد الوطني، باعتباره الشريك التقليدي في الحكم، يظل الخيار الأرجح لتشكيل تحالف حكومي معه. وعلى الرغم من ظهور أحزاب جديدة على الساحة السياسية، فإن تأثيرها في تشكيل الحكومة يبدو محدودا في الوقت الحالي.

وبخصوص الخلافات بين الحزبين الرئيسيين في كردستان، أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي الحيدري أن الخلافات موجودة بين الحزبين، ولكنه أشار إلى أن هناك حوارات ستبدأ بعد أيام من أجل التوصل إلى رؤى مشتركة لتشكيل حكومة قوية وبرلمان وإقليم واحد.

رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني (يمين) استقبل السوداني في أربيل الأسبوع الماضي (الصحافة العراقية) وساطة السوداني

ويواجه الحزب الديمقراطي الكردستاني صعوبات كبيرة في بناء تحالفات واسعة، خاصة في ظل رفض معظم أحزاب المعارضة المشاركة في أي حكومة تقودها الأحزاب التقليدية. ومن جهة أخرى، يسعى الاتحاد الوطني إلى استغلال هذه الظروف لتعزيز موقعه التفاوضي والحصول على مناصب مهمة في الحكومة المقبلة.

وتتجه أنظار بغداد إلى التطورات السياسية في إقليم كردستان، حيث يسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تعزيز العلاقات مع الإقليم، ولعب دور الوساطة لحل القضايا العالقة بين الحزبين الرئيسيين.

وعن هذه الوساطة، قال الحيدري -في حديث للجزيرة نت- إن "السوداني لديه قبول كبير في إقليم كردستان باعتباره من الشخصيات التي عملت على حل كل الخلافات الموجودة بين الإقليم والمركز ووضع آليات حل لهذه المشاكل"، منوها أيضا "بتعاون كبير أبداه السوداني مع حكومة إقليم كردستان في إقامة الانتخابات ودعمها معنويا وماديا".

وأضاف أن "رئيس الحكومة الاتحادية لديه قبول لدى جميع أطراف الأحزاب الموجودة في إقليم كردستان، وهذا يساعده على المساهمة في تسريع تشكيل حكومة إقليم كردستان".

وتابع الحيدري "هناك ملفات عالقة كثيرة بين الإقليم والمركز، من ضمنها الرواتب وتشريع قانون النفط والغاز والبيشمركة والمادة 140 من الدستور، وكل هذه الأمور يعمل السوداني على حلها واحدا تلو الآخر".

حل جميع المشاكل

القيادية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير أكدت أنه من دون تقارب بين الاتحاد والحزب الديمقراطي الكردستاني، فإن تشكيل حكومة قوية في إقليم كردستان العراق سيكون مستحيلا، وذلك سيؤثر سلبا في قدرة الإقليم على خدمة مواطنيه ودعم الحكومة الاتحادية في بغداد.

وقالت ريزان -في حديث للجزيرة نت- إن من الضروري أن يتواصل رئيس الحكومة الاتحادية مع الأحزاب الكردية للتوصل إلى حلول تؤدي إلى تشكيل حكومة إقليمية فعالة. وأضافت أن وجود إقليم قوي سيساعد كثيرا الحكومة الفدرالية، بينما أي مشاكل داخلية بين الأحزاب السياسية في كردستان ستؤثر على الحكومة الفدرالية وعلى العراق بأكمله.

وأكدت القيادية الحزبية أنه لا يجوز أن يكون هناك إقليم في العراق دون وجود حكومة حقيقية تقوده أو برلمان يمثل الشعب الكردستاني، ومن ثم فإن رئيس الحكومة الاتحادية يبذل كل ما هو ممكن من جهود للتوصل إلى حلول وتشكيل حكومة الإقليم وحل المشاكل بين الأحزاب الكبيرة.

وأشارت إلى أن دور رئيس الحكومة الاتحادية يتجاوز حل المشاكل داخل الحكم الفدرالي، إذ يجب أن يحل مشاكل كل العراق، بما في ذلك الأحزاب الكردية، على اعتبار أن الكرد جزء لا يتجزأ من العراق.

وأوضحت أن حكومة إقليم كردستان شاركت طوال السنوات السابقة في المشاكل القائمة مع المركز، مما يجعل السوداني يسعى للوصول إلى حلول جذرية للمشاكل تنسجم مع قرارات المحكمة الاتحادية، خاصة في ما يتعلق ببيع النفط ووصول واردات الإقليم إلى الحكومة الاتحادية.

وفي ظل وجود خلافات كبيرة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني، فإن الاتحاد الوطني الكردستاني يعتقد، كما ترى ريزان، أن الحزب الديمقراطي يسعى للسيطرة على الحكومة وخاصة على واردات الإقليم والنفط بأي طريقة يريدها، لإثبات قوته على الكل. وهذا سيؤثر، وفقا لها، على الاتحاد الذي يرى طوال السنوات السابقة أنه لا توجد شراكة حقيقية بين الحزبين، بل تسير الأمور وفق المصالح بينهما.

ونبهت المتحدثة إلى تصريح رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني الذي قال فيه إنه يريد شراكة حقيقية وواقعية لخدمة الحكومة والبرلمان والشعب في النهاية. ولذا فمع إقرار الجميع أنه دون توافق الحزبين الرئيسيين فلن تتشكل الحكومة، فإن الطرفين يسعيان لتقريب وجهات النظر بينهما وإنهاء جميع العراقيل.

حكومة ائتلافية

الأكاديمي والباحث السياسي عمار البهادلي أكد أن تحقيق هدف الوساطة، التي يقوم بها السوداني في كردستان، والتي جاء طرحها بعد زيارته الأخيرة للإقليم، يتطلب من رئيس الوزراء العراقي بذل جهود كبيرة لإقناع الأكراد بتقديم تنازلات، مع الأخذ في الاعتبار التوازنات الداخلية في العراق.

ويرى البهادلي، في حديث للجزيرة نت، أن طريقة تعامل حكومة بغداد مع حكومة أربيل سابقا مهدت الطريق لاختيار السوداني ليكون قوة مؤثرة ومحورية في هذه المرحلة.

ومع ذلك، يشير الباحث إلى أن الاحتدام السياسي القوي وعدم التقارب بين الأحزاب الكبرى في كردستان يمثل تحديات كبيرة في هذه المرحلة، خاصة بعد نتائج الانتخابات التي لم تسفر عن تحقيق الأغلبية المطلقة لأي حزب سياسي، مؤكدا أن هذا الوضع يجبر الكتل السياسية على الذهاب إلى خيار تشكيل حكومة ائتلافية من خلال مفاوضات مكثفة لتحقيق نوع من التقارب في وجهات النظر.

مقالات مشابهة

  • مصدر سياسي كردي:عقدة تشكيل حكومة الإقليم التمسك برئاستي الإقليم والحكومة من قبل حزب بارزاني
  • الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان
  • هزة ارضية بشدة 3.4 تضرب محافظة نينوى
  • العراق: تهديدات واضحة من اسرائيل
  • طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن بعد تهديدات
  • نينوى.. استمرار عملية التعداد السكاني بشكل منتظم ومن دون معوقات
  • محافظ نينوى يعلن انجاز التعداد السكاني بالمحافظة بنسبة 100%
  • روسيا: نبذل “جهودا قصوى” لتجنب صراع نووي
  • الأنواء الجوية: تساقط للأمطار وانخفاض في درجات الحرارة
  • هل تنجح وساطة السوداني في تشكيل حكومة كردستان بالعراق؟